في مسرحية الحجاب

مرام المغالسة

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 12:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

حصيلة للإستعمار الاقتصادي الصامت من الغرب للشرق وحصيلة للإستعمار العسكري الفسفوري الصاخب وكنتيجة للصمت الشرقي القاتل أضحت اوروبا تتغنى بطرح القيود فيما نلبس ونأكل.
ففي حين تتصاعد الاصوات المنادية بتحرر النساء وتحرر المجتمعات كما المناداة لإعمال حقوق الانسان إلا ان أصواتا رسمية وغير رسمية وعلى مختلف المستويات الفكرية يتغنى لها الاعلام العالمي تتصاعد في سبيل إستلاب المرأة المسلمة المحجبة عقائديا; كما هو حال المشرع الفرنسي وقرنائه; لا بل وأضحت تنتهك حياتها على يدي مراق الطريق الالماني.
ومن الغريب واللافت للنظر أنه في حين تأتي الحاجة الملحة لتحديد أي مشكلة عند أي باحث نتيجة الرغبة العلمية للوقوف على أسباب الضرر الواقع; الا أن الحجاب لا يمكن تصنيفه بأي شكل من الاشكال ولا بأي مقياس من المقاييس مشكلة بحد ذاتها حيث أن الحجاب غير مسبب لضرر بطبعه ولم يتم رصد أي ضرر له بأي مقياس منطقي ; ومع ذلك فقد تم تصنيفه من قبل مجتمعات مشهود لها بالدقة العلمية كأحدى المشاكل التي يجب حلها??!
وعلى فرض أن الحجاب ليس مشكلة فهو يفرض نفسه وفق الطروحات المنطقية كنتيجة وليس سببا لمشكلة, فهو أثر لمعتقد ديني أحيانا وأثر لتنميط اجتماعي أحيانا أخرى ومع ما ذكر أعلاه جميعا, فمن اللافت للنظر اجتماع كبار المشرعين في أوروبا واصحاب أخذ القرار في سبيل تقنين الحجاب في مواد قانونية مكتوبة! والابعد من ذلك أضحى الحجاب المشكلة التي تواجه مشرعي المجتمعات الاوروبية وكأنه من أهم القضايا على ساحتها نتيجة اعتباره مرادفا لعمليات الارهاب ولم يتم تحديد العلاقة السببية بينهما لغاية الان بل وتبقى العلاقة غير واضحة للدول المتحضرة والمتفوقة علميا; إلا أن الاصرار على توهم وجود رابط وثيق بينهما يظل سيد الموقف!.
هذا من وجهة نظر أوروبية الا أن الاغرب من ذلك كله هو ان يقرع الاعلام العالمي المؤدلج طبول إجراءات تشريعية غوغائية لمنع التحجب وأن تقوم حركات عربية بالرقص على قرع طبول التدخل الاجنبي بما نعتقد.
لقد جاء التدخل الاجنبي ينمط المجتمعات العربية والاسلامية لمواجهة الحجاب من داخل مجتمعاتنا بحيث ينتقد غير المعتقدين بالحجاب مع المؤمنين به ولتكبر كرة الفتنة داخل المجتمعات التابعة اقتصاديا وسياسيا تحمل في أجزائها بقايا شعارات لحقوق انسان تم تمويلها.
هل أضحى الحجاب من اختصاص السياسيين أم الاقتصاديين أم علماء الانثروبولوجي?? وهل يملك أي من معتنقي الديانات الثلاث منع الاخر من ارتدائه ام يستطيع الملحدون نسج الفتاوى الدينية حول مدى إلزاميته من عدمها ومدى دوره في تعزيز الرابط لإيمان الروح الانسانية بوحدانية الاله أم تملك حركات حقوق الانسان أو الحركات التحررية ادعاء ان الحجاب يقيد حرية الاخرين أم يرغب مستعمرو العقائد بترسيم حدود لغيتوهات دينية جديدة في مختلف دول العالم...... في مسرحية الحجاب.

#مرام_المغالسة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات