عدنان الأسمر
الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 13:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاءت الثورات العربية تعبيرا عن طموحات الشعوب العربية المشروعة وتطلعاتها نحو الديمقراطية والتغيير إلا أن الخصوصية التاريخية والاجتماعية لتلك الثورات فرضت عليها جملة من الأزمات أهمها ما يلي :
- ضعف القيادة البديلة ومستوى انسجامها المنخفض وتناقض الأهداف السياسية والشعارات مما يضعف إمكانية تشكيل الإطار العام الدستوري والقانوني لبناء الدولة المدنية دولة القانون والمؤسسات على أنقاض الدولة الأمنية
- التناقض الداخلي بين قوى الثورة وتأثيراته على وحدة موقف القوى الثورية ورؤيتها المستقبلية للدولة ونشوء مخاوف لدى بعض القوى من استحواذ قوى محددة على الوظائف العمومية أو التشريعية للدولة مما يغيب حيادية الدولة أو عموميتها أو احتكامها للقوانين والأنظمة والتعليمات واحتكامها للتوجهات الحزبية .
- كما أن الارتباطات المسبقة لقوى المعارضة مع المراكز الدولية وإقامة عدد من المعارضات العربية في الخارج فرض نفوذ للجغرافيا على موقفهم السياسي مما وفر فرصة تدخل الخارج بإعادة التوازن في التشكيلة الحاكمة لصالح تسلل ممثلي الخارج إلى مراكز متقدمة في السلطة الحاكمة
- سلمية الثورة وعفويتها وابتعادها عن العنف الثوري هروبا من عنف السلطة وتجنب للحرب الأهلية وتوجه الثورة للاحتكام بالدستور السائد ولدستور جديد تقره جمعية تأسيسية أو اتفاقات تعاقدية مع النظام البائد للانتقال السلمي للسلطة مما أطال عمر بعض الثورات العربية ومكن بعض الأنظمة باستخدام القوة العسكرية بشكل واسع أو استعانة المعارضة بالقوى العسكرية الأجنبية فتغيير الثورة للنظام الحاكم لم يتم بالأسلوب التقليدي وهو الشرعية الثورية وإنما الاحتكام بالأسلوب المعاصر وهو الشرعية الدستورية واعتراف الخارج وارتباطها بتأثيرات العلاقات الدولية
- كما تلعب الهيمنة الامبريالية دور حاسما في مستقبل الثورة أو النظام السياسي فلا يمكن للنظام السياسي أن يستمر رغم عن رغبة المراكز الامبريالية ومنظماتها الدولية المختلفة كما لا يمكن للثورة أن تحقق أهدافها بدون سكوت تلك المراكز وتخليها السهل عن حلفائها الحكام العرب لان مصفوفة العلاقات الدولية وتأثيراتها المالية والاقتصادية والعسكرية وتدخلاتها الطويلة والمسبقة لصياغة أعوانها في بنية النظام تلعب دورا هاما في بقاء النظام أو سقوطه إلا أن يقظة قوى الثورة وتمسكها بثوابت المشروع القومي العربي ومبادئ السيادة الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والوقوف في وجه المشروع الصهيوني والتبعية هي الضمانات الأساسية لاستمرار ثورات الشعوب مهما تعددت مظاهر الأزمة أو طال عمرها فالثورة حتما يجب أن تنتصر وتحقق أهدافها .
#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟