أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي ماضي - هوامش في التربية















المزيد.....

هوامش في التربية


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 12:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الهامش الاول :روح الامة.
يرى فريق من علماء التربية المقارنة الذين اتبعوا اثرالتربوي الانكليزي سادلر ان لشخصية الامة روح ، وهذه الروح تبني نظاما تربويا واجتماعيا يضمن دبمومتها وبقاءها ومن اجل ذلك فانهم يرون ان تغيراي نظام تربوي يجب ان يكون مسبوق بدراسة العوامل البيئية والطبيعية والفلسفية والتاريخية والاجتماعية ،لمعرفة الكيفية التي تشكلت بها هذه الشخصية وما هي سماتها وقيمها التي تسعى للحفاظ عليها.
وكمثال لتأثيرهذه الشخصية(روح الامة) على طريقة تفكيرنا ، ساتناول الموضوع الذي طرحه احد اساتذة علم التربية في جامعة واسط عن تدهور التربية والتعليم على طلبة المرحلة الثانية كلية التربية داعيا الطلبة والطالبات إلى إبداء أراهم ، استدل الأستاذ على هذا التدهورعلى ضوء التغيرالذي طرء على القيم والعادات والأعراف ، طُِرحت مجموعة من الآراء يمكن تصنيفها وفقا للمحاور التالية:
محور أنحى باللائمة على القيادة السياسية متهما إياها بعدم امتلاك رؤى واضحة لإصلاح العملية التربوية على اعتبار أنها من يمتلك المال والسلطة والقدرة على أحداث التغير.
محور أنحى باللائمة على المحاصصة التي أصابت الحكومة بالشلل نتيجة لعدم قدرة رئيس الوزراء على ممارسة سلطته على وزراءه بسب الحماية التي توفرها كتلهم السياسية .
محور أنحى باللائمة على الانفتاح على العالم الخارجي وتطور وسائل الاتصال الحديثة.
الملاحظ أن جميع محاور النقاش تشترك بالنقاط التالية:
1. أن مفهوم التربية ينحصر لديهم في المحافظة على قيم الأسلاف .
2. يقيمون التغير على انه انحلال لأنه مختلف عن عاداتهم وتقاليدهم ، وان حمل التغير ايجابيات كثيرة .
3. أنحوا باللائمة على طرف خارجي متمثلا بالقادة السياسيين أو العالم الخارجي.
4. انتظار الحلول من الاخر دون العمل على حلها.
لاحظ معي شخصية الامة كيف تبني دفاعاتها ،كيف مدت اذرعها مثل اخطبوط وابتلعت ذاكرة الجميع ، تبني منطقا عقليا يجبر افرادها على عدم الخروج عن طاعتها بل ويكرسون انفسهم للدفاع عنها ،لذلك ترى مفكريها يطرحون افكارا مفادها ان ما يصلح كنظام تربوي لبلد لا يصلح لبلد اخر ما لم يتم تكيفه(ضعوا خطا تحت كلمة تكيفه ،لان التكيف هي السكين التي يغتالون بها التغيير) ليتلائم مع عادات و... الخ اي بما يضمن بقاء شخصية الامة على قيد الحياة .
الهامش الثاني : الفلسفة والتربية.
يرى بعض علماء التربية ومنهم جوزيف لويرز** ان الفلسفة هي البعد النظري للعملية التربوية والتعليمية ، وان لها اثرا واضحا في كثير من النظم التربوية والتعليمية ، فالنظام التربوي التعليمي في فرنسا يوجه الاهتمام الى التعليم ذي الطبيعة الفلسفية العامة متاثرا بالفلسفة العقلانية والوجودية ، ونظام التربية والتعليم في الولايات المتحدة يهتم بما يستطيع ان يفعله الانسان لا ما يحفظه متاثرا بالفلسفة البرجماتية ، والنظام التربوي التعليمي في المانيا يهتم بالتعليم المهني متاثرا بالرومانسية لهذه الامثلة دلالة واضحة على اثر الفلسفة في النظام التربوي التعليمي . اما فيما يخص النظم التربوية الاسلامية عموما والعربية على وجه الخصوص فانها مبنية على الفلسفة الاسلامية التي من ابرز خصائصها
1. المحافظة والتقليد.
2. الايمان بامتلاك الحقيقة المطلقة.
هاتان الخصيصتان تركتا اثرا واضحا في المنطق العقلي او نمط التفكير الذي اشرت اليه في بداية المقال ، ويكاد يكون التطابق شبه تاما في تحليل افراد هذه المجتمعات للمعاضل بقصد حلها .
وعليه فان اي محاولة اصلاح يجب ان تمر بالبعد الفلسفي اولا ثم يتجسد على شكل نظم واسترتتيجيات تربوية وتعليمية ، وهنا تكمن الصعوبة لان تغير المنهج الفلسفي سيصتدم بالمقدس والمطلق الذي تعتقد به هذه الشعوب ، لذلك ترى عملية التغير تسير بسرعة السلحفاة ، بل اننا نعتقد ان عملية الاصلاح في البعد الفلسفي ستجري بطريقة التعرية الحضارية اي التغير البطيء الناتج من انتقال القيم العالية بين الحضارات ، بسيناريو يشابه سيناريو الثورات الاخير الذي عصف بالمنطقة . فبعد اكثر من قرنين على تبني الغرب لهذا المفهوم ، تمكنت الشعوب العربية من اداراك حاجتها الى الديموقراطية ، وبعبارة اخرى انتقلت هذه القيمة الحضارية من الغرب الى الشعوب العربية ، نتيجة لتعرض مفهوم النظام الشمولي الدكتاتوري للتعرية ، بفعل عوامل عدة اجتماعية ونفسية واقتصادية وثقافية.
الهامش الثالث :الحلقة النفقودة.
استنتج بيدرو روسللو*** تسعة مظاهر تربوية ، بعد استقراءه للعديد من النظم التربوية في بلدان العالم المختلفة، وعممها على شكل قوانين في علم التربية النقارنة، ومن هذه المظاهر"بعد الحروب والتغيرات الاجتماعية الكبيرة يحدث تغير واصلاح في النظام التربوي" .
مراجعة بسيطة للواقع العراقي ، توصلنا الى حقيقة مفادها ان هناك حلقة مفقودة في سلسلة الحروب والتغيرات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت عليه(الواقع العراقي) ، حيث لا بوادر تشير الى تغير النظام التربوي والتعليمي ، بحجم يوازي حجم التغيرات التي اشرت اليها ، وهذا يقودنا الى نتيجة حتمية مفادها ان تناشزا بين مجالات الحياة سيحدث ، وسيعيق دوران عجلة التقدم ، المفترض حدوثه من جراء دخول الديموقراطية ، ومساحة من الحرية] وان لم تكن بمستوى الطموح ، ولكنها مقبولة كبداية لمجتمع كان محروما من ابسط حقوقه الاساسية[ كمتغيرين اجتماعيين في حياة المجتمع العراقي . فالحياة في المجال السياسي وصلت الى ذروتها ، من ناحية التشريع لا التطبيق، بسبب اقرار الديموقراطية كنظام لتداول السلطة بشكل سلمي ، في حين ان النظام التربوي - التعليمي لم ينضج الى مستوى يساند هذا التطور ، وسيكون ناتج هذا التناشز فقدان مكسبي الديمقراطية والحرية ، ولعل بوادر هذا الفقدان يتجسد ، بصرخات الحنين الى النظام الشمولي التي يطلقها الناس بين الحين والاخر .
لذلك كان الدكتور محمود سريع القلم محقا تماما في قوله " من المستحيل ان تتحق الديمقراطية من دون تحقق التربية الدينقراطية" ****

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من علماء التربية المقارنة انكليزي الاصل درس انعكاس الفلسفة على النظم التربوية.
***من علماء القرن العشرين الذين اسهموا في تاصيل علم التربية المقارن من خلال تعميماته
**** كريمي الدكتور عبد العظيم –(مرتكزات التربية الديمقراطية – العقلانية ، والمدنية، والمعنوية)



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا اريد ان اكون ملاكا
- وجهة نظر في جدل مظاهرة يوم الجمعة
- ملاحظات في مأزق تشكيل الحكومةالعراقية
- هم يبدعون ونحن نتعجب
- المنطق الثنائي وحملات الانتخابات الاعلامية.
- التاثيرات المحتملة لنتائج انتخابات مجالس المحافظات السابقة ع ...
- قراءة في خلاف مجلس النواب حول قانون الخدمة والتقاعد للعسكريي ...
- هل نجح المجتمع العراقي في تشكيل راي عام فاعل وموضوعي؟
- قراءة لدور المدرسة في منظومة التربية العراقية(1)
- رأي في جاهزية القوات العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية ال ...
- تأملات في انتفاضة الشعب الايراني
- سيدي الناخب.....صوتك باق
- منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف
- توقيع الاتفاقية الأمنية مكسب سياسي وعلامة استفهام اجتماعية
- قضية....ورسائل
- اثر التعلم الشرطي في تكوين الاوهام
- لمحة من تجذر العنف في لا وعي المجتمع العراقي
- تساؤلات في رحاب عاشوراء
- السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟
- رسالة الى الأحزاب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي ماضي - هوامش في التربية