|
متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
حاتم عبد الواحد
الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 09:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تطرقت في الحلقتين السابقتين مناقشة خرافة هذا الرجل المفترض الذي اكل من اعمار العراقيين اكثر من الف سنة ، وقد كانت ردود السادة القراء مؤيدة للافكار الذي وردت في المقالين السابقين سوى ردود نسبة من المتعصبين او المنتفعين او الموظفين المذهبيين او المغسولة عقولهم والمطموسة عيونهم ، فقد كانت ردودهم خارج النقاش المطروح ، وركز مجملهم على فكرة انني ابن زنا ومن عائلة مشهورة بزنا المحارم او احتسائي للخمر وكل مشتقات فن القذف والسب والشتيمة ، وكم كنت اتمنى ان يرفقوا شتائمهم برأي علمي او منطقي او فلسفي ، او واقعة ثابتة او نص مقدس يحدض ما قلته لكي اتعلم منهم . لقد قلت في مقالات سابقة ان الزواج قبل ظهور الاسلام في صحراء الجراد العربية كان يتخذ اكثر من عشرة اشكال مثل : نكاح الاستبضاع ، نكاح المخادنة ، نكاح الرهط ، نكاح البدل وهو الذي يعير به الاسلاميون الاوربيين اليوم من تبادل الزوجات ، نكاح المضامدة ، نكاح الشغار ، نكاح السر ، نكاح المقت ، النكاح المعروف حاليا ، نكاح المساهاة ، وقد الغى الاسلام كل هذه الانواع واقر بحرمتها عدا صيغة الزواج المعروف حاليا الذي يقر بصداق وبيت للزوجة مقابل ان تقر بعدم اتخاذها ازواجا اخرين معه ،لقد كانت هذه الانكحة موجودة حتى ليلة هبوط الوحي على محمد واستمرت الى فترة سنين بعد الهبوط ، فهل يستطيع السادة الذين اتهموني بانني ابن زنا ان يثبتوا لنا ان كل الخلفاء وكل المعصومين كانوا من نطف مباركة لا شائبة فيها من تلك الانكحة التي تمثل قمة الايروتيكية العربية الصحراوية ؟ هل غسل الاسلام تلك النطف التي سالت في ارحام امهات اولئك الخلفاء والمعصومين فجعلها حلالا زلالا ، وبقيت انا الوحيد ابن زنا في هذا العالم المتلفع بالسواد من 1400 سنة ؟؟ اما قضية الخمر الذي احتسيه والذي يوحي لي ما اكتب حسب تعليقات المغسولة عقولهم فانني اود ان يخبروني بنص قراني يفرض عقوبة على شارب الخمر ، والقاعدة تقول لا جريمة الا بعقوبة ، وعلى من يعيب على شارب الخمر فعلته هذه ان يتذكر بان كل المقدسين الذين يعبدهم قد شربوا الخمر ، وما ورد في القران من تجنيب وتكريه لشربها انما دافعه سياسي خالص ، لان الخمر الذي يعتصر من الفاكهة هو من منتجات بلاد الوفرة وليس من منتجات صحراء الجراد ، وبما ان بيئة القران هي صحراء قاحلة كان لا بد من تحريمة كما حرم الحرير والديباج ومستلزمات ترف اخرى لا تتوفر عليها الصحراء ، فبلاد الوفرة كانت تمتد من العراق شمال الصحراء النبوية حتى القطب الشمالي وكل هذه البلاد كانت غير مسلمة او من شرق الصحراء النبوية الى حدود السند والهند وكل هذه البلدان ايضا لم تكن مسلمة وينطبق الحال على مصر القبطية التي دمر الاسلام معالمها الحضارية وسرق كنوزها بدعوى نشر نداء الله ولكنه الى اليوم لم ينشر رسالته في الحبشة المسيحية لانها بلد فقير ، في حسن عبرت قطعانه الى اسبانيا التي تتحصن ببحر . بعد هذا التوضيح اعود الى كارثة المهدي فاقول ، هل تجوز وكالة الطفل ؟؟؟؟ لقد اتخذ المهدي في غيبته الصغرى اربعة وكلاء فهل كان هذا التوكيل صحيحا شرعا وقانونا اذا افترضنا وجود الغلام اولا ؟ اظن ان من شروط التوكيل ان يكون الموكل " بضم الميم وكسر الكاف " بالغا ، عاقلا ، يعرف القصد من وكالته ، فكيف عوملت وكالة طفل كان في الخامسة من عمره عندما غاب معاملة الراشد؟، والسؤال الثاني هل تعد وكالة الغائب ومجهول الاقامة وكالة صحيحة ، لا اظن ان اي محامي يستطيع ان يدخل الى محكمة ويقول انا وكيل فلان الفلاني غير الموجود واريد ان ابلغ ما اخبرني به ؟ على هذا الاساس القانوني يسقط ايضا توكيلة للفقهاء والمراجع الذين حلبوا الناس بالتخميس والتفخيذ والاحوط وجوبا ، وان كثير من فقهاء المسلمين يعلمون علم اليقين ان خرافة المهدي انما وضعت من اجل بسط النفوذ الاستعماري للعترة المقدسة الى ابعد زمان ممكن ولكنهم لا يستطيعون التصريح بما يعلمون لان ممالك وعروش سوف تسقط من عليائها الى الحضيض ، وان ملايين المغفلين سوف يسعوون للثار ممن استغفلهم . لقد دخل الاسلام الى العراق عام 12 هجرية ، فقتل في معركة الاستحواذ على ارض الرافدين 70 الف في ايام قليلة ، وان واقعة " نهر الدم " او " اليس مشهورة في التاريخ ، وعندما علم ابو بكر بعدد الاسرى والقتلى ومقدار الفيء الذين حصل عليه خالد بن الوليد اهدى جارية لمن نقل اليه الاخبار من ارض العراق بشارة ؟! ، ويروي الابشيهي في " المستطرف " ان مقدار خراج العراق في ايام عمر بن الخطاب قد بلغ 137 مليون درهم ؟؟ وهذا سعيد بن العاص والي عثمان على الكوفة يقول " ان السواد بستان قريش " فيرد عليه الاعراب الغازون معه بل انه فيء افاء به الله علينا . اما علي بن ابي طالب الذي ترك العاصمة الاسلامية " يثرب " ليستقر في الكوفة فقد ابتدأ مطلع ولايته عام 36 هجرية بحرب بحرب الجمل الذي ذهب ضحيتها 15 الف حول بعير عائشة فقط ثم تبعها بحرب صفين عام 39 هجرية ولاتي قتل فيها الالاف من العراقيين والشاميين في حرب الاقارب القرشيين ، وعلينا ان نلاحظ سماحة الاسلام في السطور اعلاه ، فكل الخلفاء الذين انتهكوا الدم العراقي من العشرة المبشرة بالجنة ، لقد ادخل الاسلام الى ارض العراق عقوبات لا عهد للعراقيين بها من قبل مثل قطع اليد ، والقطع من خلاف ، والجلد والرجم وتقطيع الاوصال ، يروي السهيلي في " الروض الآنف " 3ـــ 261 " ان امرأة من غطفان كانت شديدة التأليب على المسلمين ولها ثلاثة عشر ولدا كلهم فرسان ارسل لها محمد نبي الرحمة زيد بن حارثة في مفرزة فقتلوها في ديارها وطافوا براسها في يثرب رداً على تحدي قريش ونبيها ، وقد كان قتلها عن طريق ربطها بفرسين يجريان بها ؟ في حين ان الاخبار المنقولة عن الاخباريين كافة تقول ان التعذيب لم يكن معروفا في الجاهلية لان قيم البداوة مناهضة للتنكيل سوى ما كان يمارس ضد العبيد والموالي ، فهل كنا نحن العراقيين عبيدا وموالي بشرعة سيد الانبياء ؟؟ فاذا كانت جذور المهدي تمتد لهذه العترة فكيف سينشر العدل والامان والسلام الالهي على الارض ، وما المقصود بالارض ؟؟ هل هو اصطلاح عام ام مقتصر على بلدان العبيد والموالي ؟ تشير تقارير الامم المتحدة الى ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية كانت تترمل في العراق في ذروة المد الطائفي الذي اعقب تفجير قبة مزار علي الهادي في عام 2006 ، وهذا الرقم يعني 300 الى 400 طفل يتيم يوميا ، فاذا كان المهدي قادرا على نشر السلام على الارض فلمَ لم يدافع عن نفسه اولا وعن ابيه وجده الذين يتقاسمان الارض تحت القبة التي فجرها الارهاب الاسلامي ؟ ولمَ لم تثير نخوته وحميته وتفعل رسالته تلك الدماء وتلك الدموع فيظهر ويدافع عن المظلومين بكل طوائفهم لان الانسان بناء الله وملعون من يهدمه قال يقول السيد المسيح ، ان عدد الارامل اللواتي تم احصاؤهن في العراق قبل عام يشير الى رقم مخيف يتجاوز المليون ونصف ارملة وهذا يعني ان ما بين 4 الى 5 مليون طفل عراقي هو بعهدة ارملة او ابتلعه الشارع بعد ان تضائلت فرص التكافل الاجتماعي ، فالارملة العراقية تعتاش على ما يتصدق به عليها بعض المحسنين او ما تقدمه الدولة من باب ذر الرماد في العيون ،فبتصريح سابق لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية فان بين كل 11 امرأة عراقية هناك امرأة ارملة وهذا يعني حسب تقرير هذه الوزارة الموالية للحكومة ان هناك ما يقارب مليونان ونصف المليون ارملة في العراق تنحصر اعمارهن بين 15 و 80 عاما والدولة تصرف لــ 83 الف امرأة فقط من هذه العدد المرعب مبلغا شهريا مقداره 50 دولارا فقط ، في حين تصرف على خرافة المهدي مليارات الدولارات بدون رقيب او حسيب ، وبدون اعتراض من اي مراقب في البرلمان على هذه المصروفات التي تتم سرقتها من جيوب اليتامى والفقراء والمقطوعين ، ان اعضاء البرلمان العراقي يختلفون كثيرا عندما يتعلق الامر بكتلهم الحزبية ومناصبهم ومرتباتهم وحماياتهم ولكن كلهم يصبحون عميان عندما تعرض عليهم مشاكل المواطن الذي يدفع ثمن بقاء العترة المقدسة وفقهائها ومليشياتها ، الم يكن المهدي مسؤولا عن مقتل الاف العراقيين فلماذا لا يحاسبونه ، ولماذا خزينة الدولة مفتوحة على مصراعيها من اجل مناسبات تكرس الطائفية والكراهية وثقافة الثأر و مغلقة على نشاطات العلم والمعرفة والتنوير ، ان نسبة الامية في العراق قد تجاوزت نسبة 50 بالمئة وهذا هدف اساسي في تجيهل مجتمع كان نبراسا للانسانية ، فالعمل السياسي القذر والفبركة التاريخية الخرافية سيكونان سبب ابادة هذا الشعب ان لم يطالب المجتمع الدولي المحايد بحماية فورية للعراقيين ، ان اغلب رجال الدين العراقيين مرضى نفسيون ويحتاجون الى مصحات طبية ولكنهم هم من يحكمون الان وليس الدمى التي تظهر على الشاشات ، ولكل متابع للحدث العراقي اقول انك لا تستطيع ان ترى خبرا عراقيا مصورا بدون وجود عمامة في ذلك المشهد ، لقد ماتت الدولة المدنية منذ استولت دولة يثرب على مقاليد العراق ، فالطفل العراقي اليوم هو دية ذلك الطفل الذي قتل في معركة الطف العائلية . تلجأ بعض العراقيات الارامل الى التعامل مع الارهاب من اجل كسب قوتها ومن اجل التنفيس عن حالة الاحتقان التي تضغط عليها بسبب موت زوجها ، وفي احيان اخرى يضاف الى عقوبتها الزواج من منتفذ بزواج منقطع او الزواج من ارهابي لكي تحتمي به ، اما كان بالامكان انفاق الاموال التي تصرف على ذكرى ولادات ومماتات ابناء العترة المقدسة على انشاء مراكز لتأهيل الاطفال اليتامى والنساء اللائبات بين دوائر الدولة من صدقة ؟؟؟ لا اريد ان استرسل اكثر من هذا كي لا يتهمني اصحاب العمائم بكل الوانها بالردة والزندقة وهم في شهر رمضان ساعود للموضوع من جديد بعد شهر من الان ولكن ادعو مخلصا كل المتنورين ان يدحضوا هذه الفرية المؤبدة كي نعيش رجالا لهم مكانتهم ونساء لهن بريقهن وطهرهن واطفالا ملفعين بالسعادة والحبور مثل كل العالم المتقدم .
#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
-
متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
-
اقليم الطفل العراقي
-
الجنرالات المحمديون
-
الشعب العراقي الجبان!!
-
اليابان ... سلام خذ
-
عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
-
رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
-
افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
-
خصيات نووية
-
من اجل لطيف الراشد
-
وزراء الحسين
-
الرب الاسلامي ينافس الفقراء
-
تسع كلمات قتلت العراق
-
ما هذه الطغمة المقدسة ؟
-
11 شجرة خارج السياج
-
السيد لا يحب الازهار
-
انا حمار الجنة
-
فنتازيا الوجع
-
337 +316 = صفر
المزيد.....
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|