فاروق عطية
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 08:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أسرنى برقّته ووجهه المرح الدائم الابتسام فهو ممثل كبير يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف يحرك تلاميذه ومريديه, كثير التنطيط وتغيير المواقف كأنه فرقع لوز لا يستقر على موقف أو قرار. ينكر أنه من جماعة الأخوان ولكن أفعاله وحركاته واتصالاته كلها تؤكد أنه أخونجى عُقر. لم يكن ممن بدأو الثورة أو مشاركيها ولكنه ركب الموجة, بل وادعى أنه سباق لها. ولد فى 11 إبريل 1963 بقرية الورق، مركز سيدى سالم، محافظة كفر الشيخ عن والد أزهرى متخرج من كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر. متزوج وله ثلاثة بنات: رفيده، وجويرية، ومريم, وولد واحد إسمه البراء. التحق بكتاب الشيخ عبد الواحد بحى الطالبية بمنطقة الهرم حتى أتم حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية. وبعد الإعدادية التحق بمدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية العسكرية بمحافظة الجيزه. في أثناء دراسته الثانوية توطدت علاقته بالشيخ عبد الرشيد صقر بمسجد صلاح الدين بحى المنيل. واكب هذه الفترة من حياته صحوة إسلامية كبيره في الجامعات والشارع المصري ابتداء من عام 1978، وكان ذلك مصاحبا للثورة الإيرانية وانبهار الشارع المسلم بها في أول وقتها، وأيضا مواكبة هذه الفترة للأحداث في أفغانستان. في خلال مرحلة الدراسة الثانوية أيضا, حضر الكثير من مجالس العلم للشيخ إسماعيل صادق العدوى إمام وخطيب الجامع الأزهر, ولا ينسى ملاقاته للشيخ إبراهيم عزت بمسجد أنس بن مالك وتأثره الشديد به. وأيضا ملاقاته لفضيلة الشيخ محمد نجيب المطيعى عليه رحمة الله. كان والده على علاقة زمالة وصداقة حميمه بشيخين هما الشيخ صلاح أبو إسماعيل والشيخ محمد الغزالي. سمحت هذه العلاقة له أن يتردد عليهما والسماع منهما. لذلك كانا من أكثر الشيوخ تأثيرا في فكره ومنهجه. وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الآداب قسم مساحة وخرائط جامعة الإسكندرية عام 1979 ـ 1980 وأنهى دراسته بالحصول على ليسانس الآداب عام 1984. وأثناء دراسته الجامعية كان على اتصال بفضيلة الشيخ المحلاوى بمسجد القائد إبراهيم بميدان الرمل بالأسكندرية. كما درس كتاب "نيل الأوطار" للشوكانى على يد الشيخ إبراهيم البحيرى بمنزله في حى الإبراهيميه. بعد ذلك عاد إلى القاهرة ولزم الشيخ عبد الصبور شاهين بمسجد عمرو بن العاص زمانا. انتقل للعمل بالمملكة العربية السعودية، حيث عمل بالأمانة العامة بالمدينة المنورة. وكانت هذه الفترة هي البداية المنهجية الحقيقية لفترة طلب العلم، حيث بدأ يدرس بالحلقات بالمسجد النبوى وبدار الحديث التي كان شيوخه يدرسون بها. خلال فترة إقامته بالمدينة المنورة بداية من عام 1990 وحتى أغسطس من عام 1998، أى أنه تشبع بالفكر الوهابى من مصادره وشيوخه فكان له وفيا ومخلصا. ذُكر فى الويكيبيديا بدون توثيق للمصدر أو تاريخ الحصول على الدرجة العلمية أنه حاصل على دكتوراه عقائد ومقارنة أديان جامعة ديجون بفرنسا وعنوان الرسالة "الأنبياء والمرسلون عند أهل الكتاب والمسلمين دراسة مقارنة", ودبلوم الحديث وعلومه بجامعة ديجون بفرنسا, ودرجة الماجستير في مجال التخطيط العمرانى، والموضوع المدينة المنورة نظرة خطيطية (لم يذكر إسم الجامعة) وأعتقد أنه لم يحصل على أى منها والأمر مجرد فبركة ليجعل لنفسه قيمة أدبية.
أظنك عزيزى القارئ قد اكتشفت عمن أتكلم, إنه الداعية الشيخ صفوت حجازى, ذلك الشيخ الأريب الذى تجده فى كل الأحداث إما مُحرضا بنفسه سرا أو عن طريق أتباعه أو تجده مُرسَلا من العناية العسكرية لرأب الصدع وحل المشكلات بمجالس الصلح العرفية. فما من حدث إلا ووجدناه فيه من أطفيح لإمبابة لقنا دائما نجده بابتسامته ووجهه الصبوح حلالا وقاضيا عرفيا. يتلون كالحرباة مع كل قناة تليفزيونية يعطيها ما يعلم أنها تريده. فى لقائه مع عمرو أديب يوم 19 فبراير ( بعد التنحى ) قال أنه ليس إخوانيا ولا محسوب على الإخوان وأنه انفصل تماما عن الإخوان منذ عام 1999, وأن الميدان والثورة لبست إسلامية بل لكل فئات المصريين مسلمين ومسيحيين علمانيين ولبراليين, يساريين وشيوعيين, وأن المنصة أقامها شخص من إئتلاف اليسار ولم تكن مخصصة للمسلمين فقط فقد كان موجودا بها هانى حنا عزيز (هانى اللذيذ), وحرس القرضاوى لم يمنع وائل غنيم من الصعود للمنصة, وإن الإخوان كان لهم تحفظ من حضور الشيخ القرضاوى لأنهم أرادوا أن يكون لهم الفضل وحدهم وليس لغيرهم من الإسلاميين. وقال أن الميدان يديره لجنة تنسيقية من 11 فردا ممثبين لكل التيارات المتواجدة فى الميدان منها 6 إبريل والجمعية الوطنية للتغيير وشباب إئتلاف الثورة وشباب ثورة الغضب الثانية وحركة كفاية وتحالف القوى الثورية واتحاد المشتغلين من أجل مصر وغيرها.
http://www.protvallourlife.com/2011/02/1922011_51.html
وفى لقاءه مع أحمد منصور على قناة الجزيرة (شاهد على الثورة) يوم 24 يوليو, أراد أن يجعل من نفسه السباق والبادئ بالثورة فهو قد أنشأ صفحة على الفيس بوك فى 2 يناير وأغلقها فى 12 فبراير (بعد التنحى) أسماها المحروسة كان يفتى فيها بعدم حُرمانية الخروج على الحاكم الجائر من منطلق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, وأن الخروج المنهى عنه هو الخروج على الحاكم بالسلاح لتولية حاكم مكانه. وحتى يبرر عدم وجوده فى الميدان يوم 25 يناير قال أنه حاول الوصول للميدان بعد صلاة الظهر ووصل لجامعة القاهرة (مكان التجمع) الساعة الواحدة إلا ربع وأنه سار خلف المتظاهرين بسيارته حتى كوبرى الجلاء الذى كان قد أغلق بقوات الأمن, وفى الساعة الثالثة اعترض طريقه ظابط بوليس وأجبره على ترك السيارة وأخذ مفاتيحها وأركبه سيارة ترحيلات سارت به حتى ميدان باب الخلق , عندها أنزلوه من سيارة الترحيلات وأعطى مفاتيح سيارته وعاد بها إلى منزله. وتابع الموقف عن طريق التليفزيون وخرج فى منتصف الليل إلى ميدان التحرير فلم يجد به إلا القليل من الناس وعاد إلى منزله فى الثانية والنصف صباحا. وفهمنا من حديثه أن الميدان فى أيام الثورة بعد التنحى كان يدار إسلاميا بمجموعة حوالى 32 شخصا فكان إبراهيم عجاج مسؤول الزبالة والشيخ بلال حامد مسؤول عن الإعاشة والشيخ أحمد توفيق مسؤول عن أمن المنصة والشيخ أحمد بخيت ودكتور خالد حنفى مسؤولين عن المنصة ودكتور أسامة يس مسؤول أمن التحرير ودكتورة هبة رءوف مسؤولة عن السكان (كلهم إسلاميون !!), أما هو شخصيا فقد كان المسؤؤو الأول عن الميدان كله أيام الجمع من العاشرة صباحا حتى الواحدة والنصف بعد الظهر.
http://www.youtube.com/watch?v=jshUfY4XMk4
وفى لقاء مع عمرو أديب (القاهرة اليوم) بتاريخ 9 مايو فى حضور مايكل منير اتهم الشيخ صفوت الكنيسة بأنها دولة داخل الدولة فرد عليه مايكل بأن الدولة داخل الدولة هم المشايخ الذين يقومون بحل المشاكل عرفيا دون تفعيل سلطة القانون فدافع عن نفسه قائلا أنه كان مثل خبير المفرقعات الذى استدعى لمنع تفجير القنبلة أما القبض على الجناة ومحاكمتهم فهى مناطة بالدولة, كما دافع عن دور المشايخ فى حل المشكلات بما لهم من قبول لدى العامة.ودافع عن السلفى الذى رفع علم السعودية بقنا قائلا إنه علم رسول الله.
http://www.alantony.com/vb/t4012/
وفى 29 يونيو دعا صفوت حجازى الشباب والثوار المتواجدين بميدان التحرير إلى ترك الميدان حتى يمكن أن التمييز بين الثوار وبين البلطجية وفلول النظام السابق المتواجدين فى الميدان, مؤكدأ أنه ليس من مصلحة مصر أو الثورة حدوث صدام اخر, مناشدا الثوار أن يهدأوا ويفوتوا الفرصة على البلطجية. وفى النهاية أدرك الثوار الدور القذر الذى يقوم به الإخوان والتلفيين بالتواطؤ مع المجلس العسكرى, ويوم الأحد 17 يوليو فور رؤية الثوار له بميدان التحرير قاموا بالهتاف ضده واحاطوه بدائرة وقاموا بالهجوم عليه بالألفاظ، مطالبينه بالخروج من الميدان معتبربن أنه من بين أفراد القوي الإسلامية التي تخلت عن دعم اعتصامهم ولا يجوز له التواجد بالميدان. وقام البعض برشقه بزجاجات المياه، وهو ما اضطر حجازي للخروج من بوابة عمر مكرم. وردد المتظاهرون بالميدان هتافات "الشعب لا يريد الإخوان"، "الإخوان فين الثوار أهم"، خاصة بعد أن ظهر حجازي ببرنامج الصحفي وائل الإبراشي (16 يوليو) ووصف المتظاهرين بميدان التحرير علي أنهم مدفوع لهم أجراً للتواجد بالميدان وأنهم يسيئون للرموز الوطنية والإسلامية وليس هم الثوار الحقيقيين بل إنهم عملاء.
#فاروق_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟