أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حسن - ملاحظة متواضعة ،بين اشكالية حنظلة الفرد ، واغتيال الفكرة














المزيد.....

ملاحظة متواضعة ،بين اشكالية حنظلة الفرد ، واغتيال الفكرة


نضال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


عند امتداد يد الظلام بكاتم الصوت لتطال جبين ناجي العلي الندي بضباب لندن في اشتياق البلل من صباحات الشجرة المهجرة في الجليل ، فان المواجهة تقع هنا ليس مع حالة من التصفية الفيزيائية لوجود كائن يحمل اسما وعنوانا ومهنة ، وانما امام السياق الطبيعي لردات الفعل االعصبية الجبانة المخصية من اعداء -عرفهم ناجي واشار عليهم بحنظلته ، ولحسن المصادفة او لعدالة ممكنة في وعي فقراء الوطن فان حنظلة ارتقى للخلود في الوعي الجمعي الفلسطيني ، وارتد مغتالوه
الى ""اسفل السافلين""" بعبارة الذكر الحكيم .
ولعل حنظلة بانطلاقته واعادة انبعاثه ثانية باغتيال الروح التي حملته واقتسمت ذاتها معه يتكثف فيه التصوير للفرد الاشكالي ، من خلال ابرز ما يتقاطع مع واقع اشكالية حنظلة في احدى لوحات ناجي العلي الكاريكاتورية ، التي يصور فيها حنظلة ببراعة بالغة في استخدام الموروث الثقافي والادبي الانساني ، مسجى هامسا للارض في موته اللحظي باختراق احد اسهم المعركة لكعبه المدمى ، اذ ان استخدام ناجي العلي للاسطورة الاغريقية ""طروادة""في هذه اللوحة واضح ، وتصوير حنظلة عبر الشخصية الاشكالية في هذه الاسطورة ""آخييل"" يتضح بشكل اكثر تعليلاً عندما نتطلع بدور حنظلة في كاريكاتير ناجي العلي ،كونه الشخصية المركزية فيه ،والفرد الاشكالي بامتياز ، اما لماذا نعتبر حنظلة فرداً اشكالياً، وبامتياز ايضا ؟.
نتعامل مع حنظلة على انه الممثل الابرز والتعبير المكثف عن الفرد الاشكالي في الكاريكاتير الذي قدمه ناجي العلي ، حتى في لحظة وجوده الاولى ،فهو قد سقط الى عالم البشر / العالم المادي ، من عالم الوعي ،عبر آزمة يعانيها الميدع الذي خلقه ، وقد آتى الى لوحات ناجي العلي كثوري خبير متمرس ،صاحب حق تاريخي ،ومتجذر في الدفاع عن هذا الحق ، وبمراقبته ومعاصرته لما مر بالقضية التي تبناها ،كثيراً ما وقف في وجه اكبر الخيبات واصعب لحظات الخذلان ، فبعد ان قدم ليقلب العالم بشكل منحاز للمستضعفين ، وجد ان اضطهادهم وضعفهم يزداد ويتعقد ، الا انه كان على دراية واعية ممتزجة بالفطرة بسبيل الخلاص ،فالثورة بوصفها قلباً جذريا لمعطيات الواقع وفرضاً للحقيقة مرسومة في مخياله ، لكن آين السبيل لكي ترى النور .
لقد واجه حنظلة الاصطدام الفظ بحركة الواقع تماماً ، كما واجهت هذا الاصطدام مروحة من الشخصيات الاشكالية ، من آبطال آعمال ادبية خالدة ، كالزير سالم في التراث العربي مثالاً ، آو هرقل وآخيل في التراث الاغريقي ،واللاز عند الطاهر وطار ومتعب الهذال لدى عبد الرحمن منيف في رائعته الخماسية مدن الملح، زوربا في ما قدمه كازنتزاكس لاثراء الادب العالمي ،وحنظلة لدى ناجي العلي ،وتجدر الاشارة في هذا الموضع الى ان حنظلة بما يمثله كفرد اشكالي انما هو في صلب الادب الملحمي والاعمال الكبيرة ، وببساطته ، عفويته ، وموقفه النقدي من كل ما هو حوله انما يستحق ان يطلق عليه مفهوم الفرد الاشكالي ،لما حمله من مسؤلية اتجاه الاخرين ،كما في حالة الشخصيات الاخرى المستعان بها هنا .
اذا يتجاوز حنظلة تعريفه كفرد اشكالي في العمل الادبي خاصة ناجي العلي ، ليكون فرداً اشكالياً بامتياز ، هذا ان مجمل اعمال ناجي العلي قد امتازت بعد خلقة لحنظلة اول مرة بحضور بارز وغير موارب لحنظلة ، فقد اصبحت احدى ادوات تحليل ناجي العلي -حنظلة نفسه-اكثر من مجرد اعتباره مؤشر كآحد المؤشرات الاخرى . وبهذا يتفق استخدام ناجي العلي لحنظلة مع تعريف فيصل دراج للفرد الاشكالي في كتابه ""نظرية الرواية والرواية العربية ""على انه الذي يسقط في التيه حين يلتقى بالعالم ،كان بين الطرفين ،هوة متجددة لا يمكن عبورها ،وتصدر القطيعة كما يرى لوكاتش الذي صدمته حرب مروعة ،عن بطل متدهور يبحث عن قيم اصلية في فهم عالم متدهور بدوره وبوسائل لا يعوزها التدهور ايضاً " (دراج،1999،38).


ملاحظة حول الملاحظة : ان الفرد الاشكالي كمحور للتحليل الادبي ، هي احد الادوات التي تتميز بها المدرسة البنيوية التكوينية/التركيبية ،لتحليل الادب ،والتي -آي البنيوية التكوينية - طورت في شكلها الحالي عبر الاسهامات التي قدمها لوسيان غولدمان في هذا الاطار بناءا على ما قدمه من قبله جورج لوكاتش ، مرسمين حدود هذه المدرسة الماركسية في دراسة الادب .



#نضال_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديق الوطن :ميلاد التحرير
- لماذا الانقسام وليس الاستعمار وآوسلو؟
- كومونوتان -جنتان
- جمول حبيبتي .... جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ,اوتوبيا ال ...
- الحركة النسوية الفلسطينية بين الحزب السياسي وعولمية التمويل ...
- الابارتهايد بشع كفكرة، لا تجملوا جدار التوسع والفصل العنصري
- مماحكة ممكنات انبثاق حركة اجتماعية فلسطينية بعد قرن من النضا ...
- وليم نصار نحو فلسطين للتضامن مع سعدات والاسرى ،بعد اطلاق الب ...
- ما استجد باريسيا !!
- لا انفكاكية التنميات
- مع وليم نصار مجدداً-شعرية الفودكا والانتصار للرفيقات .
- ايفو موراليس 444
- لواء الثورة ,الضحية الدائمة,فلا تقتلوه مرتين - مقال حول فلم ...
- إلى د. وليام نصار حول أزمة الثقافة العربية


المزيد.....




- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حسن - ملاحظة متواضعة ،بين اشكالية حنظلة الفرد ، واغتيال الفكرة