رغد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 16:55
المحور:
الادب والفن
رماد سيجارة والمدفاة والحطب بمكان ما بعالم ضيق، إلى أين يذهب، والعالم بعيد كالتراب بالمجارات، لكنه في مجرة درب التبان، والفضاء الساخر منه : أهذا أنت ؟ كحجم رأس الدبوس باي شيء تتفاضل؟ أسرع إلينا وانظر بما نملك نحن، نحن النجوم ...
ووجوه كالحة مريضة مشبعة بالنوم والكسل ولا دواء للمرضى بعاهة الإجرام، الرماد والخراب يحيط بكل مكان لا وجود مجرد العدم الفناء، لظل يلاحق أخر مطاردة لا يتعب فيها احد، كلهم يتحركون يتراكضون، هو القادم الغريب أقبل افتحوا له الابواب أغلقوا له الأبواب،خارج وداخل المكان، وترقص تلك المحطة ...
محطة القطار هي الوحيدة الممتلئة دوماً وفارغة أصلا، دائمة الحضور والغياب بآنٍ واحد،، لا أنين حقيقي، ليس سوى هدير القطارات وسكك الحديد الراسخة، أجناس وألوان، حقائب بشتى الحجوم والأشكال تتحرَّك باتجاهات مختلفة.
بقدوم ذاك الرجل في الزاوية تمتلىء المحطة بالحضورالحقيقي اليوم فقط...تضحك له او عليه كل القطارات تغادر وتجيء، وما زال ينفخ بسيجارته، وحده الدخان لا يمكن مطاردته، وحده غير مطلوب، لا انتظار لا اقبال ولا ادبار حركة تدور، تتداخل تتعانق دوائر الدخان فيها بمنتهى الحرية دون أي استفهام من أحد .
نوع من الهروب، والتعب أمر قاسي، وكل ما حوله خارج الحقيقبة المهترئة، لا احد هنا وكلهم هنا ..عالم مخيف، كلهم يتآمرون أرادوا اغتياله حين نطق بالحق قبل عشرين عاما بشهادة ضد سارق حقيبة أخرى، فلم يجد الا محطة القطار، وحقيبته تلك رحيل دائم، وطن متجول، متنقل، كله يجتمع بتلك الحقيبة المهترئة صارت ممزقةًً لكثرة التنقل بين المحطات.... كابوس هو الحلم، وهو الوهم في لحظة استيقاظ، سرعان ما يرمى بكل الحقيبة، بثقل السنين، ثقل الألم العميق الراسخ ثقل دمائه في العروق، تحت رأسه فيتوسد الثقل القديم المتواصل، لا أحد، لا احد هنا، سينام فهنا فقط لن يغتالوه ولن يصل اليه أحد، صمت مستمر والملاحقة بكل مكان ...كاتم الصوت وحده يتحرك بحرية دون استفهام عابر للقارات، يلاحقه من محطة لمحطة، ودائما الحقائب المهترئة عند أفضل الرجال، أقبل اقترب .... فلن يختار كاتم الصوت الا أجمل الحقائب .حتى لو كانت مهترئة.
#رغد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟