جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 21:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المزاودات على أي شيء تؤدي إلى تقديسه, والذي يحصل مع المسلمين هو المزايدات والمبالغات حيث أنهم يبالغون جدا في اعطاء القرآن صفة مختبر جيولوجيا أو مختبر كيمياء.
ما زلنا نبحث في مشاكل عمرها1400سنة, ومن المحتمل أن يصبح عمرها 1400قرن ونحنُ ما زلنا نبحث فيها, وصدقوني أنني كلما هرعتُ إلى الكيبورد لأكتب مقالاً عن الاسلام والمسلمين أشعر بالخجل من نفسي ومن أولادي ومن قرائي إذ كيف بي أكتب وأنتقد شخصيات عمرها 1400سنة لتطبيق سيرتها الذاتية على حياة الانسان العصري, إنني أخجل من قرائي وأخجل من أصابع يدي في الوقت الذي ينظر به علماءُ الغرب نظريات حديثة جدا وعصرية وأنا!!...!!!.. ما زلتُ أناقش مواضيع تافهة,وأقوم بتعظيم وإجلال وتقديس رجال قدماء, وكيف بعلماء يضيعون وقتهم ووقتنا ويهدرون أموال الجامعات على عمل أبحاث كيميائية ليثبت بواسطتها بأن القرآن كتاب كيمياء أو فيزياء أو جولوجيا علماً أن القرآن لم يستطع التنبؤ بما تحمله المرأة في بطنها ولم يستطع أن يصف علاجا للذين كانوا يموتون يوميا أمامه من شدة المرض, وحتى نفيق مما نحن فيه يجب علينا أن نميط لثام القداسة والتعظيم والمبالغة عن القرآن وعن أقوال الصحابة,فأنا ألاحظ بأن هنالك أسلوبُ مبالغةٍ في الثقة الزائدة بكتاب ما هو إلا تنظيم للعلاقات بين كافة شرائح الناس ومكوناتها على نهج طبيعة البداوة وسجيتها التي فُطرت عليها, حتى أنه لم يكتشف الملح بأنه يرفع ضغط الدم وبأن الثوم يتسبب بهبوطه,وبأن هنالك مرض اسمه السُكري يصيب الناس, وتبلغ السذاجة بغالبية المسلمين بأن أمراض السُكري والجلطات والسكتات وأمراض ضغط الدم لم تكن معروفة أيام ظهور الإسلام ولو كانت معروفة لذكرها القرآن, وفي هذه المسألة يقوم المسلمون بتحويل القرآن إلى قسم أبوقراط الطبي وتحويل الصحابة إلى أطباء اختصاص والقرآن وآياته إلى صيدلية تبيع العلاجات نقدا وبالتقسيط المريح, والقرآن لم يكن إلا كتابا تنظيميا للأسرة النواتية وللمعاملات اليومية بين الناس على حسب ما تقتضيه طبيعة الحياة العادية, ولم يسطعْ القرآن أن يعرف ولا حتى بما تحمله البقرة في بطنها, وكان يقول: بأن الله وحده هو الذي يعلم بما في الأرحام وبما في الصدور,عالم الغيب والشهادة لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السموات,وبنفس الوقت يعلم ألله ما سيفعله (العبد) وليس(المواطن) ولكن ليس له علاقة بحماقات الإنسان حين يرتكبها, وهذا نموذج فلسفي مثل الفلسفة الكُلية الأثينية والتي كانت تقول بأن الإله له علم بالكليات من غير أن يكون له يد بتوجيه الإنسان ذلك أن الإله ترك الإنسان على راحته مخيرا وليس مسيرا, واليوم أثبتت العلوم بأن محمدا كان مخطئا جدا في تصوراته, فالإنسان اليوم يعلم بما في الأرحام ,وأبسط طبيب وأبسط مستشفى لديهم العلم الذي كان محمدا يعتبره حكرا على ألله لوحده, وأبسط ممرض أو طبيب يستطيع أن يقول بأن الذي في رحم المرأة ولد أو بنت أو قرد أو ممسوخ حتى أنه يعلم بأمراض الجنين إن كان بالجنين تشوها أو أي مرض آخر قبل ولادته ,القرآنُ ليس كتابا يبحث في علم الطبيعة والفيزياء حتى ندعي بأن محمدا كان يعلم بالانشطار النووي وبدوران الأرض حول محورها وبالمجرات السماوية وبأن النملة مخلوقة من السيلكون وأقولها وأنا أثق بنفسي بأن أي طالب مدرسي في المرحلة الإعدادية عنده اليوم علم في الفضاء والجيولوجيا والفيزياء أكثر مما كان لمحمد به علم, والسنة النبوية ليست فتحا جديدا في علم الجيولوجيا أو الفضاء, والقرآن حاول أن ينضم المجتمع تنظيماً اجتماعيا وتنظيما اقتصاديا يهدف إلى ضبط عمليات البيع والشراء وفق العادات والتقاليد الاقتصادية الجارية بين الناس في ذلك الوقت, وكذلك تنظيم الميراث على حسب ما تسمح به طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع العربي دون تغييرها تغييرا نهائيا أو جذريا, فالقرآن لم يأت بجديد على الإطلاق وكل شيء فرضه وسنّه كان مفروضا وموجودا ومعمولا به عند أغلب القبائل, والزواج كان موجودا بكافة أشكاله قبل مجيء الإسلام.
تشدني الأحاديث الجماعية في كثيرٍ من الأحيان للمشاركة فيها وأستاء جدا حين يظن أي متحدث بأنه يستطيع إسكاتي حين يقول لي: يا رجل هذا الكلام قاله أبو بكر أو عائشة أو عمر بن الخطاب أو أبو بكر, فأرد بكل بساطة وأقول(شو يعني!!) أي شو يعني قاله عمر بن الخطاب!! أنا لستُ ملزما بما يقوله عمر أو علي, ثم لا عمر عالم ولا أبو بكر عالم, ولا الرسول عالم اجتماع أو عالم فضاء, مالكم يا جماعة الخير أصحو!!, لا تصدقوا ما يزينه لكم الإعلام العربي عن الصحابة, الصحابة ليسوا مقدسين, حتى الرسول نفسه ليس مقدسا, والقرآن ليس كتابا يبحث في علم التاريخ أو علم الحشرات,فكل ذلك مزاودات ومبالغات مُبالغ بها ,لماذا تحاولون إدخال القرآن في علوم تطبيقية بحتة لتقولوا بأن به إعجازا لا يمكن أن يكون القرآن مختبرا للكيمياء, وكل قصصه عن الأمم التي قبله أخذها من العهدين القديم والجديد ,ومعظم القصص لا أفهم مثلا لماذا هي متكررة جدا, فقصة موسى متكررة وكثيرا من القصص مكررة,ثم أنه لا يوجد في القرآن وحدة عضوية للمواضيع أو للقصص, حتى الأدب العربي والشعر العربي العمودي كله يخلو من الوحدة العضوية لأي موضوع,حتى بيت الشعر الواحد في كل قصيدة عربية تجده أحيانا ضعيف التشابك والتركيب من حيث الوحدة العضوية ,والقرآن مثله مثل الأدب العربي القديم فيه قصص متكررة جدا ومملة بسبب تكرارها وهذا معناه تشابك وتداخل لا معنى له,حتى بعض القصص تكون في سورة وتكملتها تكون في سورة أخرى, وهذا يدل على تخبط في عملية الجمع للأوراق لوضعها مع بعضها البعض لتؤلّفَ لنا كتابا كاملا, وهذه العملية تشبه عملية اللصوص الذين يسرقون مؤلفات غيرهم فيضعون أوراق غيرهم في كتبهم فتظهر القصص متكررة,إن أوراق التوراة والإنجيل تم إعادة صياغتها وكتابتها بلسان عربي من جديد وهذا هو القرآن,وحتى ننهض بأمتنا يجب علينا أن نتلاشى مسألة النص المقدس فلا يوجد لا نص ديني مقدس ولا صحابي مقدس, فكلهم ليس لهم علم في علومنا اليومية وحياتنا اليوم تختلف عن طبيعة حياتهم التي كانوا يحيونها لذلك لا يوجد تطابق بين نظام الأسرة المدنية اليوم والأسرة القبلية قديما,فالأسرة اليوم تختلف كل مكوناتها عن مكونات الأسرة القديمة, وأستعجب جدا بالذين يمشون على نهج (قال ابن مالك) أو على منهج (قال الشافعي) أوعلي المقررات التي قررها (روى أبو هريرة) أو حتى تعديلات قوانين (عمر بن الخطاب) فهؤلاء الذين يتكلمون بهذا الأسلوب يظنون بأن الصحابة أي صحابة الرسول علماء دنيا ودين علماً أنهم ليسوا لا علماء دنيا ولا علماء دين ولا حتى الرسول حيث لم يكن في يوم من الأيام عالماً, واليوم أي طالب في المدرسة الإعدادية يعرف في تنظيم الأسرة أكثر مما كان يعرفه الرسول وصحابته والأئمة الأربعة, والذي كان يجهله الرسول محمد ويقول بأنه لا يعرفه وفوق ذي كل علم عليم يستطيع أن يجيب عنه أي طالب مدرسي في المرحلة الإعدادية, والمسائل المتعلقة بعلم حركات السكان التي كان يجهلها الصحابة يعرفها اليوم أي دارس بسيط لعلم الاجتماع, والنجوم والأقمار والكواكب التي كانت آية من آيات ألله ومحيرة للعلماء أو للذين كانوا على زمنهم علماء يستطيع أليوم أي طالب جامعي في علم الفضاء أو الكواكب الإجابة عن أكثر الأسئلة التي كانت تحير صحابة الرسول بل والرسول نفسه, ولا أظن بأن حياة القرون الوسطى ملائمة لنأخذ منها الدروس ولا أظن بأن عادات وتقاليد محمد وصحابته ملزمة لنا لكي نأخذ منها العبر والدروس فكل شخص اليوم حر بحياته الشخصية ولا يجوز علميا أن أمشي لا على السنة ولا على الفرض أي لا أحد يفرض عليّ بأن أأكل كما كان يأكل محمد وصحابته, وبأن أنكح كما كانوا ينكحون وبأن أدخل الحمام على طريقته وبأن أحرم على نفسي ما كرهه هو وما كرهوه هم, وأخيرا ليس من المعقول أن أدخل القرن الواحد والعشرين وما زلتُ أقرأ عن أبي هريرة وعمر بن الخطاب, وحتى لو كانوا على صواب فأنا غير ملزم بما كانوا هم يلزمون به أنفسهم لسبب بسيط وهو كما قلنا بأن نهج الحياة القديمة وطبيعتها كانت جماعية واليوم هي فردية.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟