أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟















المزيد.....

هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ يوم الجمعة 22 نيسان الدامي الذي سقط فيه اكثر من مائة شهيد في المدن السورية، وصولاً ليوم 24 نيسان الذي دخلت فيه الدبابات السورية مدينة درعا في محاولة لاخضاعها رجح خيار الحل الامني على الحل السلمي والاصلاح. قرار مؤسف اتخذه النظام، جاء متنافراً مع مرسوم إلغاء قانون الطوارئ الذي وقعه الرئيس بشار الاسد، فأصبح الوضع اكثر سوءا وخطرا من اي وقت مضى.
هل يوجد مبرر للجوء النظام الى الخيار الامني وبخاصة بعد إلغاء قانون الطوارئ؟ إذا انطلقنا من حق المواطنين في الدفاع عن ابسط حقوقهم كمواطنين كالحق في التعبير السلمي سواء بالاعتصام والتظاهر ورفع الشعارات والعرائض وصولا الى العصيان المدني. فإن النظام لا يملك المبرر القانوني لاستخدام القوة في مواجهة الاحتجاج السلمي الشعبي الذي عم معظم المدن والبلدات السورية. هكذا فعلت شعوب مصر وتونس واليمن والمغرب وليبيا وقطر وعمان، وهكذا تفعل شعوب اخرى في سائر انحاء العالم. قليلة هي الدول التي ترد على الاحتجاج السلمي بقمع دموي، للاسف معظم هذه الدول ينتمي للمجموعة العربية. ولكن لحسن الحظ فإن الرئيس المخلوع حسني مبارك وأركان حكومته البائدة يحاكمون الان بتهمة قتل المحتجين المصريين اثناء الثورة. القانون الدولي لا يسمح باستباحة الانظمة لشعوبها، ويمكن لمحكمة الجنايات ومجلس حقوق الانسان الدولي ان يبتا في الانتهاكات ويطلبان محاكمة كل المتهمين بارتكاب جرائم حرب بالاستناد لملفات موثقة وشهادات الضحايا وذويهم. لكن مواقف النظام الدولي والقوى المتنفذة فيه تعتمد المعايير المزدوجة في مواقفها من الانظمة القامعة طبقا لمصالحها وبناء على موازين القوى في ذلك البلد. فقد جرى الصمت إزاء الانتهاكات في بداية الثورات، وأعطت الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية الانظمة فرصة لقمع المنتفضين، ولكن عندما اخفقت الانظمة في القمع وبعد أن كشفت وسائل الاعلام تواطؤ النظام "الحر" المخزي مع الانظمة المستبدة الفاسدة، تبدل الموقف واضطرت تلك الدول لمواءمة الاقوال مع الافعال حول الحريات، انتصرت للحريات على استحياء ثم انتصرت بوضوح.
الحل الامني الذي يتبعه النظام السوري غير مشروع ولا مبرر، لانه لا يعترف بالمطالب الشعبية المشروعة، وسيؤدي ذلك الحل الى نتائج وخيمة، سواء من زاوية الخسائر الفادحة التي ستلحق بالشعب السوري، أو من زاوية التحول من نظام أمني الى نظام عسكاريتاري فاشي يحكم بالحديد والنار ويعود بالبلد الى عهود غابرة. ومن شبه المؤكد ان لا ينجح مثل هذا الحل في ظل انتفاضة شعبية عارمة تطرح اهدافا مشروعة جدا هي: الحرية والكرامة والديمقراطية وحكم القانون والقضاء على الفساد وتحقيق العدالة. انتفاضة ترفض الاستبداد والفساد وترفض الطائفية، وتنبذ العنف وتؤكد على الشكل السلمي للنضال. ولن ينجح الخيار الامني للنظام السوري الموجود في مهب رياح التغيير التي تعصف المنطقة، وفي ظل عجز النظام عن القيام بالاصلاح قبل فوات الاوان، ذلك ان الاصلاح يحدث في العادة لتفادي او لتأخير وقوع الانفجار، اما وقد حدث الانفجار فإن الاصلاح عبر النظام وحده لم يعد ممكنا. لقد اقفل النظام طوال العقود الربعة السابقة كل ابواب الاصلاح والتغيير، وأبقى على الامتيازات المفرطة للشرائح المتنفذة، وحول الدولة الى سلطة "أوليغارشية"، كما همش الاحزاب والنقابات والمنظمات الاهلية. النظام السوري كجزء من النظام العربي "امتلك منظومة سلطوية أحالت شعبها الى العجز الكلي" والشعب السوري كجزء من الشعوب العربية "استبدل بغتة العجز بالقدرة على الرفض وتحول الى مسار لا رجعة فيه" بحثا عن حريته، شعوب والشعب السوري من أهمها عادت الى التاريخ من اوسع ابوابه بعد ان خرجت منه منذ نصف قرن على الاقل.
قليلون لم يعترفوا بمطالب الانتفاضة السورية نظرا "لموقف النظام الصلب من إسرائيل"، وبناء على ذلك رأوا في الاحتجاجات محاولة "لكسر شوكة هذا النظام المقاوم الممانع". لقد ولى زمن وضع تناقض افتراضي بين امن الوطن وامن المواطن، فلا يمكن فصل احدهما عن الاخر. وإلا ما قيمة أمن الوطن اذا فقد المواطن أمنه والعكس صحيح. الموقف الصلب من اسرائيل واميركا لا يجيز ابدا استباحة حرية المواطن وكرامته وابسط حقوقه في التعبير والمشاركة. ثم من قال ان حل المسألة الوطنية "إنهاء الاحتلال الاسرائيلي في الجولان وفلسطين يتم عبر الممانعة ودعم مقاومة دون مقاومة. لقد مضى 44 عاما على استخدام هذا الاسلوب دون نتيجة عملية، فهل يعقل استخدام استراتيجية الممانعة سنوات وسنوات بانتظار المجهول؟ كما لا يعقل البقاء في استراتيجية المفاوضات العبثية سنوات وسنوات بانتظار المجهول. ألا يستدعي الاخفاق المتواصل للنظام البحث في استراتيجية أخرى تشرك الشعب السوري، تمكنه أولا من ان يكون حرا. استراتيجية تطرح افكارا وأساليب غير الافكار والاساليب التي وصلت الى طريق مسدود. استراتيجية تعايشت معها دولة الاحتلال ورأت في "اللا سلم واللا حرب" عبر الممانعة ورأت في "اللا حل" عبر المفاوضات المفتوحة فرصة مثلى لفرض الوقائع التي تمكنها من تصفية القضية الفلسطينية وضم الجولان، هذا ما تقوله وثائق "مؤتمر هرتسليا السنوي". الوثائق تعتبر ان هذا الوضع هو الافضل لاسرائيل وهو الذي يجعلها قادرة على تعميق الاحتلال والاستيطان. ان استراتيجية تجميع واستخدام الاوراق كالورقة الفلسطينية والورقة اللبنانية وورقة العلاقة مع النظام الايراني وورقة العراق لا يؤثر على جوهر المسألة الوطنية لم يحرز اي تقدم يذكر. كل هذا لا يسمن ولا يغني من جوع في غياب الشعب السوري، الشعب السوري هو العامل الاهم كما هي الشعوب العربية. فشل النظام العربي وفشل النظام السوري ولم يبق إلا طريق الشعوب الحرة.
سورية تحتل مكانة خاصة في وجدان وقلب كل فلسطيني، وإذ يثق المرء بقدرة الشعب السوري على تجاوز كل خطر، فإن ذلك نابع من الحكمة والشجاعة التي ابداها شعب عظيم خلال الاسابيع الخمسة الماضية. لا احد يصدق ان هؤلاء يسمحون لمتآمرين وسلفيين متعصبين ان يخترقوا صفوفهم او يصيخوا السمع لدوائر المتآمرين في الخارج. من حق الشعب السوري ان يظفر بحريته وان يقرر نظام الحكم الذي يلبي مصالحه بالانتخاب الحر. ما زال الوقت يسمح باحترام النظام لإرادة الشعب السوري، بالتراجع عن الحل الامني المدمر والمخزي، وبإشراك الشعب في تجديد بنية دولة كل المواطنين عبر منظومة من القوانين الديمقراطية الجديدة. إن "تنازل" النظام او أجزاء ورموز منه للشعب السوري مأثرة تاريخية كبيرة ومساهمة حقيقية في إنقاذ هذا البلد العريق من خسائر غير مبررة.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية
- القذافي هو المسؤول عن استدعاء التدخل الخارجي
- ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!
- القرضاوي عالم دين ام رجل سياسة؟
- مكانة الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني
- قمة بدون قاعدة....!
- الحريم.. صراع العقل والجسد
- انفصالنا عن الرموز
- جورج حبش.. حي في ذاكرتنا
- غزة الأبية.. تستحق محاسبة الذات
- فيلم مغارة ماريا..ثورة ضد المسكوت عنه
- استعادة عرفات رمزا ...
- نوستالجيا باب الحارة


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟