ربيعة العربي
الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 13:57
المحور:
الادب والفن
رغم أن حرارة الشمس اللافحة جعلتني أتصور نفسي و أنا أقود سيارتي خروفا يشوى فوق الجمر أو يطبخ في قدر موضوع على نار جهنم، رغم ذلك عزمت على الوصول إلى البادية. لقد كنت وعدت عمتي بأن أساعدها في غرس شجيرات الزيتون. عمتي امرأة عجوز لم يرزقها الله بالولد ، و كانت كلما رأتني يكبر الفرح في قلبها. تستقبلني بحفاوة و تعد لي أطباقا لذيذة. كان يحلو لي أن أساعدها في الحقل. هذا الأسبوع صممت بأن أساعدها في غرس شجيرات الزيتون .باشرنا العمل في الصباح الباكر ، و لما اشتد القيض ذهبت عمتي لجلب الماء... بينما بقيت منهمكة في غرس شجيرات الزيتون ، أحسست بحية سامة تلسعني، و بقلبي يخطف مني.خرجت من فمي بشهقة عميقة و رأيتني أذخل قبري و أوارى الثرى...و إذا بملاك يقف على يميني و آخر على يساري:
- لقد ماتت و هي تغرس شجيرات الزيتون.
...
فجأة رأيتني أخرج من جسدي...من غبش الليل وأسكن إشراقة وضاءة. رأيت أشجار الزيتون التي غرستها للتو مورقة . رأيت الناس يجنون ثمارها و سمعتهم يترحمون على روحي و الطيور ...الطيور تصدح على أغصانها بأعذب الألحان .. و رأيتني أتحول إلى شكل حمامة تسبح في الملكوت و تتحد بنور السماء و..و.. فأدركت أنني ...في جنة الخلد.
#ربيعة_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟