مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 02:52
المحور:
الادب والفن
صاحبة البار
تتمهل كالوزة البيتية
تبدو متعبةً من سهر الليل
ترفل في ثوبٍ رماني شفاف
ولها رائحة اللوز الجبلي
تتنقل بين الزوار
تبحث في الصحف الصفراء
عن وجهٍ اصفر
تبحث في وجه الجالس قرب الموقد
الوجه المتخشن مثل قشور الجوز
وحظوظ رجالٍ يغفون على النار
وعلى دخان السفر الجوال
في أسفار رجال الثكنات
وقتٌ يمضي
وكؤوسٌ فرحانةٌ مملوءة
وكؤوسٌ فارغة تبكي
ورؤوسٌ تتثاقل في خدرٍ سري
وأنا الداخل في عنق الدن العنبي الأسود
رمش الدقة والتعبير عن الخلوة
أترطب مأخوذاً باللذة
يأخذني سحر الليل إلى البار المفتوح.
.....................
السر بصاحبة البار
سرٌ ليلي
تتجاهلني عمداً، وتُناظرني سراً
بالعينين الواسعتين
تفهم مني
إني المجذوب
وأنا الداخل في الأعين
رجلٌ شاب الشَعْر وشاب!
اطلب منها أن تحكي لي
معنى أن تصمت عني
وأخيراً.. في تعداد المرات
تسألني عن غرقي في لجة نسيان الزمن المنسي
تعرف إني ابغض تلك الأعوام
لكن تبقى في الإلحاح
ـــ لمَ تبقى في الخدر السري؟
أي رجوعٍ للبار
يعني هروباً مني
أي سلوكٍ نحو الماضي
يعني خلوداً في ضلع المرأة؟
فأغض الطرف المتحرك لكنْ .. ها أني أبحلق في غفلة
في ضلع الرجل الواقف قرب البار
أتواصل في الضوء مع الضلع الأيسر
وصبايا يغسلن تباعاً واجهة المصباح
وبسحر الموسيقى الناعس
يتراقصن فراشات خيال المتعةْ
فأعض نواجذي إجلالاَ
امرأةٌ تبدأ حرفاً أفضل في العقل
آلاف يتصعلك فيهم زمن الغيرة
رجلٌ يلحس إصبعه، لا يتساوى،
مع امرأةٍ تمنح للغربة دفء الوعد
....................
السر بصاحبة البار
تتنقل في أرداف العِجل الحاضر للذبحي
وأنا الشاهد في السرِ
أتمتع بالكأس الراقص في هزّ الصبِ
أتغزل فيه
غزلاً عذرياً
وأعلن جهراً
كي يسمعني العشاق
في البيت الشعري
حبي قنطارٌ بلا وزنٍ قلبي أسفار بلا سجن
اسكر من عسل الريق الطـــع منه بـلا وهن
فتقوم بلا عجزٍ
صاحبة البار
فتزور مقاعد فارغة
وببطءٍ تجلس قدامي
وبلا صوتٍ
تضحك من قري
فتعود لتسألني
ـــ من أين تعلمت فنون التقطير
ورسمت فنون التذكير
وتعلمت الغزل اللامرئي؟
ـــ من أين تعلمتَ فنون القرِ؟
سيدتي يا صاحبة البار المركون على ضلع الذكرى
الناس مرايا
الناس سراياً
وسرايا تأتي وتعود
ومرايا تعكس ظل وجوهٍ
تخفي قلقاً، مرسوماً بالحزن
وأنا الجالس في الموعود
السر الكامن فيك
أنت السر وبقايا السر المكنون
لا يخلد فيك
غير ضجيج البار
والسر البالغ في المتعة
سرٌ ليلي
سيدتي يا صاحبة البار المرهون على مغص الصبر
سرك سحر الليل ، حتى لو اعلنت، أن لا سر لديك
فقلبك مثقل بالوهم
مثقل بالسر المخفي
حتى إن كان الثوب الملهوف الرماني
يتطاير ريشاً، جراء هواء المروحة السقفية
20 / تموز / 2011
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟