|
الاحلام في الثقافة الإسلامية : الرموز والدلالة
وليد مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 23:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(1) قد يبدو من الغريب ان نقول إن فك شيفرات " رموز الاحلام " قطعت فيها الحضارات القديمة و الحضارة الإسلامية شوطاً ابعد من علم النفس المعاصر .. علم النفس تناولها من ناحية " شخصية " محضة مبنية على معطيات إن الإنسان لا يمتلك آلية للتنبؤ بالمستقبل ولا أغوارا عميقة ترتبط مع كافة التجربة الحيوية للكائنات على الأرض .. وبالفعل لا يوجد في علمنا المعاصر في السيكولوجيا ولا في علم الاعصاب ما يؤكد يقيناً هذه الآلية ... على هذا الاساس اهمل الدور " التنبؤي " للأحلام ، واعتبرت اغلب النبوءات الصادقة التي تحصل لدى الناس محض مصادفة لا اكثر ... الوعي الثقافي الغربي العام ، خصوصاً وعي النخب الثقافية والعلمية ، مؤسس على إطار " المصادفة Chance " هذا .. رغم وجود نظريات علمية وفرضيات كثيرة بدأت بقوة مع النظرية النسبية لأينشتاين ومن ساروا بطريق ما عرف باسم " الحاضر الابدي " فإن علم النفس بقي منشقاً عن فلسفة العلوم الصرفة ولم تظهر رؤية سيكولوجية شاملة وكلية تتناول الإنسان ككيان بشري كلي اجتماعي .. وهنا ، فإن دراسة الثقافة والطبيعة الإنسانية المشتركة من قبل الانثروبولوجيا شكلت انفصالاً بين الفردي الذي تدرسه السيكولوجيا ... والكيان الثقافي والاجتماعي الذي تدرسه العلوم الاجتماعية الاخرى .. لو كانت هناك صلة بين دراسة الإنسان كفرد ودراسته كمجموع وحضارات لكانت لدينا اليوم قواميس خاصة برموز الاحلام ودلالاتها التاريخية الشاملة لدى الامم والتي تنفتح احياناً كإشارات معينة في الاحلام . الحضارة الإسلامية وميراث اللاهوت البابلي العبري المسيحي الذي اكتسبته ، درسه علماؤها وإن بغير منهج علمي رصين ، الاحلام ورموزها تم التعاطي معها عبر خبرة تراكمية تجريبية متوارثة لآلاف السنين بما عرف بعلم تفسير الاحلام أو " تعبير الرؤيا " .. كانت تلك العلوم والمعارف لا تنقل أو تدرس وتحلل بطريقة علمية رصينة كحال العلوم اليوم ، الواقع العلمي لم يصل لمستوى ما عليه اليوم , لهذا السبب وقعت المصادر التي بين ايدينا ضحية التحريف والدجل والتخمين احيانا بدون منهج علمي ثابت .. مع ذلك ، فكتيب " تعبير الرؤيا " لابن سيرين هو من ادق " القواميس " لدلالات رموز الاحلام في العالم كإشارات كلية تنبؤية وليس كإنعكاسات نفسية للفرد عن حياته اليومية ..
(2)
لم يكن بن سيرين طبعاً على دراية بمنهج تفكيك وتحليل الرموز كما تعلمناه اليوم ، مع ذلك ، وحسب الإطار الثقافي السائد آنذاك فقد تم تصنيف الاحلام إلى ثلاثة اقسام : الاول : اضغاث الاحلام وهي بلغة السيكولوجيا المعاصرة انعكاسات من العلمليات العقلية اللاشعورية المجهولة للفرد ، تناولها علم النفس بمنهج التحليل النفسي الفرويدي .. ولعلها تشكل النسبة الغالبة من احلام اي فردٍ فينا .. الثاني : احلام يحدث الإنسان بها نفسه قبل النوم وهنا هذا الصنف من الاحلام تعامل معه ايضاً علم النفس الفرويدي ، وهي بنسبة قليلة في احلامنا ، اذ نفكر في امور معينة قبل النوم .. تنعكس على الحلم كما تمنيناها وتصورناها او جزء منها .. واحيانا يحدث ان نشاهد في الرؤيا العكس ، وتفسير هذا يرجع إلى اللاشعور في النفس لدى كل منا ومدى مطابقة انطباعات اللاشعور مع الانطباعات الشعورية الظاهرية فيظهر الحلم مطابقاً أو مطابقاً جزئياً للأفكار أو عكسياً حسب التوافق بين الشعور واللاشعور .. الثالث : الــرؤيــــا هذا الصنف من الاحلام هو ما يطلق عليه في الثقافة الإسلامية " الرؤيا " ، حيث يعتبرها اهل العرفان المسلمون رؤيا مصدرها " الرحمن " ، فيما نعتبرها نحن وفق منهج علمي تحليلي يجمع السيكولوجيا والانثروبولوجيا وفيزياء الكم والنسبية ، إشارات تنبؤية تشير للمستقبل ... (( سبق وقدمت توضيحاً تفصيلياً عن آلية التنبؤ في بحث " الوعي والزمن " المنشور في الحوار المتمدن )) هذه الإشارات لا تكون صافية غالباً ، وتصدر من اعماق كلية مشتركة للوعي الكلي بدرجاته المختلفة الحضارية الإنسانية والبيولوجية العميقة جداً .. السؤال الذي يراود الكثيرين منا : كيف يمكن التمييز بين " الرؤيا " التنبؤية التي تدلنا على شيء غامض لا نعرفه بوعينا الظاهر وبين الاحلام الإنعكاسية العادية التي هي من تخصص علم النفس ؟
(3) الرؤيا في حقيقتها لغــةٌ من الصور... الصور المشاهدة في الرؤيا لها دلالات ايحائية عن حدث مستقبلي أو عن حدث في الماضي لم ينتبه له الفرد بوعيه وإدراكه العادي .. غالباً ما تؤثر في شعور الرائي وتترك انطباع عنده بوجود خطر ، او شيء مهم سيحدث .. تمتاز الرؤيا بخصائص مهمة يمكن بها أن تميز عن سواها من الاحلام :
اولاً : الكثافة والاختصار حيث تحمل الصورة او المشهد في الرؤيا دلالات كثيفة .. على سبيل المثال ، لو كانت الإشارة تتضمن دلالة " الخير " او الخصب والنماء القادم للشخص او البلد لهذا العام ، فيمكن لنفس رمز النماء هذا ان يحمل رمزية اخرى ، كأن يكون " بقرة " تشير للخصوبة والوفرة حسب رمزيتها في الميثولوجيا القديمة ، يمكنها ان تحمل اشارة اخرى كالقرون المعوجة ، او البقع والنقوش الخاصة في جسدها او نقصان في احد اعضاءها فهذه كلها مؤشرات اضافية تزيد من تفصيل الدلالة .. فالبقرة النحيفة ذات الذنب الطويل غير النظيف قد تشير إلى ايام قحط مجدبة تترك " اثرها " لمدة طويلة ... لاحظ إن " الذنب " يأتي كترميز ثانوي يزيد من تفاصيل الحدث ، لتصبح البقرة بهيئتها وتكوينها في الرؤيا تتحدث عن تفاصيل ، الرمز هنا مكثف يمكن تحليله إلى عدة رموز تفصيلية اخرى ..
ثانياً : قصر المدة الزمنية الرؤيا غالباً تحدث كما يشعر بها الرائي زمنية معدودة ، علما ان مدة أي حلم قصيرة جداً حسب علم الأعصاب , لكن الرؤيا يشعر بها الرائي إنها قصيرة وخاطفة .. فمثال مشاهدة " كوكب " يجر وراءه ذيلاً من الشرر ، كـأن يكون مذنبا كبيرا يمرُ في السماء بمشهد بسيط في الحلم قد يحمل دلالة " شر " ماحق قادم على الناس .. ( لهذا السبب نجد إن الشرقيين القدماء غالباً ما ربطوا بين رؤيا المنام وحوادث مرور المذنبات كدلالة للشر ..كما سنتحدث عنها بعد قليل ) فلو سار المذنب مدة زمنية يستشعرها الرائي ، ثم ارتطم بالأرض ، وحدثت بعد ذلك حوادث اخرى في الرؤيا ... فهذا يقلل من قيمتها كرؤيا.. لأنها تتشعب وتفقد كثافة الترميز .. وتستحيل إلى مجرد حلم يحمل دلالة لاشعورية فردية وليست كونية كلية .. كذا الحال في رؤية الإنسان لنفسه يجري على ضفة نهر ، مجرد الجري على ضفة يحمل دلالة مكثفة ومحددة ... وبمدة عرض للرؤيا قصير ، لكن حين تستحيل إلى جري وعبور ومصادفة شخص آخر وتوالي اكثر من حدث ، فإن هذه الاحداث المتتالية تقلل من قيمتها كرؤيا ..
ثالثاً : الإنعكاس المعنوي في اللغة والقيم
لعل فهم هذه الخاصية من اهم عوامل " احتراف " العرافين والكهنة القدامى في تعبير الرؤيا ( تفسير الاحلام ) . ففي مثالنا السابق عن المذنب .. يتم تحويل صورة المذنب المادية اثناء التفسير من قبل المفسر إلى صور معنوية ..! بمعنى ، الكوكب اللامع في السماء .. يشير إلى " نجم " ، بلغتنا المعاصرة " ستار Star " .. نجم سياسي , ممثل مشهور ، عالــِم معروف .. السماء ترمز للتاريخ ، للفضاء الإعلامي والثقافي لدى الناس .. ، النجم شخص معروف لدى الوعي الثقافي البشري ، هذا الشخص المعروف سيجرُ وراءه ذيلاً من الشرر .....! فذنب المذنب المضيء في الرؤيا كذيلٍ من الشرر ، يعني معنوياً تبعات أو مخلفات من قبل هذا الشخص المعروف ستجلب وبالاً من " شرور " بدلالتها المعنوية وليس الشرر المتطاير من لهيب النار مادياً .. وهكذا ، تلعب اللغة المحكية والمتداولة ، بل حتى اللغة القديمة المندثرة غير المتداولة دوراً في الترميز ويمكن من خلال دراستها بعمق التوصل إلى حل هذه الشيفرات ..
(4)
لا يمكن لهذا المقال المقتضب ان يفصل اهم القواعد الاساسية في الترميز والتحليل لهذا الترميز .. سنحاول التطرق لها خلال بحثنا في رباعيات نوسترداموس وكذلك بعد اكمالها سنحاول البدء في كتابة منهج جديد لتفكيك الرموز في الاحلام ووضع قاموس معاصر موسع لها على اسس علمية اكاديمية صرفة قابلة للبحث والتطوير والمتابعة التطبيقية . سأكتفي بذكر بعض الامثلة من الرؤى الهامة التي كان لها صدى في التاريخ .. مثال رؤية المذنب ، قد يحدث في العالم أن يمر مذنب بالفعل يتشاءم منه الناس حتى قال الشاعر : وقد خوفوا الناس من دهياءِ مظلمةٍ حتى اذا بدى الكوكبُ الغربيُ ذو الذنب ِ
في حقيقة الامر ، وكما قلنا مسبقاً ، يحدث الخلط بين الرؤيا والمعاينة الحقيقية في وعي الناس العاديين نتيجة لما يحمله رمز المذنب من شرور تثير التشاؤم .. و أتذكر جيداً أواخر التسعينيات ظهور مذنب ذو ذنب في السماء تشاءم منه الناس كثيراً لكن وقتها لم يحدث شيء .. الذي حدث بعد سنوات صعود نجم اسامة بن لادن وما الحقه من شرور اضرت بسمعة ومكانة الحضارة الإسلامية في العالم فضلاً عن الضرر الذي لحق بالبلاد الإسلامية نفسها نتيجة دخولها في حروب وصدامات مباشرة مع الغرب فيما سمي بالحرب على الارهاب .. قد لا يكون هناك أي ارتباط بين المذنب ذو الشرر .. وبن لادن .. وقد يكون ؟! وكما فصلنا في البحث التفكيكي عن رباعيات نوسترداموس ، في الفيزياء الكوانتية تكون حوادث التزامن Synchronicموضوعية ، لكنها في عالمنا الحسي المرئي غير موضوعية وتصنف تحت طائل الصدفة والخرافة ، لذا يمكن لظهور المذنب أو " النجم الملتحِ " كما يسميه نوسترداموس دلالة تفسيرية حتى في الواقع المعاين وليس في الحلم فقط .. وبكل الاحوال ، الحوادث الكونية والسياسية غالباً لا تنتظر النجوم والمذنبات ، لكن في اللاوعي العميق يمكن لرؤيا الافراد عبر منظومة التنبؤ الكوانتية – رباعية الابعاد في العقل ان تشير إلى حوادث قد تحدث في المستقبل في وقت قد لا يتزامن مع الحدث ولكن قد يكون " تقرر " فعلياً وبشكل محتوم حصوله بعد مدة .. المثال الآخر هو فورة بركان ايسلندا الذي تزامن مع الثورات العربية ، وقد تحدثنا في دلالاته في المقال الثاني عن رباعيات نوسترداموس بتحليل رمز " جزيرة الجليد " بمعناه اللغوي الانجليزي فيما لو كان رؤيا منام .. تفسيرها يقول ستحدث ثورة كبيرة في بلاد شعوبها جليدية لم تتعود الثورة، وكذلك بركان تشيلي الحالي يمكن تحليل دلالة " تشيلي " الرمزية في اللغة اللاتينية وموقعها في الخريطة الجيولوجية الارضية باستبدالها بالموقع " السياسي " في العالم , مؤكد ستتكشف صورة عن حدث .. تشيلي قد لا تعني في النهاية اية دلالة خصوصاً وإن البركان يقع في سلسلة جبال الانديز اكثر مناطق العالم اضطراباً ، وقد تعني مفردة " اكثر مناطق الجيولوجيا اضطراباً " تفسيراً ضمنياً في حالة الرؤيا .. أو حالة التزامن الكوانتي كحدث واقعي يشاهده الناس ، فأين هي اكثر المناطق سخونة سياسية واضطراباً ؟ الخلاصة مما تقدم ، هو ان اهم ما في الرؤيا هو التشفير Encoding الذي تتضمنه والذي يحتاج إلى بداية علمية موضوعية ، برأيي الشخصي ، كتيب تعبير الرؤيا لابن سيرين يمكن ان يشكل مجرد بداية لمثل هكذا مشروع يحي هذا العلم من تراث الحضارة الإسلامية ويعيد لنا بمنهج معرفي تقدمي يتجاوز الحضارة الغربية في منجزها في العلوم النفسية بإعادة ربط الإنسان الفرد بالإنسان الكلي العميق المرتبط مع تاريخ الحياة الاعمق ..
#وليد_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (2)
-
فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (1)
-
نوسترداموس برؤية تفكيكية (2)
-
وفاء سلطان ودروسٌ في الحرية !
-
نوسترداموس برؤية تفكيكية (1)
-
الإنسان و الروبوت (2)
-
الإنسان و الروبوت (1)
-
ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (2)
-
ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (1)
-
التجسس السايكوترونكي وتقنياته الخفية
-
السيطرة على العقول ( السايكوترونك ) : توضيحات
-
انظمة تشغيل المخ ...مدخل لعلم السايكوترونك ( السيطرة على الع
...
-
الوجه الآخر للجنون ..
-
2 - جبرائيل والشيطان
-
1- قراءة الطالع بالفنجان والاصداف والتوراة والإنجيل والقرآن
...
-
امتنا العظيمة تستفيق : حان وقت تمزيق ( الباسبورت ) وعبور الا
...
-
رموز الأحلام والدين : تحليل في خبايا رموز الأعماق النفسية ال
...
-
الحداثة والدين : إشكالياتٌ وتوضيح لبعض الاخوة
-
نحن والدين : مقاربة سيكولوجية _3_
-
نحن والدين : مقاربة سيكولوجية _2_
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|