أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟















المزيد.....

هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 19:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلتُ لنفسي أولا يجب أن أختار بين أن أكون عبدا لله وبين أن أكون ابناً له, فأيهما أفضل أن أكون عبدا لله أم أن أكون ابنا له, هذا الطرح وهذا التساؤل كان بداية خروجي عن الخط الأصفر, فحين كنتُ عبدا لله لم يكن يخطر ببالي في أي يوم من الأيام أن أتحررَ أنا والقيدَ الذي يذكرني دائما بعبوديتي ,أنا ابن الله الغالب ,هذا يعني وكأنني في شركة كبيرة وصاحب الشركة أبي أو أمي لذلك أتصرف في الشركة وكأنها ملكي الشخصي, وبالعكس لو حسبناها بالشكل الثاني حيث يكون وضعي في الشركة عامل أو عبد من عبيد العمل عند رب العمل,فكيف ستكون تصرفاتي في الشركة كوني عبد أو عامل؟ أكيد أنني سأتعرض للإهانة من الكبير ومن الصغير ومن اللي يسوى ومن اللي ما بسواش.

أنا ابن الله المغلوب على أمره, وأنا لست ابنه الوحيد فكل البشر هم أبناءه بالتبني الصحيح وكل البشر يتصرفون في هذا الكون الذي يملكه الأب وكأنهم هم ورثته الشرعيين أو كأنهم يشتغلون في شركة أمهم وأبوهم وأنا ابن الله الوارث عنه الأبوة والحنان والعطف, وأنا ابن الله العنيد في حبه لأبيه, وأنا ابن الله الذي يستبدُ به الشوق إلى أبيه صبحا ومساء, أنا ابن الله المقتول بفعل المد البحري والمد الإسلامي والجزر البحري, أنا ابن الله المقهور دوما من العبيد المتواكلين على الله الذي يرى نفسه إلهاً ويرى الآخرين الأبناء عبيدا له حتى أمي يراها أمة الله فيناديه مراق الطريق بكلمة(يا أمةَ الله) وكان الأحرى أن يناديها يا ابنة الأب الذي في السماوات, أنا مقهور من كوني عبدا لله وكون أمي أمةَ الله, ولقد سئمتُ حياتي من تكرار قصة الخلق حين كنتُ ترابا وكيف أصبحت عبدا مفضلا على الملائكة في أسلوب متناقض كله تناقضات وكله غرائب.

وإلى الذين استباحوا عرضي ومالي وهم عصبة أردنية مسلمة أقول لهم بأنني أنا جهاد العلاونه ابن الله المدلل ولست عبدا لله خانعا وذليلا له كما هو أنتم إذ تدخلون المساجد عبيدا وتخرجون منها وأنتم ما زلتم عبيداً, وستدفعون في يوم من الأيام ثمن اعتدائكم على أبناء الله وأحبابه, أنا ابن الله بوصفه يتعامل معي كما يتعامل الأب مع ابنه بالمحبة وبالعدل حيث هذا الكون كله بيت الأسرة السعيدة وأنا أحد أبناء هذا الكون يدخلهم جميعا تحت جناحه ويوزع عليهم محبته بالتساوي ويؤثر على نفسه حين يشتد به الشوق ليضحي من أجلهم, وأنا سعيد جدا اليوم حيث وجدت ولأول مرة في حياتي من يضحي من أجلي وتصوروا بأن الذي يضحي من أجلي هو الرب!!, وأنا ألجأ إليه كلما دعت الضرورة إلى ذلك وكلما أيضا دمعت عيوني كما يلجأ الطفل إلى أب يحميه من مخاطر الحياة ومن مخاطر الاعتداء على الطفولة, أنا لست عبدا لأحد ولا لخلفائه على الأرض ولست عبدا للملوك الذين قالوا بأن الله نصبهم علينا ملوكا بوصفهم ملوكا وأسيادا وبوصفنا عبيدا, أنا ابن الله غصبن عن الراضي والزعلان, أنا ابن الله وإن كره الكارهون ,أنا ابن الله واللي مش عاجبه يشرب من بحر قزوين, أنا ابن الله وهو أبي الذي يحميني, أنا ابنك يا أبي الذي تربعتَ في السموات وأنت تنظر في قصة حياته..وكان كفاحي ضد الشرير الذي سلط على رقبتي كل الزعران والسرسرية فاستباحوا أخيرا عرضي, أنا أبنك وأنت أبي الذي فقدته من حياتي, وأريد أن أرتمي في حظنك كما يرتمي المتعب من السفر على كوب الماء من شدة العطش ,يا أبي كل ذلك لأشعر مرة واحدة بالراحة وبالأمان وأريد أن أريكم يا مسلمين كيف يكون شعوركم وأنتم تجلسون إلى جانب الرب أسرة واحدة فيها أب واحد للجميع ولسنا في جلسة كلها متآمرة على الإنسان بوصفه عبدا خانعا وليس بوصفه بشرا حرا ابناً للرب بل بوصفه عبدا للرب وشتان ما بين الصورتين صورة عائلة تجلس كلها مع الأب الراعي, وصورة عائلة تجلس مع الله المنتقم بوصفه إلهاً والباقي من أفراد العائلة عبيدا وجواسيس يعملون لحساب الجبار. طبعا ومن المستحيل أن يجند الأب الجواسيس ضد أبناءه ولكن من الممكن أن يفعلها الملك بمساعدة ألله له فيجند كل أفراد العائلة أو كل العبيد ضد مصالح بعضهم البعض, والله في القرآن ينظر للإنسان على اعتبار أن هذا الإنسان عبدا خسيسا فيه كل مواصفات الخسة ومن يقول غير ذلك يكون كمن يضحك على نفسه فما هي مواصفات العبد وما هي مكانة العبد عند سيده ؟ لا يمكن أن نعتبر العبد شريكا للرب في التعامل بل أقل من وظيفة عامل في مصنع ,إنه عبد ,أنا منذُ عرفت الحقيقة وأنا أشعرُ بأنني ضائع في هذه الدنيا وتائه وحزين لا أعرف نوما أو راحة, فلم أجد مسلما واحدا يصدق تمام التصديق بأنه ابنا للرب ليس بالتبني, بل ابنا في أسلوب الحياة وفي أسلوب المحبة,وفي أسلوب أو أساليب التعاون المشتركة فمحبة الله للإنسان هي كمحبة الأب للابن ,وإلى الذين أكلوا وشربوا من دمائي واستباحوا عرضي ومالي أقول لهم اليوم بأنني لست عبدا لأحد ولست بشرا لأحد بل أنا عبارة عن ابن للرب كنتُ ضائعاً وتائهاً لا أعرف من أين وقعت على حقيقتي وحقيقة العباد الذين ينظرون إلى أنفسهم على أساس أنهم عبيد أذلاء, ولينظر أحدكم كيف يجلس المسلم في داخل المسجد وكيف يجلس المسيحي في داخل الكنيسة, غالبا ما تكون جلسة المسلم مثل جلسة الخادم أو الخادمة والعبد الذليل لمولاه, وبما أن المسجد لله فليس ضيرا أن نعتبره القاهر المذل المهين المرعب ونعتبرُ كافة الموجودين في المسجد عبيدا أذلهم وأرعبهم وأسكتهم, أذلاء أحساء, أما المسيحي فيجلس في الكنيسة وكأنه يجلس في دار أبوه أو دار أمه أو حتى دار أخيه وفي المحصلة يبدو أن الشعور العام بأن المسيحي يدخل الكنيسة بحذائه كما يدخل بيت أبيه, وهو الآن في بيت أبيه مطمئن إلى نفسه ,وبالتالي إذا عدنا إلى شخصية المسلم فإنها شخصية مدمرة تدميرا نهائيا, ففي كافة تعاملات الإسلام مع المسلم كلها تحمل بين طياتها شعورا بالإحباط وبالدونية وبأن ألله سيدا له جبروت ومخيف ومرعب, وصدقوني كلما قرأت عن صفات الله كلما عشتُ في رعب وفي خوف وفي إرهاب, فهو الذي يسلط علينا الناس ليعذبنا وليقهرنا وهو الذي يبدد أموالنا ويستنزفها منا إذا غضب علينا وهو الذي يغني غيرنا لنعمل عنده عبيدا, أما الكنيسة فكلنا أبناء للرب سواء أكنا شبابا أو بناتا , لذلك أنا كوني أعيش في حي إسلامي وعائلة إسلامية أشعرُ بأنني إنسان في داخله إنسان آخر ضائع ومدمر وتائه وحزين ليس لي أبا يحميني ومدمّر الشخصية هذا الإنسان متلاشي كما تتلاشى الألوان عن الجدران ومختفي كما يختفي الضباب ومنتهي كما ينتهي السحاب دون أن يعرف السحاب له وطنا محددا, كل ذلك بسبب شعوري بأنني عبدا ذليلا .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربي يكره الحياة
- من حقي أن أشعر بالتغيير
- رحلتي مع الحوار المتمدن
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء


المزيد.....




- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟