|
أما حان لأمر الديكتاتور محمد السادس أن ينفضح ، كي ُيحاكم من قبل المغاربة الأحرار ؟
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 08:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الديكتاتور محمد السادس يعامل الشعب المغربي قاطبة كالأطفال ، حيث يعتبره شعبا لم يصل مرحلة الرشد و النضج بعد ، ُيعين من ُيريد ، وُيزيل من ُيريد ، ُيقرب إليه من ُيريد وُيبعد عنه من ُيريد ، بيده كل شيء وهو الرحمان الرحيم ، منح الدستور الذي يريده لنفسه و لقبيلته العلوية كديكتاتور ُمحترف ، ودعا الشعب غير الناضج إلى التصويت عليه بنعم ، بدون قيد ولا شرط ، وفي حالة بروز أصوات من هنا وهناك تغرد بلحن لا يتماشى مع رغبته كديكتاتور ، فإن بيده مفتاح الحل و العقد ، حيث ُيعطي أوامره التى لا ُترد ، ولا تناقش للحصول على نسب عالية من التصويت بنعم على دستوره الممنوح عبر التزوير وشراء الضمائر و الذمم ، إن كانت في الأصل هناك ضمائر، لأنه في الواقع من يملك الضمير حقا لا يمكنه أن يبيع صوته كيف ما بلغ الثمن ، علما بأن المبالغ التي تجاوزت سبعة ملايير المخصصة لتمرير الدستور الممنوح عبر الرشوة ، هي في الأصل أموال نهبها الديكتاتور من ميزانية الشعب ، فكيف يعقل أن يتم شراء الخونة بنفس أموالهم ، من هنا يرى الديكتاتور محمد السادس بأن المغاربة شعب غير ناضج وقد عبر عن ذلك ما من مرة ، و لا زال يعبر عن ذلك صراحة لما مرر دستوره الممنوح مستعملا شتى الطرق و السبل في صمت رهيب لجل المغاربة ، ولو عبر إحياءه الأموات من قبورهم ، و القدوم بهم بعد مماتهم لتصويتهم بنعم ، ثم العودة إلى دار الجنان والخلود ، لأنه في ذلك على كل شيء قادير، وذلك بإستعمال أسماء الأموات وإخراج بطائق لهم قصد التصويت بها من قبل الأحياء ، نيابة عن أولئك الأموات ، وهكذا تم تسخير العبيد ممن سقطوا في فخ إغراءات الديكتاتور ، وهم ينفذون أوامره الديكتاتورية ، الإجرامية في حق الشعب المغربي الحر ، فارحين ، مسرورين ، راضين عن وضعهم ذلك كأقنان وعبيد ، مسخرين من قبل خذام و أعوان وعملاء الديكتاتور للقيام بكل الأعمال القذرة أرضاءا لسيدهم ، ولما لا يكون سيدا لهم وهو المنصور بالله كما تردد أبواقه الإعلامية ذلك جهرا وعلانية ، إن الديكتاتور في واقع الأمر يفرض على الجميع أن يتقبله ، ويقبله ، و يعامله بمثابة أب للشعب المغربي ، ولكي يستطيع أن يلعب هذا الدورالمسرحي كأب للشعب ، بما للأب من قوة ، وكاريزما داخل البيت و الأسرة ، بما تحمله كلمة الأب ، فهو بذلك مضطر أن يظهر للجميع مدى قوته وجبروته ، كديكتاتور يستطيع أن يمتلك شساعة الأرض و السماء ، و لما لا البحر، و أنفاس و أرواح المواطنين ، وكي يصل إلى تحقيق تلك الغاية كان عليه أن يبدأ بنهب خيرات و أموال الشعب ، لبناء ثروة ماليه و إقتصادية ، تمنحه القوة و النفوذ ، وتحوله بذلك من الإنسان العادي إلى إنسان غير عادي ، وهذا ما فعله جده في بناء ترسانة مالية غير شرعية ، لضمان بقاء أحفاده على العرش ، و التحكم في أرواح وأنفاس المغاربة ، ليس حبا في تنظيمهم وضمان حقوقهم ، وحرياتهم ، كما تروج الأبواق الإعلامية المسخرة لذلك ، وإنما لضمان بقاء الديكتاتور على العرش ، وإرثه إبنا عن أبيه ، و أبا عن جده ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتلك هي رغبة الديكتاتور وطموحه ، وكي يكون كبيرا في عيون الأبرياء من الشعب الكادح عليه أن يتظاهر ويبالغ في تشيد القصور الفرعونية على مساحات شاسعة كبيرة ، قصد بناء صورة في ُمتخيل الشعب ، على أنه شخص كبير وقوي لا يستطيع أحد هزمه ، أو الوصول إليه ، وبذلك يخرج الديكتاتور عن حالته الإنسانية إلى حالة غير إنسانية فوقي لن يستطيع أحد أن يصل إليه لإزالته ، وهو بذلك علي سامي الدرجة على الجميع كالرب و الإله ، على الجميع أن يؤمن أنه هو أحد ، هو الصمد ، لم يكن له ُكفؤا أحد ، إن الأسرة الحاكمة التي تقتل معا تبقى معا موحدة حول نفس الجريمة ، ولكي لا يُعاقب الديكتاتور محمد السادس كما فلت جده محمد الخامس ، و أبوه الحسن الثاني من العقاب الدولي أو عقاب الشعب المغربي على جرائمهم التي ارتكبوها في حق الشعب المغربي الأعزل ، فإن أخطبوط القبيلة العلوية يعمل كل ما بوسعه في جعل الأسرة الحاكمة ، و من يدور في فلكها موحدة متماسكة ، بل تصفية كل من يُشتبه فيه أنه غير راضي عن تلك الجرائم حتى و إن كان من المقربين أو من نفس العائلة ، وفي هذا الإطار تمت تصفيه - عبد الله - من قبل أخيه المجرم - الحسن الثاني - وهو ما أغضب إلى حدود الساعة إبنه - هشام العلوي - الذي يغمز من بعيد على أنه يعارض بين حين وحين بعض الممارسات الملكية ضد الشعب المغربي ، وهي نفس الجريمة التي ارتكبها الديكتاتور- محمد السادس - في حق أخيه غير الشرعي المدعو - هشام المنظري - ، حيث إغتاله بإسبانيا لأنه الإبن غير الشرعي للحسن الثاني مع المرأة التي تسهر على ترتيب غُرفة نومه ، وقد تبينت نية هذا الأخ غير الشرعي أنه يريد نشر غسيل القصر والحاشية علانية ، كما أنه بذلك قد يهدد عرش الديكتاتور محمد السادس ، وبالتالي أمر هذا الأخير بتصفية أخيه غير الشرعي هذا قبل بروز نجمه عالميا ، ومع ذلك وأمام كل الجرئم التي يرتكبها الديكتاتور في حق الشعب أو في حق كل من يعارضه حتى من داخل اسرته ، تظل الأسرة الحاكمة متماسكة لا تخرج غسيلها خارج اسوار القصر، حتى لا يجرها ذلك للمحاكمات الشعبية ، أو الدولية ، و يبقى السر في ذلك أن جميع الأسرة متورطة في مختلف الجرائم ، لذا تظل متماسكة و موحدة لا يجمع بينها سوى المزيد من الجرائم بمختلف أشكالها و أنواعها .. الديكتاتور يرث الأرض و العباد ، وكأن الشعب مجرد قطيع من الغنم ، بإمكانه رعيه ، و توجيهه ، كما يحلو له ، لأنه ديكتاتور جمع كل القردة حوله ممن لا رأي لهم ، كي يقومون بعمل وسخ قذر في حق الشعب المغربي ، مقابل السماح لهم بنهب ما يُسمح لهم من قبل الديكتاتور من ميزانيات الشعب ، و من خيراته ، وثرواته ، بمختلف أصنافها ، فهم يعتقدون أنهم بغناهم ، وبسلطتهم ، ونفوذهم على أنهم من الأسياد ، في المقابل لا ُيعتبرون سوى عبيد وأقنان للطاغي الديكتاتور ، ففي علاقتهم مع الشعب ، قد ينطبق عليهم مثل الشخص الذي صعد لقمة الجبل فرأى الناس من القمة مجرد أناس صغار، معتقدا بذلك أنهم أصغر منه ، فيما أن أولئك الناس يروناه أصغر منهم ، فلعنة الله على المال ، و السلطة التي تعيد الإنسان المقرب للديكتاتور مجرد قرد لاغير...الديكتاتور ينفرد بكل المراتب ، و المواقع الحساسة التي يظن أنها قد تنقلب عليه في يوم من الأيام ، لما تمتلكه من قوة قانونية أو عتاد حربي ، لهذا نصب الديكتاتور محمد السادس نفسه ملكا ، وأميرا للمؤمنين ، وقائدا أعلى للقوات المسلحة الملكية وليست الشعبية أو الوطنية ، ثم رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء ، وهو الذي يقيل وينصب البرلمان بمجلسيه ، وهو صاحب كل الأبناك ، و المصادر المالية ، وهو المتحكم في الأموال و المشاريع ، و الإقتصاد ، ومالك كل الثروات ، حتى بدأ يعتقد السدج من المغاربة أن غيابه أو تنحيه ، أو عزله عن الحكم هو نهاية المغرب ، و المغاربة ، فعجبا كيف استطاع الديكتاتور بماله ، ونفوذه ، وسلطته تخذير عقول المغاربة ممن يروجون لهذه اللأسطورة الكاذبة ، غيرمنتبهين إلى أن البقاء للشعب و النهاية للديكتاتور الطاغي مهما بلغة قوته وجبروته ، وهذا هو منطق التاريخ في كل الحالات التي عرفها العالم... إن سقوط المغرب في حرب أهلية أو ما يشبه ذلك من أزمة سياسية ، وإجتماعية ، وإقتصادية في حالة زوال ، وسقوط الديكتاتور الصنم ، هي في حد ذاتها مجرد اساطيرمن صنع وترويج المخابرات التي تخدم مصالحها المرتبطة بنصلحتها في بقاء الديكتاتور على العرش لأنه الضامن الوحيد للإعلات من العقاب ، ونشر كل أشكال و أصناف الفساد ، وترويع الناس وتخويفهم ، وتجريدهم من أموالهم وخيراتهم وكرامتهم وحقوقهم ، بل الغرض من تلك الأساطيرالضامنة لبقاء الطاغي محمد السادس على العرش هو تهذيب الراعية ، ومعاقبة من لا يسير في نفس الخط الذي رسمه الديكتاتور، فالشعب لا يشعر بالإمتنان للديكتاتور محمد السادس ، ولكن حب التطلع و الضغوط الممارسة لجلب الناس لأستقباله هي التي تعطي صورة مُزيفة ، وكأن الشعب المغربي يحب الطاغي حبا لامثيل له ، إن العظمة التي وضع فيها الديكتاتور نفسه فيها من خلال تسخيره لكل المنابر الإعلامية التي تسبح بحمده ، هي التي تمكنت بفعل المكر و الخذاع ، من خلق صورة في ذهن المواطن العادي ، و كأن الديكتاتور محمد السادس يُعد ملكا في صفة جبريل أو عزرائيل إن لم يكن في صفة الرب و الإله . إن الشعب المغربي لا يريد سوى الديمقراطية و العدل ، و الحقوق و المساواة ، و الحرية في تسيير شؤونه بنفسه وبيده ، لكن الديكتاتور محمد السادس يعتقد ، بل يؤمن أنه يفعل الخير في الشعب المغربي لما يشيد مؤسسة معينة ، أو يوزع مساعدات جد هزيلة ، حتى يبين للعالم ظاهريا أنه يقوم بواجبه أتجاه الشعب ، و في الواقع فإنه يعتبرالشعب مجرد عبء وثقل عليه كحاكم ديكتاتور... لكنني أتسائل هنا : هل رأى الديكتاتور محمد السادس فرحة المصريين بزوال و بمحاكمة حسني مبارك ، إننا كمغاربة سنعبر عن أكثر من تلك الفرحة لو زال الديكتاتور محمد السادس عجل الله و الشعب المغربي الحر برحيله.
http://www.youtube.com/watch?v=xH4lEn2ljzs http://www.youtube.com/watch?v=2-v5oNSfsF0
علي لهروشي مواطن مغربي مع وقف التنفيذ عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية أمستردام هولندا 0031618797058 [email protected]
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نُكتة عُلماء المغرب وحجر المريخ
-
محاكمة الطاغية الديكتاتور محمد السادس بالمغرب حُلم شعبي يتوج
...
-
الديكتاتوربالمغرب يوزع الرشاوي على الأحزاب و الزوايا، والفلا
...
-
نداء إلى المغاربة الأحرار لمقاطعة الدستور الممنوح من قبل الد
...
-
أصحاب - البيان الديمقراطي - العنصري من الرحال ينادون بتكريس
...
-
عملاء الديكتاتور بالمغرب ينتقمون من أسرة الجندي المغربي المخ
...
-
أمريكا مع ديكتاتور المغرب، لكن في حالة عدم تحرك الشعب المغرب
...
-
رسالة إلى كل رؤساء دول الأتحاد الأوروبي و أمريكا ممن يدعمون
...
-
78 تظاهرة تخرج للشارع يوم الأحد 22 ماي بالمغرب يوحدها شعار -
...
-
ما هو السر في تورط جيش الديكتاتور بالمغرب في اختفاء جندي مغر
...
-
بيان لتغيير ما يسمى بالنشيد و العلم الوطني بالمغرب
-
سلطات الديكتاتور بالمغرب تقتل أفراد الشعب ، وتحرق أجسادهم ،
...
-
التاريخ يكشف جرائم القبيلة العلوية ببيعها واستغلالها الجنسي
...
-
القبيلة العلوية سرطان يسري في جسم المغرب يجب بتره إنقاذا لحي
...
-
كل المغاربة عبيد إلا من حرر نفسه بنفسه.
-
بيان لكل الأحرار من الشعب المغربي ممن يتطلعون إلى اسقاط الدي
...
-
بيان رقم ثلاثة من المجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة المصري
...
-
الديكتاتور بالغرب يُغري ضباطه الساميين بشعار : - ابقى وفيا..
...
-
المغاربة يطلبون الجنسية الإسرائلية للفرار من حكم الديكتاتور.
-
الأحرار من الشعب المغربي يتطلعون إلى سقوط الديكتاتور و نهاية
...
المزيد.....
-
-لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة
...
-
الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
-
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا
...
-
رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|