أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الشكرجي - حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين















المزيد.....


حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 23:03
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قد أثار الصديق العزيز الأستاذ رزگار عقراوي في مقالته (حول التيار الديمقراطي في العراق) موضوعا يتبوأ الموقع المتقدم جدا في أولويات النضال السياسي للديمقراطيين العلمانيين العراقيين، بل هو الموضوع الذي يجب أن يتخذ موقع الأولوية لدى كل الديمقراطيين العلمانيين في الدول العربية ودول الأكثرية المسلمة، كما كتبت في مقالتي تحت عنوان (ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي) في 14/06/2011، ونشرتها على الحوار المتمدن. كما إن المتداخلين بتعليقاتهم وحواراتهم من قراء وكتاب وناشطين قد أسهموا إسهاما مهما في إثراء هذا الموضوع الحساس.
وعندما نقول يجب أن نتوحد في إطار ائتلافي أو جبهوي، يجب ابتداءً أن نحدد من (نحن). هنا لا بد من عبور الخصوصيات من أجل تشخيص الإطار الأوسع لهذه الـ (نحن) التي نريد أن نلم شتاتها ونرأب صدعها، حتى عبور مرحلة الخطر الذي يحف بمشاريع التحول الديمقراطي لتوسطه بين نارين، نار واقع الديكتاتوريات القائمة، ونار المخاوف الحقيقية من الإسلام السياسي. ففي ما يتعلق الأمر بتحديد هذه الـ (نحن)، أقول إنها يجب أن تحدد بـ (الديمقراطية) أولا، و(العلمانية) ثانيا، فهما حصرا المحددتان الأساسيتان لهويتنا السياسية. وهذا الإطار الأشمل والتيار الأوسع يشمل بلا شك تيارات أخص، أهمها تيار اليسار الديمقراطي، وتيار الليبرالية، لاسيما المتمسكة بالعدالة الاجتماعية. نعم يمكن ان يضم التيار الأوسع هذا التيار الوطني الديمقراطي، إذا لم يكن بالإمكان تصنيفه يساريا ولا ليبراليا، بل هو تيار الوسط المؤمن بالمواطنة. وبالرغم من أن كلا من اليسار والليبرالية بعيدان عن الاتجاه القومي، لكن لا بأس من استيعاب التيار القومي، عربيا كان أو كرديا، شرط تمسكهما بالديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الحقوق القومية للقوميات الأخرى المتعايشة مع هذه أو تلك القومية كأكثرية (العربية في عموم العراق وسائر الدول العربية، والكردية في إقليم كردستان).
مرة ثانية هناك مجموعة أمور:
1. تحديد أننا ديمقراطيون علمانيون، أو علمانيون ديمقراطيون.
2. تحديد الجناحين الأهم للتيار الديمقراطي، وهما اليسار والليبرالية.
3. لا بد للتيار الديمقراطي من أن يستوعب الأحزاب، وكذلك الشخصيات الديمقراطية-العلمانية المستقلة، وكذلك المنظمات وعموم التجمعات الديمقراطية غير المنتظمة في إطار حزبي.
4. يجب في هذه المرحلة غض النظر عن الملاحظات والتحفظات على بعض أحزاب هذا التيار، لأن هذا هو الموجود، وهذا هو واقعنا، لحين ظهور بدائل جديدة.
5. فوّت التيار الديمقراطي فرصا كثيرة، وتأخر كثيرا في تشكيل الإطار التحالفي لقواه وشخصياته، لذا لا يجوز تضييع المزيد من الوقت، بل يجب التعجيل بمشروعه ضمن الواقع الراهن والإمكانات المتاحة.
وأحب أن أتناول بعض النقاط أعلاه بشيء اكثر من التفصيل.
1. الأساس أو الجامع للتيار هو (الديمقراطية العلمانية) أو (العلمانية الديمقراطية)، بالألمانية (Säkular-Demokratie) أو بالإنڠليزية (Secular Democracy). صحيح إن مصطلح (الديمقراطية) كاف، لأن الديمقراطية الصحيحة هي علمانية بالضرورة، كما أن مصطلح (العلمانية) كاف، لأن العلمانية لا تنفك عن الديمقراطية، والديكتاتوريات في المنطقة عُدَّت خطأ علمانية لأنها ليست دينية. مع هذا ورفعا للبس يجب علينا التأكيد على كلا المفردتين (الديمقراطية) و(العلمانية).
2. بالنسبة لليسار الديمقراطي والليبرالية، فقد سبق وبينت في أكثر من مقالة، أني لم أعد أجد فاصلا حادا بين التيارين، لأن اليسار الحديث (وليس اليسار التقليدي الكلاسيكي) هو يسار ليبرالي، كما إن الليبرالية الحديثة هي اجتماعية، ويمكن التعبير عن ذلك بالألمانية بـ (Sozial-Liberalismus) أو بالإنڠليزية (Social Liberalism)، ولو إن هذا مصطلحي الخاص.
4. فيما يتعلق الأمر بأحزاب التيار الديمقراطي، فلو سلمنا بأنها جميعا لا تلبي الطموح، لكن لا بد من الإقرار إن تشكيل تيار ديمقراطي من غير هذه الأحزاب، بل حصره على المستقلين أمر لا أتصور أنه يمكن ان يحقق شيئا يذكر.
ولنتوقف عند موضوعة أحزاب التيار الديمقراطي. فإننا إذا ما نظرنا إلى واقع التيار الديمقراطي في العراق، وتناولنا الأحزاب الأساسية حاليا في التيار الديمقراطي داخل العراق، لوجدنا إنها (الحزب الشيوعي العراقي)، و(الحزب الوطني الديمقراطي)، و(الحزب الوطني الديمقراطي الأول)، و(الحركة الاشتراكية العربية). نعم ربما هناك أحزاب أخرى يمكن محاورتها مثل (حزب الأمة العراقية) و(التحالف الوطني الديمقراطي) وغيرهما. ولكن لنتناول الأحزاب الأربعة المتمثلة فعلا في التيار. نجد مع احترامنا للجميع أن الحزب الفاعل بشكل واضح وأساسي من هذه الأحزاب هو الحزب الشيوعي. وربما يشكل البعض على بقية الأحزاب الثلاثة أو على واحد أو أكثر منها، أن ليس لها ذلك الامتداد والتأثير، إضافة إلى ملاحظات أخرى. شخصيا أحتفظ برأيي ولا أريد تأييد هذا القول أو نفيه، لكن حتى مع التسليم بصحة هذا التشخيص، فإننا نحتاج إلى وجود أحزاب أخرى داخل التيار، وإلا فسيكون التيار عبارة عن (الحزب الشيوعي + ديمقراطيون مستقلون)، وبالتالي سيكون مشروعا للحزب الشيوعي، وهذا ما لا يحتاج إلى تشكيل إطار تنظيمي تحالفي باسم التيار الديمقراطي، بل يمكن للحزب الشيوعي أن يجد آلية لاستيعاب أصدقائه من الديمقراطيين المستقلين.
من هنا يجب القبول بالواقع الراهن، والنهوض به إلى ما نتطلع إليه. أحد المتداخلين ذكر أن ليس هناك من قوى وشخصيات ديمقراطية خارج إطار اليسار. وهذا الكلام غير دقيق. ربما يكون صحيحا إذا نظرنا إلى الأحزاب الموجودة في الساحة باستثناء بعض المحاولات. لأنني ربما أصنف الحزبين الوطنيين الديمقراطيين على التيار الديمقراطي الوطني، وليس بالضرورة على التيار الليبرالي، فهما من جهة ليسا يساريين، ولكن ربما لا يمكن تصنيفهما كحزبين ليبراليين. لكن هناك وسط اجتماعي واسع ينتمي إلى التيار الليبرالي. وهناك مشروع مهم ذو وجهة علمانية ليبرالية يُشتغل عليه منذ مطلع هذا العام بجدية وبخطوات مدروسة ومتأنية وبوضوح رؤية، ما زال في أشواط ما قبل التأسيس، يتبنى الدولة المدنية الضامنة للحريات العامة، ويسعى إلى تأسيس حركة سياسية ذات اتجاه علماني ديمقراطي ليبرالي، تؤكد على تحقيق العدالة الاجتماعية. وربما هناك مشاريع بنفس الاتجاه، أو هناك مخاضات ولادة هنا او هناك لحزب يساري ديمقراطي برؤية جديدة، وآخر ليبرالي. المهم هذه هي أحزابنا، وهذا هو واقعنا، بل إن واقع الدول العربية الأخرى ودول الأكثرية المسلمة لا يختلف كثيرا عن واقع العراق السياسي. وليس من خيار للتيار الديمقراطي العلماني إلا أن يوحد صفوفه في إطار تحالفي أو جبهوي.
شخصيا، وحسب تجربتي، كعضو في اللجنة التنسيقة العليا للتيار الديمقراطي، إلى جانب عملي ضمن فريق كمجموعة علمانية ليبرالية يحاول أن يمهد الطريق لتحقيق هدف ملء الفراغ السياسي فيما ذكر آنفا، أقول حسب تجربتي في التيار، لم ألمس من الحزب الشيوعي روح الهيمنة على المشروع، أو تجييره لرصيده، أو مصادرة جهود الآخرين، وأؤكد إني أتكلم عن تجربتي في كوني لم ألمس شيئا من هذا القبيل، ولو انكشف لي أن هناك سعيا خفيا بهذا الاتجاه، لحسمت أمري في الابتعاد عن المشروع، دون اتخاذ موقف سلبي منه، لأني لا أرى من الصحيح أن نمارس عملية إضعاف لمشروع ديمقراطي علماني، حتى لو كانت لدينا بعض الملاحظات عليه. أقول هذا كفرضية محتملة، ولو أني لا أرى ما يؤيد رجاحة وقوع هذا الاحتمال.
ولكوني أشرت إلى اللجنة التنسيقية العليا للتيار، أو ربما نسميها اللجنة التنسيقة الوطنية أو المركزية، لأن التسمية التي ذكرتها ليست رسمية بعد، ولكن في كل الأحوال إن مهام هذه اللجنة تنتهي بانعقاد المؤتمر التأسيسي، الذي يتوقع أن يكون في تشرين الأول من هذا العام، وتتشكل هيكلية على ضوء النظام الداخلي الذي سيقر.
وأحب أن أمر مرورا سريعا جدا على أهم ما أرى الإشارة إليه أو مناقشته مما ورد في مقالة الصديق رزگار عقراوي، وفي المداخلات للقراء المحترمين، واضعا النصوص المقتبسة من المقالة والمداخلات بين هاتين العلامتين نص مقتبس.
تشكيل جبهة واسعة من كل القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية: العنوان الأدق والأشمل كما عبر الصديق رزگار في مقطع لاحق هو (القوى الديمقراطية العلمانية) وليس (الديمقراطية والعلمانية)، أما اليسار فهو أحد الفصائل الأساسية في التيار أو الجبهة، وليس توصيفا لهما.

تعبير بـوخاصة إننا الآن في الدقائق الأخيرة من الوقت الضائع لا يبتعد كثيرا عن حقيقة ما نحن عليه، ولو إننا نقول لو افترضا لا قدر لنا أخفقنا هذه المرة أيضا، فلا يعني أن يكون ذلك آخر المطاف، ولكنه مع هذا تعبير أتفق معه إلى حد كبير.
كما يذكر في مقالته تجربة (مدنيون) كواحدة من أهم الخطوات باتجاه تشكيل الجبهة الديمقراطية العلمانية العريضة، فأذكر بتجربة أخرى لها ما لها وعليها ما عليها، تعتبر محاولة جادة أيضا، ألا هي تجربة (الائتلاف الديمقراطي)، الذي اشتغل عليه طوال 2009، والذي قام على أربعة أسس هي الوطنية بمعنى معيار المواطنة، والديمقراطية، والعلمانية، والليبرالية، شاركت فيه القوى الآتية:
1. تجمع الديمقراطيين العراقيين
2. التحالف الوطني الديمقراطي
3. الحزب الوطني الديمقراطي
4. الحزب الوطني الديمقراطي الأول
5. حركة المجتمع الديمقراطي
6. جبهة المشروع الوطني العراقي
7. الحزب الليبرالي العراقي
8. منظمة العمل الديمقراطي الاجتماعي
9. الكتلة المستقلة
10. شخصيات مستقلة
مع التواصل والتنسيق مع الحزب الشيوعي والحوار مع حزب الدولة الذي شارك ببضع اجتماعات ثم انسحب، لثلاثة أسباب، هي وضوح علمانية التوجه، وعدم التركيز بالقدر الذي يراه على الفيدرالية، وكون المنسق العام غير مقبول من القوى الإسلامية، كما انسحب في وسط الطريق الحزبان 3 و4 أعلاه، أحدهما بسبب وجود شخصيات اعتبرها غير ديمقراطية بالقدر الكافي والثاني خشية فشل المشروع، وظهرت عند بعض الشخصيات المستقلة نوازع قومية وأخرى من نوع آخر، جعل التجانس غير متحقق بالقدر الكافي، كما انسحبت لأسباب أخرى المنظمة 8 أعلاه. لكنها كانت تجربة مهمة وأغنت تجربتنا. ولو سمحت الأجواء، لبينت الأمور بقدر أكثر من التفصيل والتوضيح. لكني أكتفي بهذا القدر. وكانت هناك لفترة طويلة اجتماعات لمشروع آخر برعاية الحزب الشيوعي، شاركت فيه لفترة بعنوان (قوى اللقاء الديمقراطي)، لم ينته هو الآخر إلى نتيجة، إلا أني أرى في (التيار الديمقراطي) اليوم أملا أكبر للنجاح، مع أهمية استيعاب أوسع لكل القوى والشخصيات الديمقراطية المستقلة التي يمكن ان تكون عامل إثراء للمشروع. وهناك إرادة كما يبدو للاستفادة من التجارب السابقة بتشخيص نواقصها وأخطائها وأسباب ضعفها وإخفاقها في الوصول إلى الهدف المنشود. وأتمنى أن يتواصل هذا الحوار حتى انعقاد المؤتمر التأسيسي، وآمل أن يكون حوار إيجابيا، لا يستغرق في سرد سلبيات التجارب الماضية إلا على نحو الإفادة منها من اجل تجنب تكرارها، وأملي ألا نتوقف كثيرا عند بعض الأخطاء التي يمكن أن تعتري تجربتنا الجديدة، كما على القائمين على المشروع ألا يضيق صدرهم أمام الملاحظات والنقد، كما نأمل من موجهي النقد ألا يقعوا في مطبات النقد السلبي الذي قد يهدم من حيث لا يريد صاحبه الهدم، بدل أن يسهم في بناء غير معصوم عن الخطأ، ولكن بأقل قدر ممكن من الأخطاء، وأكبر قدر ممكن من عوامل إنجاح وتقوية المشروع ودفعه إلى الأمام. والمتداخلون لم يكن منهم من هذا النوع السلبي حسب تقديري.
وقد أورد الصديق العزيز الأستاذ رزگار بهذا الصدد كما أورد المتداخلون المحترمون الكثير من الأفكار المهمة، وإن كان بعضها قابل للخضوع للمناقشة. وإني أتفق كثيرا مع ما أورده من ملاحظات تتعلق بالأوضاع السياسية في كردستان، لأن الديمقراطية التي نطالب بها ونتطلع إليها يجب أن تترسخ وتتجذر على صعيد السلطات الاتحادية (المركزية) وعلى صعيد سلطات الإقليم والمحافظات على حد سواء. لكن هناك ما يجعل التيار الديمقراطي في هذه المرحلة بمنأى عن الصراع السياسي في الإقليم، لا بمعنى أن الإقليم لا يعنينا، بالعكس فهو في أولويات اهتماماتنا كديمقراطيين علمانيين، سواء كنا يساريين أو ليبراليين. صحيح ما قاله عزيزي رزگار حول العلاقات التاريخية لبعض أو أكثر أحزاب التيار الديمقراطي، مما يجعلها تجامل أحيانا على حساب المشروع الديمقراطي، لكن كلما كان هناك استيعاب أشمل، كان هناك تنوع، وكلما كان تنوع، كان هناك توازن في المواقف. شخصيا دعوت إلى التواصل المتوازن مع أحزاب الإقليم، بحيث لو حصل لقاء مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو الاتحاد الوطني الكردستاني، لا بد من أن نلتقي أيضا بحركة التغيير على سبيل المثال، ولكن ربما يكون الابتعاد عن كل ما يشير إلى أن التيار الديمقراطي متحيز إلى هذا الطرف أو ذاك في الإقليم، كما يجب الحرص على عدم إيصال رسالة سلبية إلى الأوساط الديمقراطية اليسارية أو الليبرالية الكردية المعارضة لسلطة الإقليم، دون أن نحرج الأحزاب التي ذكرناه بمواقف تحرجها في علاقاتها. هذا كتيار ديمقراطي، أما في مشاريعنا السياسية الخاصة، وأشرت إلى ثمة مشروع علماني ليبرالي في طور الترشيد والتأهيل، فأكيدا سيكون لنا موقفنا المتميز، وهكذا هو الأمر مع كل طرف يريد التميز في مفردة لا تخل بأصل مشروع التيار الديمقراطي وثوابته.
وليطمئن العزيز رزگار فحسب علمي ليس هناك أية نية لعقد مؤتمر للقوى الديمقراطية العراقية في أربيل على أقل تقدير ليس لقوى (التيار الديمقراطي) بالذات. فالمؤتمر التأسيس سيعقد حصرا في بغداد، هذا هو قرار اللجنة التنسيقية العليا، وليس هناك أي كلام حول انعقاده في مكان غير بغداد.
تشكيل لجان تنسيقية للتيار الديمقراطي في الخارج أمر مهم جدا. وإذا ما حصلت بعض الأخطاء أو الممارسات غير المرضية للبعض، فالذي نأمله من ديمقراطيينا في الخارج ألا تكون هذه الأخطاء والممارسات سببا لاتخاذ موقف سلبي، كما الذي نأمله، لاسيما من أصدقائنا الشيوعيين الذين هم بلا شك عنصر فاعل وأساسي في التيار الديمقراطي، أن يتجنبوا ما أمكن ما يكرس هذه الشبهة، وما ينفر البعض من الشخصيات الديمقراطية التي لا يجوز التفريط بها، حتى لو لم يكن ذلك بقصد الهيمنة والإقصاء. إننا كلما استوعبنا كل العراقيين الديمقراطيين العلمانيين وحشدناهم لدعم التيار وإغنائه والتفاعل معه ورفده بالنشاط والخبرة والتنوع، كلما صب ذلك أكثر في صالح عملية التحول الديمقراطي وتصحيح المسيرة السياسية. ولعل الذي طرحه عزيزي رزگار هو عين الصواب في من المهم جدا الآن أن تكون (التيارات الديمقراطية) في الخارج مستقلة عن تحالف (التيار الديمقراطي) [...] لحين تشكيل تيار واسع كبير يضم معظم القوى الديمقراطية ولكن يجب التفكير بدقة بالآلية الصحيح التي تجمع بين استقلالية ما لعمل أطراف التيار الديمقراطي في الخارج، والترابط والتفاعل والتكامل ما بين الداخل والخارج في مشروع واحد. فمن جهة إن ديمقراطيي الخارج رافد مهم جدا للمشروع الديمقراطي، ومن جهة أخرى إن أصل العمل المعوَّل عليه هو ما يجري على الأرض في داخل العراق.
أما عن قول الأستاذ عقراوي إنه يدعو إلى تحالف قوى اليسار العراقي فأنا بالرغم من كوني ليبراليا ولست يساريا أرى إن هذا الأمر ضروري جدا، فقد سبق ودعوت إلى توحيد كل تيار داخل الوسط الديمقراطي، بحيث يتوحد اليساريون، ويتوحد الليبراليون، ويتوحد الوطنيون الديمقراطيون، ويتوحد القوميون الديمقراطيون، وموازاة لذلك يصار إلى إطار جبهوي واسع وشامل لكل الديمقراطيين العلمانيين. لكن بحيث لو لم ينجح هذا المشروع، أي مشروع توحيد اليساريين، وتوحيد الليبراليين، وغيرهم، فلا ينبغي أن يتوقف العمل من أجل تحقيق المشروع الأشمل. والعكس لو كان ممكنا لقلت نفس الشيء، إنه لو افترضنا اننا لن ننجح في تحقيق المشروع الأوسع أي (التيار الديمقراطي)، وكان بإمكان اليساريين، وهكذا بالنسبة لليبراليين، أن يوحدوا صفوفهم، فليقوموا بهذه الخطوة. ولكن بعيدا عن التمني والطموح، أجد إن هناك الآن فرصة أكبر لتكملة أشواط العمل الذي بوشر به، والذهاب إلى تشكيل التيار الديمقراطي، والإعلان عنه عبر مؤتمره التأسيسي في أيلول أو أحد التشرينين.
تشخيص الأستاذ طلال الربيعي فيما يتعلق بالأحزاب الديمقراطية صحيح، ومع هذا يجب أن نعمل من خلال الواقع، فنحن غير قادرين على استنزال ملائكة الديمقراطية من السماء، ولا استصدار رسل الديمقراطية من الخارج. هذا هو الموجود، هذا هو واقعنا، وعلينا أن نخرج منه بأفضل النتائج الممكنة. وما قاله العزيز رزگار دقيق إن هذه القوى هي انعكاس لدرجة تطور مجتمعاتنا [...] وستتطور بشكل إيجابي كلما تطور المجتمع ديمقراطيا نعم هذا هو الواقع.
وأنا أيضا كما هو الحال مع الأستاذ فؤاد النمري لا أعتقد بأن المتأسلمين المرتبطين بإيران استولوا على السلطة برعاية الأمريكان. أتصور علينا أن نكف عن تصوير أمريكا بأنها شيطان، دون أن ندعي أنها ملاك. الدول تتغير، والشعوب تتغير، فلا ينبغي المراوحة في ثقافة النصف الأول من القرن الماضي. أعتقد ليس الأمريكان ولا غيرهم، بل إننا هذه الشعوب، نحن المنتجون لكل عيوبنا، وأخطائنا، وجهلنا، وتخلفنا، وتطرفنا، وتخريفاتنا، وإسلامويتنا، وطائفيتنا الشيعية والسنية، وعنصريتنا القومية العربية والكردية، وعصبياتنا القبلية، وازدواجيتنا بما في ذلك ازدواجية ديمقراطيينا، ونرجسياتنا، وحساسياتنا الشخصية، وصنمياتنا، واستبدادنا، نحن المنتجون لكل أمراضنا والمعيدون إنتاجها كل مرة. ومع هذا لدينا مبدعونا وإنسانيونا وصادقونا وعقلانيونا، والمتعافون منا من أمراضنا، وبالنتيجة لا يصح إلا الصحيح.
لا يسعني أن أتناول أكثر من هذا، وإلا فكان الكثير مما طرحه المتداخلون المحترمون، مما أردت الوقوف عليه، لأهميته، إلا أن صديقنا العزيز الأستاذ كاتب المقالة وفى، مع هذا أشير إلى أهمية ما طرحه الأستاذ عبد القادر أنيس بضرورة انفتاح كل من اليساريين والليبراليين على بعضهما الآخر، لأنهما يمثلان أهم تيارين داخل التيار الأوسع والأشمل الذي وصفناه بالديمقراطي-العلماني، كما أشكر الأستاذ عبد القادر أنيس لحسن ظنه فيما اشار إلي فيه، ولعلي لبّيت بعض ما يتطلع إليه، وهو البعض المتواضع الممكن، الذي يقع في دائرة إمكاناتي وفهمي.
أكرر تقديري لأهمية ما أثاره الأستاذ رزگار عقراوي، آملا أن ينال ذلك وما اثاره المتداخلون اهتمام المعنيين في التيار الديمقراطي.
01/07/2011



***************************
مواضيع ذات الصلة:

ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
ضياء الشكرجي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=264167


حول - التيار الديمقراطي - في العراق!
رزكار عقراوي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265165



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
- علاوي - المالكي - جزار التاجي - الخزاعي - ساحة التحرير
- عملية التحول الديكتاتوري والشباب الأربعة وهناء أدورد وساحة ا ...
- حكومتنا تتقن فن تصعيد غضبنا إلى السقف الأعلى
- ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلامي ...
- مصانع الإرهاب: الفقر، الجهل، الدين
- سنبقى خارج الإنسانية طالما لم نتفاعل إلا سنيا أو شيعيا
- سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن
- المالكي والبعث و25 شباط ومطالب الشعب
- بين إسقاط النظام وإصلاح النظام وإسقاط الحكومة
- القذافي ثالث ثلاثة والآخرون هم اللاحقون
- عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية
- تحية لشعبي تونس وجنوب السودان
- الجعفري، المالكي، عبد المهدي: رموزا للشيعسلاموية
- العلمانية .. بين السياسة والدين والفلسفة
- المالكي يتشرف بمباركة الولي الفقيه
- لماذا التهاني لإيران ثم للدعوة فللمالكي
- تعلم عدم الاستحياء أول درس في السياسة في زماننا
- ثالث المرشحين وكوميدراما السياسة العراقية
- توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الشكرجي - حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين