|
الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 20:24
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هنا لا نريد ان نذكر ما يحمله لنا التاريخ الطويل من التعايش السلمي و كيف تميزت الحقبات الطوال المختلفة من التعاون و التداخل و حتى الاذابة بين الشعبين العربي و الكوردي، على الرغم مما كان تتخلل تلك الحقبات من السلبيات التي افتعلتها السلطات و ليس الشعوب، و التي لا تستحق الذكر نظرا لطول الفترة و المساحة الشاسعة من الاراضي التي تستغلها الشعبين و ما يتميز به تاريخهما من الايجابيات التي فرضت نفسها على الطرفين، و بها تكاملت العديد من الاستنتاجات المعرفية و الثقافية و العقيدية، و استقامت بها التوجهات و انتشرت العلوم و المعارف في حياة هذين الشعبين، وحتى استفاد منها الاخرون . يصعب كثيرا على الباحث الدقة في التميز بين ما اثمرته الايدي الكوردية والعقل العربي، و الافكار و العقائد و الافعال الكوردية عما افرزته الجهد العربي و كيف استفادوا من البعض في كافة المجالات و بالاشكال المختلفة، و كيف وصلتهم ثمار ما انتجته المناطق البعيدة من خارج الحدود في الشرق و الغرب. فتميزت هذه المنطقة بخصائص و المستوى الاجتماعي الثقافي العام و النتاجات المعرفية التي برزت منها و التاثيرات المتبادلة التي فرضت نفسها على الشعبين سواء من الجانب الانساني العقيدي و الفكري و الادبي و الثقافي الاكثر اهتماما في حينه او التجارة و التطور الصناعي البسيط، و ما استوردوه هنا و هناك و استقبلوه بتلهف كبير . كان للرموز و السنابل الكبيرة دور بارز في التاثير على حركة التاريخ لما كانوا يتمتعون بالقدرات الفردية، فلازالت ملامح توجهاتهم واضحة و بائنة للعيان و الحان معرفتهم المتعددة ترن في اذان الاجيال و هي تفرض نفسها على الجميع ، فما اقدموا عليه لانزال نسمع صداه لما كان له التاثير المباشر في حينه على حياة الشعوب بعيدا عن قصر النظر و التعصب الذي انتشر في فترات مختلفة من التاريخ . التداخل و كثيرا ما يمكن ان نسميه الذوبان ، و استنتاج بنية و كيان مادي معنوي جديد بالنسبة لوقته، نادرا ما كان يحصل بين شعبين لهما الخصائص و الصفات المتميزة، الا انه حصل في فترات كثيرة من تاريخ الشعبين العربي و الكوردي. ان ما حصل طوال الحقبات السابقة يحتاج لبحوث وافية لبيان اسباب الاندماجات و كذلك لنبش الخفايا لما مضى كي نتعرف على الفروقات و نميز بين اصل بناء تلك الصروح و المعالم و الثمار التي قطفتها ايدي هذه الشعوب ويمكن ان نتاكد من اي بذرهي و ما مصادرها. هكذا مرَ التاريخ و يجب ان نقيٌمه على ما كان عليه من كافة جوانبه لنعرف مكنوناته و خباياه . اليوم و بعد ان تطورت الحياة بسرعة مذهلة و غطت المصالح المتنوعة على ما كان انسانيا و روحيا في حينه، بعد ظهور المفاهيم الجديدة و العمل وفق المستجدات و ما تفرضه الحاجات الضرورية اليومية و ما تتطلبه التطورات على الارض، برزت من العوامل التي طغت على الافكار و العقليات المتنورة النابعة من صميم ما تفيد الانسانية و حولتها الى لواعييب في ساحة تفرض على اي متتبع فك المعادلات المتشابكة المعقدة من استنتاجاتهم و النابعة من الدوافع السياسية الاقتصادية الثقافية الاجتماعية التي فرقت الامم و مزقت الاوصال و شتت القوى المتجانسة بسهولة تامة . الالفية الثالثة و ما اتسجدت فيها و التغييرات الحاصلة في تركيبة المجتمعات في جميع جوانب الحياة و ما توارثه هذان الشعبان بالاخص من خلال الحقبات التاريخية و ما استقروا عليه بعدما وصل بهم الحال الى ما نحن فيه، يمكن ايجاد السبل الملائمة لما تهم الطرفين و الاستناد عليه في ادامة التعايش السلمي و التركيز على المنفعة المتبادلة و محاولة نسيان ما فعلته الحكومات السابقة و تلاشي افرازاتها و اثارها السلبية على عقلية و نظرة بعض من الشعب لما يكنه للاخر، و محاولة اهمال كل فكر مؤدي الى تفرقة و التنازع بين الشعبين، كي نستهل السير في طريق مزروعة بالورود اكثر مما تفرضه المصالح من الاشواك، و هذا ما يتطلب تثبيت الركائز الاساسية الضامنة للتعايش الكوردي العربي السلمي بعد توفير الاليات و استرداد الحقوق المغتصبة الواضحة لاصحابها بشكل سلمي، و ضمان اجواء امنة لتبدا مرحلة الاستقرار و العمل على توفير الارضية الخصبة لتوعية الاطراف من اجل تقبل كل منا للاخر بقناعة و استرضاء الذات . اساس التفاهم و التراضي و التعايش هو ضمان النسبة المقنعة من العدل و استرجاع الحقوق لاصحابها. فترسيخ المباديء الاساسية لديمومة التعايش يبدا من المصارحة و المكاشفة و المناقشة و الوصول للحلول المقنعة للقضايا الكبيرة. و ينجح اي متتبع لهذا الامر في بيان ما يهم الجميع اذا كان التعاون و التخطيط السليم اساس عمله، و اذا كان الخطوات صادرة من العقليات المعتدلة الموجودة بكثرة ضمن صفوف الشعبين، وهم المستبصرون لمستقبل هذه المنطقة و يتم عملهم بقراءة الماضي و ما يفرضه الحاضر من المتطلبات و الحاجات الضرورية للشعبين دون استعلاء او استهانة اي طرف بمميزات الاخر و قدراته، و الاهم هو النظر الى الواقع من خلال استضاءة ما يبشر الجميع بالتفاؤل و امكانية التعايش و التعاون المشترك و الاستفادة من امكانيات البعض من اجل تحقيق الاهداف الانسانية السامية، و بعد تجسيد نسبة كبيرة من هذه المباديء و الافكار في عقول المنتمين الى الطرفين، يمكن تنظيم الامور الاقتصادية الثقافية العامة بخطوات راسخة ونخرج بنتيجة يمكن تجسيد ما يمكن استنتاجه من التعاون المشترك لاستدامة التعايش السلمي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!
-
اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان
-
نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
-
انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
-
الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
-
ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
-
هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
-
التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية
-
سوريا الى اين ؟
-
حقا كلما ضاقت فُرجت
-
لا تستغربوا من مواقف الموالين للنظام السوري مهما كانت نسبة ث
...
-
ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف
-
لماذا لم يتعض بشار ممن سبقوه
-
ما التيار الغالب بعد موجة الثورات في المنطقة؟
-
لماذا يتشبثون بالحكم مهما حصل ؟
-
سكت بشار دهرا فنطق كفرا
-
الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين
-
تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل
-
مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان
-
الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
المزيد.....
-
صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
-
-حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن
...
-
الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي
...
-
كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح
...
-
جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ
...
-
-تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1
...
-
مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ
...
-
مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
-
أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|