أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راسل كاظم - جدلية العلاقة بين النص والعرض المسرحي














المزيد.....

جدلية العلاقة بين النص والعرض المسرحي


راسل كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


لقد غدت العلاقة بين النص والعرض المسرحي علاقة جدلية إرتباطية يتحول فيها النص من نظام معين إلى نظام آخر في العرض، فالنص يعد المادة الأولية أو العنصر المادي الأول الذي يكون المنطلق لقراءة جديدة، هي قراءة العرض، ونادراً ما يمر النص على خشبة المسرح من دون تعديل أو إضافة، ففي تجسيد النص، يشدد المخرج والممثل على أهمية مراحل معينة في النص ويقللان من أهمية مراحل أخرى، فالنص عبارة عن علامات مرصوصة رصاً، وغير عاملة إلا بفعل القراءة ومهارة المخرج والممثل في إدراك معانيها، والإجابة على ما تقترحه من أسئلة، كذلك توجد داخل النص معانٍ توليدية تحيل إلى موضوعات جديدة من خلال تثوير بناها الداخلية وإضاءتها. وقد نقلت الثورة المسرحية الحديثة المسرح من سلطة النص إلى سلطة أخرى هي سلطة مكونات العرض، بعدما كان النص في المسرح التقليدي المحور الأساس والمرجعية الوحيدة لما يقدم إلى الخشبة. ما دعا إلى تثوير العملية المسرحية على إقتراح أن النص هو معطى مفتوح وهو مجرد إقتراح أو إحتمال يشتبك مع إبداع المخرج والممثل، فلم يعد العرض تجربة عاكسة أو إعادة إنتاج للنص، بقدر ما صار عملاً إبداعياً جماعياً تتعدد لغاته ومستويات قراءاته، والمبدع حين يباشر النص لا يبحث عن المعنى المحدد للنص من خلال تفسيره لهذا المعنى، وإنما يبحث عن مناطق تدفعه للإشتغال على مساحات واسعة من المعاني، وكما يقول يوغاتريف بأن “العرض المسرحي هو بنية سينمائية تحول كل شيء إلى إشارة، والإشارة تشير إلى دلالة الموضوع، وليس إلى الموضوع”. كما إن طبيعة القراءات المتعددة للنص المسرحي هي التي تحمله من مكان إلى مكان آخر ومن زمان إلى آخر، على وفق مرجعيات القراءة الجديدة وخصوصية الإبداع، فالشفرات والعلامات والرسائل الإجتماعية تتغير بتقادم الزمن والتطور الحضاري والجمالي والسياسي والإجتماعي. وإستبدال وإستعارة المعنى هما محور الإبداع المسرحي لترجمة القصة إلى عرض، لأن لغة العرض المسرحي ليست بالضرورة لفظية تماماً، إذ يمكن لأنظمة أخرى من الدلالات أن توجد لتقدم عدداً من القراءات المحتملة، فلغة العرض قد تكثف أو تختزل أو تحول بالإعتماد على المعطيات الذهنية الواعية واللاواعية للمخرج والممثل. وتعتمد بشكل أكبر على المرجعية المعرفية لعلاقاتهم مع العالم الخارجي، فتحويل المفردات اللغوية الموجودة ضمن النص إلى دلالات كبيرة لا تمتلكها عند وجودها المحدد ضمن بنية النص، يعطيها صيغة فنية فضلاً عن طاقة كبيرة قادرة على أن تتحول إلى عناصر علاماتية تتشكل وفق نسق ونظام تتمظهر من خلاله عبر منظومة عرض كاملة، تمتلك طاقة تعبيرية عالية تقوض الإحساس بترابط الدال والمدلول عند التشكيل العرضي، فالدال يبحث بإستمرار عن مدلولات متغيرة، غير تلك التي تكون سائدة بفعل الحياة، وبهذا يكون الدال مولداً لمعانٍ جديدة من خلال بثه لأفكار جديدة. وبهذه الجدلية فإن مفهوم المعنى الأحادي للنص هو فكرةخيالية ومن المحال أن يكون للنص معنى واحد، فالمعنى يتركب عبر عدة مراحل مبتدئاً بأساسه الأول المتولد في مخيلة مؤلف النص مروراً بالمعنى الموجود ضمناً داخل النص وصولاً إلى المعنى المبني حسب رؤية المخرج والممثل، وتعددية النص لا تعود لإلتباس أفكاره إنما لما يمكن أن نطلق عليه التعدد المتناغم للدلالات التي يتكون منها، وهذا هو سر خلود النصوص العظيمة للكتاب مثل “شكسبير” الذي بقيت نصوصه منجماً للقراءات المتعددة في كل زمان ومكان.
والمخرج بإختياره لنص معين فإنه يدرك آلية إرتباط النص برؤيته الخاصة ويعمل على إجراء تآلف وإنسجام فيما بينهما، أي إنه يسهم في إشراك خياله لتأليف نص جديد، هو نص العرض.



#راسل_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) محاولة لترقيع التاريخ باسلوب س ...
- ما بعد الحداثة وجماليات المسرح
- الممثل المبدع فنان متجدد
- المثاقفة والتراث العربي المسرحي
- الان والمرحلة السابقة
- اعادة سميأة العرض لدى المتلقي المسرحي


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راسل كاظم - جدلية العلاقة بين النص والعرض المسرحي