أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 2 -الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية-















المزيد.....

المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 2 -الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية-


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 19:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي ـ الملحق رقم 2
ـ ـ

الدياليكتيك الماركسي الأعلى على مستوى التنظيم

إذا كانت الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية فإن المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي باعتباره نتاج الثورة الإشتراكية/ عشية الإمبريالية ، و لا يمنكن تجاوز المذهب الماركسي اللينيني إلا بتجاوز المرحلة الإنتقالية بين الإمبريالية و الشيوعية أي الإشتراكية و بالتالي تجاوز الدولة "نتاج و مظهر استعصاء التناقضات الطبقية" ، لهذا أكد لينين على أهمية بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا في علاقتها بالثورة و الديمقراطية الثورية و الديمقراطية البروليتارية نقيض الديمقراطية البورجوازية ، فما هي العلاقة بين الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية ؟

يقول لينين عن الدولة :

" فالدولة هي نتاج ومظهر استعصاء التناقضات الطبقية. فإن الدولة تنشأ حيث ومتى وبقدر ما لا يمكن، موضوعيا، التوفيق بين التناقضات الطبقية. وبالعكس، يبرهن وجود الدولة أن التناقضات الطبقية لا يمكن التوفيق بينها." كتاب : الدولة و الثورة .

و لا يتوانى المثقفون البورجوازيون الصغار عن تشويه هذا الإستنتاج الذي توصل إليه ماركس في نقده للدولة عند هيكل ، و هم يعتبرون أن الدولة تعمل على التوفيق بين الطبقات في ظل المجتمعات الرأسمالية معتمدين على هذا الإستنتاج المشوه للدعاية للديمقراطية البورجوازية و بناء الجمهوريات البورجوازية الديمقراطية ، و سار جميع الاشتراكيين-الثوريين و المناشفة على نهجهم بعد ثورة 1917 باعتبارهم ديمقراطيين بورجوازيين صغار يرددون "دور الدولة في التوفيق بين الطبقات المتناقضة" ، متجاهلين استنتاج ماركس على أن الدولة " هيئة لسيادة طبقة معينة لا يمكن التوفيق بينهما وبين نقيضها (الطبقة المضادة لها)".

و في نقده لكاوتسكي يقول لينين :

" ومن الجهة الأخرى التشويه «الكاوتسكي» للماركسية، وهو أحسن تقنيعا بكثير. فهو لا ينكر «نظريا» لا واقع أن الدولة هي هيئة للسيادة الطبقية ولا واقع أن التناقضات الطبقية لا يمكن التوفيق بينها. ولكن يُغفل ويُطمس الأمر التالي: إذا كانت الدولة نتاج استعصاء التناقضات الطبقية، وإذا كانت قوة فوق المجتمع و«تنفصل عن المجتمع أكثر فأكثر»، فمن الواضح أن تحرير الطبقة المظلومة لا يمكن ليس بدون ثورة عنيفة وحسب، بل أيضاً بدون القضاء على جهاز سلطة الدولة الذي أنشأته الطبقة السائدة والذي يتجسد فيه هذا «الانفصال». إن هذا الاستنتاج، البديهي من الناحية النظرية، قد وصل إليه ماركس بأتم الدقة". كتاب : الدولة و الثورة .

و أكد إنجلس أنه ، مع تطور المجتمعات البشرية ، نشأت الدولة ك"قوة" قاهرة فوق المجتمع الذي انبثقت منه ، فبعد تجاوز مرحلة " التنظيم القديم على أساس القبائل أو العشائر" ، و الذي كان يعتمد على "منظمة السكان المسلحة العاملة من تلقاء نفسها" ، أصبحت الدولة تعتمد على " تقسيم رعايا الدولة بموجب تقسيم الأراضي" و أسست الطبقات الظالمة "مؤسسات القسر" التي تعتمدها في قهر الطبقات المضطهدة و ظهرت "السلطة العامة في الدولة" و هي "لا تتألف فقط من رجال مسلحين، بل كذلك من ملاحق مادية، من السجون ومختلف مؤسسات القسر" كما يقول إنجلس.

لقد عمل إنجلس على توضيح دور الدولة باعتبارها أداة لقهر الطبقات المضطهدة من طرف الطبقات المسيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية ، فالدولة إذن أداة الإضطهاد الطبقي و ليست أداة للتوفيق بين الطبقات كما يدعي الديمقراطيون البورجوازيون الصغار ، فالدولة إذن في ظل الديمقراطية البورجوازية ما هي إلا أداة سيطرة الطبقة البورجوازية على البروليتاريا ، و لا يمكن إزالة هذا الإضطهاد إلا ببناء الديمقراطية البروليتارية أي الديمقراطية الثورية كما سماها لينين.

و قام لينين بتوضيح أهمية الديمقراطية البروليتارية بسيطرة البروليتاريا على السلطة بعد إنجاز الثورة البورجوازية الديمقراطية و الشروع في البناء الإشتراكي ، ذلك ما لم يدركه الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الذين يعتقدون أن المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان ، و التي خلفتها قرون من "تقاليد القنانة" يمكن أن تحل ب"روح البورجوازية الديمقراطية".

يقول لينين :

"و لم تعد روسيا تعرف هذه السفالة ، هذه الشناعة ، هذه الدناءة ، و نعني بهذا انعدام الحقوق أم عدم المساواة في الحقوق بالنسبة للمرأة ، هذه البقية المنفرة المتبقية عن القنانة و القرون الوسطى، والمجددة في جميع بلدان الكرة الأرضية ، دون أي استثناء ، من جانب البورجوازية الجشعة والبورجوازية الصغيرة البليدة المذعورة.
و كل هذا هو مضمون الثورة البورجوازية الديمقراطية . منذ مائة و خمسين سنة و مائتين وخمسين سنة ، وعد زعماء هذه الثورة (هذه الثورات ، إذا تناول الكلام كل نوع وطني من طراز عام واحد) التقدميون الشعوب بتحرير الإنسانية من امتيازات القرون الوسطى ، و عدم مساواة المرأة ، والأفضليات الممنوحة من جانب الدولة لهذا الدين أو ذاك (أو "لفكرة الدين" ، "للنزعة الدينية" بوجه عام) ، و عدم المساواة بين القوميات . وعدوا ، و لم يفوا بهذا الوعد . و لم يكن في مقدورهم أن يفوا به ، لأنه حال بينهم و بين الوفاء به "إحترام" ـ ـ ـ "الملكية الخاصة الكلية القداسة". إن دولة البروليتاريا لم تكن هذا "الإحترام" الملعون لهذه البقايا من القرون الوسطى ، الملعون ثلاثا ، و لهذه "الملكية الخاصة الكلية القداسة"." كتاب : مختارات الجزء الرابع ـ موضوع: لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر.

و هكذا يتضح أن الديمقراطية في ظل الثورة البورجوازية الديمقراطية لا تسمح إلا باضطهاد الطبقة البورجوازية للبروليتاريا عكس ما يعتقده الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الذين يحاولون تلميع وجه الديمقراطية البورجوازية ، و هم ينسون أن بقايا القرون الوسطى و أساسها "الملكية الخاصة القداسة" تحول دون إعطاء الشعارات البورجوازية المرفوعة خلال الثورات البورجوازية الديمقراطية مضمونها الإنساني ، في حقوق الإنسان ، و المساراة بالنسبة للمرأة . و الدولة الوطنية الديمقراطية لا يمكن أن تكون إلا شكلا من أشكال الإضطهاد الطبقي تسيطر فيه البورجوازية و تسود فيه الديمقراطية البورجوازية ، عكس سيادة الديمقراطية البروليتاريا في ظل ديكتاتورية البروليتاريا.

يقول لينين عن العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية:

" و لكن توطيدا لمكتسبات الثورة البورجوازية الديمقراطية في صالح شعوب روسيا ، كان يتعين علينا أن نمضي إلى أبعد . و هذا ما فعلناه . فقد حللنا قضايا الثورة البورجوازية الديمقراطية عرضا ، خلال السير ، بوصفها "نتاجا ثانويا" لعملنا الرئيسي و الحقيقي ، لعملنا الثوري البروليتاري ، الإشتراكي . فالإصلاحات كما قلنا دائما ، نتاج ثانوي للنضال الطبقي الثوري . و الإصلاحات البورجوازية الديمقراطية ، كما قلنا و أثبتنا بأفعالنا ـ نتاج ثانوي للثورة البروليتاريا ، أي الإشتراكية . و نقول بالمناسبة أن جميع أضراب كاوتسكي و هلفردينغ و مارتوف و تشيرنوف وهيلكويت و لونغه و ماكدونالد و توراتي و سائر أبطال الماركسية "الثانية و النصف" لم يستطيعوا إدراك هذه العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية . إن الأولى تتحول إلى الثانية . و الثانية تحل ، عرضا ، قضايا الأولى . و الثانية توطد عمل الأولى . و النضال ، النضال وحده ، هو الذي يقرر إلى أي حد تنجح الثانية في تجاوز الأولى." نفس المرجع.

هنا استطاع لينين توضيح العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية بصورة فائقة ، باعتبار سيطرة البروليتاريا على السلطة أساسي في الإنتقال السلس من الأولى إلى الثانية ، و في إنجاز المهام الثورية الرئيسية ، و في تجاوز المهام الثورية الثانوية ، وفي القدرة على بلورة مفهوم الديمقراطية البروليتارية ، الديمقراطية الثورية ، الديمقراطية الإشتراكية ، في ظل ديكتاتورية البروليتارية ، في دولتها ، في اضطهادها للطبقة البورجوازية ، المهمة الرئيسية للثورة البروليتارية الإشتراكية.
و أكد لينين على أهمية العلاقة الجدلية بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية ، على اعتبار أن مهام الأولى لا يمكن إنجازها كاملة إلا في ظل الثانية ، و أنه بدون ديمقراطية كاملة لا يمكن الحديث عن الديمقراطية البروليتارية.

يقول لينين :

"ليست الثورة الإشتراكية عملا واحدا ، و ليست معركة واحدة في جبهة واحدة ، إنما هي مرحلة كاملة من النزاعات الطبقية الحادة ، و سلسلة طويلة من المعارك في جميع الجبهات ، أي في جميع مسائل الإقتصاد و السياسة ، معارك لا تنتهي إلا بمصادرة ملكية البورجوازية . و من فادح الخطأ الإعتقاد أن النضال في سبيل الديمقراطية يمكن أن يصرف البروليتاريا عن الثورة الإشتراكية أو أن يكسف هذه الثورة أو يحجبها ، الخ ... بل الأمر على العكس . فكما أنه يستحيل انتصار الإشتراكية إذا لم تحقق الديمقراطية الكاملة ، كذلك لا تستطيع البروليتاريا أن تستعد للتغلب على البورجوازية إذا لم تشنه نضالا ثوريا شاملا دائما ، صادقا ، في سبيل الديمقراطية". كتاب مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ـ الثورة الإشتراكية و النضال في سبيل الديمقراطية ، ص : 160.

فالثورة البورجوازية الديمقراطية عندما تقودها البروليتاريا تعطيها روح الديمقراطية البروليتارية ، الديمقراطية الإشتراكية ، الديمقراطية الثورية ، عكس قيادة البورجوازية للثورة التي تكرس روح الديمقراطية البورجوازية ، و قد استنتج لينين ذلك من تجربة الثورتين البورجوزيتين في 1905 و فبراير 1917 ، كمقدمة للثورة البروليتارية في أكتوبر 1917 .

يقول لينين :

" لقد كانت الثورة الروسية عام 1905 ثورة بورجوازية ديمقراطية ، تجسدت في سلسلة من المعارك خاضتها جميع الطبقات ، و جميع الفئات ، و جميع العناصر المستاءة ، و اشتركت فيها جماهير غارقة في أشد الأوهام وحشية و ساعية وراء أكثر الأهداف غموضا و غرابة ، و حفنات ضئيلة من المرتشين بالأموال اليابانبة ، و مضاربون ، و مغامرون ، إلخ .. فمن الناحية الموضوعية ، كانت حركة جماهيرية تسحق القيصرية و تمهد السبيل للديمقراطية ، و لهذا قادها العمال الواعون". نفس المرجع ، ص: 232/233 .

و رغم تعدد و تنوع الطبقات و الفئات التي تشارك في الثورة البورجوازية الديمقراطية فإن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي تستطيع ، إذا أدركت ذلك ، أن تقودها إلى مستوى الديمقراطية الكاملة ، الضرورية في البناء الإشتراكية ، و الأساسية في الثورة البروليتارية الإشتراكية ، فبدون ذلك تبقى الثورة البورجوازية الديمقراطية غارقة في الرجعية بحكم أوهام الديمقراطية البورجوازية الصغيرة.

يقول لينين :

"إن الثورة الإشتراكية في أوربا لا يمكن أن تكون سوى تفجر للنضال الجماهيري الذي يخوضه جميع المضطهدين و المستائين ، على اختلاف طبقاتهم و فئاتهم و ميولهم . و لذا كان من المؤكد أن تشترك في هذه الثورة بعض فئات البورجوازية الصغيرة و العمال المتأخرين ـ و بدون اشتراكهم هذا ، يستحيل كل نضال جماهيري ، و تستحيل أية ثورة . و من المؤكد أيضا أنهم سيحملون معهم إلى الحركة أوهامهم و أضاليلهم ، و تخيلاتهم الغريبة الرجعية ، و نواقصهم و أخطاءهم ، و لكنهم ، موضوعيا ، سيتصدون للرأسمال و يهاجمونه ، فإذا أدركت الطليعة الواعية للثورة ، و نعني بها البروليتاريا المتقدمة ، طبيعة هذا النضال الجماهيري بما فيه من تباين و تنافر و تنوع ، و تجزؤ ظاهري ، و عبرت عن حقيقته الموضوعية ، إستطاعت أن توحده و توجهه ، و تظفر بالسلطة ... و تحقق غير ذلك من التدابير الديكتاتورية التي تؤدي بمجملها إلى دك البورجوازية و إلى انتصار الإشتراكية ، مع العلم أن هذا الإنتصار لن "يتطهر" دفعة واحدة من الأدران البورجوازية الصغيرة." نفس المرجع ص: 233 .

و حدد لينين العلاقة بين الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية و كيف تنتقل الأولى إلى الثانية عبر سلطة البروليتاريا في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا ، و أن الديمقراطية البورجوازية ما هي إلا مرحلة عابرة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية ، و أن بقاء الأولى بعد الثورة ما هو إلا تكريس للدولة البورجوازية الديمقراطية التي تعج بأوهام البورجوازية الديمقراطية الصغيرة ، و أكد على ضرورة استكمال الديمقراطية كاملة بسيادة الديمقراطية البروليتارية.

يقول لينين :

"إن النظام السوفييتي هو ، على وجه الدقة ، من التأكيدات أو الظاهرات الساطعة لهذا التحول ، تحول ثورة إلى أخرى . فإن النظام السوفييتي هو الحد الأقصى من الديمقراطية للعمال و الفلاحين ، وهو يعني في الوقت نفسه القطيعة مع الديمقراطية البورجوازية و ظهور طراز جديد من الديمقراطية في التاريخ العالمي ، عنيت الديمقراطية البروليتاريا أو ديكتاتورية البروليتاريا". كتاب : مختارات الجزء الرابع ـ موضوع : لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر.

فبحكم تنوع و تعدد الطبقات و الفئات خلال الثورة البورجوازية الديمقراطية تصبح الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الطبقة غير المستقرة على حال ، فرغم نداءاتهم و شعاراتهم ضد الرأسمال إلا أنهم متذبذبون في مواقفهم ، فهم يتفنون في ابتداع المصطلحات الفضفاضة لتبرير نزعاتهم البورجوازية الصغيرة ، خاصة في مسألة الدعاية للمعادلة المفضلة لدى البورجوازية "البورجوازية و الديمقراطية" ، أي البورجوازية مقرون بالديمقراطية ، فلا ديمقراطية بدون بورجوازية ، كما فعل الإشتراكيون ـ الثوريون و المناشفة بعد ثورة أكتوبر ، الذين يقولون : " هناك بورجوازية ديمقراطية و هناك ديمقراطية بورجوازية " ، من أجل التستر على وضعهم المتأرجح بين البروليتاريا و البورجوازية.

يقول لينين :

" و هذه المعادلة غبر الصحيحة إحتاجها الإشتراكيون ـ الثوريون و المناشفة لكي يستروا واقعا لا مراء فيه ، هو وجود البورجوازية الصغيرة بين البورجوازية و البروليتاريا . و هذه البورجوازية الصغيرة ، بحكم وضعها الطبقي الإقتصادي ، تتأرجح بصورة لا ندحة عنها بين البورجوازية والبروليتاريا ." كتاب : الكارثة المحدقة و كيف نحاربها ص: 56 .

و يؤكد لينين على أهمية قيادة الثورة من طرف البروليتاريا في عصر الإمبرالية التي تسود فيه الإحتكارات الكبرى ، و يتم فيه اضطهاد الطبقة البورجوازية للبروليتاريا ، و أكد على قيادة البروليتاريا للثورة الإشتراكية عكس ادعاءات الإشتراكيين ـ الثوريين و المناشفة الذين يقولون أن روسيا لم تنضج بعد من أجل الإشتراكية ، و ذلك لجهلهم معنى "الإستعمار" و "الإحتكارات" و دورهما في بناء الدول الإمبريالية ، و ذلك بحكم وضعهم البورجوازي الصغير.

يقول لينين :

" إما أن الرأسمالية في روسيا أيضا أمست احتكارية ، فهذا ما يشهد عليه بجلاء كاف "برودوغول" و "بروداميت" و سندكة السكر و ما أشبهه . و سندكة السكر هذه عينها تبين لنا بوضوح تحول الرأسمالية الإحتكارية إلى رأسمالية الدولة الإحتكارية .
و لكن ما هي الدولة ؟ إنها منظمة الطبقة السائدة ـ مثلا ، في المانيا ، منظمة اليونكر والرأسماليين، و لهذا ، فإن ما يسميه البليخانوفيون الألمان (شيدمان و لينتش و غيرهما) "بالإشتراكية الحربية" هو في الواقع رأسمالية الدولة الإحتكارية الحربية أو بتعبير أبسط و أوضح، سجن أشغال شاقة عسكري للعمال ، و حماية عسكرية لأرباح الرأسماليين". نفس المرجع.

و قد أوضح لينين أن روسيا ما هي إلا دولة إمبريالية تعيش أطوار عشية الثورة الإشتراكية ، و قد استكملت مرحلة الثورة البورجوازية الديمقراطية و هي في حاجة إلى ديمقراطية كاملة تقودها البروليتاريا عن طريق الديمقراطية البروليتارية في ظل ديكتاتورية البروليتاريا ، "في ظل دولة ديمقراطية ثورية فعلا" ، التي تعني "خطوة أو خطوات نحو الإشتراكية".
و شدد على أهمية الديمقراطية الثورية في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا التي تجعل احتكاريات الدولة في صالح الشعب كله.

يقول لينين :

" لأنه إذا غدت المؤسسة الرأسمالية الضخمة جدا احتكارا ، عنى هذا أنها تقد الخدمات للشعب بأسره . و إذا غدت احتكار الدولة ، عنى هذا أن الدولة (أي المنظمة المسلحة للسكان ، العمال و الفلاحين بالدرجة الأولى ، في ظل الديمقراطية الثورية) تدير المؤسسة كلها ـ في مصلحة من ؟
ـ إما في مصلحة الإقطاعيين و الرأسماليين ، و آنذاك لا يكون الحاصل أمامنا دولة ديمقراطية ثورية بل دولة دواوينية رجعية ، جمهورية استعمارية.
ـ و إما في مصلحة الديمقراطية الثورية ، و آنذاك يكون هذا على وجه الضبط خطوة نحو الإشتراكية". نفس المرجع.

هكذا حدد لينين بجلاء العلاقة الجدلية بين الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية أي الديمقراطية الإشتراكية و الديمقراطية الثورية ، العلاقة الجدلية بين الثورة البورجوازية الديمقراطية و الثورة البروليتارية الإشتراكية ، بقيادة البروليتاريا للثورة البورجوازية الديمقراطية ، من أجل استكمال أطوار الديمقراطية كاملة ، التي تستحيل (في ظل تحالف العمال و الفلاحين) إلى ثورة بروليتارية اشتراكية في ظل ديكتاتورية البروليتاريا.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإن ...
- الثورات الشعبية المغاربية و العربية في القرن 21 في مواجهة دك ...
- المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري با ...
- الثورة التونسية و الثورة المضادة
- جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
- النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس ...
- الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
- الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965
- الإنتفاضة الشعبية المغربية و مهام حركة 20 فبراير
- أهمية البناء الجماهيري لحركة 20 فبراير
- ما معنى -الشعب يريد إسقاط النظام- ؟
- بيان إلى الرأي العام بصدد اختطاف واعتقال الرفيق العياشي ألري ...
- نتائج الثورة المصرية : حكومة ثورية أم انقلاب عسكري ؟
- الثورة و الدولة و العنف الثوري في التجربة المصرية
- الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمق ...
- الثورة الشعبية التونسية و الدولة
- درس في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية التونسية المظفرة
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 21


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 2 -الديمقراطية البورجوازية و الديمقراطية البروليتارية-