|
-ويكيليكس- تكشف خفايا العلاقات الإسرائيلية-الأذربيجانية
حبيب فوعاني
الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"ويكيليكس" ِتكشف خفايا العلاقات الإسرائيلية-الأذربيجانية
الوثائق، التي نشرتها "ويكيليكس" تعد دليلا جديدا على التماهي المتصاعد بين باكو وواشنطن، والتباعد المتنامي عن العالمين العربي والإسلامي، الذي لا تنجح في ستره ورقة تين التعاون معهما في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي. وباكو تماشيا مع سياستها الغربية المتطرفة تبتعد حتى عن أنقرة أوثق حليف لها في المنطقة. ووفقا للوثائق الدبلوماسية، التي نشرتها "ويكيليكس"، لم يخف الرئيس الأذربيجاني في لقاء له مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنس، كراهيته لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، مؤكدا "سذاجة" سياسته الخارجية العدائية تجاه إسرائيل، التي أدت حسب علييف إلى فقدان تركيا أصدقاءها التقليديين. من ناحية أخرى، تبين وثائق "ويكيليكس" وثاقة العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان. هنا ترجمة لإحدى هذه الوثائق، الصادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، تكشف المستور من العلاقات بين باكو وتل أبيب: علاقات سرية وثيقة بين أذربيجان وإسرائيل "إن العلاقات بين البلدين متحفظة لكنها وثيقة.. فلدى البلدين صعوبات جيوسياسية متشابهة، وكلا البلدين ينظر إلى إيران كتهديد لأمنه الخارجي. إسرائيل ذات الصناعة العسكرية المتفوقة والمتطلبات الميسرة من زبائنها تعتبر توأما مثاليا لأذربيجان، ولاسيما أن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لا تلبي حاجات باكو العسكرية الضخمة، لأسباب مختلفة من بينها النزاع الأذربيجاني – الأرميني حول ناغورني قره باغ. وقد تأكدت واقعية العلاقات في اعتراف إسرائيل بأذربيجان وكذلك بالتصريحات الأذربيجانية ضد إسرائيل والمشاركة في لقاءات منظمة المؤتمر الإسلامي. وتعتمد المراسلات الدبلوماسية على تعاون السفارة والزملاء الإسرائيليين في باكو مع موظفي وزارة الخارجية الأذرية، المعنيين بالقضايا الإسرائيلية. أذربيجان كإسرائيل ترى في إيران التهديد الأكبر لأمنها بل لوجودها. من هذا الاعتراف ينطلق التعاون المشترك بين الدولتين. السفير الإسرائيلي (المولود في أميركا) في باكو آرثر لينك يعرب أحيانا عن تعاطف بلاده بمزاح أسود: "لو استطعنا استبدال جيراننا بأذربيجان لفعلنا ذلك دون إبطاء". وحتى المصادر العلنية تكتشف العلاقات المتشعبة بين البلدين. وتعيد أجهزة الاستخبارات ذلك إلى فترة مبكرة – إلى عهد الرئيس حيدر علييف. هذه الحقيقة تجبرنا على النظر إلى هذه العلاقات كأهم مجال للتعاون، الذي يحاول الجانبان بالطبع التقليل من حجمه. السلطات (الأذربيجانية) تدافع بحرص عن مصالح إسرائيل في باكو. فمثلا، نائب رئيس البعثة في سفارة باكو روى لموظف في السفارة أنه في وقت العمليات في قطاع غزة شددت السلطات الرسمية بشكل ملحوظ الإجراءات الأمنية حول السفارة. وعندما علمت السلطات المحلية بتظاهرة مقررة (ضد إسرائيل) في 2 كانون الثاني (2008) أرسلت حافلات الشرطة إلى مكان تجمع المحتجين واعتقلت الشرطة 25 من 150 متظاهرا، وأوقف 20 منهم لفترات تتراوح بين 10 أيام و15 يوما. وللمفارقة – تسمح باكو الرسمية (للمحتجين) من دون خوف من أن ينالوا عقابا بالاعتصام عند السفارة الإيرانية، ما دام موضوع الاحتجاج هو المعاملة السيئة للأذريين في إيران. وبالنسبة للتظاهرة في 2 كانون الثاني فإن السفير الإسرائيلي أبلغ أنه "لم ير متظاهرا واحدا ولم يتقدم بأي طلب لاعتقال أحد ما". بفضل العلاقات الوثيقة مع إسرائيل، تتمكن أذربيجان من الحصول على أنواع جديدة من الأسلحة لتطوير جيشها. هذه التقنيات لا تستطيع الحصول عليها من الولايات المتحدة أو أوروبا بسبب القيود القانونية المختلفة، أو من الجمهوريات السوفياتية السابقة مثل بيلاروسيا وأوكرانيا.. هناك حيث دول الغرب تخشى بيع أذربيجان منظومات عسكرية أرضية خوفا من اندلاع الحرب لاسترجاع أراضي قره باغ، تبرم إسرائيل بحرية صفقات حول توريد حثيث للأسلحة والحصول على ربح من الزبون الغني. في أيلول من عام 2008، وقعت أذربيجان بغير ضجة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية اتفاقية ضخمة تسمح لثلاث شركات إسرائيلية بتوريد مدافع هاون وذخائر وراجمات صواريخ ووسائل اتصالات. وحصلت شركة "سولتام" على عقد بتوريد مدافع هاون، وتقدم شركة "تاديران" أجهزة اتصالات، وتؤمن مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية IMI الصواريخ، وهي تعرض طائفة كبرى من راجمات الصواريخ وطرق تحديث منظومات "غراد" من عيار 122 ملم السوفياتية القديمة، وكذلك أجهزة التصويب للصواريخ من عيار 122-300 ملم ووسائل لإطلاق للصواريخ من عيار 300 ملم. ولا نعرف بدقة ماذا اشترى الأذريون، ونعرف فقط أن صفقة أبرمت بمئات الملايين من الدولارات. الأذريون تلقوا من IMI راجمات "لينكس" الصاروخية من عيار 122 ملم المركبة على شاحنات "كاماز" الثقيلة. ووفقا لآخر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية وقعت أذربيجان مع إسرائيل عقدا مع إحدى الشركات الإسرائيلية لإنشاء مؤسسة مشتركة لإنتاج طائرات من دون طيار، وتعود 51% من هذه المؤسسة إلى أذربيجان. في أيار من عام 2008 قام وزير الزراعة الإسرائيلي شالوم سمحون بزيارة إلى باكو، حيث روى المشاركون الإسرائيليون في المفاوضات كيف وصف (الرئيس الأذري إلهام) علييف بدقة العلاقات الثنائية بأنها "جبل جليد يتوارى 90% منه بعيدا عن أعين الدخلاء". وهذا صحيح تماما، إذ أن باكو توازن علاقات الصداقة مع إسرائيل بالتزاماتها في منظمة المؤتمر الإسلامي. ولذا فإن أذربيجان لم تفتح سفارة لها في إسرائيل، وبسكينة (ولو بضعف) تنتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، وهي حريصة بجميع الوسائل على عدم إثارة غضب إيران. وتساند على الصعيد الدولي خط منظمة المؤتمر الإسلامي، بما في ذلك خلال عمليات التصويت في الأمم المتحدة، الأمر الذي كان سببا في "سوء الفهم"، لكن الدبلوماسيين الإسرائيليين لا يستخدمون هذا التعبير، وهم يعترفون بأنهم لا يحاولون ممارسة ضغوط على أذربيجان في هذه المسائل. فالأمر يتعلق بالسياسة الأميركية، لأن أذربيجان تحاول (وأحيانا بنجاح) اجتذاب اللوبي الموالي لإسرائيل إلى جانبها. لكن العلاقات المميزة بين البلدين لا تتمخض عن أي امتيازات للمستثمرين الإسرائيليين أو رؤوس أموالهم في أذربيجان (ملاحظة: بالكاد يجعل ذلك إسرائيل في مكان مميز بين الدول، التي يمارس مواطنوها الاستثمارات هنا. نهاية الملاحظة). نائب رئيس البعثة الإسرائيلية قال مازحا إن رجال الأعمال الإسرائيليين يفضلون الفساد الكازاخستاني . ففي كازاخستان يجب دفع رشا ضخمة لممارسة الأعمال لكنها عادة تتمثل في دفعة واحدة شاملة، أما في أذربيجان فطلبات الرشا لا نهاية لها. العلاقات الإسرائيلية-الأذربيجانية مبنية على براغماتية دقيقة وتقييم دقيق للشركاء. ومن الضروري لإسرائيل الحفاظ على أذربيجان حليفا ضد إيران، وكسوق ورأس جسر للأنشطة الاستخباراتية. ولتأمين هذا الهدف هيأ الإسرائيليون أنفسهم لتفهم النشاط الأذري في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي. أذربيجان مثل إسرائيل دولة محاصرة بجارات كبرى ونافذة وغير صديقة. ولذا تمتنع إسرائيل عن الضغط على أذربيجان في القضايا الثانوية للحصول على الأساسية. ومن الواضح لنا أن الجانبين حتى الآن راضيان بالكامل عن العلاقات الحالية". التصنيف سري قسم أوروبا، المستشار الاقتصادي والسياسي روب غارفيليك 07 كانون الثاني 2009
#حبيب_فوعاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر
...
-
نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
-
لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا
...
-
أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض
...
-
عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا
...
-
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
-
حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
-
من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
-
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
-
اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|