أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟














المزيد.....

معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخطيء من ظن او يظن, ان اعتراف النظام السوري بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م, جاء من باب الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني, وخارج سياق محاولته معالجة ازمته الداخلية, فالنظام السوري يعلم تماما ان الاجندة الاجنبية هي محاوره الرئيسي في هذه الازمة, وإن تخفت خلف انتفاضة الطبقات الشعبية وجعلت منها اداتها الرئيسية في الصراع مع النظام,
ان اهداف الاجندة الاجنبية ومطالب الانتفاضة الشعبية تتقاطع عند مطلب التخلص من النظام القومي في سوريا , واستبداله بنظام ليبرالي, ومن ثم يفترق مسرب حركة الطبقات الشعبية عن مسرب حركة الاجندة الاجنبية, فالطبقات الشعبية بشفافيتها تحاول التوجه لبناء نظام ديموقراطي وطني, اما الاجندة الشعبية فتستهدف اعادة موضعة النظام في الصراع العالمي الراهن, الذي بات بين المحور الغربي والمحور الشرقي.... الراسماليين.
فحتى اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا, كان النظام فيها يعتبر نفسه احد محاور النفوذ السياسي الاقليمي, وكان يحاول تجسيد قناعته هذه بمنهجية سياسية اقليمية تحدى معها نفوذ مراكز القوة العالمية, وفي المقدمة نفوذ الولايات المتحدة الامريكية التي تتصدر المحور الراسمالي الغربي, ولا بد من الاقرار له بالنجاح النسبي والمؤقت, فكان من مؤسسي محور ممانعة هذا النفوذ وبصورة خاصة على صعيد مشرع التسوية, الذي يعني للولايات المتحدة الامريكية عرقلة عملية ترتيب خارطة المنطقة الجيوسياسية وفق منظور المصالح الامريكية وتفوقها في الصراع العالمي, وقد نجح النظام السوري في اطار محور الممانعة في الحاق اضرار بهذا النفوذ
فقد نجح محور الممانعة في اجهاض الانتصار الامريكي والغربي في العراق وسلبه مردوده فاصبح انتصارا مشتركا له مع ايران, فبات العراق مجال نفوذ مشترك لهما, وكان نجاحا اضظرت معه الولايات المتحدة وحلفائها الى تحديد جدولة سريعة لسحب القوات الامريكية والغربية من العراق, وهي الان تعيد النظر بمقولة سحب هذه القوات بعد تردي اوضاع النظام السوري ومحور الممانعة.
وبالتشارك مع ايران ايضا, اعيد صياغة توازن قوى لبنان المحلية, لصالح نفوذية حلفائهما, وبلغ نجاحهما هنا ايضا حد التحكم بحركة لبنان الجيوسياسية من خلال السيطرة على عملية تاليف الحكومة, وسحبها من يد القوى المؤيدة للنفوذ الغربي, كذلك الامر في الوضع الفلسطيني, فقد نجحا في تعطيل مسار التفاوض والتسوية,
ولا شك انهما من خلال محور الممانعة نجحا حتى نهاية العام الماضي في التاثير على ولاء تركيا والكيان الصهيوني, فلاحت من هذين الموقعين بوادر التمرد على نفوذ الولايات المتحدة عليهما, فتحسنت العلاقات التركية السورية والايرانية, وكادت تركيا تصبح ركنا من اركان محور الممانعة, ام الكيان الصهيوني فاعلن تمسكه بالرؤية الصهيونية للتسوية ورفض اي رؤى اخرى لها بما فيها الرؤية الامريكية, فاعلن رفض تجميد الاستيطان, دافعا بالطرف الفلسطيني بعيدا عن مسار التفاوض مجبرا اياه على ولوج عملية تدويل واوربة للصراع ترفضها الولايات المتحدة لانها تضر باستفرادها بالمنطقة,
ان اقلاع النظام في سوريا المفاجيء من موقع الممانعة هذا وهبوطه المفاجيء_ الاضطراري_ على ارض افكار الرئيس الامريكي باراك اوباما حول حل الدولتين, يحمل رسائل سياسية قوية, لمختلف الاطراف في مختلف الاتجاهات, ولكن بصورة رئيسية للولايات المتحدة الامريكية تفيد بوجود نية حقيقة لدى النظام السوري في احداث تحول نوعي في بناءه وحركته كنظام يعيد معها تموضعه في الصراع الاقليمي والعالمي لصالح المعسكر الغربي وعلى وجه الخصوص لصالح نفوذ وتفوق الولايات المتحدة الامريكية,
ان اعتراف النظام هذا بالدولة الفلسطينية هو اعلان غير مباشر بهزيمته في الصراع, واستعداده لدفع الثمن الذي تراه قوى الغرب مناسبا, علما اننا لا نظن ان اوروبا والولايات المتحدة ستسارع بفتح ذراعيها وتحتضنه بحرارة’ لكنها قطعا لن ترفض التنازت التي _ بدأ_ في تقديمها لهم.
فمن الواضح ان النظام السور بات على قناعة تامة انه يقف منفردا في الصراع مع هذه القوى التي تفوقه تفوقا وقدرات, كما انه علم ان اصطفاف الانتفاضة الشعبية _ موضوعيا وليس تامريا_ الى جانب الاجندة الاجنبية, يمثل خطرا حاسما وحقيقيا, وان لا فائدة من الاستمرار بمعالجته امنيا, لان المعالجة الامنية تزيد وقودا الى نارها المشتعلة, اما الدعم والاسناد الثقافي او تعطيل مجلس الامن, فانه لن يكون عائقا حقيقيا امام اعدائه في الولايات المتحدة واوروبا, اصة في ظل الحصار الجيوسياسي المباشر المفروض عليه
واذا كان ذات الاعتراف يحمل هذه المضامين, فان توقيته يؤكد عليها ايضا فقد جاء مباشرة حال الاعلان عن نية ورغبة اردوغان زيارة مصر وقطاع غزة, وهما موقعين لهما الاهمية الخاصة في موضوع التسوية والذي بات مشروعا استثمار امريكي خاص.
ان مسار تنازلات النظام لن يكون سهلا وسيكون سلسلة من المساومة واعادة المساومة, فالمسالة لا تتعلق بالكرامة الوطنية السورية فحسب وانما تتعلق ايضا بالمصالح الطبقية المسيطرة على النظام, كما ان مسار تنازلات النظام, لن تنحصر انعكاساته على الوضع السوري فحسب بل سيتسع مدى ارتدادها ليشمل على الاقل منطقة شرق المتوسط
فمن المؤكد مثلا ان هذا الاعتراف سيرفع من اسهم الخيار العسكري في حسابات الكيان الصهيوني طالما انه يرفع بصورة موازية اسهم صدام محتمل بين ادارة نتنياهو والادارة الامريكية حول التسوية, او ان يقبل نتنياهو هزيمة ائتلافه الحكومي ويذهب لانتخابات مبكرة, احتمالات فوز الليكود بها ستكون متدنية, حيث لا مخرج هنا سوى الحل العسكري كمحاولة لاعادة خلط الاوراق السياسية في المنطقة.
ان الايام القادمة ستوضح ردود الافعال على هذا الاعتراف السوري بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وتبعا لاتجاهاتها سنرى اي الاحتمالات هي التي سترجح تحدي مصير بقاء او ذهاب النظام في سوريا والخيار العسكري في المنطقة ومصير مسار مفاوضات التسوية

خالد عبد القادر احمد
[email protected]



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان وغزة, عرض او عرضين سياسيين؟ تعليق سريع:
- حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:
- سعة فاعلية مقولة الفوضى الخلاقة وموقع التسوية منها:
- الفارق الرئيسي بين بوش واوباما ونتائجه العالمية:
- القيادة الفلسطينية بين نية تجاوز المعيقات والقدرة على تجاوها
- التعريف القومي اصل التشريع الحديث:
- القيادة الفلسطينية في الصراع راس ادمي او كرة قدم:
- ام المتاسلمين رات ام اليسار والعلمانية في بيوت .....
- مطلوب علاقة فلسطينية مبنية على الشفافية:
- موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:
- متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟
- مصارحة حول الديموقراطية:
- قراءة في صراع اسرانا مع نتنياهو
- الاتجار في المعاناة الفلسطينية:
- لشفافية في الاردن, لا تزرع ولا تصنع ولا تستورد:
- الصراع الفلسطيني بين الانتهازية السياسية والشفافية الوطنية:
- عقدة النظام السوري في الصراع الاقليمي العالمي:
- ماذا تغرد الطيورالفلسطينية على شجرة المصالحة السياسية؟
- خلافاتنا محاولة لاحباطنا:
- فصائلنا باتت خارج كفاحية منهج التحرر الفلسطيني:


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟