أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط














المزيد.....

عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 15:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لابد من ذكر و توضيح جوهر الانتماء الحقيقي كي نفسر الاسباب الكامنة وراء دفع الفرد لبناء هذه الاحاسيس العفوية في عقليته و تفكيره، او عدمها اوبالعكس منها تماما.
التفكير في الجهة او المؤسسة او الفئة او المكون او الوطن و كيفية العمل لصالح تطويره او اعتبارالذات جزءا لا يتجزا من كيان معين منتمي اليه دون حتى التفكير بالاضرار به لاي سبب شخصي كان او التخلي عنه في المآزق التي يمر بها، و لا ياتي هذا الشعور بالتواصل و التلاحم و الاتحاد اعتباطيا دون عوامل موضوعية وذاتية متوفرة في الفرد و الموقع على حد سواء. و يمكن وصف الانتماء باعتباره روحية خاصة تهم العموميات ومركز في العقلية الواعية لصالح الجانبين المنتمي و المنتمى اليه، و يعتبر الفرد المنتمى اليه مستحقا لاي تضحية او جهد يبذل في سبيل تنميته و تطويره، و يفعل ما يتمكن و يقدر عليه من اجل ذلك. و هو احساس نابع من العقلانية في التفكير و النظرة الى الكيان الذي يمكن ان يحس الفرد ان يعيش باطمئنان في ظله .
ضعف احساس المواطن بالانتماء الى البلدان التي يعيشون فيها في منطقة الشرق الاوسط و ربما لعقود دون اي رابط يذكر، لم ياتي في ساعتها او جراء رد فعل اني او نتيجة ظلم سلطة او خلال مرحلة معينة بحد ذاتها، و انما هو ناتج لعملية طويلة الامد مترامية الاطراف، تسببت في ترسيخه الظروف المعيشية و التاريخ و الموروثات و الوعي العام و القضايا المعقدة و المشاكل العويصة التي بنت جدرانا فاصلا بين طبيعة الفرد و ما يمكن ان ينبت فيها، و هذا المفهوم بطبيعة الحال متعدد المعنى و وحيد الجوهر . لم تنبت هذه الاحاسيس نتيجة العوامل الذاتية تخص الفرد و اهتماماته فقط او خصائص المؤسسة او الموقع الذي يُفترض الانتماء اليه دون اي ضغط من اي كان و بعيدا عن الاستجبار و زرع الخوف او اعتقادا بالروابط السطحية التي تربط الفرد بالكيان .
انعدام التفاعل و التلاقح و الترابط و التاثيرات المتبادلة، بحيث يكون المنتمى اليه غير مكتمل و ليس بمكان يمكنه ان يدفع الافراد باتجاه توليد حس الانتماء، او عدم لاهتمام فيه اصلا بالقوى البشرية و ما يجب ان يوفره من العوامل لضمان حياتهم و رفاههم و ما يدفع لبناء الثقة المطلوبة بما ينتمون في كيانهم ، التعامل الالي الجمودي البعيد عن الحب و التقدير و الاحترام المتبادل، وفي حال وجود الشعور الغريب الفريد في هذه المنطقة بالذات الذي يدفع الفرد ان يقف متفرجا، لم يدع ما يمكن ان يقترب منه الفردمن العوامل الدافعة و البانية كي تنبثق مثل هذه الاحاسيس بشكل عفوي .
ما يعقد الامر في منطقة الشرق الاوسط هو الاعتماد على الفردية في تسيير امور الذات و في الفكر و العمل و القرار و في ارضية تتوفر فيها الرموز و الخوف و باستعمال وسائل القوة لاخضاع الفرد بعيدا عن الجماعية في العمل و التفكير، سيبتعد الانسان عن التفكير الجماعي و التعاون و يستند على الاجتهادات الفردية و يتبع الاستفراد، و هذا لم يبني مثل تلك الاحاسيس و انما يقلع احساس الانتماء لو كان موجودا اصلا بنسبة قليلة، او كنتيجة تعصب ما لشيء ليس له علاقة بجوهر الانتماء بشيء، فكيف بتثبيت مثل هكذا احساس و تجسيده في عقلية اي كان مهما كانت عقائده و مبادئه و نظرته الى الحياة، لا بل هناك من الصفات العامة المنتشرة و من العادات و التقاليد و العديد من المفاهيم الغريبة التي تحول دون الوصول الى عتبة مفهوم الانتماء و تحوله الى الولاء بشكل قح و كامل، و من هذه الصفات المحاباة و المحسوبية و المنسوبية المختلفة و القرابة و المحاصصة المتعددة الاوجه و احتكار السلطات من قبل مجموعات معينة ، مما يدفع الفرد الى الاندماج بالمؤسسات المستندة على ركائز خيالية بعيدة عن الواقع .
اما من الجانب الاخر، فان العوامل الموضوعية المسيطرة على الحياة ستدفع الفرد التمسك بالعوامل الذاتية المبعدة لاي فكر يمكن ان يرسخ ارضية ينمو فيه الحس بالانتماء، و يتمسك المتمسكين بتلك العقائد و العوامل بالولاء لمن لهم المصلحة معه فقط، بعيدا عن اي شكل من الانتماء، و هذه العوامل تضاف الى الاسباب المعيقة لبناء مثل هذه الاحاسيس الخاصة التي تبنيها التمدن و الحداثة و المصالح المتبادلة ، و بالاخص في الكيانات الكبيرة كالدول و التكتلات المتنوعة، و من هذه العوامل ايضا؛ اندفاع الفرد للحصول على المنفعة المادية و عدم التفكير في تطوير الكيان او الموقع الواجب الانتماء اليه او العمل على ابعاده من المشاكل التي يمكن ان يجابهها في اية لحظة، و هذا ما يبعده عن الاخلاص و الوفاء و يبني في كيانه انعدام الثقة ، و به لا يمكنه ان يضحي بشيء من اجل المنتمى اليه، و يبقى همه الوحيد ما يربحه بعيدا عن اية تنمية او كسب خبرة يفيد بها ما يسترزق منه او يعيش فيه، و هذا ما يضر الفرد و ما يمكن ان يحس بانه ينتمي اليه .
لو دققنا يتمعن بما يجري في كافة دول المنطقة و الشعوب الموجودة فيها، بما فيهم من يتشدق بحب وطنه و معروف عنه بتعصبه، نكتشف ان هذه الادعاءات لم تمت بالانتماء بصلة ، و كل ما في الامر هو الولاء لرمز او جهة او مؤسسة ، و ان اعلنوا العكس على العلن، فافعالهم توضح ما نقول، و التمسك بالطائفة و المكون الصغير و العشيرة و القبيلة لا يمكن اعتباره بالانتماء بقدر ما يمكن وصفه بالتعصب و الولاء.
لذا، لابد من ايجاد الحلول الواقعية و المنطقية لهذه المشكلة الكبيرة بعد دراسات و بحوث عميقة لوضع الخطط الستراتيجية بعيدة المدى لبناء كيانات حقيقية و منتمين اليها، لنعتقد بانه يمكن ان تشرع الابواب امام التنمية و التقدم و التطور بعيدا عن الضغوطات و الشكليات في التعامل مع المفهوم اوالاستناد على الافكار السطحية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري
- هل تخرج الحكومة العراقية من عنق الزجاجة ؟
- الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي
- استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!
- اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان
- نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
- انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
- الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
- ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
- هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
- التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية
- سوريا الى اين ؟
- حقا كلما ضاقت فُرجت
- لا تستغربوا من مواقف الموالين للنظام السوري مهما كانت نسبة ث ...
- ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف
- لماذا لم يتعض بشار ممن سبقوه
- ما التيار الغالب بعد موجة الثورات في المنطقة؟
- لماذا يتشبثون بالحكم مهما حصل ؟
- سكت بشار دهرا فنطق كفرا
- الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط