أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - فلسفة الكعب العالي














المزيد.....

فلسفة الكعب العالي


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


فلسفة الكعب العالي
لـ: حنين عمر

كان الرواق الذي يفصلني عن الباب معتما وطويلا بعض الشيء، انزعجت قليلا...فأخذت أفتش في حقيبتي عن جهاز موبايلي حتى أضيء بشاشته مكان خطواتي تفاديا لزلة ما قد تؤذي ما تبقى من مادة رمادية في دماغي، ولكن لسوء الحظ أو لحسنه – لا أدري- كانت بطاريته التي أنسى دائما إطعامها، جائعة جدا فقررت أن تنام وتتخلى عني وأنا أواجه مصيري المظلم.

ولأنني امرأة شجاعة – حسب إحصائيات عدد المرات التي شعرت بالخوف فيها- ولأنه كان من الضروري أن اصل إلى الباب، فقد تنفست بعمق، ثم خضت بلا تردد تجربة السير في الظلام الصامت الكثيف الذي لم يلبث أن تحول فجأة إلى حالة صخب موسيقي على وقع كعبي، حالة الصخب تلك كانت بداية كل فلسفة الكعب العالي التي تملأ رأسي الآن .
يومها قلت لنفسي أنه "أن نكون امرأة" ليس أمرا سيئا جدا... لأنه لا يعني فقط أننا نملك حرفي (إكس) في خارطتنا الجينية، ولا يعني فقط كل ما نسمعه عن ضعفنا وعن احتجاجات جمعيات حقوق المرأة التي تحتفل كل سنة بإلقاء خطب كثيرة وتوزيع الكعك والقهوة.
أن نكون امرأة... بلا شك يعني تفاصيل صغيرة أخرى أجمل وأعظم وأرقى قد لا ننتبه إليها حينما نمر سريعا في قطارات يومياتنا، قد لا ننتبه إليها مع أنها موجودة وجميلة وحقيقية حولنا وفيها الكثير من الفلسفة. حتى لو كانت هذه الفلسفة العميقة مرتبطة بكعب حذاء خاص بنا لا يمكن للرجال مجاراتنا في الركض به، كعب خلفه تاريخ كامل لا يعرفه الكثيرون.

وما لا يعرفه الكثيرون هو أن اختراع الكعب العالي يعود زمنيا إلى عهد الإغريق القدامى حسب المؤرخين، كما وجدت رسوم مصرية قديمة على جدران القبور الفرعونية تحديدا تشير إلى أنه كان شائعا ارتداؤه في تلك الفترة ضمن أشكال بسيطة، إلا أن الظهور الفعلي له بدأ عام 1533 في فرنسا حينما ارتدت كاثرين دي مدسيس في حفل زفافها على الملك هنري الثاني أول حذاء بكعب عال حقيقي، وكان هذا الحذاء قد صنع خصيصا لها في مدينة فلورنسا بإيطاليا.
في هذه الفترة ظهرت موضة الكعب العالي في كامل أوروبا، وكان يلبسه الرجال والنساء على حد سواء، لكنه لم يتجاوز العشرة سنتمترات إلا على يد الإسكافي الشهير نيكولاس لوستاج الذي صنع للملك لويس الرابع عشر حذاء عاليا مزينا برسومات تمثل انتصاراته في الحروب التي خاضها. ومع أن هذا النوع من الأحذية كان موجها للرجال إلا أنه سرعان ما أممته النساء واستأثرن به لصالح زينتهن، و رويدا رويدا أصبح الكعب العالي ملكية خاصة لهن، وأصبح مرادفا للأنوثة والأناقة عبر الزمن ...أليس هذا دليلا على كون النساء يستطعن دائما انتزاع ما يردنه من الرجال ؟؟؟

أما اشهر ما قيل عن الكعب العالي فقد كان عبارة الموسيقار المصري الشهير محمد عبد الوهاب حيث قال : أنوثة المرأة تبدأ من الكعب العالي" ، وهي جملة أوافقها رغم أنف هيبوقراط ...إذ يفترض أن كوني طبيبة يلزمني بأن اعترض على هذا القول حفاظا على الصحة العامة، لما يسببه هذا الحذاء من مشاكل في الظهر والمفاصل وفي عضلة الساق ، ومن تقليص لكمية الدم التي تصل إلى الدماغ مما يسبب الصداع وقلة التروية، إلا أنني بعيدا عن كل هذا الذي قد قلته هنا إرضاء لضميري الطبي ...أظل أشعر أن هناك فلسفة خاصة في الكعب العالي، فلسفة تتمثل في اقترابنا قليلا أكثر من السماء في محاولة للابتعاد عن الأرض: الاقتراب أكثر من الطموح..من الحلم...من أنوثتنا التي نحتاج دائما إلى الإحساس بها وبتفاصيلها بشكل أجمل، حتى نغلق شباك صمت العتمة ونفتح بابا لموسيقانا الداخلية أو ربما حتى نشعر بوحشة أقل في طرقات علينا أن نمشيها بمفردنا حاملين رغبة في الابتسامة.
حنين //
مقالات صفحة فانيليا- مجلة الصدى



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر أبيض وأسود
- المصفقون
- هيباتيا: شهيدة النور
- أبطال من ورق
- لازاريوس بروجكت
- فنجان قهوة
- أنتَ ؟ : أنتَ الذّاكرة
- نقطة...أول العطر!!!
- في مديح المنفى البعيد جدا
- كامل الشياع : ليس كل الموتِ موتا
- سيجارة إخبارية
- ست ُّالشناشيل
- سرطان
- فنجان شاي مع أدونيس والدلباني
- تغريبة النهرين
- سبورة سوداء
- أسوأ مهنة في التاريخ
- بين منفى الجسد ومنفى الروح
- أدباء... أم مهرجون ؟؟؟
- حينما تبتسم الملائكة - 1


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - فلسفة الكعب العالي