أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين لشكر - ورقة مقتضبة حول مفهوم التربية















المزيد.....

ورقة مقتضبة حول مفهوم التربية


نورالدين لشكر
باحث

(Noureddine Lachgar)


الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 01:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة مقتضبة
حول مفهوم التريبة

توسعت المعاجم اللغوية والقواميس في ذكر اصل كلمة التربية عند العرب فقد جعلوا اصلها من فعل رب فقالوا:رَبُّ كلِّ شيءٍ: مالكُهُ
والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك
والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى.وقال سبحانه: "كونوا رَبَّانِيِّين
ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ
ومنه قول صفوان لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ
ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ
مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ من دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافِيَة ٍ والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر:
بيد أن مفهوم التربية اختلف من حضارة لأخرى واتخذ شكلا تطوريا نتيجة تراكم التجارب عبر التاريخ
في هذه الورقة سنحاول الاشارة لاهم التعاريف التربوية عند الأمم والحضارات محاولين استخلاص درس عام من هذه الرحلة السريعة.
التربية عند الشعوب البدائية:- مثلا هنود امريكا واستراليا- الطفل عند هذه الشعوب مالم يندمج مع الجماعة بشكل كامل تظل روحه خارج المتناول حاملة كل الشرور فلابد اذن من الرفق واللين، فهي شعوب لاتعرف ضرب أو عقاب الاطفال فحسب ان القسوة تنمو مع الحضارة.
التربية الهندية القديمة: تعد محاورة بوذا مع تلميذه بورنا الذي أرسله الى بلاد موحشة ليعلم اهلها ديانة بوذا ملخصا للتربية النموذجية عند الهنود، وملخصها أن بورما دائما يجيب بوذا عن أي فعل متوقع من الطرف الثاني وان كان عنيفا قاسيا فان بورما سيقابله بالطيبوبة والسلم وعندما سأله بوذا قائلا: اذا حرموك الحياة تماما، أجاب بورما: أن هؤلاء الذين ينقذونني من الحياة ومن آلامها ومن الجسد المليئ بالأدران اناس طيبون مما جعل بوذا يقول له : يابورما لقد نجوت فنَج.
التربية عند بني اسرائيل: هي تربية خلقية وتعليم للتاريخ والحوادث الكبرى التي رسمت مصير (شعب الله المختار) تخليدا للذكرى يليها شكر ل (يهوه) وحب للأرض. وقد كانوا يبيحون العقاب لكن في حدود (عاقب الأطفال باحدى يديك وداعبهم بكلتيهما) فان تجاوز سن الحادية عشر يمنع الخبز ويضرب بشسع النعل.
التربية عند الفرس : للأب السلطة المطلقة وهو السيد المطاع وهو من يربي على الفضيلة والتأهيل لخدمة الدولة. يقول هيرودوت : الفرس يعلمون ابنائهم ركوب الخيل ورمي السهام وقول الحق فالطاعة والتعلق وارضاء (هرمزد)-روح الخير- أبرز سمات التربية الفارسية الى أن يبلغ سن السابعة فيسلم للدولة ليؤهل ان كان من أبناء الطبقة العليا.
التربية عند الأشوريين والبابليين: هي على شكل قوانين وحكم تدل على العدل والاستقامة ومنها بزغ نموذج قانون حمورابي.
عند المصريين: من سنته الاولى يترك الطفل عاري القدمين حليق الرأس طعامه الرئيس خبز الذرة وأمه هي من تعلمه المبادئ الاولى للتربية، على ان تميز التربية عند المصريين هو في استخدام الطرائق المحسوسةفي تعليم العلوم والحساب والاشكال الهندسية....



عند العرب : التربية على أخلاق المروءة اي كل ما يجمع الخصال المحمودة من كرم وشجاعة ونبل ووفاء و...وكل مايمنع الأخلاق المذمومة من نقض العهود والغدر والبخل و...
التربية عند المسلمين: الغزالي نموذجا
توقف الغزالي كثيرا عند موضوع التربية وقد دعا الى مايسمى التعويد الخلقي (..فمن أراد أن يحصل لنفسه خلق التواضع وقد غلب عليه الكبر فطريقه ان يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة وهو متكلف مجاهد الى ان يصير ذلك له خلقا وطبعا...وجميع الأخلاق تحصل بهذه الطريق..) ومن آرائه الحكيمة في الموضوع ( وكما ان الطبيب لو عالج المرضى بعلاج واحد قتل اكثرهم، كذلك المربي ..ينبغي ان ينظر في حال سنه ومزاجه وماتحتمله نفسه من الرياضة..). لذا فان الغزالي توقف كثيرا عند خصال المربي أولا وشروط من يتصدى لهذه المهمة الجليلة. هذا وتلتقي أفكار الغزالي مع أحدث الآراء في علم النفس التربوي خاصة فيما يتعلق بالحدود بين الوراثة والبيئة أو الطبع والتطبع، يقول:(.. فكذلك الغضب والشهوة لو اردنا قمعهما وقهرهما بالكلية حتى لايبقى لهما أثر لم نقدر عليه أصلا، ولو أردنا سلاستهما وقودهما بالرياضة والمجاهدة قدرنا عليه..).
لاتدعي هذه الورقة أنها استطاعت الوقوف على أهم التعاريف التربوية قديما غير أن الملاحظ لاتجاهاتها بشكل عام يلحظ التقائها في نقط ويستخلص منها نتائج مجملها: أن الاتجاه التربوي لدى جميع الشعوب يتصل بما يفهمون من معنى الانسان الكامل أو الصالح، فهو عند الفرس المطيع للدولة الكسروية، وعند اليونان من يتحقق بأخلاق السعادة، وعند العرب قديما المتصف بصفات المروؤة وعند أرسطو هو المواطن المشترك في معمعان السياسة... بيد أن الدارس قلما يعثر على جواب في هذه الاتجاهات التربوية فيما يتعلق بكيف هوهذا المربي؟ وهل التربية هي فقط للاطفال اليانعين ؟ ولعل فرادة الغزالي في هذا الموضوع والمدرسة الصوفية على العموم، أظهرت الاهتمام البالغ بهذه النقطة تحديدا ليس هاهنا المجال لعرضها.
أجل لقد ثم اغفال مرحلة مهمة في موضوع التربية وهي مايتعلق بالقرن السادس عشر ومايله على اعتبار بزوغ مدارس جديدة اوروبية كانت بذورها الاولى مع عصر النهضة –ايراسموس-،والاصلاح البروتستانتي-لوثر ،راتيش-، وجماعة اليسوعيين ثم اراء الفلاسفة الاروبيين في الموضوع مما خصّب الأرضية لنشوء مايسمى علم التربية مع (هربرت) و(السكندر بين) ومن ثم استناد التربية الى علم النفس وما لايحصى من المدارس ذات التوجهات التي احدثت قطائع ابستمولوجية مع المفاهيم القديمة (منتسوري، دالتون،فرينيه،..).
نعم ثم اغفال هذا الجانب لعدم احتمال ورقة او ورقتين سعة هذا الموضوع. لكن لابد من الاشارة أن هناك مدارس تحن لما هو قديم لنجاعته محاولة تقديمه في حلة جديدة.
وختاما تبقى حكمة القدامى لها الأثر البليغ لتكتب في جبين التاريخ ، سنختم بقولة أجمع عليها صوفية الاسلام باعتبارهم قدموا نموذج تربوي محفوظ في تاريخ الحضارة الإسلامية، فقد قال خبير على لسانهم: (التربية سماع –من مرب-وقبول وتشرب وتمثل). والله ولي التوفيق.
المراجع:
لسان العرب لابن منظور.
احياء علوم الدين للامام الغزالي.
عبد الله عبد الدائم. التربية عبر التاريخ. دار العلم للملايين بيروت. ط7. 1997
محمد عابد الجابري. العقل الاخلاقي العربي. مركز دراسات الوحدة العربية. ط3. 2009



#نورالدين_لشكر (هاشتاغ)       Noureddine_Lachgar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين لشكر - ورقة مقتضبة حول مفهوم التربية