أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اعجوبة العجائب ..














المزيد.....

اعجوبة العجائب ..


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


ملاحظة : للقصيدة عنوان آخر هو " شوكاليتودا " :
و شوكاليتودا : البستاني ، في الاسطورة السومرية ، الذي يضاجع إينانا / عشتار ، آلهة الحب والحرب ، وهي ترقد نائمة قريبا من بستانه ، ثم يفر هاربا ، قبل أن تستيقظ ، ويختفي بين المدن لئلا يصله عقابها .. /

القصيدة من مجموعة :" الحب ، حسب التوقيت السومري " التي ستصدر قريبا من دار الجمل .


..................................................................

كانت إينانا عارية مثل ينبوع ، وامرأة ٌ اخرى تسيلُ مثل ينبوع من عريها ، و كان الذئبٌ يأتي من صحرائي ، يخترقني ثم يقفزُ من خلف أسواري الداخلية : يقفزُ إليها ، فأقطعُ عليه الطريق .

أقطعُ عليه أن يتزوّد من رعشتي ، ومن ارتجافي : أقطعُ عليه أن يَرِدَ حوضَ أمراضي الكثيرة : أمنعُه عن الركض في برية هواجسي ، كمن يهشّ نفسه عن نفسه ، لكن جسدها كان يخترقُ دفاعاتي ، ويأتي طواعية .

يأتي ليضرب في أضعف نقطة : يأتي نزقا ، متهوّرا ، ويذهبُ ليأتي بغيره ، وغيره هذا يزحفُ ، وهي نائمة : عارية كينبوع ، وينتصبُ واقفا ، شبقا ، حارا وقويا : يتراقصُ خفيفا ، ثقيلا ، هادئا وصاخبا بين نظري : يتملقني ، يتفرّسُ بي ، ثم يحفرُ نفقا يلجُ منه إلى غريزتي : يحفرها بحثا عن نطفة الظل ، بحثا عن ظل النطفة ، فالشمس حارقة وقوية ، حارقة وقوية جدا ، والغليان على أتمّه .
كنتُ وحيدا، أرعى قطيع خرافي ، وكانت وحيدة يسرحُ النومُ بعريها :

لمّا وثب الذئبُ ، أخيرا ، كان جسدُها قد أنغرسَ في لعابي ، فسال مع دموعي ، وأشعل بَِِشَرتي وثيابي ، وعندما امتزجا الواحد بالثاني : عندما تدافعا بالأعضاء وبالهواجس ، باللوعة وبالرغبة وبالصراخ ، عندما صارا كائنا آخر ، ليس انسا أو ملاكا أو شيطانا ، فتحتُ باب فضولي فرأيتُ اعجوبة العجائب :

كان الذئبُ يحرسُ جسدها بوداعة ، فيما كنتُ أنهشُ لحم قطيعي .

ولّيتُ هاربا ، لكن هربي كان برقا : كان برقا ودخانا ، فشاهدني الجميعُ أدخلُ غيمة جسدي ، وأمطرُ بلورا وبياضا ، حتى أن عَدوى حسراتي انتقلتْ إليهم :

شاهدوا ، في أحلامهم ، امرأة عارية كينبوع ، وإينانا تسيل كينبوع من عريها .

شاهدوا الذئبَ قادما من الصحراء ، ثم أتمّوا قراءة هذه القصيدة ، حتى شاهدوا اعجوبة العجائب ، فصاحوا :

ماذا فعلتَ ، يا عبد العظيم ، حتى حلّتْ بنا هذه اللعنة ؟!

لم أفعل سوى أن رفعتُ شأن المهمل من حاجياتي : كسرتُ خوفي بخوفٍ أشد ، ثم زحفتُ على جمر خواطري ، حتى الذروة من جبل حجَّ إليه الكلُّ ، لكنني لم أصعد بهاويتي لأرمي جمرة : رميتُ عزلتي من هناك و هبطتُ ، فوجدتني مطلوبا بثأر يلاحق إسمي أين ما حللتُ ، أنا الذي فعلتُ ما فعلتُ كي اعانقَ ضعفي بحرارة ، ولأفرَّ من قوتي .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري ..
- رسائل غرامية إلى الملاك / 1
- حمامة ، حمامة بيضاء ، كحمامة بيضاء ..
- اغنية نفسي ..
- أطوفُ حولكِ ، مثلما تطوفُ ريشة حول عاصفة ..
- أتهمكِ بأخطر الجَمال ..
- الحب حسب التوقيت البغدادي ..
- قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..
- عندما شعبٌ من العصافير على كتفيكِ ..
- قصة الحب ، اغنية الحرية ..
- اغنية هي التي ..
- بورتريه الشاعر ..
- لماذا تعشقين شاعرا بسيطا مثلي .. ؟!
- الملائكة يصلّون عليكِ ، والخائبون والخائبات ..
- لحظة جان دمو ..
- اعجوبتكِ ..
- شاسعة جدا ، كالبياض ..
- قصيدة العصفور
- كن عاشقا عالميا ، كالتراب ..
- رأيتُكِ في البلدة التي لا اسم لها ..


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اعجوبة العجائب ..