|
يبقى الشعب الليبي هو عرّاب القرار التحرري ...
خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 16:38
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الف مبروك لكومونة الحرية ليبيا المزدهية بأعلام الفرح وتلاوين النصر . ها هي الثورة تتسلق بأرواح الشهداء جبل توباد الحرية . والمدن والقرى والقصبات تتحرر بعزم المواطن الليبي وسيل النار يجتاح الطغاة الجاثمين لعقود على خناق الشعب الليبي . طوبى للشهداء وللأحرار المتقدمين بمشاعل الى الحرية الى إنبلاجة الصباح في ربوع الوطن الشجاع . لقد أثبت الليبيون أنهم الشجعان والليوث والعمالقة . لقد جاؤوا بكأس انتصار الشعوب . إنها مدرسة وعبرة لمن بقي شعبه مترددا أمام فوهات شرطة الحكومات الشمولية والطائفية . المجد والخلود للثوار الذين سقطوا ولايزالون يتساقطون على مذبح الحرية والى آخر لحظة في محيط باب العزيزية ومن أجل تحقيق الكرامة للشعب الممسوح الهوية على يد الطاغية . المجد للشعب الليبي عراب القرار التحرري . إنه الروح التوّاقة الى التحرر. أصالة منه وعنه فهو الأساس في الإختيار وهو المدعوم من قوى التحرر العالمي والإرادة الدولية الشرعية الحاضنة الكونية للتخلص من قادة العصور الحجرية . أمام ليبيا مهام التأسيس لثقافة ديموقراطية والخوف على إبنائها من الفرقة الآن . وشد آصرة العلاقات الشعبية هي القاسم المشترك الحيوي لتفعيل الصراع السلمي وادارته من أجل عملية البناء والإنقاذ . الدروس الوطنية في أهمية التعايش السلمي الداخلي هي المطلوبة ، وكذلك التعايش الديبلوماسي وتأكيد مبدأ التآخي والسلام مع العالم أجمع . لا بد من ترك الماضي والبدء بمقاسات حضارية واسلوب الانفتاح على العلم لا على الشعارات السياسية الطنانة والرنانة للزعماء الكلاسيكيين الذين جانفوا أبسط حقوق الديموقراطية ومباديء الإشراك الفعلي للمواطنين في برلمان قائم حقا وفعلا على إيصال صوت الحق . تتوالى الأخبار عن أن أبناء القذافي الملقى عليهم القبض ، تحت الإمن والأمان . إن محمد القذافي على سبيل المثال يقول إنه حصل على الأمان . ومع أنه يشير الى غياب الحكمة والإبتعاد عن الحوار الحضاري في هذه الثورة ، إلا أن مايدحض قوله هذا ماصرح به الوطني البارز مصطفى عبد الجليل الذي يؤكد في كل لقاءاته بأهمية الحفاظ على قدسية الأرواح . وإن الحساب الحقيقي للرموز الماضية يأتي من خلال المحاكم العادلة . إن أخلاق الثورة الليبية ذات صمام أمان أكيد ألا وهو العدل والميزان . عبد الحكيم الحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس يؤكد هو الآخر قائلا: نمتلك من القوة والقدرة على الحفاظ على أمن مدينتنا . الأمن والأمان هو الخطوة الاولى التي تتسم بها الثورة الليبية بعيدا عن الإستباحة . إن الثورة الليبية في ممارساتها وسلوكها الإنساني الآن تعطي الدرس والموعظة للسلام الإجتماعي بعيدا عن الهمجية التي تترافق عموما مع السيل العفوي لبعض الثورات . واذ لا ضمانات للقذافي ، كما أفاد مصطفى عبد الجليل ، فيما اذا تنحى الآن وبعد فوات الأوان فان الثورة ماضية في احدى سماتها من الاقتصاص من الرأس المسبب لتخلف هذا الشعب النبيل . العاصمة تتحرر من قبضة الوحش الضاري ، مع أن المعارك مستمرة في محيط باب العزيزية بعد تحرير كل أحياء طرابس . إن الأمر مثل دوائر تضيق رويدا رويدا ومنذ 6 أشهر من المقاومة الثورية . إلاّ أن الأحمق لايتعظ وكذلك الحمقى التاريخيين من قادة الدول الاُخرى التي تنتفض شعوبها وتقدم الشهداء تلو الشهداء والرئيس لايتزحزح . لقد سقط ثالث نظام عربي . ستة اشهر من ملحمة شعبية . معززة بالغطاء الجوي الدولي وفي فترات عصيبة . آخرها تحذيرات النيتو ومنذ 7 ايام وتنبيهاته التي كان قد وجهها للناس بالانسحاب من مناطق الخطر في باب العزيزية . واليوم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير . طوبى لإرادة الشعوب جميعا في كنس قمامات الزعامة الأبدية وتوارث الحكم للعوائل والأبناء . طوبى لليبيا التي اختارت ورفعت أنخاب الفرح . زحف الثوار هو زحف البحار ، وهذا هو السر الليبي وجوهر أصالته وقوة شكيمته . المعارك مشتدة الآن . والقذافي في حفرة محصنة في عمق 30 مترا تحت الأرض كما يرجحون . لكن الضربات تخترق الحواجز الارضية وضربات الناتو متوالية . الترجيح الأكيد هو وجود القذافي في هذه الثكنة الرهيبة المسوّرة بشتى انواع الدفاعات لكن الإرادة الدولية والمحلية جبارة وهي الأقوى مادامت تنشد إنقاذ شعب أراد أن يذبحه القذافي . المجد لشهداء اليوم الأخير والساعات الأخيرة هاهم يتساقطون بأعداد كبيرة في محيط باب العزيزية ، ثوار الأسلحة الخفيفة أما مدافع الكتائب وامكانياتها الجهنمية . الإ أن أرتال الثوار تتوالى . هذا حقا زمن ازدراء الموت وبدون ذلك العزم والإزدراء لا حرية ولا كرامة ! . ومع أن كلمات ديفيد كاميرون الداعية الى الدعم والحفاظ على الثورة والى ضرورة تفادي الانتقام بل الشروع في بناء المستقبل والحفاظ دعم الحكومة الحرة والديموقراطية . مع أنها كلمات جوهرية للغاية الاّ أن الأكثر ضرورة هو السلام الإجتماعي وعدم الفرقة بين الفصائل ومن أجل أن لا تقع ليبيا في أتون حرب إجتماعية . إن المعوّل الآن هو على ذكاء المخططين في المجالس المحلية الثورية التي سيّرت البلاد خلال الأشهر الأخيرة . إن عليهم مسؤولية الذهاب بليبيا الى السلام الإجتماعي الى التلاحم والوفاق، الى مبدأ الحوار ، الى الديموقراطية بعيدا عن التشدد المذهبي والتناحر الديني . الآن وفي مرحلة الفراغ السياسي فان على المجالس المحلية التي تكونت تحت الحصار ان تأخذ على عاتقها تعزيز الدور الوطني السيادي مستنيرة بمدارس الفكر التحرري وشروط البناء الديموقراطي . المهم أن لا تأكل الثورة أبناءها كما حدث في عموم الثورات العربية والعالمية . الحوار الحوار الحوار لا للتنابز لا لتفضيل عنصري طائفي لأحد على أحد لا لشعار عشيرة أفضل من عشيرة . الولاء للوطن الديموقراطي . وأخيرا فإن المسك بالقذافي أو إنهاءه هي مجرد ساعات وأيام . وإن المحكمة العادلة هي أيضا كما سيثبث الوقت درس من دروس أخلاقيات الشعب الليبي الأصيل . طوبى لليبيا راية معمدة بالدم والدموع سائرة برفيف الفرح وأغاريد اُمهات الجيل البطل ، مرحى لأناشيد الحرية . لقد إنتكس َ بل إنكنسَ والى الأبد شعار بيت بيت زنقة زنقة ! .
******* 22/8/2011
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخوف من حفيد سيرن كيركجارد ...
-
كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا ...
-
كُتّاب لا اُحبهم ، لا أقرأ لهم ! ...
-
ذكريات طفولية قرب جسر الصرافية ...
-
ياليتني موظف ٌ فاسدٌ ياطاهر بن جلون ! ...
-
شاعر في جامعة بغداد السبعينات ! ...
-
لن أختار الاّ قحطان العطّار ! ...
-
أسلمة بيوت الدعارة ...
-
إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...
-
نشيد موطني موطني بالمقلوب ِ ...
-
نشيد موطني بالمقلوب ِ ! ...
-
يسلمُ النخلُ ويحيا الأشرسي ! ...
-
يوميّاتي 4 ...
-
مَنْ يتذكر أبا كاترين حسين جابر ؟ ...
-
نص محاكمة الشاعر الخطير حسين مردان !
-
رسالة من خلدون جاويد إليه !...
-
مَهرا ً لعينيها ومحمد علي الخفاجي ...
-
الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...
-
إحذروا معاداة الشاعر ! ...
-
بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
المزيد.....
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
-
بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
...
-
ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2
...
-
رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو
...
-
مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت
...
-
أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد
...
-
غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
-
أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو
...
-
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
...
-
كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|