أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*














المزيد.....

الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 19:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة مفترق للطرق كان تعبد في العصر الحديث وخاصة في مرحلة الاستقلال عن النفوذ العثماني, فبينما لم يتردد سياسيو السنة في العراق عن عقد اتفاقات ودية مع الحلفاء ( المسيحيون ) في الحرب العالمية الأولى, نجد أن رجالات الشيعة قد وقفوا إلى جانب العثمانيين ( المسلمون ) على الرغم من أنهم لم يكونوا على وفاق حقيقي مع الدولة العثمانية التي كانت ميزتهم عن أتباعها من العرب السنة بما ينسجم وطبيعة الصراع المذهبي الذي لم يخمد طوال التاريخ الإسلامي.
الحقيقة أن سياسيي السنة, وبحكم علاقاتهم القريبة من الدولة العثمانية كانوا عاصروا عن قرب مرحلة انتقال الدولة العثمانية من دولة (دينية) إسلامية إلى دولة تركية علمانية, وكان البعض منهم أعضاء في مؤسسات الدولة المهيأة لتلك النقلة أو في الأحزاب التركية التي بدأت نشاطا سياسيا علمانيا والتي هيأت الأجواء الحقيقية لظهور الأتاتوركية.
وساعد انضمام الضباط العراقيون السنة إلى ثورة الحسين العربية الحجازية على تأهيلهم لكي يكونوا نواة للدولة العراقية الحديثة التي لم يحظى الشيعة فيها, لأسباب متعددة, على مكانة متكافئة. لذا أتيحت لسياسي السنة فرص التطور غير المقيدة بفقه الدين الذي ظل الشيعة متمسكون به وذلك لبقائهم خارج حركة الدولة المدنية الجديدة ومؤسساتها. ومن الأكيد إننا لا نتحدث هنا عن الوهابيين والتكفيرين الذين جاء دخولهم إلى العراق متأخرا مما يجعل الاقتراب من موضوعتنا هذه مختلفا.
بطبيعة الحال ليس من العدالة تفسير الأمر من خلال منطلقات أخلاقية نظرية كأن نقول إن الموقف الشيعي كان أكثر مبدئية, وإنما لا بد من حساب للأمور بالاتجاه الذي يأخذ بنظر الاعتبار أن الظروف الموضوعية والموروث السياسي السني كان جعل سياسي السنة أقرب من الشيعة إلى مسألة الدولة الوطنية المدنية, وإن حساباتهم وقراراتهم بالتالي لا بد وإنها كانت تأسست على حقيقة إن فقه الدولة المدنية كان قد دخل على خطهم في وقت كان دخوله على الوسط الشيعي قد تأخر.
بهذا فقد صار للسنة مرجعيات مدنية كانت تتبلور وتتطور وتصبح أكثر تأثيرا من مؤسستهم الدينية بحيث بدت العلاقات بين الفقهين معكوسة تماما فأصبحت حركة مؤسسات الفقه الديني تتبع أو على تناغم مع حركة مؤسسات الدولة. وفي العديد من البلدان ومنها مصر مثلا كان الأزهر يتبع سلطة الدولة, أما مرجعيات النجف فظلت مستقلة إلى حد كبير عن الدولة العراقية الجديدة حتى بدت وكأنها تعيش في ضيافة هذه الدولة لا جزء منها وذلك من خلال المقاييس القانونية التي تنظم العلاقة بين هذه الدولة وباقي المؤسسات الدينية. وحتى أنه بات ممكنا القول أن مؤسسة النجف الدينية صارت قريبة الشبه بالفاتيكان. وإن الأكثر تأثيرا من ذلك يتجلى في أن الأزهر كان وما يزال مؤسسة مصرية خالصة مما جعله أكثر قدرة على الاقتراب من فكر الدولة الوطنية المصرية دون أي تداخل إقليمي, ولعل ذلك كان ينطبق أيضا على المؤسسة السنية الفقهية في العراق, في الوقت الذي تخضع فيه المؤسسة الشيعية إلى فقه ديني يجعل صلاتها عبر الحدود الوطنية وخاصة مع إيران هي تحصيل حاصل, مما يحملها أثقالا غالبا ما تربك علاقاتها بالدولة الوطنية وتجعل طريقهما المشترك أكثر وعورة .

ولا يمكن اعتبار ذلك جديدا ففي خلال بدايات الدولة الإسلامية ظل الشيعة مبعدين أو مبتعدين عن الدولة المدنية, في حين ساند "السنة" دولة "أموية ومن ثم عباسية ومن ثم عثمانية" كانت جميعها أقرب للمفاهيم المدنية منها إلى فقه الدين بمقاييس ذلك العصر, أو أنهم بشكل عام لم يناصبوا تلك الدولة العداء كما ناصبها الشيعة الذين ظلوا يعيشون معارضة سلبية, لذلك ظلت علاقتهم بعيدة عن حركة الدولة فغابت عنها علاقات التأثر والتأثير وحتمية حسم الخيارات التي تفرضها علاقات الدولة بالاتجاه الذي يحتم موالاة فقهها أو التأثر به أو التفاعل معه لخلق حالة من التناغم والانسجام تكفي لتأسيس حالة السلم والتوافق. أما العزلة الشيعية, أو الابتعاد أو الإبعاد, فلم تكن تستدعي حالة من هذا النوع ولم تفرضها.
________________________________
*يتبع جزء ثاني متمم



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي
- مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه
- إشكالية التداخل بين الفقه الديني وفقه الدولة الوطنية.. العلم ...


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*