أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأسدي - الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء الأول )..















المزيد.....

الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء الأول )..


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 02:45
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء الأول )..

علي ألأسدي

تتزايد حدة التنافس بين الدول الصناعية الكبرى للعودة إلى مستعمراتها السابقة في محاولة لاعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ، وهذه المرة ليس عن طريق ارسال جيوشها إلى هناك للهيمنة المباشرة على ثرواتها الطبيعية ، وانما باجازة من قادة تلك الدول مقابل وعود بموارد مالية وفرص عمل لمواطنيها. للوهلة الأولى يبدو المستقبل ورديا وواعدا ، لأنه بالفعل سيشغل بعض مواطنيهم العاطلين عن العمل بصرف النظر عن الأجور التي سيتقاضونها ، لكن الأهم من ذلك كله أن قادة الدول أنفسهم سينالون مكافئة سخية تزيد من ثرواتهم الشخصية ليتمتعوا وأبناءهم برغد لم يحلم به. قد يتساءل البعض لماذا يعاب على أولئك الزعماء سماحهم للشركات الأجنبية بالاستثمار في بلدانهم ، فذلك سيقلص البطالة ، ويساعد في تحسين مستويات المعيشة ويؤمن للجياع أملا في حياة أفضل؟؟
وحتى نتوصل للاجابة على هذا التساؤل ينبغي علينا أن نتعرف على بعض الحقائق الاقتصادية والسياسية والطبقية في البلدان موضوع حديثنا ، وفيما اذا ستتحسن حياة شعوبها بالفعل بحسب الاتفاقيات التي ستعقدها الشركات الرأسمالية متعددة الجنسية مع زعامات تلك البلدان. ونتعرف أيضا على مستوى الأجور التي ستتحصل عليها القوى العاملة في المشاريع الزراعية وعلى ظروف العمل فيها ، وفيما اذا ستؤثر سلبا على أسعار الغذاء والبيئة الطبيعية. فخلال الأشهر الماضية تدفقت الشركات الأجنبية الغربية إلى أكثر من عشرين دولة متخلفة اقتصاديا في القارة الأفريقية وأميركا الجنوبية والقارة الأسيوية ، وكان الهدف هو شراء ملايين من الهكتارات من الأراضي الزراعية تمهيدا لزراعتها بنباتات منتجة للحبوب الزيتية كحبوب الذرة و نباتات كقصب السكر والموز وغيرها ، ليس لانتاج الغذاء لوقف ارتفاع أسعاره كواحدة من وسائل القضاء على الجوع ، بل لانتاج الوقود الحيوي ( biofuels ) ويستخلص كسائل ( bioethanol)من بعض النباتات الذي سيستخدم على نطاق واسع كبديل للبنزين والديزل المستخدمة حاليا كوقود لسيارات المترفين من الناس في الغرب بشكل خاص.

وعلى ما يبدو ، أن الغرب مصمم على ايجاد البديل للنفط الخام الذي يتوقع أن ترتفع أسعاره كثيرا لتصل إلى مستوى 200 دولارا للبرميل الواحد ، اعتمادا على توقعات متشائمة عن الحالة السياسية في منطقة الشرق الأوسط المصدر الرئيس للنفط المستورد من قبل الولايات المتحدة وأوربا واليابان والصين. ومع أن استخدام الوقود الحيوي يتطلب اجراء تغييرات تكنولوجية على محركات السيارات المستخدمة لوقود النفط لتكون ملائمة للانتقال الى الوقود البديل ، حيث يخلط حاليا بالبانزين بنسبة 15 % و85 % وقود حيوي. هذا اضافة الى ان كمية الوقود الجديد التي ستحتاجها المحركات تزيد بنسبة 50 % عن كمية الوقود النفطي ، مما يتطلب مضاعفة حجم خزان الوقود في السيارات والمحركات. الدعوة لانتاج هذا النوع من الوقود تدعمه منظمات حماية البيئة التي تحاول انقاص الغازات الناتجة عن احراق الوقود النفطي والمسببة لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض ، لكن المروجين لهذا الوقود يقرون بأن استهلاكه ينفث غازات إلى الفضاء ولكن بنسبة أقل. وليس هذا فحسب ، فتخصيص مساحات زراعية واسعة أكثرها في الدول الفقيرة لانتاج الوقود الحيوي سيسبب نقصا حادا في الأراضي المخصصة لانتاج المحاصيل الغذائية ، يعني هذا ، أن مساحات أقل من الأراضي ستكون متاحة لانتاج المحاصيل الغذائية لاطعام الناس ، وجميعنا يدرك تبعات ذلك على أسعار المواد الغذائية في البلدان النامية ، حيث ستصبح حياة الناس أكثر مشقة ، بينما سيعاني آخرون المجاعة. لكن ، لا الشركات الرأسمالية الغربية تفكر بهذه العواقب ، ولا الزعامات السياسية الفاسدة المتحالفة مع برجوازيات دولها تعير اهتماما لهذا. ومع أن منظمات خيرية عالمية كثيرة تهتم بأزمة الغذاء في الدول الفقيرة ، بينها " منظمة أوكسفام البريطانية " قد حذرت من تأثير هذا التوجه ، لكن تحذيراتها لم تثر لحد الآن حملة مضادة من جانب الشعوب الفقيرة لتهب دفاعا عن حقها في حياة افضل." منظمة أوكسفام " أصدرت تقريرها السنوي قبل أيام حذرت فيه من أن تنفيذ خطط انتاج الوقود الحيوي سيؤدي إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية خلال العقدين القادمين ، مسببا مجاعات في المجتمعات الفقيرة التي تعيش حاليا على أقل من دولارين في اليوم.
الاتجاه الحالي للدول الأوربية صوب هذا النوع من الوقود قد جاء كنتيجة لقانون أصدره الاتحاد الأوربي ، يشجع على زيادة الأموال المخصصة لانتاج هذا الوقود، وبنتيجته وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية أيام الأول والثاني والثالث من شهر حزيران الحالي أن حوالي خمسين شركة غربية تتنافس على توقيع عقود شراء أراضي زراعية في مستعمراتها السابقة لأجل تنفيذ حوالي مائة مشروع زراعي لهذا الغرض. " فالشركة البريطانية العالمية للطاقة النظيفة " اشترت لوحدها تسعمائة ألف هكتار في مالي وغانا والسنغال.وقد صرح الرئيس التنفيذي لهذه الشركة توم ستيوارت قائلا : " صحيح أن النباتات الزيتية التي تستخدم لانتاج الوقود الحيوي ستزاحم في بعض الحالات انتاج الغذاء ، ولكن مخططاتنا قد أخذت في الاعتبار أننا سنساعد في زراعة المواد الغذائية بنفس القدر الذي نزرع النباتات المنتجة لزيوت الوقود ، وهذا ما تضمنته اتفاقياتنا مع تلك الدول". كما وقعت شركة بريطانية أخرى هي " شركة الشمس للوقود الحيوي " عقدا لشراء أراضي مساحتها ثمانية آلاف هكتار لزراعتها بنبات باتروفا كوراس ذات البذور الغنية بالزيت الصالحة لانتاج الديزل ، وستقوم الشركة بحصاد منتجاتها في العاميين التاليين ، حيث ستبدأ تصدير منتجاتها إلى الدول الأوربية.
ادعاء مدير شركة الطاقة النظيفة بأن زراعة البذور الزيتية لن يكون على حساب الأراضي الزراعية ، ولن يؤثر على زراعة المحاصيل الغذائية غير صحيح ، فهو وشركته يعرفان ذلك جيدا. فزراعة المحاصيل الزيتية سيكون على حساب الأراضي الزراعية بالتأكيد ، هذا أولا ، وثانيا ، سيسبب نقصا في كمية المياه المتاحة لزراعة المحاصيل الزراعية ، وثالثا ، عند اضطرار المزارعين المحليين لزراعة أراضي أقل خصوبة أو جافة فانهم سيتحملون تكاليف اضافية لاروائها واستصلاحها و لتغطية أثمان الأسمدة ، وربما تكاليف نقل اضافية ، لأن الشركات الغربية ستكون لها الأفضلية والأولوية في الوصول إلى مياه الري ، كما أنها ستختار الأراضي الأفضل خصوبة والأقرب إلى طرق المواصلات والموانئ البحرية . ورابعا ، سيؤدي التنافس على بيع المزيد من الأرضي الزراعية أو ايجارها للشركات الأجنبية الى ازالة أشجار الغابات الدائمة الخضرة ، برغم تعارض هذا مع جهود منظمات أصدقاء البيئة التي تسعى للابقاء على الغابات الخضراء لا انقاصها.
علي ألأسدي
يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار .. في الحركة الشيوعية العالمية ... ( الأخير - وملاحظا ...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء السابع) ...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ….( الجزء السادس)...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء الخامس )...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء الرابع )...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...
- الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ....( الجزء الثاني )..
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية..... ( الجزء الأول)
- ليبيا بعد العراق .. تعود إلى ما قبل الثورة الصناعية ... ؛؛
- من سيحمي المدنيين الليبيين .. من صواريخ توما هوك .. ... ؟؟
- قطر وحلف الناتو.... لا يصدران الديمقراطية الى ليبيا...؛؛؛
- هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟
- ليبيا ... في الذكرى الثامنة لغزو العراق..
- هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟
- الوجه الآخر ... الحقيقي لرئيس وزراء العراق...؛؛
- أيها الليبيون .. اسألوا العراقيين عن الإحسان الأمريكي.. .؛؛
- المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأسدي - الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء الأول )..