|
لايريدون اسقاط النظام يريدون اسقاط سورية نفسها
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 10:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عفوا سيدي الرئيس انهم لا يريدون الاصلاح ولا يريدون اسقاط النظام انهم يريدون اسقاط سورية نفسها واسقاط النسيج الوطني السوري المتين عبد الرحمن تيشوري شهادة عليا بالادارة شهادة عليا بالاقتصاد دبلوم علوم نفسية وتربوية
كثيرا ما كتب عن الديموقراطية والحرية وانا اقول دائما إن كل شعب ينال الديموقراطية التي هو اهل لها وكذلك الفرد أي بمعنى اخر من يملك اقتصاديا ويسيطر يستطيع إن يكون ناخبا ومن يغيب اقتصاديا لا يستطيع إن يحضر سياسيا ويصوت ويكون ديموقراطيا وهناك ظاهرة شراء الاصوات ولقد وصلت إلى عند نا ومورست فعلا كما يقال في انتخابات الغرف التجارية والصناعية حيث يدفع مرشح مليء وثري رسوم الانتساب السنوية ل500 عضوتجار صغار مقابل إن يصوتوا له وبالتالي يضمن الفوز لذا نقول هنا إن ديموقراطية الاثرياء والاغنياء هي غير ديموقراطية الفقراء مع العلم ان الفريقان متساويان في امتلاك كل المؤسسات الديموقراطية والدستورية من هيئات برلمانية ونظم انتخابية واحزاب سياسية لكن الاختلاف بعد ئذ في حقيقة ما يجري أي في حقيقة المضمون الديموقراطي وانا اقول هنا إن الفقر والعنف وغياب الحريات كل ذلك امور تؤثر بشكل مباشر على العملية الديموقراطية وتغير نتائجها كليا • إن الفقر لا يوفر تربة صالحة تنمو فيها الديموقراطية لان صوت الناخب يزداد حرية كلما زادت قدرته الاقتصادية وعلى العكس ايضا تقول بعض الادبيات السياسية إن من لا يملك قوت يومه لا يملك صوته ذلك إن اصحاب الثروة في المجتمع يكونون اكثر قدرة على التأثير وامتلاك صناديق الانتخاب التي تتحول إلى توابيت للديمواقراطية لا حقا • كنا نربط بين الفقر ودرجة الوعي فكلما كان الفقر اكثر انتشارا كان التعليم اقل انتشارا وكانت الامية حائلا دون انتشار الوعي والمعرفة والوعي والمعرفة يمثلان ركيزة اساسية للمشاركة السياسية والوعي هنا يعني الوعي السياسي والوعي الانتخابي وقدرة الشخص الناخب على التحليل والتركيب ومعرفة اذا كان المرشح منا فقا أو لا • إن المشاركة ولعبة الديموقراطية اصبحت في ذيل الاهتمامات عند الفقراء مع العلم إن الديموقراطية هي الحل وهي المفتاح للتقدم
وحل مشاكل الفقر وانخفاض مستوى المعيشة وقد درست الامم المتحدة الموضوع في امريكا اللاتينية حيث تقول الارقام إن امريكا اللاتينية ليست الاكثر فقرا في العالم انها ليست اكثر فقرا من افريقيا ومع ذلك فان من هم تحت خط الفقر ترتفع نسبتهم إلى حد كبير جدا حيث تصل في بوليفيا إلى 85 % وجواتيمالا 80 % وبيرو 74% والبرازيل 66% والارجنتين 30 % والسبب هو سوء توزيع الدخل الذي تم قياسه طبقا لقاعدة شريحة العشرين بالمائة العليا من الدخول وشريحة العشرين بالمائة الادنى من الدخول وهكذا يبدو إن امريكا اللاتينية هي رائدة عدم المساواة في العالم • وفي هذا المجتمع الذي تكثر وترتفع فيه نسبة الفقراء تكثر ايضا نسبة الجرائم والارقام هي الاعلى في العالم حيث تصل نسبة الجرائم إلى 7 % من عدد السكان حيث قدر احد الخبراء إن تكلفة الجريمة في كولومبيا 15 % من الناتج المحلي وهو رقم مخيف وقياسي دون شك •المهم هنا هو علاقة الفقر والجريمة بالديموقراطية وهنا نقول انه لا ديموقراطية في مجتمعات الفرصة المحدودة جدا حيث يحدث التكالب والاقتتال على فرصة العمل وفرصة الرزق وفرصة السكن ويلجا البعض إلى العنف والجريمة وترتفع نسبة البطالة وتزد حم المساكن غير الصحية بالبشر وتنتشر جرائم المال والنفس والعرض والشرف وفي هذه الظروف والاحوال لاتكون الديموقراطية حقيقية ولا تعبر عن حالة سليمة وصحيحة حيث يمكن التاثير على الناس من خلال حاجاتهم وبالتالي استمالة وشراء اصواتهم باسعار بخسة وهنا اقول للجميع إن اصواتكم مهمة جدا لا تهملوها ولا تبيعوها وانتقوا الافضل والاحسن والاكفا لا ن في ذلك مصلحة لكم ولا بنائكم وللبلد • اجرت مجلة الايكونومست البريطانية دراسة عن السخط والرضى عن الاوضاع الديموقراطية في القارة الامريكية وكانت النتائج إن الذين عبروا عن رضاهم 15%ممن شاركوا في الاستقصاء و85 % قد عبروا عن عدم رضاهم بدرجات متفاوتة وذلك بالرغم من وجود برلمانات واحزاب ومجتمع مدني • اذا انها ديموقراطية شكلية ديموقراطية الفقراء لانها تتلقى ضربات من جميع الجهات لان الذين يسيطرون اقتصاديا يسيطرون سياسيا والغائبون اقتصاديا غائبون سياسيا وعندما يكون الفقر ياتي العنف نتيجة فتتخذ اجهزة السلطة العنف ذريعة لاجراءات غير ديموقراطية مثل قانون الطوارئ ووصول الجيوش إلى الحكم وانتقاص الحريات وغير ذلك المضمون الحقيقي للديموقراطية - الديموقراطية علاج للعنف - المشاركة تربط خلايا المجتمع مع بعضها - الديموقراطية تساهم في اعادة توزيع الدخل من خلال السياسات العادلة التي تضعها الاغلبية الحاكمة وهي اغلبية فقيرة - الديموقراطية ممكنة مع اعلام حر - الديموقراطية تحتاج إلى الشفافية في عمل كل مؤسسات الدولة - الديموقراطية تستوجب محاسبة القائمين على امور الدولة لا سيما انفاق المال العام - الديموقراطية تفضح الفساد والطبقات الفاسدة - الديموقراطية الدورية تعري الفساد وتعني تداول سلمي للسلطة ورموزها - الديموقراطية تسمح بفضح الحكام الذين يستغلون مواقعهم اين الضرر في وجود حزب يعارض حزب البعث؟ ففي الاقتصاد كنا نقول إن أفضل وسيلة لتحسين الإنتاج والإنتاجية وتخفيض الأسعار هو التنافس، وتمكنا فعلاً من تطوير المنتج السوري وتحسينه حين شعر الصناعي أن هناك منتجاً آخر يهدد صناعته. في السياسة الأمر لا يختلف عن الاقتصاد، فحزب معارض يعني لزاماً على حزب البعث أن يطور ذاته وأفكاره وكوادره لتكون قادرة على منافسة الأحزاب الأخرى أو الحزب الآخر، وهذه حالة صحية بكل تأكيد ولن تأتي بأي ضرر لسورية. علينا أن نتعلم أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية، والأغلبية قد تكون بفارق أجزاء مئوية لكنها تبقى أغلبية. الديمقراطية تعني الحوار والإعلام الحر، وأن يحظى كل الأطراف بمساحة متعادلة والحكم يكون لصناديق الاقتراع، والجميع ينحني أمام النتيجة ويحيي المنافس برقي ويحضر نفسه للمعركة الانتخابية المقبلة. الديمقراطية لا تعني التخريب والدمار والطائفية، بل تعني المواطنة وحرية كل فرد في التعبير عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة دون أن تزعج الآخر أو تتعدى على حريته أو ممتلكاته. كل السوريين يعرفون معنى الديمقراطية ولا تحتاج إلى شرح، لكن في مثل هذه الأيام علينا أن نذكر ولو قليلاً بمعنى هذه الكلمة لنتعلم جميعاً كيف نعترف بالآخر. اليوم نحن بحاجة إلى الحوار والشفافية وإلى المعارضة النزيهة والشريفة. في الأيام القليلة الماضية حصل حراك سياسي واسع في سورية وكان كل سوري يعبر عن رأيه في الأحداث بشفافية وكما كان يراها هو، وشهد موقع «فيسبوك» ومواقع ومدونات أخرى معارك لفظية، لكنه شهد أيضاً ساحة للحوار والنقاش بين المثقفين والمواطنين وبين مغترب ومقيم وبين معارض وموال. وكانت بعض الحوارات بغاية الشفافية، في حين كان البعض الآخر محبطاً إلى درجة توزيع التهم بالتخوين والعمالة، وتحول النقاش إلى تهديد ووعيد حتى إن أغلبية الإعلاميين السوريين تلقوا تهديدات بالقتل، وآخرين تمت محاصرتهم وإشهار السكاكين في حناجرهم. هذه ليست ديمقراطية وليست حرية وليست سورية بكل تأكيد، نريده حراكاً سياسياً مبنياً أولاً على قبول الآخر مهما كانت توجهاته وانتماءاته ومعتقداته، حراكاً يخدم كل السوريين وليس فئة على حساب فئة أو فئات أخرى، حراكاً ينقلنا إلى مرحلة الديمقراطية لا يعيدنا إلى عصر الجاهلية. نحن اليوم بحاجة إلى الحوار وإلى تنظيم الحراك السياسي في سورية، وهذه دعوة لكل المعارضين ليبدؤوا من الآن في تنظيم صفوفهم وأفكارهم وبرامجهم لأنه قريباً سيكون عليهم أن يحدثوا الناس ويخرجوا إلى العلن ويقدموا أنفسهم كمعارضين لديهم برنامج مختلف يكون الأساس لأحزابهم، وسيكون لزاماً على الجميع قبول حكم الناخب. وهي أيضاً دعوة للمتظاهرين لوقف استخدام الشارع للتعبير عن رأيهم وأن ينتقلوا إلى العمل السياسي وينظموا أنفسهم في أحزاب ليشاركوا فعلياً في بناء سورية الغد.
العملية الديموقراطية لدينا للاسف الشديد حتى الان لم نتعلم ابسط مبادئ الديموقراطية التي تعني انتخاب الافضل والا كفأ لادارة مؤسساتنا الحزبية والادارية والحكومية والتشريعية وعندما ننتخب نسنتند إلى معايير بالية ومتخلفة جدا أي بمعنى لم ننتمي بعد إلى الوطن بل مازلنا ننتمي إلى العشيرة والقبيلة والطائفة والمنطقة وغير ذلك وانا اوجه نداء هنا إلى كل الناخبين في أي مكان وفي أي مؤسسة وفي أي حزب سوري إلى انتخاب الذي يتمتع بالصفات التالية : - النزاهة اولا ثم الكفاءة والخبرة - الذين يملكون ميزات وقدرات ابداعية لقلب الموازين لصالح الوطن - الإنسان الفاعل الذي يعمل قليل الكلام - الذي يدفع الضرائب ويحافظ على المال العام والوقت العام ولا يستخدم سيارات الدولة في غير دواعي العمل - الذي ولائه لسورية ويحترم القوانين ويقف على مسافة واحدة من الجميع - الجريء النشيط الصريح المثقف المشارك واسع الافق الحر غير التابع لاحد الا لمشروع تطوير سوريا الذي طرحه الرئيس الاسد عام 2000 واخيرا نقول تبقى ديموقراطية الاغنياء افضل من ديموقراطية الفقراء لان كثير من الناس هناك ينتخبون على اساس الوعي وبرامج الاحزاب والراي العام لكننا نحن فقط لا نمارس الديموقراطية كما يجب لذا نقول لكل شعب ديموقراطيته وخصوصيته وما نريده إن نرتقي بديموقراطيتنا حتى تحقق لنا التحديث والتطوير الذي ننشده والذي فتح بوابته من جديد الرئيس الاسد عبد الرحمن تيشوري
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التغيير المطلوب في سورية يجب ان يشمل كافة القوى وان يصل الى
...
-
مايجري الان يؤكد ان العرب لن يحققوا وحدة وتنسيق وتضامن ونقد
...
-
الوضع القانوني لعاملات المنازل الاجنبيات في سورية
-
جواز السفر واهمية حماية هذه الوثيقة
-
رؤية المنظمات الحقوقية لواقع الخدمة المنزلية في الوطن العربي
-
الطب الاداري للاورام الادارية
-
التأمين واهميته الاقتصادية
-
الحكومة جديدة جزئيا والاليات قديمة كليا
-
( ان إرضاع السياسة والسلطة لذيذ لكن فطامها صعب جدا )
-
حماية الملكية الادبية والفنية والعلامات التجارية عوامل جذب ه
...
-
اثر الحكومة الالكترونية على الادارة العامة
-
قانون حماية المسهلك؟؟؟
-
اقتصاد السوق الصيني الاجتماعي في مواجهة عولمة امريكا
-
تنظيم وبناء سوق العمل ليضم كفاءات حقيقية
-
النظام المحاسبي والمالي للجهات العامة بحاجة الى تطوير وتعديل
-
غسل وتبييض الاموال
-
الزواج والصحة
-
السعادة من وجهة نظر علم نفس السلوك
-
الحكومة السورية الالكترونية التي لم نشعر بها ؟؟؟؟؟
-
الاقتصاد البيئي والامن البيئي - عبد الرحمن تيشوري
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|