|
الحناجر والخناجر والفارق نقطة
محمد علوان العبادي
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 11:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(الحناجر والخناجر والفارق نقطة ) قد يبدو العنوان غريباً ، وقد يغدو المفهوم قريباً ، وقد قالوا بالعامية ( أن الحُقوق تحتاج للحُلوق ) ، ولتقريب المعنى قالوا (رب قول أنفذ من صول) ، فنحن أمام خيارين ، فإما أن نعبر عن همومنا ومطالبنا بطريقة حضارية وواعية ودعوة ساعية ، وإما أن نعطل عقولنا وننحاز للعنف. فأقول إن الحناجر أقوى من الخناجر، ومعيار القياس هو التأثير والاستمرارية والديمومة، واثر الحناجر يفوق جراح الخناجر، والفارق نقطة، كما أن كلام الحناجر يسمو وينمو ، بينما سهام الخناجر تفوت وتموت. فأيهما اسلم واسبق ؟ وأيهما أرقى وأشقى ؟ ، فلا تغضب ! وجادلهم ؟! لقد تقدم الجدال والحوار على القتال والشجار !!! وأكثر ما أثار حفيظتي جهل الشعار وعدوى السُعار ، فكلام الله حق والآية (27) من (سورة المائدة) تقول، ( لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ). لقد أراعتني تلك الخناجر الغادرة، وبدا لي ما سولت إليكم أنفسكم عندما أشهرتهم سلاحكم المسموم قصداً وعمداً، وشوهتم صورة الإسلام الحنيف والسلام العفيف، فالفاسد من افسد المشاعر بالمشاعر، وقتل روح الانتماء بعباءة الانحناء وانفصام الولاء. فبين التحريف والتخريف نقطة، فهؤلاء حرفوا الكلم عن مواضعه، وصاغوا المعاني بفهمهم الجاهل، وخرافتهم الهزيلة، فأعاقوا المفهوم وساقوا اللفظ المنظوم وحيدوا الجوهر والمضمون ، تذرعوا بالحدث وسارعوا للعبث ، فتارة ينادون بالإصلاح وتارة يحركون الفتن بالأقداح ، وساء ما كانوا يعملون. منذ متى ونحن نغرق بالجهل ؟ وضاعت الحقيقة بين الجد والهزل وسوء النقل ، وكيف لهؤلاء أن يلوثوا عقول أبناءنا، وقد جاسوا خلال الديار ، وعفونة عقولهم الأسنة تجوب الأمصار والأقطار، لقد آن الأوان لتعقيم الأفكار من تلك الوثنية الحمقاء ونعود ثانية لتفهم ما ورد من حديث بين هابيل وقابيل : هل في كلام هابيل استسلام للقتل ؟ لم يكن استسلاماً ، بل تجنبا للآثام وقال عليه السلام :«إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي»قال أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط يده إلي ليقتلني فقال:«كن كابن آدم». أين هؤلاء المارقين المتطرفين المتغطرسين وأفكارهم المعلبة المستوردة من هذا المفهوم وهذا المنهج السليم القويم ؟ وكيف يفهم هؤلاء المعادلة الإسلامية الإنسانية المبنية على التسامح وروح الإخاء والإيثار والرحمة. هؤلاء أصحاب القلوب القاسية والعقول المتحجرة ، مُتهَمُون بالفهم والفطنة والفراسة وفيهم من الغباء ما يملأ نصف هذه الأرض ، حتى الحجارة تهبط من خشية الله ، ويتفجر منها الأنهار، لكن هؤلاء اشد قسوة. يا أعزائي ، فالفارق نقطة فقط ؟!! تخريف وتحريف ، لا تنخدعوا بالمظاهر ، والمجاهرة بالسوء من صفات المنافقين الضالين ، أرأيتم الفوارق في كلمة عَقْلْ ، أحرفها ثلاثة (ع ق ل)، فلو أخذنا رأس الكلمة لأصبحت (ق ل) أي قل وهي (من القلة)،ولو أخذنا وسطها لصارت(ع ل) أي عل وهي (من العلة والعلل)ولو أخذنا أخرها لصارت(ع ق) أي عق (من العقوق)، فهؤلاء عقولهم مرت بأحد مراحل الحذف والنقص ، فحالُ فهمهم إما من قلة عقل ، أو من عقوق أو من علل. والحقيقة هو العقوق بالوطن ، فقد عقوا هذا الوطن وعقروا به وتمردوا عليه ، ولله في خلقه شؤون ، والله المستعان على ما يصفون. فاختلاط المفاهيم منزلق خطير ، وعلينا تعقيم المفاهيم والأفكار، فالمناعة الفكرية تتأتى من خلال الاطلاع والمشاهدة والمقارنة واخذ العبر والدروس ، والاستفادة من تجارب الآخرين وتوظيف أبجديات الفكر المنهجي البناء والخلاق. فالسلفية الجهادية كما يدعي أصحابها ، ليست إلا فكرا متطرفاً ، ذا مفهوم متخلف ومختلف ، ومسماها لا يتفق ونوايا أصحابها ، فلبسوا اسم السلف وتزينوا بسلامة الهدف ، واستعانوا بالشيطان ، فعندما عجزت شياطينهم ، نزلوا للساحة بأذقانهم دون تكليف أو تشريف ، فانكشف غطائهم وزال قناعهم ، فتعروا حتى العظم ، فعرف الجميع أن هؤلاء تكفيريون (أصحاب الفكر التكفيري المشئوم)، وفهمهم العاجز القاصر دفعهم نحو اعتبار الجميع كفرة وهم وحده البررة ، يا للهول يا دي النيلة ، فالمشهد أعاد لذاكرتي سوق عكاظ ، وكأننا في الجاهلية الأولى ، إني أرى أبا لهب والأزلام ، والأصنام ، الم يحطمها سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟ ، يا قوم ، يا أهل يثرب هل تقبلوا أن يتبرج هؤلاء تبرج الجاهلية الأولى بين ظهرانيكم ؟؟؟ فمفهوم السلفية الحقيقي اكبر من أن ينال منه هؤلاء ، ونقصد أهل السنة والجماعة ، وهنا نقف فالفرق واضح كالشمس ، السلفية ليست تياراً حماسياً ولا حزباً دنيوياً سياسيا ، منهجهم القرآن والسنة النبوية وما ورد عن السلف الصالح من صحابة المصطفى صلوات الله عليه ، فطاعة ولي الأمر عندهم واجبة ، لا يثورون عليه ، لا ينظمون المظاهرات ولا يشاركون بها ، ولا يحيكون المؤامرات ، ليسوا دمويون ولا يكفرون إلا بدليل شرعي، لا يثيرون الفتن ، لا يتغولون على المفاهيم أو يحرفونها، مراجعهم متسلسلة ومتوافقة ومنسجمة ، لا غرور ولا تغرير ، لا غلو ولا علو. لا تنزلقوا ولا تنجرفوا وراء الفكر الجاهل القاصر ، العاجز ، ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم !) ، ( وحقيق علي أن لا أقول إلا الحق ) وقد قلته .
#محمد_علوان_العبادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشفافية بين المؤامرة والمغامرة
المزيد.....
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|