|
معني السعادة والحياة
داليا محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 16:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كلما اطلعت علي فكر الاخرين أكثر كلما حمدت ربنا أكثر وأكثر علي حياتي, علي أهلي عائلتي مجتمعي كله, كلما رأيت الآخرين وتجارب الآخرين كلما تيقنت أكثر وأكثر كم أنا محظوظة. وكم اختلف وكيف تختلف رؤيتي للحياة... وفهمت أكثر وأكثر لم يعيش كثيرين في كمد وكم يؤثر هذا علي نظرتهم للحياة وكتاباتهم وتعليقاتهم رؤيتهم للأمور كلها
لابد إننا كلنا ندرك أن كل ما نراه ويدور حولنا... ندرك ان كل شيء حولنا يحمل أوجه مختلفة وبالتالي يراه كل برؤية مختلفة. كل شيء يري بأعين مختلفة لأشخاص مختلفة. فالعين تري من الداخل أي من داخل الإنسان أكثر مما تري من الشيء نفسه. فتفسيرنا للأشياء هو داخلنا وهو نابع مما بداخلنا ... ولذلك كل شيء نراه ونمر به اليوم نراه بعين الأمس فهو مختلط بتجاربنا وفكرنا السابق ممتزج بتوقعاتنا وقناعاتنا
لا اعتقد إننا لا ندرك أن قناعتنا أساسا مبنية علي تجاربنا السابقة وما تربينا عليه. فكل شيء نحكم عليه اليوم هو مشكل قبل تجاربنا فالتجارب تحفر في العقول والقلوب وتشكلنا... وقليل قليل جدا من يكون من القوة والقدرة علي يتوقف ويتواصل من نفسه ويصل لعمق قناعته ويحاول فهم كيف تشكلت والنادر النادر جدا من يكون بالقوة الكافية علي التحكم فيها وإعادة صياغتها, وهو تدريب شاق وقدرة عالية من التواصل مع النفس يندر وجودها بالنهاية تجاربنا ومجتمعنا وبيئتنا هي ما يشكلنا وبالتالي هو ما يحدد الزاوية التي نري منها الأشياء ونفهمها اليوم وغدا...
ولذلك ارجع مرجوعي لشكري وامتناني وسعادتي بالكيفية التي تشكلت بها عيني لتري وقلبي ليحس ويحكم وعقلي ليدرك الأشياء. فكلما التفت يمين ويسار في هذا المجتمع الصغير للحوار واعذروني لاني أقول صغير فهو بالنسبة لعالمي الكبير أراه صغير وهذه القناعة أيضا مشكله من خلال ما تجاربي الشخصية التي تشكل نظرتي ورؤيتي للأمور كلها... نعم كلما تنقلت بين حوارات هنا وهناك كلما شكرت ما شكل تفكيري ووجداني وحياتي وبالتالي توقعاتي من الحياة ومما أري حولي وقناعتي التي تصبغ رؤيتي للأمور وتفسير ما يدور حولي
فكما أري اليوم من خلال النت وأماكن التحاور مما يتشارك فيه الجميع بعد أن وجدوا منفذ ليتحاوروا أو مكان ليروا منه العالم والآخرين وليراهم الآخرين وكأنهم عاشوا في عالم كانوا يحسوا فيه انهم غير مرئيين وغير قابلين للتواصل مع من حولهم. فكان هذا الثقب علي العالم هو الطريق الوحيد لهم ليكونوا, يروا ويراهم آخرين... أو علي الأقل يروا جزء عجزوا عن إظهاره أو التعايش معه مع محيطهم وكان الحوار ملاذهم الأخير أو الوحيد ... وعلي هذا يتشاركوا هموم الهيام والضياع اللا متناهي في عالم يشعروا بعدم التجانس معه ... وبالتالي تكون أهم مكونات التشارك هو الهم والسلبيات التي عايشوها وما تعايشوا معها سحقتهم حتى وجدوا متنفس لهم
مرة أخر ارجع مرجوعي لشكري وامتناني فكما قلت كلما نظرت يمين وشمال كلما قرأت تعليق ومشاركة ناهيك عن مقال هنا او هناك أري كم المعاناة التي عاناها الكثير والتي أثرت علي حياتهم طفولة معذبة قهر بيئة مهتزة توحد اختلاف قي بعض أو كثير من الأوقات أدي لشعور بالتنافر مع المحيط في بعض الأحيان يصل لحد السخط علي الآخرين انعكاس لقهر النفس المتواصل... كلما رأيت كم التجارب الضائعة وحجم القهر والدونية في بعض الأحيان فهمت لم تري تلك العيون التي لم تكتحل بغير رؤية الظلم لا تري غير مظالم تلك العقول التي لم تحاط غير بعقول تقهر وتحتقر بأهل خنقوا فكر ضيقوا علي فتيات وبنات عاملوهم بدونية سحقوا طفولة هذا أو ذاك أهانوا أم هذا أو ذاك كيف لا تري تلك العقول غير أن مجتمعها كله مهين مفرق بين أديان ساحق للمرأة ... فلم يروا غير هذا المجتمع المهين الساحق هذه ام مطحونة وهذه ابنة مقهورة وهذا شاب مهمش وذاك ابن مقهور سيدة مطحونة مهمشة في عمل او زوجة خانها زوجها ويريد تعويضها او تهميشها امرأة مسحوقة تمثل كل ما ناقض ما تؤمن به او تنادي به او للأسف تدعي إنها عليه فتكون إما مزدوجة هنا في عالم الكتابة او مزدوجة خارجه في عالمها الذي تعيش فيه. مجاميع ما عاشوا غير تجارب مرعبة لن تشكل وتخرج وتعقل أي شيء يري بغير تلك المرجعية الرهيبة التي شكلتها
نعم أدرك ألان لم أري عكس الكثيرين فلم أري أم تهان مجتمعي كله كانت النساء من القوة والعقل والقدرة علي منحي الثقة باني كيان له الحق في كل شيء... نعم برغم إنهم من مرجعية صعيدية وكل مصري يعرف ما معني صعيدي.. ولكني ما رأيت أو عاينت و عاين أي من نساء العائلة غير التكريم للنساء بقدر الرجال.... نعم فما رأينا طغاة بيننا ... اعلم أن أبي كان بحق مثال للاحترام وأدرك تماما أن أمي لها الحق في كل شيء وان ما من شيء كان يتم في بيتنا بدون مشورة بيتنا وعائلاتنا وأصدقائنا ومجتمع النادي والجيران والأصدقاء... ما رأيت أب متحكم قاس علي بناته غير مراع لهم ما رأيت أنثي تحرم من التعليم يالا الهول فجدة أولادي كانت تلعب التنس وكانت في مدارس الراهبات ... والبنت مثل الولد تعلمت السباحة وركوب الخير والسيف نعم كل شيء... عجبا إنني لا أري مجتمع يحتقر المرأة كيف أراه وأنا اعمل نعم لم تعمل والدتي وكانت سيدة بحق سيدة مجتمع محترمة في حفلات السفارات لها حضور في المجتمعات في الحل والسفر لها حضور عجبا أن لا أري دونية المرأة... فلم احرم من حق في الترقي ولم أعامل في عمل اقل من الرجل ولم أري تفرقة للون أو جنس أو دين لأسب دين وأتعصب لجنس أو أتحامل علي جنس ضد الأخر
نعم نعمنا بطفولة هادئة جميلة كانت المتعة والاستمتاع هي الهدف.. تعلمنا أن نستمتع بكل شيء بالوقت وليس بالمال ولكن بكل ما هو متاح تعلمنا أن نضحك تعلمنا أن نتحاور نتشارك نكون الصداقات نفتح أبواب وافق نقرأ ونشارك نركب العجلة ونجوب بحرية الشوارع تتخطي أحلامنا كل شيء ولا نخاف أن نتكلم ونحلم بصوت عالي... أتذكر لقاءات الغذاء بعد يوم المدرسة نتكلم في كل شيء أشارك خالي الضحكات والقصص نتساو إخوة وأبناء عائلة أولاد وبنات لا يفرقنا غير السن فالكبير كبير والصغير صغير يلعب ويمرح ويلهو.. تمتعنا بالأجازات صيفا هنا وهناك وشتاء ما كنا نفوته أيضا هنا وهناك مسارح سينما النادي وما أجمله وأيضا هنا وهناك النوادي كثيرة والرياضات شيء أساسي نختار ونتفوق
فعلا تشكله عيناي علي رؤية الجمال تكون قلبي علي تفهم الجمال والتناغم والانسجام قوي قلبي علي المحبة والتفهم للأخر والقبول والمشاركة تشكلت قناعتي بان الإنسان إنسان بان الإنسان مهما كان به الجمال كل شيء لها جانب من الجمال وعلي فقط علي فقط أن أجده لان في إيجاده اصل للسعادة والراحة أتواصل مع نفسي فانجح في التواصل مع الآخرين أؤمن بان العالم كله متشابك وان ما علي غير أن افتح اذرعي له وعقلي ليفهم ويصل للوجه الجميل به فتري عيني ويحس قلبي بالجمال والراحة والقبول
تعلمت أن السعادة كنز وإنني اغني البشر لاني املك القناعة إنني قادرة علي إيجاد هذه السعادة فهي بداخلي وكل ما علي هو أن أخرجها فاسعد بها بإسعاد الآخرين ... نعم فالمشاركة هي الكنز أشارك سعادتي تفاؤلي نظرتي من زاويتي التي تري الجمال فهو غاية بحثي في الحياة ومنتهي سعادتي أن أشاركه مع الآخرين أعطي من نفسي للآخرين أري سعادتي في سعادتهم امنح وأعط فالعطاء سعادة ..
وأنا لا انسي أبدا كلما أحسست بسعادة العطاء كيف تشكك من لا يدرك السعادة وقيمة العطاء فيما أعطيه... صدمت عندما لم تفهم واحدة ممن مروا بحياتي معني العطاء بل استنكرته ونفرت منه ولكني كلما رأيت وفهمت كيف تشكلت وكيف تاهت قلبا وعقلا نتيجة بيئة وتربية ومحيط وشراكه قادرة أن تشكل تلك النظرة المتشائمة المتشككة في النواية الإنسانية المتوحدة النافرة من المشاعر الإنسانية الحقيقة واستبدالها بالخيال المتنفس الوحيد من تجارب الماضي والجسر الوحيد لعبور النفوس المتوحدة ... وكلما رأيت وقرأت فهمت أكثر كيف يري البعض العالم من تلك الزاوية الكئيبة ... وكيف طول محنة القلب تجعله أسير المعاناة ومهما بعدت عنه في رحلة الحياة معاناة الماضي لا يقو عقله الذي شكلته تلك المعاناة علي العبور من عبوديتها... فالشيء الغريب أن المعاناة تنتهي وتذهب والقهر والظلم ينتهي وقد تتغير البيئة والمحيط ولكن سجن القناعة والتجربة لا يمنح صاحبها الفرصة للفكاك والتمتع بتقدمه بعيش كل لحظة قديمة ممزوجة بواقعه من خلال تفسيره ورؤيته لكل شيء بصورة كتامة وكآبة ماضيه
مرة أخري أجدني شاكرة عي سعادتي اليوم وأمس وممتنة للزاوية التي أري منها أموري واشكر أبي وأمي وأهلي وأصدقائي بيئتي كلها لما جعلته مني ولما أضفته علي حياتي من رضي وقبول وسعادة ممتدة لاني احملها معي مهما ظلمت الدنيا من حولي لحظات كآبتي ومن منا لا يمر بها تخترقها دائما أفياض من السعادة تخرج من داخلي وليدة قناعتي وما بنيت عليه من تجاربي القديمة والفضل كله لأهلي فهم من جعلوني ما أنا عليه.. وجعلوني قادرة علي أن افهم اختلافي فبالنهاية هو سر امتدادي ويحزني ا ناري عذابات من عجز عن التواصل مع نفسه ليصل لسر السعادة
ومرة أخري كل شيء في العالم يجب أن يدور حول السعادة نتقدم في الحياة لنحصل علي السعادة نتواصل لنحصل علي السعادة نكتب لنحصل علي السعادة فهل حصلتا عليها هل وصلتم لها أو هل وجدتم أن الدرب الذي تسيره عليه سوف يصل بكم إليها... الشاطر هنا يقف ويتيقن ثم يخطوا الخطوة التالية وهو متيقن إنها في طريق سعادته فعلا.. فأتمني أن يجد كل إنسان هذا الطريق ويمضي به حتى يكون لحياته فعلا معني فبالنهاية هي حياتنا وعلينا أن نعيشها فهي رحلة لمرة واحدة سواء كنا نؤمن بما بعد الحياة أو لا نؤمن فمؤكد لن نختلف علي إنها حياة واحدة لن تتكرر وعلينا أن نسعد بها فهل قناعتنا تمضي بنا في طريق تلك السعادة هل نحن نشعر بها فعلا. وان لم نكن هل نقنع بغيرها هل نقنع بحياة جرداء ولم هل لا نستطيع أن نصل لسرها فعلا... آسفة حقا لمن تغيب عنهم غاية الحياة. وتمضي بهم الحياة من كآبة لكآبة ولا يستطيعوا عمل أي ثقب تري منهم عيونهم الوجه الأخر الجميل للأشياء... نعم أدرك هناك من غرق وانتهي في بحور تجارب سوداء واضعف من أن يقف ليري قناعته ويدرب نفسه علي تغييرها بحيث يعود ليري الجمال... فتذكروا إننا نولد صفحة بيضاء وبعيون تري الجمال...
#داليا_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاركتي المتواضعة للثورة في مصر علي الفيس بوك
-
رد علي تعليقات مقال وطن حر للاقباط
-
كتاب رائع كتبه العالم الفرنسي موريس بوكاي
-
رؤية في اعطاء وطن حر للاقباط
-
تري هل هناك تعليق علمي فني علي ما قاله د. ميلر في القران لكل
...
-
تفاسير تقبل الخطأ 3
-
تفاسير تقبل الخطأ 2
-
تفاسير تقبل الخطأ
-
ان لم نفهم فكرة المحبة فهل نفهم فكرة التعصب المقيت
-
هل حقا نريد القضاء علي الإرهاب أم نريد خلق وانتشار الإرهاب
-
هل الخداع جائز وشرعا في عرف العلمانية
-
شفتوا المسلمين ... مش طلعوا متفوقين
-
صرخات دارونية
-
حد يساعدني يا خلق ويلاقي لي الاجابة
-
معاني جميلة
-
مقارنات ساذجة متعمقة
-
رؤية غربية للاسلام
-
عقلي العاصي مازال يتلاعب بي
-
قصة حب مينا ودميانة
المزيد.....
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|