|
ٱحذروا ٱلديموقراطية
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 18:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى ٱلبداية أتوجّه إلى حكومة بلادى سوريا لتفتح سبيل ٱلإنترنيت ومنه موقع "الحوار المتمدن" ليكون مقالى هذا ميسَّرا للجميع فى بلادى ٱلتى يهدّد عيشهم فعل ٱلتثريب. فيآ أهل ٱلحكم لا تخشوا مما يكتبه ٱلمعارضون لكم فلن يكون فيما يكتبون إلا وسيلة للانتباه إلى ٱلإخطآء وٱلعمل علىۤ إصلاحها. وٱعلموۤا أنّ ٱلسبب فيما يحدث فى ٱلبلاد ٱلعربية هو بفعل وثنية (جمود) حكوماتها. وبفعل ٱلكفر على شعوبهم وإكراههم فى ٱلدِّين وفى مفاهيم ٱلقومية لبعض أحزابها ٱلتى تعسر ولا تيَسِّر. وهو أمر موروث من حكم راعٍ لرعية وقد وثنوا عليه بظنٍّ قومىّ ودينىّ لم يخضعوه لاختبار ناظر كٱلأب "إبراهيم". وبذلك فتحوا عليهم وعلى شعوبهم منافذ شرور ٱلحاسدين ٱلذين ينفثون فى عقد تراكمت بسبب ٱلوثنية ٱلموروثة وعسرها. فأتتهم مفاهيم وما زالت تأتيهم تحت شعارات "ٱلديموقراطية" و"حقوق ٱلإنسان" و"ٱلحرية" تزعم يسرا فى عيش ٱلشعوب. وبهذه ٱلشعارات وما ولّدته من ظنون ٱشتعلت ثورات فى بعض بلادهم وساقت حكوماتها وشعوبها فى حرب داخلية كحروب "داحس وٱلغبرآء" نجعل عيشهم فى تثريب قد يطول عليهم جميعا ويذهب بكلِّ ما لديهم من وسآئل للعيش بسلام. وكان أخر ما نفثه ٱلحاسدون إعلان ٱلاتحاد ٱلأوروبىّ عن عقوبات له علىۤ أشخاص سوريين. وليعلم ٱلجميع أنّ ٱلاتحاد ٱلأوروبىّ هو مجموعة دول "ديموقراطية" متحالفة (كونفدرالية) سيِّئة ٱلسِّمعة وطمعها بٱلمنافع كبير وشرور حسدها كثيرة ونفثها فى عُقد ٱلبلاد ٱلأدنى تطورا كثيرة. وقد أشعلت حربين كبيرتين من أجل شهوات "إبليس". وهذا ٱلاتحاد ٱلكونفدرالىّ لم يستطع إقامة حكومة فيدرالية بسبب ٱلفروق بين شعوبه فى مستوى ٱلعيش وبسبب خوف ٱلأغنيآء فيه مما يلحقه ٱلاتحاد ٱلفيدرالىّ بهم من أعبآء ومسئولية. وقد عادت هذه ٱلدول ٱليوم إلى تقييد حركة ٱلأشخاص بينها بٱلعودة إلى مراقبة جوازات ٱلعابرين لحدودها. هذا ٱلاتحاد ٱلسّيئ ٱلسّمعة وٱلمفسد فى ٱلحرث وٱلنّسل ليس مثلا على ٱلحكم ٱلرّشيد. ولا هو مَن يعظ وتُسمع موعظته. بل هو ٱلمثل على حكم شيطانىّ يركض ورآء ٱلشهوات ويريد للشهوات أن تكون مدخلا لحسده وطمعه فى بلادكم. وهذا ما يظهر فى تنافس دوله على حصد ٱلشهوات فيما يحدث فى ليبيا. كمآ أنّه ليس ممثلا لهيئة ٱلأمم ٱلمتحدة ولا هو مجلس للأمن ليكون له أن يعلن عقوبات على مَن يخالف شرعا (قانونا) أمميًّا. ومآ أعلنه هذا ٱلإتحاد من عقوبات على سوريين بٱلأمس ما هو إلا لون من ٱلنَّفث فى ٱلعقد ٱلسورية وإزكآء لنار حرب طآئفيّة فى سوريا تكون له بها سبيلا لتعظيم ما يأمله فيها من شهوات. وبسبب حرصى على وحدة ٱلأهل فى سوريا حكومة وشعبا وعلى مصالحهم وعيشهم بسلام وأمن. أقوم بكتابة مآ أرى فيه مخرجا من ٱلشرور وتحصينا من أفعال نفث ٱلحاسدين فى ٱلعقد. فأذكّرهم بما فهمته من ٱلوعظ فى كتاب ٱللّه ومنه ما كتبته فى مقال "ٱحذروا ما تحدثه ثورة ٱلمكفور عليهم" مع بداية ٱلثورة فى تونس. وفيه حذّرت من ٱلويل ٱلذى تحدثه ٱلثورة فى حياة ٱلناس. وذكّرت ٱلحكام ٱلعرب جميعهم بما طلبه ٱللَّه من موسى وأخيه هارون: "ٱذهبآ إلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغَى/43/ فَقُولا له قَولاً ليِّنًا لعلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخشَى/44/" طه. لعلّهم يتذكرون فيصلحون ولا يتمسكون بما هو قآئم من وسآئل للحكم وأساليبه. فلآ أحد يملك ٱلوسيلة وٱلأسلوب ٱلأحسن. بل هو أمر لا يقوم من دون عهد وميثاق بين ٱلجميع. وبذات ٱلفهم كتبت مقال "هل للدولة دين؟" وفيه أجبت على ٱلسؤال وقلت أنّ دين ٱلدولة هو شرعها ٱلمعروف وٱلأساس constitution (دستور) ٱلذى تعاهد عليه ٱلجميع. وليس ٱلإسلام ولا غيره من دين ٱلطَّوآئف ولا فلسفة حزب من ٱلأحزاب. وعقّبت بمقال أخر عليه قلت فيه أنّ ٱلدولة ٱلعادلة هى فئة من أهل ٱلبلد وعليها مسئولية ٱلحكم فيما يشجر بينهم بما هو معروف. وحتّى يكون حكمها عادلا عليها ٱلوقوف بينهم وفى موقع ٱلوسط وتستند فى حكمهآ إلى شرعها ٱلمعروف وإلى ٱلبيِّنات ٱلعلمية وليس إلى شريعة طآئفة من طوآئف ٱلبلد ولا فلسفة حزب من أحزابه. وقلت أنّ هذا ٱلأمر يجب بيانه فى شرع ٱلمعروف ٱلأساس constitution وهو دينها ٱلذى تعبده ولا تحكم وتأمر بما يخالفه. ثمّ نشرت مثلا على ٱلشرع ٱلمعروف constitution حمل ٱلعنان "عهد لاتحاد ولايات ٱلـ.. وميثاق على حكومته". وبه تقوم حكومة فىۤ أىِّ بلد من دون طغوى ومن دون حاجة لثورة وتثريب فى حياة ٱلناس. وقلت فى مقال "ٱلسيادة للروح وليس للشعب" أنّ سيادة ٱلشعب تقوم بحكم راشدين صالحين منه وليس بثورة. وعقّبت عليه بمقال "ٱلحاجة إلى شرع مؤمنين راشدين صالحين" قلت فيه (أىّ شعب فىۤ أىِّ بلد يتكوّن من فئات مختلفة (قبآئل وعشآئر وقوميات وطوآئف وأحزاب) ولكلٍّ شرعة ومنهاج. وحكم رشيد صالح لا يقوم بحكم فئة من ٱلشعب ولا بحكومة ينتخبها ٱلشعب كما يظنّ ٱلديموقراطيون). وعقّبت فى مقال "تجنبوا ما قد سلف" وذكّرت بما وعظ ٱللَّهُ للمؤمنين حتّى لا يلتفتوۤا إلى ورآء ولا يحاسبوا مَن طغى ومَن أسآء ومَن سرق فى وقت لم يكن فيه سيادة لشرع معروف (القانون). فإن أرادوا قيام ٱلسَّلام فى بلدهم ليعفوا عمّا سلف وليغلقوا ٱلمنافذ على ما ينفثه ٱلحاسدون بقيام حكم رشيد صالح بشرع معروف عهدًا وميثاقا عليه مهتدٍ بموعظة ٱللّه. وزيادة على ما كتبت أبيّن فى هذا ٱلمقال للجميع أنّ ما يأتى من ٱلغرب ٱلديموقراطىّ من شعارات ليس فيها حلًّا لما عندكم من عُقدٍ. وٱلحلُّ لتلك ٱلعُقد لن يأتيكم إلا مما وعظكم به ٱللّه. وسوف أعرض لكم ما تبيّن لى من ٱلدرس وٱلعلم بدليل ومفهوم ٱلكلمة ٱليونانية "ديموقراطية". لعلّكم تحذرون مما يأتيكم من تحريض حكومات "ٱلديمقراطية" ونفثهم فى عقد كثيرة تراكمت فى حياتكم بسبب هجركم للموعظة فى كتاب ٱللّه وركضكم ورآء ما يقوله شيوخ ٱلإسلام وزعمآء ٱلقومية ٱلعربية وٱلدّاعين إلى حكم ديموقراطىّ.
لم أدرس فى جميع أعمالى ٱلسّابقة ٱلكلمة ٱليونانية "Δημοκρατία" ٱلمنقولة إلى لسان "اللغة العربية" بٱلنطق وٱلخطِّ "ديمقراطية". ولها فى معاجمها مفهوم ٱلقول "حكم العامّة" وٱلقول "حكم الشعب" كما هو فى ٱليونانىّ. ولذلك كان ٱستعمالى للكلمة فى جميع ما كتبت يتبع مفهوم "اللغة" عن ٱلكلمة ومآ ألحق به من مفهوم "سيادة القانون" فى بلاد ٱلغرب ٱلديموقراطىّ. لكن بما جرى فىۤ أعمالى من درس لكلام يتعلّق بمفاهيم "ٱلحكم ٱلرّشيد" ٱلمهتدى من كتاب ٱللّه فى قيامه بشرع معروف من ٱلدِّين يتوسّط بين شرعات مختلفة للناس. ظهر تناقض بين مفهوم ٱلكلمة "ديمقراطية" وبين مفاهيم ٱلكلام ٱلمتعلق بذلك ٱلحكم ٱلذى عليه أن يقيم ٱلدِّين. وبدرس تلك ٱلكلمة فى لسان ٱليونان تبيّن أنها قول ومفهوم فى كلمتين (Δημο κρατία ديمو كرايتا) وليس كلمة واحدة. وبذلك نشأ هذا ٱلمقال وحمل للقول خطًّا ونطقا يناسبه "demoqryt- ديمُوقرِيت" جزء من ٱلقول "ديمُون قرِيت demon qryt" وهو ما سيأتى بيانه فى هذا ٱلمقال. ٱلكلمة ٱلأولى Δημο "demo ديمو" يُدَلُّ بها على مفهوم "العآمّة" ومفهوم "الشعب". وٱلكلمة ٱلثانية κρατία "cratia كراتيا" ٱسم لأىِّ حكومة فى لسان ٱليونان. وهى ٱسم لأى حكومة عند ٱليونان إلى ٱليوم. وبٱلإطلاع على ٱلحوارات ٱلتى عرض لهآ "أفلاطون" فى كتابه "السياسة" (نقله إلى لسان "اللغة" د. فؤاد زكريا بعنان "الجمهورية") ظهر منهآ أنّ تصويت ٱلشعب هو وسيلة قيام حكومة "ديمُوقرِيت" (Δημο κρατία ديمو كرايتا). وبهذه ٱلوسيلة يتساوى صوت ٱلعالمين من ٱلشعب وعددهم قليل فىۤ أىِّ شعب مع صوت ٱلعآمّة من ذات ٱلشعب وعددهم فيه كثير. وبها يُفتح ٱلسبيل للطامعين فى ٱلحكم لتعزيز شهواتهم فيشترون أصوات ٱلعامة ويفوزون. فيضيع ٱلعدل وتنتشر سلطة مَن تتطغى عليهم ٱلشهوات وقوى ٱلجنِّ (الغرائز) وبهم تسود طغوى "ديكتاتوريّة Dictatorship" تتكرر مع كل تصويت للشعب. وفى ٱلحوارات رأىّ لـ "سقراط" عن قيام حكومة عادلة محسنة وصالحة Aristocratic من دون لجوء إلىۤ أصوات ٱلعآمّة. ورأىَ قيامها بشرع معروف يضعه ويعرّفه عالمون راشدون محسنون صالحون يُعهد أمانة إلى حكومة مختارة منهم يسهرون ولا ينامون insomnia (sleeplessness) عن حراسة شرع ٱلمعروف ليوفوا به فيما يأمرون ويحكمون. وفيما رأىٰه "سقراط" إن كان أهل ٱلحكم ٱلمنتخبون بأصوات ٱلشعب من ٱلذين ٱشتروۤا أصوات ٱلعآمّة لن يهتموا بشرع ٱلمعروف ولن يوفوا به. وسيتبعون ٱلهوى وٱلشهوات فتطغى ٱلشرور عليهم بما يأمرون ويحكمون. وبذلك يكون لمثل هذه ٱلسلطة ٱسم "أُليجاركى Oligarchy" يدلّ على شرورها ووحشيتها. فٱسم "أُليجاركى Oligarchy" مؤلف من كلمتين: كلمة "أُليج Olig" تدلّ على بدآئىّ أوۤ أولىّ. ومنها كلمة "بدوىّ" فى لسان ٱلأميين لمن يعيش كٱلوحش فى "بادية" لا يزرع ولا يحصد ولا يبنى فيها. ولهذا ٱلبدوىّ وصف فى لسان ٱلأميين ٱلشَّاميين بكلمة "عربا" تبيّن عُرىَ سكنه فى بادية مفتوحة ومكشوفة. وهذه ٱلكلمة ٱسم لوادى جنوب ٱلبحر ٱلميِّت لأنّ كلَّ ما فيه ظاهر بادٍ بيّن. وقد جآءت كلمة "بدو" فى "ٱلقرءان" بواو ٱلمثانى "ء" وهى فيه "بدء" تعربُ وتبيّن أنّ مَن يتمسّك بٱلبدء هو أعرابىّ وكفره لمفهوم شرع ٱلمعروف وٱلرّشد وٱلإحسان شديد. وكلمة "أركيه archie" تدلّ علىۤ أثار باقية ومنه ٱلقول أركيولوجى archaeology لعلم ٱلأثار. ٱسم هذه ٱلسلطة يسقط منه ٱسم "كراتيا- قريت". ويبيّن سلطة تعود إلىۤ أثر منهاج ٱلوحش ٱلسَّالف فى نفس ٱلبشر. فمنهاج ٱلنفس ٱلملهم فيها هو "لفجورها وتقوىٰها" وهو ٱلأصل وبه بدأت تسفك ٱلدِّمآء وتفسد فى ٱلأرض من قبل أن ينفخ فيها من روح ٱللّه. وبعودة ٱلبشر إلى منهاج ٱلبدء "أُليجاركى Oligarchy" يبيّن أنّ ما فيه من نور ٱللّه قد طغى عليه ٱلظلام وٱلجهل وأعاده إلى طُور منهاج ٱلنفس ٱلملهم وأنسىٰه لما فيه من روح ٱللّه. فما بيّنته ٱلحوارات أنّ مفهوم ٱلقول "ديموقرِيت" (Δημο κρατία ديمُو كرايتا) هو على ٱلضدّ من مفهوم ٱلسهر على "سيادة القانون" ٱلمحمول بكلمة insomnia. وأنّ "ٱلديمُوقرِيت" هى سبيل متوحشين إلى سلطة ٱلفحشآء وٱلمنكر "أُليجاركيه". وهذا حرّضنىۤ على ٱلبحث عن دليل كلمة "ديمُوقرِيت" وعن أصلها. وبٱلدرس علمت أنّ لسان شام ٱلكنعانىّ هو ٱلمؤثر ٱلرئيس فى نشأة ٱلمفاهيم فى لسان ٱليونان وفيما قاله "سقراط". وأنّ ٱلتأثير حدث بيد "قدموس Qadmos" وهو مَن علَّم ٱليونانيين ٱلأبجدية وٱلكتابة وصناعة ٱلحديد وبنآء ٱلحصون. وهو ما رأيت أثره فى ٱسم وتسلسل ونطق ٱلأبجدية ٱليونانية. وبذلك رأيت أن منشأ ٱلقول "ديمُوقرِيت" (Δημο κρατία ديمو كرايتا) ومفهومه شامى كنعانىّ وهو فيه بٱلقول "ديمون قريت" ويدلّ على "حكم ٱلشيطان". فكلمة "ديمون דֵמּוּנ" ٱسم للشيطان. وكلمة "قريه קִרְיָה" لحاضرة تقرى ضيوف يهاجرون إليها. وكلمة "قرِيت קְרִיתְ" ٱسم لحكومة مَدينة تقرى ٱلضيوف ٱلمهاجرين وتؤلِّف بينهم. وبهذا ٱلأصل ٱلشّامىّ ٱلكنعانىّ نشأت فى لسان ٱليونان كلمة "ديمون" ومنها ٱلجزء "ديمو Δημο" وكلمة "كراتيا κρατία". ومن ٱلكلمتين ودليليهما نشأ ٱلقول (Δημοκρατία ديمو كرايتا). فكلمة " Δημοديمو" جزء من كلمة تدلّ على ٱسم للشيطان فى لسان ٱليونان وهى من ٱلكلام ٱلمهاجر إليه مع ٱلصالح "قدموس Qadmos". وٱسم "قدموس" هو فى ٱلشَّامىّ ٱلكنعانىّ "قدم ويقدم وقديم". وٱسمه يبيّن سابقا تقدَّم على مَن معه فى ٱلعلم وٱلرشد وٱلأمر بمنفعة أحسن وأصلح. وهو مَن علَّم ٱليونان وأقام حكما صالحا فيها بقى أثره على مكان حمل ٱسم "طيبة" من دليل ومفهوم ٱلكلمة ٱلشامية ٱلكعنانيّة "טוֹב طوب" ٱلدَّالّة على ٱلأمر ٱلأحسن بمنفعة لا تنقطع. هذا ٱلدليل وٱلمفهوم لكلمة "ديمون" هو ما رأيته فى لسان ٱلإنكليز demon. فٱلكلمة ٱلإنكليزيّة من ذات ٱلأصل وٱلنطق وٱلدليل فى لسان كنعان ٱلمؤثر وفى لسان يونان ولسان ٱلإنكليز ٱلمتأثرين. وفى لسان ٱلإنكليز كلمة demo مجتزأة من كلمة demon وهى فيه (بادئة معناها: الشعب, العامة). وفيه كلمة demos تدلّ على (العامة في دولة اغريقية قديمة) وكلمة demotic تدلّ على (شعبيّ). وفيه كلمة مركبة demography تبيّن كيف يتوزّع ٱلسكان فى مكان من دون خطّة معلومة تسبق توزّعهم. وبذلك يكون توزّعهم شيطانى (عشوائي). وبما رأيته من حمل لهذه ٱلكلمات من دليل فى لسان ٱلإنكليز على ٱلشعب وٱلعآمّة وتوزّع ٱلسكان غير ٱلمخطّط له بيّن دليل ومفهوم ٱلشيط للكلمة عند أكثرية عميآء ضآلّة عن ٱلحقِّ وعن شرع معروف منه. وتحمل فيه بكلمة democracy مفهوما عن قيام للحكم بٱلانتخاب ٱلعآمّ. وهى فيه مؤلفة من ٱلكلمة ٱلمجتزأة demo وكلمة cracy ٱلتى لا يوجد فى لسان ٱلإنكليز دليل بيّن لها. وجآء خطّها فيه مبيّنا ٱلجهل بدليلها فى لسان ٱليونان. وهذا يبيّن أنّ ٱلناقلين للقول (Δημο κρατία ديمو كرايتا) إلى لسان ٱلإنكليز وغيرهم من ٱلألسن ٱلأوروبية غفلوا عن أصله ٱلشامى "ديمون قرِيت" وعن مفهوم ٱلحكم ٱلشيطانىّ. وبذلك ٱلنقل غفلوا عن ٱلحاجة إلى حكم ٱلراشدين ٱلمحسنين ٱلصالحين ٱلحرّاس للشرع ٱلمعروف (القانون الأعلى- دستور). كما غفلوا عن علم وٱستقامة أولئك ٱلحراس فى حفظهم للأمانة ووفآئهم بها فيما يأمرون ويحكمون. ورأوا فى ٱلقول "ديمون قرِيت" أنّه democracy وظنوا بحمله لمفهوم حراسة ٱلأمانة بقولهم "سيادة القانون" من دون بيان لمن يضع ذلك "القانون" ومن يحرسه ليكون سيّدا. هل هم ٱلراشدون ٱلمحسنون ٱلصالحون من ٱلمالكين وأرباب ٱلعمل ٱلذين ينظرون ويعلمون ويرشدون ويستقيمون أم هم ٱلعآمّة؟ ومن دليل ٱلكلمتين رأيت فى ٱلقول "ديمُون قرِيت" وجزئه "ديمُوقرِيت" وصفا لحكومة منسوبة إلى مفهوم ٱلشيط ٱلذى يطغى علىۤ أكثر ٱلناس. وهو منهاج لمَن هو أعمى يشيط عن ٱلحقِّ ويضلّ عنه فتتطغى عليه شهوات "إبليس" وتصيطر بقوىٰه ٱلجِّنِّيَّة (الغرائز). وممَّا علمت به أنّ كلمة "Αριστοκρατικό". أو "Aristocratic" فى لسان ٱلإنكليز. أوۤ "أرستوقراطي" فى لسان "اللغة العربية". هى قول من كلام لسان "قدموس" ٱلكنعانىّ مؤلّف من ثلاث كلمات: ٱلأولى Aris وهى فى لسان كنعان "אֶרֶץ أَرِص" وتدل على تراب صالح للزرع. ومنه ٱلمثل "تربة صالحة" عن نشأة ٱلصالحين من ٱلناس. ٱلثانية to جزء من كلمة top وهى فى لسان كنعان "טוֹב طوب" وتدلّ على ٱلأمر ٱلأحسن بمنفعة لا تنقطع. وبذلك علمت أنّ ٱلقول Aristocracy له مفهوم كنعانىّ محمول بٱلقول فيه "أَرِص طوب قرِيت" وجزؤه يكون بكلمة Aristoqryt أَرصطُوقريت" هو ما نشأ فى لسان ٱليونان ٱلمتأثر بلسان "قدموس" بكلمة "Αριστοκρατικό" ليدلّ بها على مَن تراب نشأته صالح وأمره ٱلأحسن بمنفعة للناس يقوم بٱلعلم وٱلرشد. فٱلكلمة ٱلجزء "ديمو" تدلّ على مفهوم "ٱلعآمّة" ٱلمبيّن للعمى وٱلجهل عند أكثرية "ٱلشعب". أما كلمة "شَعب" فيبيّن ٱلدّرس أنّها لمختلفين أكثرهم من ٱلعآمّة وقد أتوا من شُعبٍ مختلفة إلى مكان بعضهم يبحث عن سبيل ٱلزرع وحصد ٱلثمار. أمآ أكثرهم فيبحثون عن ٱلعمل وٱلطعام وٱلأمن فيه. وهم "ٱلعآمّة" ٱلعُمِى عن ٱلحقِّ وعن ٱلملك فيه. وعن ٱلرشد وٱلعمل ٱلصالح وٱلأحسن. وعن سبيل ٱلزّرع وٱلحصد. وعن ٱلإتيان بٱلطعام وٱلأمن من خوف وهو عليهم منكر. وبقيام حكم تنتخبه ٱلعآمّة سيكون ٱلجهل وٱلضياع وٱلمنكر بفعل ٱلشّيط "ديمون demon" هو ٱلقآئم فى ديار حكمها. وهذا ما كان "أفلاطون" قد سبق وعرض له فى حواراته. فى يومنا هذا يتوزّع حكم ٱلعآمّة "ديمُوقرِيت" بين سبيلين: ٱلأوّل جميع حكومات "ٱلديمُوقرِيت" ٱلمنتخبة بأصوات ٱلشعب. وٱلثانى جميع حكومات "ٱلديمُوقرِيت" ٱلثورية غير ٱلمنتخبة كٱلحكومات ٱلشيوعية وٱلإشتراكية وٱلقومية وٱلطوآئف ٱلدينية فى جميع ٱلمجتمعات ٱلتى يحكم فيها حزب لفئة ٱلعبيد أو حزب قومىّ أو فئة كهان دين. وأكثر حكومات ٱلعآمّة "ديمُوقرِيت" يطغى عليها ٱلشّيط "ديمون demon". ومن حكوماتهم ٱلمنتخبة وٱلثورية ينشأ مفهوم سلطة ٱلفحشآء وٱلمنكر لبدو متوحشين "أليجاركيه" تطغى وتسيئ ولا تتوب وتفسد فى ٱلأرض ولا تصلح. فتأثير ٱلشّيط "ديمون demon" قآئم فى جميع حكومات "ٱلديمُوقرِيت" ٱلتى يجرى تداول ٱلسلطة فيها بوسيلة ٱنتخاب ٱلشعب بين متنافسين من أحزاب للمالكين غير ٱلمنظور عن ٱلصالح بينهم. ومن فئة أحزاب ٱلمشركين (ٱلأحزاب ٱلإشتراكية) ٱلتى لا ٱنتخاب فيها ولا تداول للسلطة. فكلمة "قرِيت" فى لسان ٱليونان ٱسم للحكومة وقد حملته جزيرة فى ٱلبحر ٱلمتوسط "كرِيت" بسبب قيام بيت حكم صالح فيها. وبٱلدرسِ فى كتاب ٱللّه فهمت منه أنّ "ٱلقرية" ٱسم لحكومة راشدين صالحين محسنين يدل عليها ٱلقول ٱلجزء "أَرِصطُوقرِيت Aristoqryt". وتقوم هذه ٱلحكومة فى "وادٍ غير ذى زرع" وهو مكان ليس فيه أهل يسكنوه. أو فيه "بدو" لا يزرعون ولا يحصدون ولا شرع من ٱلدين يتوسّط بينهم ولا حكومة تطعمهم من جوع وتؤمنهم من خوف. فتقيم فى ٱلمكان بيتا لها وتضع فيه شرعا معروفا من ٱلدِّين (قانون أعلىۤ أو دستور) تدعوا به ٱلناس ليهاجروۤا إليه. وتعمل لتقريهم فيه يزرعون ويحصدون ويطعمون ويؤمنون ويستَقرُّون ويصيرون له أهلا وقوما. وبدرسٍ فى لسان فطرة ٱلأميين "شام" و"سام" علمت بدليل ومفهوم كلمة "قريت" ودليل ومفهوم كلمة "قَرِيش". وٱلقَرِيش من ٱلبشر كقريش ٱللبن هم مهاجرون من شُعَبٍ مختلفة فى ٱلأرض جآءوۤا إلى مكان منها وٱستقَرُّوا فيه يزرعون ويحصدون. ومن كتاب ٱللَّه علمت أنّ "إبرٰهيم" هو مَن صيطر على ما فى نفسه من منهاج "أُليجاركىّ" ملهم. وأطلق ٱلسلطة فى نفسه لما فيه من روح ٱللّه وبه وجّه وجهه إلى دين ٱلفطرة فنظر وعلم ورأى فرشد وأحسن فيمآ أمر. وبرشده رفع ٱلقواعد لأول بيت وأوّل قرية فى "وادٍ غير ذى زرع" (ليس فيه مَن يزرع أو فيه بدآئيون لا زرع لهم ويعيشون على ٱلصّيد وٱلنباتات ٱلبريّة). وهو مَن كتب للقرية شرعا معروفا من ٱلدِّين فى صحفٍ وٱختار لها مَن يحرسون ٱلشرع ولا ينامون عن حراسته insomnia. وبحكم ما كتبه فى صحفه صار ٱلمكان "مكّة" يمكُّ أفئدة من ٱلناس فتهوىۤ إليه تزرع فيه وتحصد. وقريتُه تقريهم وتجعل من قَرِيشهم بنيانا مرصوصًا يتحد ويصير "قوما" وله ٱسم "قُرَيش". وبذلك رأيت أن دليل ومفهوم كلمة "كراتيا" يرجع إلى دليل ومفهوم كلمة "قرِيت" فى لسان شام. وأنّ ما تحمله ٱلكلمة من مفهوم ودليل هو ٱسم حكومة تقوم فى مكان لا سكان فيه. أو فيه سكان بدو لا يزرعون ولا يحصدون. وتقيم هذه ٱلحكومة بيتًا يسكنه عالمون راشدون صالحون محسنون مستقيمون يسهرون على حفظ ٱلأمانة وٱلوفآء بها بما يأمرون ويحكمون. وهذا ٱلبيت محرّم سكنُه على ٱلفاسقين "أليجاركى" وعلى ٱلجاهلين "ديمون". وتقوم ٱلحكومة فى ٱلبيت تعبد فىۤ أوامرها ومناسكها شرعا معروفا من ٱلدِّين وضعه مؤسسون مؤمنون سابقون يتقدّمون على مَن معهم ولا تفسق عليه. وبشرع ٱلمعروف تَقرِى ٱلقرية قَرِيشَ مهاجرين من شُعَبٍ مختلفة من ٱلأرض. يزرعون ويحصدون ويطعمون من جوع يؤمنون بسهر حكومة صالحين على حفظ ٱلأمن من خوف ويصير قَرِيشهم بنيانا مرصوصا "قُرَيش". وبهذا ٱلدرس أدركت وعلمت أنّ شعارات "ٱلديموقراطية" هى سبيل لشهوات "إبليس" وللنفث فى ٱلعقد. وهو ما تفعله دول ٱلغرب ٱلديمقراطىّ وبه يثيرون فى بلادكم حريقا إن تركتموه يتسع سيذهب بكلِّ ما لديكم. فلا للديمقراطية ونعم لحكم رشيد عادل وصالح. ولكم فى ٱلعهد ٱلمنشور سبيلا يحصنكم من شيط "إبليس". وأنتظر من ٱلحكومة ٱلسورية أن تستجيب لطلبى بفتح سبيل جميع مواقع ٱلانترنيت ليكون مقالى هذا ٱلذى سأنشره على موقع "الحوار المتمدن" ومواقع أخرى ميسرا فى بلادى ويشارك فى ٱلرأى عليه ٱلجميع. كمآ أنتظر منها دعوة لى ولغيرى من ٱلمفكرين للتشاور فى سبيل خروج بلدنا من ٱلعقد ٱلمتراكمة ومن نفث ٱلحاسدين ٱلديموقراطيين فيها.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هو تناقض مع ما ترىٰه
-
-إِنَّ ٱلدِّينَ عند ٱللَّه ٱلإسلَٰم-
-
إعلان مفتوح
-
تجنبوا ما قد سلف
-
ٱلحاجة إلى شرع مؤمنين راشدين صالحين
-
ٱلسيادة للروح وليس للشعب!
-
عهد لاتحاد ولايات ٱل.. وميثاق على حكومته
-
أيُّها ٱلناهضون بٱلروح ٱحذروا سبيل ٱ
...
-
تعقيب على مقال (هل للدولة دين؟)
-
هل للدولة دين؟
-
ٱلنهوض ٱلكبير للروح
-
قيام ٱلإنسان يبدأ فى تونس
-
ٱحذروا ما تحدثه ثورة ٱلمكفور عليهم
-
كتاب تعليم ٱلدين هو ٱلمسئول عن جريمة ٱلإسك
...
-
أتيت من ٱلمريخ ولست زآئرا تعقيب وردّ ثان على مقال -
...
-
تعقيب وردود -ٱلمطلوب فضآئية إنسانية وليس يسارية-
-
ٱلمطلوب فضآئية إنسانية وليس يسارية
-
-الإسلام هو الحلّ- و -الشراكة الوطنية-
-
-نياندارتال- جديد تعقيب على مقال -ٱلقرءان فى ٱلص
...
-
ٱلقرءان فى ٱلصدر
المزيد.....
-
صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
-
-حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن
...
-
الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي
...
-
كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح
...
-
جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ
...
-
-تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1
...
-
مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ
...
-
مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
-
أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|