أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد عليان - ثقافة الخطف.














المزيد.....

ثقافة الخطف.


أحمد عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 01:37
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    





من أنماط السلوك الفجة التي كانت سائدة الى وقت قريب لدى بعض المنحدرين من المجتمع الريفي
ظاهرة الخطف ..خطف ما بيد الغير عنوة من غير تستر لأن الخطف يقع على شكل مزاح .
حيث يجد المخطوف منه نفسه ضحية غفلته أو ثقته بالخاطف الذي استولى على ما كان بيده بينما
تنبعث من الخاطف قهقهات الانتصار المعبرة عن الافتخار بامتلاك قدرة الاستيلاء بفضل الامتياز
بالمهارة و الحذق التي تمكن صاحبها من المخاتلة و السرعة في افتكاك الغنيمة من يد الضحية .
و أشهر ما عرفته عن هذا النوع من الخطف المزاحي ما كان شائعا في بعض الولائم حيث يقع
الخطف لقطعة من اللحم أو حبة حلوى من يد أحد المدعوين من طرف مدعو آخر سواء كان
الخاطف جالسا مع المخطوف منه أو كان مباغتا له من الخلف من غير الجالسين معه...
المهم أن الخاطف يعمد الى افتعال التلذذ بالتهام ما خطف على مرأى من الجميع ممعنا في
التباهي بصنيعه الذكي عن طريق حركات و تعليقات توسع من دائرة المزاح ..أما المخطوف منه
فتتراوح ردود فعله بين مسايرة الخاطف في المزاح و التفكه بما حصل فيعمد الى تعليقات معارضة
لتعليقات الخاطف و مبادلته تهكما بتهكم ، أو الاعتراض الجاد عن سلوك الخطف باظهار تعابير الاستهجان
و الاستياء ، أو يعمد الى الصمت متجاهلا تعليقات الخاطف و غيره .
و قد يصل الأمر الى غضب المخطوف منه فيعمد الى شتم الخاطف و مغادرة الوليمة قبل انتهائها..
وبين هذه الحالات درجات متفاوتة من حيث تقبل أو رفض هذه الظاهرة التي يصعب تفسير ممارستها
رغم غرابتها عن منظومة القيم و الآداب ..
لقد عايشت هذه الظاهرة آخر مرة منذ حوالي نصف قرن ، و لا أدري كيف تم أختفاؤها بعد ذلك..
غير أن فكرة الخطف بقيت تتردد في ذهني كلما لاحظت سلوكا مشبعا بعقلية الاستحواذ و الاستيلاء .
وفي هذه الأيام شاهدت تصرف سيدة كانت في طابور لا يتجاوز عدد أفراده خمسة اشخاص و بكل
جراة احتالت لتتقدم على اثنين ممن كانوا قبلها ، أي أنها خطفت دورا من غيرها .
الأمر الذي أثار لدي بعض الأفكار المتعلقة بأصل مثل هذه التصرفات و علاقتها بظاهرة الخطف لدى
بعض الحيوانات التي تعيش وفق قانون الغابة .
و وجدت نفسي أربط فعل الخطف بالسلوك البدائي الكامن في نفوس المجتمعات التي لم ترق الى
مرتبة التهذيب الأخلاقي الناتج عن التعاطي الايجابي مع المعارف و القيم الانسانية الرفيعة.
فدرجة البدائية التي يجسدها الخطف المباشر لشيء مفيد في اللحظة الحاضرة تحول و ما زال يتحول
الى أنواع من الخطف الغير مباشر لمكاسب أكبر و بأساليب أفضع ..
فالغش و الاحتيال و التهريب و الرشوة و استغلال النفوذ ، و كل ما يؤدي الى الثراء الفاحش السريع
عبارة عن خطف يجعل الخاطف مستحوذا على مكسب غير مشروع ، و بأفل مجهود ممكن .



#أحمد_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف و الثقافة النرجسية.
- -إضاءات حول رواية جنة الجحيم -
- رحلة لم تنته بعد
- وأخيرا وجدت ضالتي
- وأخيرا وجدت ما يستحق القراءة
- سلمان ناطور وأدب الذاكرة الفلسطينية
- شباب غزة حاجة للترفيه والترويح النفسي أكثر من أطفال الإمارات
- دور الاحزاب في تفكيك الترابط الاجتماعي


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد عليان - ثقافة الخطف.