|
محاولة لتفتيت فعل من ثلاثة حروف ؟!!!
حسين عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 13:21
المحور:
الادب والفن
- غريب أمر هذا الفعل (الإنسانى) الذى استحوذ على الإنسان (اى إنسان) من ادم عليه السلام إلى آخر إنسان على وجه الأرض .أقول حقا غريب هذا الفعل الذى يتكون من ثلاث حرف فى اللغة العربية. وفى اللغة الانجليزية أيضا – حتى فى الترجمة من الانجليزية إلى العربية بل المدهش أيضا هو أنها فى العامية تتكون من ثلاث حروف . والسبب الأفلام والمجلات المتخصصة أصبحت هذا الكلمة أشهر كلمة فى العالم كله (عالم أول – وثانى وثالث ورابع وخامس دواليك) اعنى أشهر كله انجليزية . ومن السهل أن تجد هذا الفعل وتسمع عنه وتقرأ أخباره خلف – أبواب دورات المياه فى المدارس وفى الجامعات وفى دور العبادة تسمع (الكلمة) وما يدور حولها وعنها وفيها. - ولا توجد قصة لا تشير إلى الفعل . من أى زاوية المهم أن توجد رائحة له . وبما أن القصة تعد محاولة لمحاكاة (الحياة) واختزالها فى كلمات محدودة ولا يمكن أن تستقيم حياة اى إنسان إلا بهذا الفعل – والدين يحس عليه – وهنا يجب فتح قوس لكى نقول (أن أبى العلاء المعرى حرم على نفسه النساء والخمر واللحم ) فكيف كانت حياته تسير تشاؤم فى تشاؤم ويكفى فقط إن نتذكر (اللذوميات) - واعتقد انه قد حان الوقت لكى نرفع الستار عن هذه الكلمة التى أظن وبعض الظن صدق أنها بانت ووصلت من خلال هذه المقدمة التى لابد منها لهذا الموضوع الذى يدور حول وفى (الجنس بالعربية و sex بالانجليزية ونـ يـ ك بالعامية) - الجنس له مكان مهم وخطير فى كتب التراث. اعنى انك تذهب إلى أى كتاب فى التفسير فتجد الجنس يحتل جزء كبير من كل الكتب . - لكن كيف نذهب إلى كتب التراث قبل أن نذهب إلى الكتب السماوية ونبدأ (بالتوراة) التى تحتوى على كمية لا بأس بها من الجنس فنحن لدينا قصة (سيدنا لوط) وبناته وقصة سيدنا يحيى وقصة سيدنا يوسف . وهنا لابد أن نقف قليلا لكى نوضح معنى (الحب) الذى وصف فى نشيد الإنشاد بأنه أى (الحب مرض) وهو وصف صدق تماما من جميع جوانبه ... فقصة سيدنا يحيى هى انه امرأة اسمها (سالومى) اشتهت سيدنا يحيى جسديا. فلما تعزر عليها الوصول إلى جسده طلبت من الملك زوج أمها (رأس سيدنا يحيى .. كان فى مقابل يردها .. أن تمنح قصة عارية) وقد كان بعكس.. زليخة زوجة العزيز .. التى أحبت (سيدنا يوسف) ولها تعذر عليها أن تنال سيدنا يوسف – طلبت له (عذاب ... سجنا) ولم تطلب له قتلا لأنها تحبه وقد تزوجا بعد موت العزيز. - ومن هنا نخرج بسؤال مهم أيهما يبدأ قبل الأخر . الحب .. أم الجنس بمعنى هل النظرة الأولى والثانية نظرة جنسية ثم يبدأ الحب من النظرة الثالثة. - بالطبع كل إنسان وقع فى الحب – عندما ير الفتاه (المرأة) ينظر إليها نظرات لا تنم عن حب وإنما تنم عن رغبة (جنسية) ثم تبدأ النظرات فى التحول من نظرات رغبة جنسية الى نظرات حب الذى يوصل إلى الجنس. - أى أن شخص ما ينظر إلى فتاة قبيحة للغاية وأول سؤال يسأله لنفسه (اللى هيتجوز دى هيتجوزها ازاى) بمعنى آخر النظرة الثانية والثالثة هى جنسية تحدد هل تصلح هذه الفتاه للجنس أم لا . فأن كانت تصلح تتحول النظرات إلى حب . كما أسلفنا . أما إذا كانت لا تصلح فتسقط من الحسبان. ونعيد الكلام من جديد بطريقة أخرى – عندما يقف (شخص ما) فى محطة المترو. أو فى أى مكان وير فتاة قادمة نحوه وتقف بجواره. فأول ما يلفت نظرة (شتل) الفتاة وملابس الفتاة وجسد الفتاه – وهنا افتح قوس لكى أقول بداخله (... اذكر مره أنى كنت واقف أمام كلية التربية النوعية بالمنصورة . وكانت الطالبات خارجات من الكلية . فأخذ نظرى يتجول بين الفتيات "وبنات قمرات زى الشربات على رأى عمنا صلاح جاهين" وفجأة تمر من أمامى فتاة لم أجد أى تعليق على جمالها وعلى جسدها وعلى زيها- الثلاثة معا كونا فتاة قلت عنها . عندما وقع نظرى عليها – سبحان الله) وكان هذا المشهد فى شتاء 1994 – وأجدنى مضطر ان أفتح قوس جديد أقول فيه(... إن معظم حالات الطلاق التى تقع بين زوجين . كانا قبل الزواج فى حالة حب شديدة وعنيفة "ليس شرطا أن تكون شريفة" وكل طرف كان يقول لنفسه ولمن حوله لو لم أتزوجها "لو لم أتزوجه" هموت والدنيا هتطربق على بعضها) ويحدث الزواج لكى ينكشف المستور عن كل طرف . حيث يظهر ما كان يعمل جاهدا أن يخفيه (عيوبه) أثناء الحب والخطوبة. وينكشف المستور بعد الزواج . فلا يحاول أى طرف من الطرفين أن يكيف نفسه مع عيوب شريك حياته. ومن هنا يبدأ صرح الزواج فى التصدع. - الجنس فى الكتب موال طويل يصعب على الإلمام به من جميع جوانبه. لكن سوف نحاول بقدر المستطاع ؟!! - سوف ندعى جدلاً أن الشاعر (أوفيد) أول من تكلم عن الجنس شعرا فى ديوانه (فن الهوى) – لكن نحن لدينا فى الأدب العربى أو فى التراث العربى كم هائل من الكتب التى تبحث عن المسألة الجنسية من جميع جوانبها دون حياء أو مداره .. لدينا فى الأغانى ..قصص جنسية – و(المثل السائر) لابن الأثير . ولدينا (طوق الحمامة) لابن حزم ولدنيا (تحفة العروس ومتعة النفوس) لمحمد بن أحمد التيجانى – و(نزهة الألباب فيما لا يوجد فى الكتاب) لشهاب الدين أحمد التيفاشى – ولدينا (تنوير الوقاع فى أسرار الجماع) للشيخ النفزاوى وأيضا يوجد أخر للشيخ النفزاوى فى نفس الموضوع. ألا وهو الجنس و الكتاب أسمة (الروض العطر فى نزهه الخاطر) ونقرأ جزء بسيط من مقدمة هذا الكتاب – وكفى - (الحمد لله الذى جعل اللذة الكبرى للرجال فى فروج النساء وجعل لذة التقبيل فى الفم والوجهين والرقبة والضم إلى الصدر , ومص الشفة الطرية) - الحكيم الذى زين بحكمته صدور النساء بالنهود - سبحانه من كبير متعال خلق النساء وزينهن باللحوم والشحوم وجعلهن فتنة لجميع الرجال. - القاهر الذى قهر الرجال بمحبتهن... - المذل الذى أذل قلوب العاشقين بالفرقة - أحمد حمد عبد ليس له عن محبة الناعمات مروغ و(عن جماعهن بد) ---------- وهنا يجب علينا ألا ننسى أبدا .أبدا أن شهرزاد وشهريار قد دخلا مجلس الشعب المصرى بسبب أن حديثهما كان به جنس ---------- وما دمنا. قد دخلنا عالم الكتب فلابد أن نتحدث قليلا عن اللواط. لأنه يوجد أناس يعتقدون أن (الشواذ) اختراع غربى بحت. لكن بعضهم يتذكر قوم سيدنا (لوط) والذى من اسمه اشتق اسم هذا الفعل (اللواط) وهذا يعنى أن اللواط قديم من قدم الحضارة الإنسانية . وموجود فى كل الحضارات . وكان يوجد فى الحضارة الإسلامية . رغم عظمة وقوة الحضارة الإسلامية وفى وقتها إلا أنه كان هناك فلسفة أو هواية اسمها عشق الغلمان وهنا لابد أن نتذكر أن الأندلس فى عصر عبد الرحمن الناصر حيث كانت من القوى والعظمة والرفاهية والهيبة (مهم قوى حكاية الهيبة) ومع هذا نجد الوزير (أبو عامر بن شهيد) يهدى الخليفة غلاما.. ونقرأ ما جاء فى كتاب (الذخيرة فى محاسن أهل الحبزيرة) لابن بساهم(... أنه أهدى إلى الوزير غلاما من النصارى لم تقع العيون على شبهه فلهمه الناصر فقال لابن شهيد (تتحفوننا بالنجوم وتستأثرون بالقمر.) فاستعذر واحتفل فى هدية بعثها مع الفلاح وقال- يا بنى كن جملة ما بعثت به ولولا الضرورة ما سمحت بك إلا لنفسى . وكتب معه بيتين من الشعر لا داعى لذكرها. وهكذا يمكن أن نفهم انه كلما كانت الدولة قوية من جميع النواحى . تكون الحياة الجنسية متقدمة هى الأخرى. هو ما يحدث الآن فى دول الخليج . حيث أن اللواط يكاد يكون مشروع فى تلك الدول ولا غضاضة فيه. ونعود مره أخرى إلى اللفظ الجنسى فى اللغة العامية . لكى نرى أن هذه الكلمة . كلمة مشهورة لكن محظورة من البحث – فنجد عن كلام هذه الكلمة فى كتاب (تاريخ الأمم والملوك) للطبرى وفى كتاب (الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار) للأمام النووى . وهذا اللفظ . كما تقوله العامية (نـ يـ كـ) وبعض المعاجم حللت الكلمة ذات الحروف الثلاثة (نـ يـ كـ) مثل (معجم محيط المحيط) للبستانى. والبعض الآخر امتنع عن اقتراب من تلك الكلمة تماما . مثل الوسيط لمجمع اللغة العربية. وهنا لابد أن انقل تلك الأبيات من الشعر من كتاب (أئمة وسحرة – البحث عن مسلمة الكذاب وعبد الله بن سبأ فى التاريخ) ألا قومى إلى النيك فقد هيئ لك المضجع وإن شئت ففى البيت وان شئت ففى المخدع وان شئت سلقناك وان شئت على اربع وان شئت بثلثه وان شئت به اجمع
والآن ما هو الجنس فى إطار الزواج . والجنس فى لعبة الزنا. بالطبع يوجد فرق . وفرق كبير ومهم ويجب علينا ألا نغفله بل يجب أن نتحدث عنه بكل صراحة. - الجنس متعة فى الزنا. وفى الزواج أيضا إذاً ما هو الفرق؟!! – الجنس متعه فى الزنا لان المتعة هى الهدف المنشود منه. وهو فعل منهى عنه. مهما كان الثمن ومهما كانت الطريقة وتقريبا وفى كل بلد. وفى كل قرية وفى كل نجع توجد لعبة الزنا وسوف تبقى – لان هدفها الأول والأخير . هى المتعة بالضبط كالذى يأكل حبا فى الأكل . وليس من أجل سد جوعه. - أما الجنس فى إطار الزواج . فهو له ثلاثة أهداف – الهدف الأول – الإنجاب . الهدف الثانى – الحفاظ على الراحة النفسية للزوجين. والثالث والأخير. المتعة والمتعة لابد أن نجدها ونحن نقوم بأى عمل حتى لو كان بسيط .
#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
-
بابا انتحر من أجل أمى
-
من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
-
الموسيقار زرياب نهاوند
-
أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
-
جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
-
بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
-
المهدى
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|