أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شذى الجابري - هل هي أجراس المستقبل ؟ سؤالي لوفاء سلطان















المزيد.....

هل هي أجراس المستقبل ؟ سؤالي لوفاء سلطان


شذى الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 19:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أجراس المستقبل؟؟
معلمتي الغالية جدا على قلبي السيدة وفاء سلطان....
اسمحي لي أن اكون اكثر تفاؤلا ... اسمحي لي ان احلم ... اسمحي لي ان ارسم لوحة مستقبل زاهية .... فما اصعب العيش لولا فسحة الامل... قد اكون عاطفية كما كل الشعوب العربية ... بل اعترف انني عاطفية.... فاسمحي لي ان اعطي هذه الشعوب ثقتي هذه المرة ... فانا اعتقدانه وبالرغم من نقاط الضعف في هذه الثورات ، تبرز ايضا نقاط قوة لصالحها .... نقاط افتقدتها الثورات السابقة .... اسمحي لي وانا التي لاخبرة لها في شؤون الاجتماع ، ولاعلم النفس ، واقل من ذلك بكثير في السياسة! ....وفوق ذلك.... لاادعي الثقافة.....
انا مواطنة بسيطة ، لااستطيع ان اقول بانني اكتويت بنار الفقر ، ولهيب القمع (بالرغم من انه طالني ماقد يطول اي مواطن عادي في وطننا العربي التعيس)..... اشعر بنبض ابناء الوطن .... يؤلمني مايؤلمهم ، وتحز في نفسي احباطاتهم المتراكمة ... وجيوبهم الخاوية .... وغرائزهم المكبوتة بسبب الدين او الفقر أو العادات البالية .... ولكنني اعتقد ياسيدتي اننا لانستطيع ان نطبق كل الاحكام الفلسفية والفكرية ، بحذافيرها العلمية على اناس بطونهم خاوية .... فهذه الثورات ، و كما اكدت انت سيدتي (ثورات جياع) ... والمعدة الخاوية تسدل استارا سميكة وقاتمة على العقل .... تقتل الروح والكرامة ... فما بالك بالكبرياء!! .... لابد ان العالم بافلوف عندما قال جملته لمساعده، لم تكن بطنه خاوية، ولم يكن ابنه محروما من الدواء ... ولم تكن ابنته تبيع العلكة في احدى مواقف الباصات ......اعجبتني جملته ولكنني لااستطيع ان اسقطها على الاقل الآن على جماهير شعبنا الجائعة الثائرة ....
لماذا انطلقت الثورة الآن ؟؟؟ ولماذا في هذا البلد او ذاك؟؟؟ هذا سؤال يمكن ان نطرحه في اي زمان او مكان، فبعد كل فعل او ردة فعل .... في اي بفعة في الارض او في السماء ومابينهما ...هناك متسع لهذا السؤال .... وفي محاولتي المتواضعة للاجابة على هذا السؤال اقول .... ربما لان المواطن العربي لم يعد لديه مايخسره .... لاحرية ، لاكرامة ، لاعيش كريم، لاوظيفة تلبي طموحاته (هذا ان وجدها) ، لاتعليم ، لاصحة ، ولاحتى زواج .... ولاداعي لنتكلم عن كرامة الوطن بين الامم الاخرى ... فتلك قضية تثير الغثيان ... باختصار لامستقبل ... فان لم يكن هناك مايخاف عليه العربي الآن ....... وترسخت لديه بالتراكم قناعة بانه لن يكون لديه مايخاف عليه في المستقبل لاالقريب ولاالبعيد .... ماذا ننتظر منهم سوى الاحباط؟ ........ الاحباط الذي تكلمت عنه سيدتي ....... ويصبح الموت السريع بطلقة رصاص في الصدر او الراس او تحت عجلات دبابة او حتى بالاختناق بالغازات..... موتا رحيما لانه سريع ، بدلا من الموت البطيء جوعا وقهرا ..... وهي القناعة التي وصل اليها البوعزيزي عندما احرق نفسه ، لقد اقتنع ان موته بسرعة ولو بالم شديد حرقا بالنار ، اهون عليه من الموت جوعا كل يوم ....... هذه هي القناعة التي وصل اليها ايضا شبابنا الذي اجرؤ ان اقول انه شعبنا ، فمعدلات الشباب بين الشعوب العربية هي من اعلى المعدلات في العالم.... طبعا ككل دول العالم الثالث .... عفوا اقصد العالم النامي ، كما يحلو للعالم المتقدم ان يصفنا ، حتى لايجرح مشاعرنا!!!
هل تختلف هذه الثورات عن ثورات القرن الثامن عشر او العشرين ؟؟؟ اعتقد انها تختلف ... لست مؤرخة ... بل واعترف انني لااحب التاريخ ... لدي قناعة لاتهتز بان التاريخ مزور ... كتبه المنتصرون بدماء المهزومين ، بمعنى انه مكتوب باقلام الاقوياء دائما ، فكتبوا ما يشاؤون ، وخلدوا من يشاءون ، وهمشوا بل الغوا من وما يشاؤون ... ولكنني اقول انه ورغم تعاسة واقع المواطن العربي، هناك ظروف اخرى حالية استمد منها جرأته على تحدي واقعه ... منها مااشرت اليه سيدتي وهو الانترنت .... أيمكننا التاكيد مثلا ان عرب اليوم يحملون نفس افكار عرب القرن الثامن عشر؟؟ انا لااتحدث لاعن الاخوان المسلمين ولاعن السلفيين ، فهؤلاء ورغم وجودهم وبقوة على بعض الساحات .... لايعبرون عن الاغلبية....... وهذا مااثبتته الثورات بما لايدع مجالا للشك ....وانت نفسك سيدتي الغالية قلت "ان المسلمين على عيوبهم هم افضل من الاسلام" .... فاسمحي لي ان اؤكد انني لااتحدث من منطلق ديني .... وانما اتحدث بشكل عام..... رغم ادراكي اننا عندما نتحدث عن العرب ، من الصعب جدا ان نتحدث عنهم دون الحديث عن دينهم .... ولكن اسمحي لي ان اراه من زاوية اخرى .... الموازين والمقاييس في العالم اختلفت ، والاقطاب تغيرت.... والعولمة تكاد تصهر كل بني البشر في بوتقة واحدة .... والشعب العربي كغيره من الشعوب الاخرى ...... اكتوى باخطاءه الخاصة كما اكتوى باخطاء غيره ... ولكنه ايضا كغيره خرج بمحصلة تجارب سنين عديدة .... وخبرات كثيرة.... وماكان يقبله منذ مائة سنة او خمسين سنة لن يقبله الآن ..... الثورة كانت حتمية ...... لم تكن المسالة سوى مسالة وقت فقط ... ولانها ليست ثورة اسلامية ولاناصرية ولاقومية ولاحزبية ولااشتراكية ولاولاولا ... لم تتفجر عند كل شرارة اطلقها هؤلاء ... فهذه الثورات لم تولد من رحم سوى رحم الشعب ، وليست سوى ابنة الشعب الشرعية ...... امتنع معظم الضباط في جيش هتلر عن الإعتراف بجرائمهم بحجة أنهم كانوا يتلقون أوامرا من القيادة وينفذونها؟؟؟..... هذا صحيح .. ولكن ثورات الشعوب العربية الآن ليس لها قائد تلقي عليه كهل المهمة ، وتتحجج به عند اول سقطة ....اللهم الا الثورة الليبية لخصوصيتها التي فرضها عليها القذافي !!!! ومع ذلك فشرارتها انطلقت بتلقائية هي الاخرى .... الناس في السابق كانوا ينتظرون ان يخرج عليهم سيد او زعيم او حتى نبي لينصب نفسه قائدا ليقودهم كالقطعان حيثما شاء ، مستغلا حماسهم وحاجتهم وقلة حيلتهم. ... ولكن مايميز هذه الثورات الآن انه لاقائد لها ، لااحد يقرر باسمها ، هناك ناطقون رسميون لها ... نعم.... ولكن لااحد يدعي شرف تفجيرها او تسييرها .......والشباب لم يجد من يصلح ليتخذه قائدا او زعيما له سوى نفسه، لاحزب ناصري ولااخوان مسلمين ولا حزب تجمع ديمقراطي او اشتراكي ولاعلمانيين او ليبراليين ولاولاولاولا .... فانضوت تحت لوائها (اقصد الثورة) كل الميول والافكار والاتجاهات ..... وهذا مايعطيها زخمها وقوتها ، ولماذا لانقول (صك براءتها)..........لقد التفوا جميعا بجوعهم واوجاعهم واحباطاتهم على قلب رجل واحد ...... ولم ينتظروا ان يخرج عليهم لاالمهدي المنتظر ولا المسيح المخلص ولاالقائد البطل ولاالزعيم الاوحد ولاامين على القومية العربية!!!!! ....... آمنوا اخيرا بمقدراتهم هم وبامكانياتهم هم انفسهم على التغيير .... وبعد ايام... اكتشفوا ان المسالة لم تكن صعبة جدا كما كانوا يتوهمون .... وسقط جدار الخوف...... ومن فعلها مرة سيفعلها ثانية وثالثة والف......!! لم تعد المسالة تحتاج سوى رسالة على الفيس بوك او التويتر ويتجمع مليون شخص في اي ميدان للتحرير !!!..
مفيدة تجربة عالم النفس الذي قام بالتجربة على الكلب ، واعجبني تفسيرك لها عندما اسقطتها على واقع الثورات الان ، واشاطرك الراي ... ولكنني اتابع متسائلة....... ماذا حدث للباب بعد اكثر من ثلاثين سنة ؟؟؟؟ وبعض الابواب عمرها اكثر من 40 سنة !!!!!! وماذا لو غير العالم الكلب ووضع كلبا آخر مكانه؟؟؟؟ الن ينطلق الكلب الجديد لينطح الباب بكل تاكيد ؟؟؟ وهذا ماحدث مع شبابنا ، واسمحي لي ان آخذ مثالا الشباب المصري....احباطات اهلهم لم تعد تعنيهم ، او بالاحرى لايريدون ان تتكرر معهم ، يريدون مستقبلا افضل لابنائهم.........لايريدون ان يتركوهم بلا شيء كما تركهم اباءهم ........شبابنا لم يضيع وقته وجهده في شحذ العزائم لحروب وهمية اكلت من كرامته اكثر مما اكلت من رغيف عيشه.... شباب اليوم لم يركز نظره على بندقية وضعوها بين يديه وعينيه فجعلته لايرى البؤس الذي يعيشه......فاغلب هذا الشباب ولد بعد اتفاقية كامب ديفيد 1978....غياب البندقية جعله يتلفت حواليه...... ويرى الافق البعيد امامه ، وصار يحلم بالوصول اليه .....ولكنه كان اتكاليا ......اراد ان تقوده عربة السلام الى ذلك المستقبل المشرق ......وركن الى الوعود السخية والاحلام الوردية.....شبابنا من 18 الى 40 سنة لم يتناطح مع ابواب الحكام المغلقة ، ولم يحاول الافلات من صدمات النظام العسكرية والقمعية .... لم يكن مولودا ... او كان صغيرا وغرا عندما كان يتناطح والداه مع هذا الباب..... فلم يحمل نتوء وندب جروح الماضي والمها كما يحملها والداه ، ولم يكسروا له ضلع جرأته تحت آلة القمع المنظمة ......فسارع ينطح الباب...... ليس لان زبانية مبارك او بن علي او القذافي او او لم يكونوا له بالمرصاد ....طبعا لا .... فاحداث دوائر الشرطة وتعذيب المواطنين في مصر على سبيل المثال لا الحصر، هي جرائم يندى لها جبين الانسانية في القرن الواحد والعشرين ...... ولكن لانه لم يعد ممكنا اليوم تكبيل الافواه وقمع الحريات بنفس القوة كما في الماضي.... لانه ببساطة لم يعد لها مبرراتها امام الشعب بعد اتفاقيات السلام المبرمة...... ناهيك عن ثورة الاتصالات المعاصرة........ وليحيا الانترنت ( والعلم اكبر) ...... نعم فبعد اكثر من 30 سنة الباب بدوره اهترأ ....ولم يعد سميكا شديد الوصد كما البارحة ، والكلب الجبان او الكلب الذي جعلوا منه جبانا مات او على وشك ، والآن هناك كلب شاب ، فكيف يمكن ان يصمد باب مهترئ امام عنفوان كلب فتي ؟؟؟ قد يقول قائل ولكن كما غيرنا الكلب نغير الباب بآخر قوي وسميك ... نعم ... ولكن حكومات اليوم لاتستطيع ان تطور اساليب قمعها بنفس وتيرة التطور الاخلاقي والانساني الذي وصل اليه العالم ، ووتيرة المناداة بحقوق الانسان....الشعب نمى وعيه بالانترنت والعولمة ، والحكومات ظلت متقوقعة داخل اساليبها المتخلفة لقمع الحريات ، ليس لتقصير منها ... طبعا لا ....ولكن لان عالم اليوم لم يعد كعالم الامس ، والانين الصامت صار يصل الى مشارق الارض ومغاربها قبل ان يرتد اليك طرفك . صار الشباب يعرفون اين هي ساحة معركتهم الحقيقية ، ومن اين يجب ان تبدأ الحرية .
معلمتي الغالية اسمحي لي ان اختلف معك في نقطة عندما تساءلت .. لماذا لايطالبون مثلا بحرية الاعتقاد وحرية التعبير؟؟؟ لماذا لايطالبون بانصاف النساء؟؟؟ انا برايي ياسيدتي ان هذه النقاط ، وغيرها من النقاط المهمة جدا (كتغيير القوانيين وفصل الدين عن الدولة والوصول الى الدولة المدنية ... الخ) هو مايجب ان نراه كثمرة لهذه الثورات وليس منطلقا لها ....على الاقل الآن .... انا وانت متفقتان على انها ثورة جياع بكل معني الكلمة.... وانت بنفسك علمتنا كيف ان الخوف يكبل العقل ... فما بالك بالخوف والجوع معا... لقد اشرت في مثال رائع في احدى كتبك وقلت: "ان دخل عليك لص وسلط سلاحه الى راسك ايمكنك والوضع كذلك ان تحل مسالة حسابية ؟؟؟ طبعا هذا مستحيل" ... فما بالنا بالخوف والجوع معا .... كيف لامراة ينهش ابناؤها الفقر والحرمان ان تفكر في حريتها هي ؟؟ كيف لرجل يشعر بعجزه المادي والمعنوي ، ويدرك انه لايستطيع ان يلبي احتياجات عائلته حتى الاساسية والبسيطة منها ، ان يفكر في تاسيس الدولة المدنية؟؟ كيف لشباب يلهث وراء لقمة العيش وتوفير متطلبات الزواج الباهظة ان يفكر بمزيد من الممارسات السياسية ؟؟؟ .... طبعا نامل ان نصل الى كل ذلك في يوم من الايام ولكن هذا لن يكون الا كثمرة للثورة .... فالثورة الان تغرس .... وتزرع بذورا ... ويجب ان تسقي بالعرق والجهد والتضحيات ...... ويجب ان ننتظر وقتا لابد منه لتزهر الجهود ثم لتثمر .... واذا اردنا ثمرا حلوا ناضجا يجب ان ننتظر وقتا كافيا ... قد يقول قائل (هل سننتظر المزيد بعد؟؟ الم تكفي كل السنون السابقة؟؟) قد يكون ذلك صحيحا .... ولكن منذ متى وتاريخ الشعوب يقاس بالسنين ؟؟ انه يقاس بالانجازات ، يقاس بالاحداث المؤثرة التي تشكل منعطفات تاريخية في مسيرته ، لقد وصلنا الى هذا المنعطف الآن ، فلنعط للثورة وقتها لتؤتي اكلها .... الشباب الذي ثار لجوعه ومستقبله سيستمر بثورته لينال حريته الحقيقية والكاملة..... دعوا الشباب يبعدون هذا السلاح المسلط على رؤوسهم (اقصد الحكومات القمعية) ، ليتسنى لهم ان يفكروا بذهن صاف بمستقبلهم ، بعيدا عن الخوف وآلة القمع... ووقتها سيبحثون تلقائيا عن مزيد من الحريات ... وسيستميتون دفاعا عنها ....
وفي هذا الاطار سيدتي اود ان اشير الى احدى الثورات التي تعد مثالا ومنارا للحريات لشعوب العالم بل وتتخذ نموذجا لبناء الدول الديمقراطية ... واقصد بها الثورة الفرنسية .... وقبل ذلك اود ان اعرج على مسالة صغيرة.... قلت ياسيدتي اننا...وتقصدين الشعوب العربية لم نذق طعم الحرية لندافع عنها الآن!!.... هذا صحيح .... ولكنني اتسائل سيدتي .... وهل تمنح الحرية؟؟ هل تعطى هبة من السيد ؟؟ ام تنتزع انتزاعا؟؟ ... ان فسحة مايسمى الحرية التي اعطاها مبارك لشعبه لم تكن الاعظمة القاها له ليتلهى بها ، وينسى الغنيمة الكبيرة وينفرد مبارك وحاشيته بلحم الثور كاملا.... لم تكن حرية!!.. كانت (ضحكا على الذقون).....والبركة في الآلة الاعلامية التي صنعت من الطحالب المتطفلة شجر زيتون معطاء!!! ........بالعودة الى الثورات الشهيرة التي نادت بالحرية واهمها الثورة الفرنسية .... الم تخرج هذه الثورة من رحم الجوع؟؟؟ الثورة الفرنسية بعد ان اسقطت الملك ظلت تتبلور وتنمو وتقيم مؤسساتها لآكثر من عشر سنوات ، وهي الفترة التي تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام ، بدات الثورة الفرنسية سنة 1789 وانتهت تقريبا سنة 1799، عملت على إلغاء الملكية وامتيازات الطبقة الارستقراطية والنفوذ الديني الكاثوليكي .... فهل حصلت على كل ذلك في يوم وليلة ؟؟ هل حصلت عليه لان الفرنسيين كانوا قد ذاقوا بعضا من طعم الحرية ؟؟ ام لانهم كانوا مثقفين ؟؟ لقد كانوا بشرا مهمشين ومطحونين ومشغولين برغيف العيش تماما مثل الشعوب العربية اليوم ، ومحرومين من الممارسة السياسية ، ويعانون ... خصوصا الفلاحين منهم من الضرائب المرهقة ....الثورة الفرنسية انطلقت كانتفاضات من ريف فرنسا ، ثم توجت بثورة باريس .... وبعد ان ضحوا وبذل ابناؤهم الغالي والنفيس من اجل حرياتهم ماذا حدث؟؟؟؟؟؟ جاء نابليون بونابرت لينصب نفسه امبراطورا عليهم!!!!! وتلقف ثمار الثورة لمجده الشخصي تحت اسم مجد فرنسا!!!! مستغلا تراجع التيار الثوري وعودة البرجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا وتحالفت مع الجيش ، وشجعت الضابط نابليون على القيام بانقلاب عسكري ووضع حد للثورة وإقامة نظام ديكتاتوري توسعي .... هذه اعظم الثورات التي انتجتها النهضة الاوروبية اخطات ووقعت في الاخطاء واحتاجت سنين عدة لتبلور افكارها ... وتصحح مسارها.... وتصل الى تحررها الحقيقي!! وتبني الانسان الفرنسي الذي وصلت اليه الان ، ولكن ذلك لم يحدث في يوم وليلة !!! بل كان على مدار سنين طويلة سقيت بالعرق والدم والتضحيات ، عانت من كبوات ، وفرحت بانتصارات.... ونضجت فيها خبرة الفرنسيين ، وتعلموا من اخطائهم بل وصدروا ثورتهم .... واخيرا نعم اخيرا وصلوا الى فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير!!..... فلماذا نستكثر على شعوبنا ان تكون تحركاتها بداية لثورات حقيقية ؟؟ سنكبو؟؟ سنخطئ؟؟ سنندم على بعض الاشياء؟؟ ... هذا اكيد ... بل هو التطور الطبيعي للاشياء... والضروري لنحس بقيمة مانحن مقدمون عليه ، ولنشعر بحلاوة الثمار بعد نضجها.....
اضفت سيدتي "هؤلاء الثوار لم يثوروا عشقا للحرية، ومن وحي فهمهم الكامل لها، ولكنها غريزة البقاء التي دفعتهم لأن يثوروا ضد مصاصي الدماء، وهو سبب إنساني يكفي لأن يقف كل صاحب ضمير معهم‫!‬" .... وانا اتفق معك ...واقف الى جانبهم ... لم يكن سهلا بالنسبة لهم كسر حاجز الخوف .... ان اكبر ما يعيق اي تقدم او تحضر وتطور بشري ... واكبر عثرة له هي الخوف ..... الخوف من الحاكم ، الخوف من الخطأ ، الخوف من العقاب ، الخوف من الفشل، الخوف من المسؤولية ، الخوف من المجهول ... الخ‬‬
الخوف سربلنا عقودا طويلة حتى صار جزءا من شخصيتنا .... سلاسلا وهمية تقيد ارجلنا .... خوفنا من الحاكم وزبانيته جعلنا نترك له الساحة السياسية يسرح ويمرح بها كما يشاء... خوفنا من الخطا منعنا من التجربة .... خوفنا من العقاب جردنا من الجرأة .... خوفنا من الفشل حرمنا من شرف المحاولة.... خوفنا من المسؤولية حرمنا من تحديد مصائرنا .... وخوفنا من المجهول قيدنا الى الماضي الضيق وحرمنا من آفاق المستقبل الواسعة .....نعم.... لم يكن سهلا بالنسبة لهم كسر كل حلقات الخوف هذه .... لذلك .... اعلن حبي لهؤلاء الشباب واحترامي لهم ... بل وانحني اجلالا لشجاعتهم .... وتدمع عيني خشوعا وانا اسمع هدير اصواتهم . ‬
ادرك ان في كلامي جرعة زائدة من التفاؤل....ولكن اول الغيث قطرة .... وارجو ان تكون تلك فعلا أجراس المستقبل ... معلنة وصوله !!

ودمت لي اختا وصديقة ومعلمة احبها واحترمها ....

شذى الجابري





#شذى_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شذى الجابري - هل هي أجراس المستقبل ؟ سؤالي لوفاء سلطان