|
ساركوزي ، كاميرون .. أنتم رائعون ، أردوغان .. !!! ، أوباما .. أنت فاشل ، الكرملين .. لا يمكن الاعتماد عليكم
أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 10:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال الفترة الماضية وفي ظل ربيع الثورات والتحررات العربية من الطغاة الذين تولوا مقاليد تدمير أمتنا على مدار عقود ، وجعل بلداننا مرادفآ للتخلف والفقر والضياع وانتشار الجهل والتعصب الأعمى ، وفي ظل ثورات الشعوب العربية التي انتفضت وأزاحت عن كرامتها داء الخوف والرهبة من الظالمين ، واستطاعت حتى الىن ان تخلع اثنين من أعتى وأعرق الطغاه والبقية في الطريق بعون من الله سبحانه وتعالى ، وبارادة شعوبنا الحرة الفتية الأبية .
برزت على المسرح الدولي ما يمكن أن نقول عنه ملامح تكريس النظام الدولي الجديد الذي يكرس مزيدآ من الابتعاد الأمريكي عن مركز الفعل العالمي أو على الاقل الانفراد بالفعل العالمي ، ومزيدآ من الديناميكية في حركة التفاعلات العالمية دون سيطرة أمريكية مطلقة على مفاصل الحركة السياسية والاستراتيجية الدولية .
ويلاحظ خلال الفترة الماضية مدى قوة التنسيق في المواقف بين كل من فرنسا وبريطانيا فيما يتعلق بآليات التحرك في الصراعات العربية المشتعلة حاليآ ومطالباتهم باصلاحات جذرية في العالم العربي تحترم حقوق الشعوب العربية في الحرية والديموقراطية ، في مفارقة تاريخية لم يكن تدور في خلد المفكرية والسياسيين وحتى البسطاء ، أن أكبر قوتين استعماريتين في العالم واللتان لهما علاقات تحالفية مع الحكام العرب يأتي يوم وتعملان على دعم حقوق الشعوب العربية في التحرر من ربفة الاستعمار الأسود الذي تعانيه على يد شياطين تولوا مسؤولية تدمير هذه الشعوب على مدار عقود من الزمن مستكملين ما كانوا يفعله سابقوهم .
ففي خلال الفترة الماضية استمتعنا الى حد كبير بمعزوفة سياسية متميزة قادها كل من ساركوزي وكاميرون في اطار دعم حقوق الشعوب العربية في التحرر من طغاتها والذين كانوا محسوبين كحلفاء للأنظمة الغربية ، فرأينا كيف قادت فرنسا تحالفآ دوليآ لحماية الشعب الليبي ويمكن القول فيه أنه لولا الدعم الفرنسي في هذا الاطار لما تحقق هذا التحالف الدولي الذي استطاع أن يوفر الحماية للشعب الليبي من حرب ابادة وشيكة على يد طاغيته معمر القذافي ، وكانت فرنسا اولى الدول المعترفة بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي ، ودعوة لندن للمجلس الانتقالي بفتح مكتب تمثيلي له في لندن ، دون أي فعل أو مبادرة أمريكية في هذا الخصوص .
هذا اضافة الى الموقفين الفرنسي والبريطاني من الملف السوري حيث طالبت كلتا الدولتين وخاصة فرنسا وفي رسائل شديدة اللهجة القائمين على الحكم في سوريا بالكف عن استخدام أساليب القمع البعثية العنيفة ضد شعبهم ، ومحاولة الدخول في اصلاحات حقيقية جذرية بعيدآ عن ضحكات بشار ونفاق كثير من أعضاء مجلس الشعب السوري ، بل وبقيادة وبجهد فرنسي وبريطاني خاص تم فرض حزمة من العقوبات الأوروبية على أركان نظام الحكم السوري وسعت ولازالت فرنسا الى أن تشمل تلك العقوبات بشار الأسد جزار سوريا ، وكذلك فعلت الولايات المتحده ولكن أيضآ متاخرة عن الأوروبيين ، ناهيك عن عدم امتلاكها لآليات التأثير الفعلي الفاعل في الحالة السورية شأن وضعها في الحالة الليبية .
ولا يمكن انكار أيضآ الجهد البريطاني في هذا الخصوص ، والدعم البريطاني المتواصل بالتوازي مع مثيله الفرنسي ، فيما اكتفت الولايات المتحده برد الفعل ومحاولة اللحاق بتقدمية الموقفين الفرنسي والبريطاني مع عدم انكار اهمية وقوة الضربات الجوية الامريكية ضد كتائب القذافي في الأيام الأولى من الحملة العسكرية ضدها قبل ان يتسلم حلف النيتو المهمة العسكرية في ليبيا .
فيما للأسف موقف القيادة التركية من الملفين السوري والليبي خاصة يعد موقفآ ملتبسآ غير مفهوم ، أضاع كثيرآ من التأثير والمكانة التي احرزتها تركيا في الملفين التونسي والمصري ، وهو بالطبع ما يجب ان يحسب على القيادة التركية التي ما فتئت الآن تحاول معالجة مافاتها ، خاصة بعد أن تأكد ان المجلس الانتقالي الوطني الليبي غير متسامح مع هذا التخاذل التركي والذي أخر كثيرآ من الدعم الدولي لقضية الشعب الليبي وأضعفه في بداية الأمر ، وتحت دعاوي التخوف من تحول ليبيا الى ساحة للحرب الاهلية وتجارة السلاح .
ولكن هذا التخوف المشروع كان لابد من صياغته في اطار تحرك فاعل لدعم الشعب الليبي لا دعم نظام ارهابي امتهن التفجيرات والقتل والتنكيل ودعم التنظيمات الارهابية والاجرامية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى المحلي ، خاصة وأنه من المعروف ان عقلية القذافي لها طبيعة خاصة لا تستجيب للحوار وفكرة التنازل عن السلطة بعد اكثر من أربعين عامآ دمر خلالها هو وأسرته الحاكمة دمروا ليبيا وعزلها عن العالم حتى أننا دهشنا من كم الفقر والتأخر الحضاري الذي تعانيه ليبيا من خلال مشاهد ومعالم المدن والقرى الليبية التي تنقلها الينا الفضائيات العربية والعالمية .
على الرغم من أن ليبيا تعوم فوق بحر من أفضل أنواع البترول ، وتكشفت ثروات بالمليارات للقذافي وعائلته في الخارج فيما الشعب يعاني ، وخاصة بعد التهديدات الاستباقية التي قام بها كل من القذافي الاب والابن سيف الشيطان (الاسلام سابقآ) ، بما يوحي بالعقليات الدموية التي لا ينفع معها حوار أو تفاهم خاصة وأن لديها الكثير لتبكي عليه والأكثر لتخاف منه لو هي تخلت عن السلطة في ظل عدم احترام واعتبار للشعب الليبي الذي أثبت فعلآ أن شعب عظيم . وتظل الدبلوماسية التركية بحاجة الى مزيد من العزم والحسم في اطار تعاملها مع النظام السوري الذي يلجا الى وسائل قمعية بشعة وعشوائية وارهابية ضد ثورة الشعب السوري العظيم ، فلا يمكن أبدآ السكوت عن مثل تلك الممارسات المتخلفة والتي بحاجة الى تعامل قوي وحاسم معها يصل الى درجة التلويح على الأقل وبداية بفرض عقوبات على النظام السوري الذي سيجد نفسه ساعتها وقد بدأ يفقد الصديق والحليف الواحد تلو الآخر وخاصة وأن تركيا تتمتع بعلاقات اقتصادية هامة مع سوريا ومشاريع مياه ومناطق تجارة حرة واستثمار ناهينا عت التلاصق الجغرافي بينهما وهي كلها من العوامل التي تضفي على الفعل التركي مزيدآ من الفعالية والفاعلية ، ان أجيد استخدامها أو على الأقل ان رُغب في استخدامها .
فيما تظل الموقف الغربية من الملف اليمني مواقف ضعيفة وباهته بلا استثناء ، وعلى الرغم من التأثير الكبير الذي تمتلكه الادارة الأمريكية هناك الا انها عجزت عن أن يكون لها موطئ قدم فاعل في مجريات الامور هناك ، وخاصة بعد أن اضطلعت دول الخليج بصياغة مبادرة للحل السلمي للأزمة وبدعم أمريكي ووافقت عليها كافة الأطراف فيما عدا شباب الثورة اليمينة الطاهرة الا أن الرئيس اليمني وكعهده دائمآ تراجع في آخر لحظة عن الوفاء بعهوده وآثر الاستمرار في الصراع وادخال البلاد في نفق مظلم من التعصب والصراع بين رموز النظام وأزلامهم من ناحية وأحرار اليمن من ناحية أخرى .
ومع ذلك فان رد الفعل الأمريكي جاء كالعادة ضعيفآ باهتآ وكأنه غير مكترث بما يحدث في منطقة استراتيجية هامة على الصعيدين الاقليمي والعالمي ، متعللآ من الخوف من خطر القاعدة وأن نظام صالح هو الأصلح على التعامل مع القاعدة (أو هكذا أوهمهم) غير مدركين أن على صالح وأركان نظامه من مصلحتهم الابقاء على تنظيم القاعدة في اليمن وتقديم الدعم الخفي له وفي اطار توازنات ومساومات خفية بينهما .
أما فيما يتعلق بالمواقف الروسية والصينية فهي كالعادة مواقف لا يمكن الاعتماد عليها والاعتداد بها ، خاصة مع الاصرار الصيني على عدم التدخل في الشؤون الداخلية خاصة وأن الصين نفسها تعاني من نظام حكم سياسي لا يمكن اعتباره ديموقراطيى وداعمآ للحرية على الرغم من الانجازات الاقتصادية والمالية والعسكرية والعلمية المذهلة للصين تحت حكم هذا النظام وهو ما يجعل انظمة الحكم العربية في أدنى الدرجات فلا هي ديموقراطية ولا هي دعمت بناء مشاريع تنمية حقيقية فعلية وفاعلة على غرار النموذج الصيني .
وان كان نموذج التعامل الصيني يمكن أيضآ تفسيره في عدم الرغبة الصينية في الدخول في معارك جانبية مع القوى الكبرى حاليآ لحين استكمال عمليات النمو والتحديث الصينية ، دون الدخول في معارك تستنفذ موارد الدولة الصينية أو تكلفها الكثير ولها ما حدث للاتحاد السوفيتي السابق ولأمريكا حاليآ عبرة واعتبار .
أما النموذج الروسي في التعامل مع أزمات عالمنا العربي ، فهو للأسف نموذج فاشل من الدبلوماسية التي لا تدعم حق الشعوب في الحرية بل تدعم ديكتاتورية النظم الحاكمة التي أجمعت شعوبها والعالم والأمم المتحدة على أنها أنظمة حكم متخلفة وقمعية ولا تملك الا عقلية اضطهادية ، ولا تستطيع الدبلوماسية الروسية ان تمتلك قدرة على المراوغة أو حتى امساك العصا من المنتصف .
وهو ما يفقد روسيا كثيرآ من رصيدها لدى الشعوب العربية ويضعف من تأثيرها مع نظم الحكم الجديدة الوليدة من رحم الثورات العربية ، اضافة الى ذلك فان المواقف الروسية في المنطقة لا تدعم المصالح الروسية الاستراتيجية في اطار صراعها الأزلي مع نظيراتها الغربية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو حتى في اطار بناء ما يمكن المساومة عليه حين يتعلق الامر بالفضاء الجيواستراتيجي الخاص بروسيا في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز ، وهو الامر في النهاية الذي يتطلب تغيير في شخوص وعقليات القائمين على صياغة الدبلوماسية والحركة الدولية الروسية في المطبخ الدبلوماسي للكرملين .
#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)
Ahmad_Hamdy_Sabbah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محبط من المجلس العسكري
-
السلفيون واسرائيل
-
العدل في الميراث و الشهادة
-
تداعيات مقتل بن لادن
-
لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية
-
الى أشقائنا ثوار اليمن
-
كفاكم ... دعونا لشأننا
-
يا داعيآ الى النور
-
ضروريات التدخل العسكري في ليبيا
-
آليات التعامل الراهن في الثورة المصرية
-
الامامان الأعظمان
-
في سياسة الاخوان والسلفيين
-
لا تقل السلف الصالح بل قل الخلف الصالح
-
المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية
-
دلالات غزوة الصناديق
-
ردآ على النظام السوري
-
ردآ على النظام السعودي
-
نظرة في العلمانية
-
ماذا تعني السلفية ؟
-
في المادة الثانية من الدستور المصري
المزيد.....
-
صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
-
-حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن
...
-
الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي
...
-
كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح
...
-
جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ
...
-
-تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1
...
-
مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ
...
-
مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
-
أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|