أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار كمال الدين جودت - في الايمان العقلي















المزيد.....

في الايمان العقلي


نزار كمال الدين جودت

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 15:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الايمان العقلي
الدين وهم لابد منه عباره تتردد كثيرا بين المثقفين في محاولة للتعبير في ان المعرفة لا يمكن لها ان تلعب نفس دور الدين في الاسلوب والتأثير للقيام بنفس الوظيفة اجتماعية فما هو الذي تعجز المعرفة على محاكاته . الدين في البدايات الفطريه الاولى يمكن تعريفه هو ما يدفع العقل في الكائنات الموهوبه تفكيرا لتحاكي الواقع المدرك حتى تصبح افعالا محركة .
من اهم مهام الفكر هو قيام العقل بوظيفتة في تحليل التراث وربطة بالتراث الفلسفي العالمي واحلال اخر محل ما يسقط من منه دون ان تكون الفلسفة جزء من التراث .
يعد السومريين من اقدم الشعوب العريقة التي طواها الزمن منذ ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد استطاعت وضع لبنات الحضارة الاولى ولم يكن لهم ذكر في بطون الاسفار كما هو الحال مع الاشوريين و البابلين ولكن اختراعهم للكتابة قبل5000 سنة احياهم من جديد ولكن على الواح الطين في مدونات مسمارية هي بداية لما يعرف بالعصور التأريخية .
منها عرفنا وتعرفنا على فجر السلالات 2850-2400 قبل الميلاد التي شكلت انظمة سياسية تعرف بدويلات المدن السومرية وما يهمنا من المعلومات ما تركة لنا امراء هذه السلالات اضافة الى جداول اثبات الملوك السومريين .
بالمسمارية ان الملوكية نزلت لاول مرة من السماء في مدينة اريدو بالقرب من اور ثم جاء الطوفان العظيم الذي اكتسح كل الارض و من عليها بأستثناء رجل الطوفان زيوسدرا في النص السومري و اتنابشتم في النص البابلي و نوح في النص العربي .
المهم اثبات الملوك اعطى عمرا اعجازيا للملوك الثمانية الذين حكموا قبل الطوفان و خصص لهم رقما خياليا 241200 سنة ومن غير المستبعد ان جامع الاثبات السومرية لم يكن في حوزتة غير اسماء ثمانية ملوك ولو اعتبرنا معدل حكم الملك منهم 25 عام يكون معدل عمر الملك وكذلك ورجل الطوفان ما يزيد على الالف عام وهو السبب في فكرة شاعت عند الشعوب القديمة من ان الانسان كان في القديم يتمتع بعمر طويل و صفات جسدية خارقة حتى ان رجل الطوفان زرع بنفسة الاشجار التي صنع منها الفلك .
هذه النظرة التأريخية لفجر السلالات لا تتعارض مع اسس ديانة التوحيد في علاقة البشر بالسماء انما على العكس تشير الى الدور الهام للسماء و النجوم في التراث الفلسفي للجنس البشري كذلك قصة الطوفان كما نقلها الينا المعتقد الديني مع فارق بسيط في عدم وجود اي مؤشر على وجود انبياء سوى ملوك سومر مفوضين من السماء بممارسة سلطة السماء على الارض و رجل الطوفان ربما هو النبي ولكن لم يعتد به قومة ليكتب عمله على احد الرقم او ان رقمه قد اكتسحها الطوفان و طمرت .
المهم الواقع التأريخي يطابق طوفان نوح وفيما عدى العمر الاعجازي الذي لا يمكن ان يكون صحيحا يدفع الى الاعتقاد بان رجل الطوفان اسطوره اوحالة خارقه للعاده .
لقد تم اختيار السومريين لانهم الاقدم ولان نبي الله نوح منهم هنلك حالة تكررت على الدوام يسود الوحي فترة تنتهي بتغلب الطبيعة السائدة للمجتمع و لا يختفي المعتقد الديني تماما انما يتراجع دورة ويصبح جزء من النظام السياسي و تابع له حتى انه يصل في تبعيتة الى التخلي عن ما اوحى بة الرب .
ان قبول بعض الخوارق للطبيعية لغرض ان يستدل بها على الخالق ودوره الراعي هذا لا يطابق دور القانون الطبيعي الذي اوجده الرب في الطبيعة و الايمان بوجود النور الفطري في ذهن الانسان اي الاعتماد على بديهيات العقل في المعرفة بذاتها اي الذهن يعطينا معرفة واضحة متميزة .
ان تعاليم الدين تتضمن اساسا وجود الله صنع كل شيء يسيره و يحفظه بحكمة عليا و هو يرعى البشر اعظم رعاية .... ان الله لا يفعل في الطبيعة ما دامت تسير على نظامها المعتاد ولا يرغب في ابطال عللها بمعجزات ويستطيع الانسان ان يصل الى الى الله بما يعرف لا بما يجهل .
فأن المعجزات لا تستطيع ان تدلنا على وجود الله او على ماهيته او طبيعته لاننا لا نعلمها بوضوح اما الله فأنه فكره واضحة .
فلا حاجة للابهار بمعجزات لايدركها العقل على طريقة الجاهل في الايمان الذي يرى كل شيء من الله بفعل مباشر اني بعيدا عن الايمان العقلي الذي رفض كل تفسير يفوق الطبيعة ونواميسها التي وضعها الخالق يمكن الانسان ان يرى الله في قوانين الطبيعة ونواميسها وليس في بالخوارق التي ليس من غاياتها التنوير بل الارغام في القبول القسري لعقيده معينة و يقتصر عمل العقل على التبرير ليصبح الايمان فعل اراده وليس فعل عقل .
العقل هو اساس الايمان و هو ايظا اساس كل نظام سياسي فألحاد الفلاسفة الذين يعتمدون على النور الفطري هو الايمان الصحيح وايمان المتدينين القائم على الاوهام والخرافات هو الالحاد الصحيح فالانسان موجود في عالم واحد هو العالم الطبيعي و الفكر هو تحليل علمي للطبيعة في ابراز الفكرة و وضعها في المكان الصحيح حتى يظهر اثرها و فعلها .
فالاهوت ليس نظرية في الله فقط بل ينشأ عنه نظام اجتماعي وليس الدين عقائد فحسب بل ينشأ عنه نظام سياسي حيث تنشط الطبيعة السائدة في التغلب على الوحي ينقلب فيه الوحي الى الضد فالمسيحية دعوة للروح و السلام و التضحية تتحول الى مجتمع تسودة المظهرية و التعصب و الكراهية و اليهودية دعوة للطاعة تنقلب ال مجتمع عاصي والاسلام دعوة لاقامة خير امة اخرجت للناس ينقلب الى مجتمع يسودة التخلف ويحكمة الاستعمار .
انقلاب الطبيعة السائده للمجتمع على الوحي هو بداية احتمال انقلاب شامل في قلب الروح الى مادة و الوحي الى كتاب و الدين الى خرافة والتقوى الى طقوس و شعائر و الايمان الى تعصب و التعاليم الاهية الى بدع و النور الفطري الى جهل و المعابد الى مسارح هذا الانقلاب المحتمل يعود في اسبابة الى العلاقة الجدلية بين الدين و السياسة فلا يمكن ان يعيش الدين بلا سلطة و يستخدم الدين ايظا للسيطرة على الجماهير و ابقائها تحت سيطرة السلطة ليتحول الدين في النهاية الى سلطة سياسية حيث ينفي الاخلاق و يوجب الجرائم في حالة غياب الوحي لفترة طويلة .
لما كانت الخرافة افضل الوسائل لتسيير العامة تكون بديلا عن الوحي مالم تعود السلطة الى الشعب يكون في الامكان القضاء على الاستبداد لان كلاهما السلطة الدينية و السياسية في النظم الشمولية تقوم على قمع حرية الرأي و تمنع بالنتيجة قيام رأي عام مؤثر ان حرية الفكر لا تمثل خطرا على الايمان او السلام الداخلي للدولة والعكس صحيح في خطر استبداد النظام .
لكل انسان الحق في فهم الوحي كيفما يشاء لان العقل هو اساس الايمان في تعطيلة تسيس للايمان وتحويله الى عرف وهوية اجتماعية .



#نزار_كمال_الدين_جودت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في علم الاديان


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار كمال الدين جودت - في الايمان العقلي