أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر جميل - لماذا لا نختلف؟














المزيد.....

لماذا لا نختلف؟


بيتر جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 07:47
المحور: حقوق الانسان
    


لقد سبق و تعلمنا من نظام ما قبل 25 يناير(و هى صفه لصيقه بكل الديكتاتوريات) خطوره الحكم الفردى الاوتوقراطى على المستوى السياسى و تبعات هذا الشكل من الحكم على جميع مناحى الحياه الاخرى.
تصدر لنا هذه الديكتاتوريات فكره خطيره و هى مدى سوء الاختلاف,سواء فى الحقبه الناصريه و الغاء جميع الاحزاب و فى ذلك كفر بالتعدديه او فى الحقبه الساداتيه و ما يتعلق بها من صبغ للسياسات بالصبغه الايمانيه المقدسه فأصبح الاختلاف على سياسات الرئيس يمثل ضعف ايمان و فى هذا خرق للتعدديه فهو يجبرك على الانصياع لأوامره انصياع مقدس لا يقبل الاختلاف ابدا.


ما سبق كان نموذج تمهيدى لما اود ان اشير اليه و هو اهميه الاختلاف و خطوره وحده الرأى او توحيد جميع الاراء فى رأى واحد فى سبيل عدم الانقسام.هل رأيت يوما مجتمع يدين جميع افراده بنفس الديانه؟ و ان وجدت هل اتفق جميع افراد نفس المجتمع بلا استثناء على مذهب دينى واحد او فهم معين لذلك الدين و نبذوا و استبعدوا الباقى من المذاهب؟
اشك فى هذا!
اى عقل يقبل ان يتم اجبار جميع البشر على ارتداء نوع واحد من الملابس او الايمان بفكره واحده وحيده دون غيرها ؟ هناك اعتراض يلوح فى الافق هو ان يتم تغليف بعض الافكار بغلاف دينى يصبغها بصبغه مقدسه,الاعتراض ليس على الدين فى حد ذاته بقدر ما هو متعلق بأستخدام الدين(او اى مقدس) المجحف فى توافه الامور و ابسطها,النتيجه الاخطر التى نود ان نتجنبها هو ان الصبغه المقدسه فى هذه الحاله ستجعل الاختلاف على الفكره مجال للأيمان و الكفر وليس مجال للبحث و الاجتهاد.


اقتناعا منى بأن الاديان (او بعضها) او فهم بعض الملل للدين يترك للفرد هذه المساحه من الاختلاف فى الامور الدنيويه و من ثم تدفعه دفعا نحو اعمال العقل يتوجب علينا الاعلاء من قيم التعدديه و حريه الرأى و اهميه الحوار.


لا تصدق ابدا من يحاول ايهامك ان تعدد الاحزاب مثلا فرقه او اهدار طاقات او ابتعاد عن الدين,لا تصدق من يقل لك ان الاجماع الكامل على رأى ما فى شأن ما هو شىء صحى تماما بل على العكس فالاجماع على رأى واحد يخلق ايمانا معينا بالتوصل الى قناعه ما و عند التوقف عن اعمال العقل تتحول تلك القناعه الى حقيقه مطلقه لا تقبل الجدل او الشك و لا الاختلاف و يتم صبغها بصبغه مقدسه مما يؤدى بهذه القناعه الى الجمود.
لماذا اذن لا اقبل بأمكانيه تصنيع و تداول و وجود حقائق مطلقه؟ ببساطه لأننا نعيش فى عالم متغير لذلك فأن قناعاتنا و افكارنا و فلسفاتنا و فهمنا لعقائدنا و طريقتنا فى المأكل و المشرب و اختيار نوع الملابس وكل ما يتعلق بحياتنا بالضروره متغير.
اذن الخطر الاكبر الذى يواجهنا فى اشكاليه الاتفاق على رأى واحد هو احتماليه ان يكون هذا الرأى خطأ اصلا او او ان يحمل بعض الاجزاء الخاطئه و من ثم تصبح مهمه اصلاح الخطأ او استبداله بصواب امرا عسيرا مستحيلا و بذلك نضيع او نؤجل فرصه ان نصل الى الفكره الاصح او الاقرب الى الصحه.


اذا كانت مسأله توحد المجتمع على قتاعه معينه او عقيده معينه او ايديولوجيا معينه و بالتبعيه فساد باقى القتاعات و العقائد و الايديولوجيات فكره فاسده و مغلوطه و تؤدى للأحاديه التى تقودنا بالتبعيه للأستبداد لأنها تلغى التعدديه التى هى فى الاساس قيمه ديمقراطيه فما الحل اذن؟! الحل فى الوصول الى فكره ان لا احد يمتلك الحقيقه المطلقه او الصواب المطلق فكل قناعاتنا قابله للخطأ او بمعنى ادق تحمل فى طياتها بعض اجزاء من الصواب و بعض اجزاء من الخطأ و حريه الرأى التى ستنتج التعدديه ستؤدى الى ان يطرح الجميع افكاره و قناعاته الغث منها و الثمين و افراد هذا المجتمع بدورهم سيختارون ما سيناسبهم منها و بشكل تلقائى ستجد فى فتره معينه من الزمن بعض الافكار مستلمه كانت ام عصريه تندثر او تضمحل او تفقد بريقها و على الناحيه الاخرى بعض الافكار تطور نفسها و تصحح من اخطائها و تزيل تشوهاتها لتجارى الواقع و تندمج مع متطلبات افراد هذا المجتمع .


من كل ذلك نفهم ان الخطوره تكمن فى الرأى الواحد الوحيد السديد الرشيد المقدس و و الاشكاليه التى سيخلقها ذلك الخطر هى منظومه فكريه احاديه مستبده تنتج فكره واحده و قناعه واحده و تكره الفرد على اتباعها حتى لو كانت مخالفه له او خاطئه تماما و ان علاج هذه الاشكاليه هى فى ترسيخ او الاعلاء من قيمه حريه التعبير و الرأى التى ستخلق بالضروره قيمه التعدديه بكل اشكالها و تطبيقاتها التى سينعم تحت اجنحتها جميع الافراد سالمين من النبذ او الاقصاء على اختلاف انتمائاتهم و العقائديه و القبليه و الاجتماعيه و الفكريه



#بيتر_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابليس
- سجون العقل العربى
- مصر و الديمقراطيه
- هرطقه و رد اعتبار


المزيد.....




- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...
- كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا ...
- -المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على ...
- 5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...
- مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر جميل - لماذا لا نختلف؟