|
حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريكا
واثق غازي عبدالنبي
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 06:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تمهيد:
لعل الكثير من ابناء العالم العربي والاسلامي لم يطلعوا إلا على وجه واحد من وجوه امريكا المتعددة، وهو الوجه الذي تعرضه لنا افلام وسينما هوليود، وهو الوجه اللبرالي المتحرر المنفتح، وربما الوجه اللاخلاقي من وجهة النظر العربية والاسلامية، ولكن هناك وجه آخر، وجه مخفي لم يطلع عليه اغلب العرب والمسلمين، وهو الوجه المتدين والمتطرف والعنصري لملايين من الامريكان، خصوصاً اولئك الذين يسكنون في الولايات الجنوبية وفي حزام البايبل (حزام الكتاب المقدس). أنه حقاً وجه مليء باحتكار الحقيقة وما يترتب عليها من تعصب وتطرف وعنف، وكذلك كراهية وتعالي واحتقار للمخالف لهم في الرأي أو العقيدة في كثير من الاحيان. هذه المقاله هي محاولة متواضعة جداً لالقاء القليل من الضوء على هذه الوجه الخفي البغيض في الشخصية الامريكية، وتحديداً شخصية الامريكي القاطن في ولايات حزام البايبل. ومن الجدير بالذكر اننا سوف نعتمد على مشاهداتنا الشخصية لهذا الوجه، وتجربتنا في التعايش والتحاور والاستماع لما يدور في بعض مناطق حزام البايبل هذا، لذلك سوف نكتفي بذكر بعض القصص والحوارات التي تُعرف القاريء على الوجه المحتكر للحقيقة في امريكا دون اللجوء الى المصادر المكتوبة، على الاقل في هذه المقالة فقط.
حزام البايبل:
البايبل (Bible) هو الكتاب المقدس لدى المسيحيين والذي يضم العهدين القديم والجديد. العهد القديم يضم التوراة ومجموعة الاسفار القديمة، والعهد الجديد يضم الاناجيل الاربع ومجموعة رسائل التلاميذ. وبذلك فأن حزام البايبل تعني حزام الكتاب المقدس. وهي تسمية تطلقها الصحافة الامريكية على عدد من الولايات المتدينة التي تقع جنوب ووسط الولايات المتحدة الامريكية لتشمل تقريباً أكثر من ثلاثة عشر ولاية من مجموع خمسون ولاية. هذه الولايات الثلاث عشر هي: (فلوريدا، ساوث كارولاينا، نورث كارولاينا، جورجيا، الباما، ميسيسبي، اركنساس، أوكلاهوما، تكساس، ميزوري، تينسي، كينتاكي، فيرجينيا). هذا فضلاً عن اجزاء من ويست فرجينيا، ايلينوي، واوهايو. اغلب سكان هذه الولايات من المتدينين المسيحين البروتستانت مع اقلية من الكاثوليك وبقية الطوائف والاديان. ومن الجدير بالذكر ان أول من استخدم مصطلح حزام البايبل هو الصحفي الامريكي هـ. ل. مينكين (H.L. Mencken) في عام (1924). قدم تشارلز هيتول (Charles Heatwole) في عام (1978) دراسة عرف فيها حزام البايبل على انه المنطقة التي تسيطر عليها اربعة وعشرون طائفة بروتستانتية أصولية، من بينها طائفة الكنيسة الانجيلية، والميثودست، وكنيسة المسيح، والبابتست، اللوثريون. والطائفة الاكثر انتشاراً في حزام البايبل هي طائفة البابتست والتي تضم بدورها عدد من الطوائف الفرعية اشهرها البابتست الجنوبي، والبابتست الوطني، والبابتست الامريكي. وطائفة البابتست عموماً هي من اشد المذاهب البروتستانتية احتكاراً للحقيقة، وبالتالي اكثرها تعصباً وتطرفاً وعنفاً. من الجدير بالذكر أن حزام البايبل هذا يلعب دوراً كبيراً في مجالات السياسة، والعلوم، والتعليم في امريكا، وهذا رائي يدعمه ويؤيده العديد من الباحثين والمفكرين في امريكا. ولعلنا سوف نقف عنده في مكان اخر من هذا الكتاب.
حوار مع صديقتي الأمريكية:
كنت احدثها عن احتمالية كون المسلمين على حق في إيمانهم بدين محمد، ولكنها كانت مصرة على أنه لا حق لديهم في اعتناقهم لدين جاء به رجل أدعى أنه تلقى الوحي من السماء في حين أن كل ما فعله هو اقتباسه لبعض ما جاء في الكتاب المقدس من قصص وشرائع واعاد ترتيبها لتنسجم مع طبيعة المجتمع الذي كان يعيش فيه، وقد ذكرت، أنه نجح في ذلك لأنه كان إنسانا ذكياً متفهماً لاحتياجات مجتمعه، ولكن ذكائه هذا لا يعني أنه كان نبياً أو على علاقة مع السماء. سئلتها، كيف تتأكدين من صحة ما تقولينه عن محمد وعن المسلمين؟ قالت أنا متأكدة تماماً، فقد جاء في الانجيل، أن الانسان الذي لا يؤمن بأن المسيح هو المخلص لخطايانا التي ورثناها عن أبانا آدم وأُمنا حواء نتيجة لمعصيتهم للرب، وان الإنسان لا منجي له من عذاب هذه الخطايا سوى إيمانه بالرب يسوع المخلص. سئلتها مرة أخرى، وكان غرضي أن أصل إلى نقطة محددة، وكيف تتأكدين أن ما جاء في الكتاب المقدس هو حقيقة مطلقة لا شك فيها؟ قالت انه كتاب حق، لا يمكن ان اشك فيه ابدا. فقلت: وكذلك يفعل المسلمون، انهم يرون في كتابهم القرآن كتاب حق لا شك فيه، وهم يعتقدون ان الدين عند الله الإسلام، وانكم المسيحيون اذا لم تؤمنوا برسالة محمد فانكم لن تنالوا جنة الله.. هذا ما يقوله المسلمون يا صديقتي.. انكم متشابهون في طريقة التفكير سواء كنتم مسيحيون أو مسلمون أو يهود أو بوذيون أو هندوسيون أو غير ذلك.. كلكم تعتقدون أن دينكم هو الحق وأن الآخرون على ضلال.. لذلك فان الحروب سوف تبقى قائمة والعداوة والبغضاء سوف تبقى ديدن البشر على هذه الأرض. صديقتي هذه كانت فتاة امريكية بعمر العشرينات، وهي مسيحية بروتستانتية متدينة، تواضب على حضور الكنيسة كل يوم احد، وتشارك في جميع نشاطاتها التطوعية، ومحبة جداً للمسيح، وهي طيبة تحترم الجميع وتحبهم، ولكن حبها للمخالفين لها في العقيدة أقرب إلى الشفقة منه إلى الحب، لأنها موقنه أن المخالفين لها سوف لن يحضوا بنعمة الخلاص من الخطيئة لعدم إيمانهم بالمسيح. عندما سئلتها، هل تستطيعين أن تقولي: ربما يكون المسلمون على حق في عدم اتباعهم للمسيح واعتباره الرب المخلص؟ قالت: لا .. لا استطيع ان اقول ربما، فهذه الكلمة تعني اني اشك بخلاص المسيح واضع احتمالية كون عقيدة المسيح على خطأ. قلت لها، لذلك أجد أن كل مشاكلنا تكمن في كلمة واحدة هي (ربما)، لو استطعنا أن نقول ربما لزالت كل الكراهية من قلوبنا ولاحببنا بعضنا البعض بصدق، وليس بطريقة الشفقة. وحواري هذا مع صديقتي الامريكية لم يختلف كثيراً عن حواري مع صديقي المسلم الشيعي الذي طلبت منه ان يقول عبارة واحدة وهي: ان المسلم السني الذي لا يؤمن بولاية علي بن ابي طالب ربما يكون له مكان في جنة الله. فقال لي: لا ابداً.. لا يمكن لأي إنسان لا يؤمن بولاية علي أن يدخل الجنة، فأبواب الجنة بيد علي، اعطاها له الله لانه يستحقها، وهذا هو فضل علي على باقي البشر. وكذلك فان حواري هذا لا يختلف عن حواري مع صديقي الوهابي السلفي الذي يرى أن الشيعة كلهم كفرة لأنهم يقدسون القبور ويذهبون إلى زيارتها وتقبيل جدران الاضرحة التي بُنيت حولها.
راندي الكورن وأحتكار الجنة:
ذات يوم، وانا في أمريكا، دعاني احد الاصدقاء الامريكان إلى بيت سيدة كبيرة في السن كانت تقيم حفلة على شرف مؤلف مشهور يدعى راندي الكورن (Randy Alcorn)، كان قد حظر في زيارة قصيرة إلى الولاية التي كنت اعيش فيها، وكانت هذه السيدة محظوظة جداً، على حد قولها، لأن هذا المؤلف قبل دعوتها. ولأن هذه السيدة مسيحية متدينة وصالحة، ولأن هذا المؤلف مختص بالكتابة عن الجنة وعن الحياة ما بعد الموت، فقد قررت أن تدعو عدد قليل من اصدقائها المقربين، وأكبر عدد من الطلاب غير الأمريكان القادمين للدراسة في جامعات هذه الولاية، وكنت أنا من بينهم، وذلك للإستماع إلى كلمات هذا المؤلف المشهور والتعرف على افكاره ومؤلفاته. بعد تناول العشاء، وبعد حوار قصير، رأيت من أحدى نوافذ البيت، سيارة فخمة سوداء اللون يترجل منها ثلاث اشخاص، سيدة ورجلان، عرفت فيما بعد ان احدهما كان المؤلف راندي الكورن، الذي استقبلته سيدة المنزل بترحيب واعتزاز بالغين. طلبت منا سيدة المنزل ان نجتمع في قاعة متوسطة الحجم، حشرت فيها المقاعد حشراً. قامت سيدة الدرا بتقديم الضيف الينا، على انه مؤلف مشهور جداً، لديه عدد كبير من المؤلفات، وانها غير مصدقة انه قد قبل دعوتها للحضور، فهو رجل مهم ولديه الكثير من الارتباطات، وان جدول اعماله مزدحم جداً، ولكن حضوره هذه الامسية يعد فضلاً وتدبيراً من الرب ليجعل هذا المؤلف ناطقاً باسم الرب ومبشراً بكلمة الخلاص يسوع المسيح. بعد تصفيق حار، جلس الضيف في كرسي واسع وجلس بقية الحضور من حوله. من حالفه الحظ وجد كرسياً، ومن لم يحالفه الحظ افترش الأرض تحت قدمي المؤلف المشهور، ومن رفض الجلوس بقي واقفاً مسندا ظهره إلى الجدار. بدأ راندي الكورن الحديث بالاشارة الى حياته ونشأته، ولكن بشكل مقتضب جداً، لينتقل بعدها إلى الحديث عن مؤلفاته، وسبب اختياره الحديث عن الحياة بعد الموت وعن الجنة في جميع تلك المؤلفات. ومن ثم طلب من الحاضرين طرح الأسئلة، وكنت اتوقع ان تكون الأسئلة بمستوى شهرة الضيف ومكانته، ولكنها للاسف جاءت هزيلة ومجاملة في اغلب الاحيان، وربما يعود السبب في ذلك إلا ان الكثير من الحضور لم يكونوا راغبين بازعاج الضيف أو صاحبة الدار باسئلة استفزازية. ولكن لكل قاعدة شواذ. والشواذ هذه المرة تمثل بصديق حضر معي. كان ملحداً، لا يعترف بالخالق ولا بالدين. وقد رفع يده استئذاناً في طرح الاسئلة، ولاني اعلم جيدأ قدرته الكبيرة وولعه في الجدال، فقد قلت في نفسي، بدأت الاسئلة الحقيقة، ولنستعد للمعركة الكلامية، ولنرى ماذا سوف يكون رد فعل صاحبنا المؤلف المشهور المختص في شؤون الجنة. بدأ صديقي هذا بالسؤال عن بعض التفاصيل الخاصة بوصف الجنة وابعادها وموقعها ومكان الله فيها، وجاءت اجوبة الضيف لتؤكد استحالة معرفة الاجابة على مثل هذا الاسئلة، بعدها بدأ صديقي بطرح اسئلته الحقيقية والتي كان من بينها سؤال مهم جداً لفت انتباه الحاضرين جميعاً ووضع المؤلف في وضع محرج خصوصاً مع وجود عدد كبير من الضيوف ومن مختلف الديانات. السؤال هو: هل هناك مكان في الجنة لغير المسيحين؟ هل هناك مكان في الجنة مثلاً لليهودي أو المسلم أو البوذي؟ فجاء جواب المؤلف، بعد تردد كبير: (لا بالتاكيد، ليس هناك مكان لغير المسيحين المؤمنين بخلاص المسيح الفادي، الذي جاء ليحمل خطايانا بموته على الصليب). واضاف قائلاً: (ولكني اشعر بالأسف لعدم ايمان أتباع بقية الديانات برسالة وخلاص المسيح، واتمنى أن يلحقوا بركب المؤمنين بخلاص المسيح حتى يكون لهم مكان في جنته). كانت تجلس إلى جواري سيدة عربية سمعتها تتمتم بسخرية، وباللغة العربية، حتى لا يفهما بقية الحظور: (كنت أضن أن صلاتي وصومي طيلة السنوات السابقة من عمري سوف يصلان بي يوماً ما إلى الجنة، لكن هذا المؤلف خيب أملي، إذ انه لا مكان لي في الجنة، رغم كل اعمالي الصالحة، إلا بالايمان بالمسيح كرب مخلص وحامل لخطايانا، وأنا اؤومن فقط بان المسيح هو نبي ارسله الله رحمة للناس.. كم انا مسكينة). هذه صورة واحدة صغيرة جداً من صور احتكار المسيحيين البروتستانت للحقيقة والجنة، فمثل هذه الجلسات امر شائع جداً ومئلوف للغاية في أمريكا، خصوصاً في منطقة حزام البايبل.
موقف المتدين الأمريكي من غاندي:
كنا عائدين أنا وصديقي الامريكي من الكنيسة يوم الأحد، وكنت قد اعتدت على الذهاب معه لغرض الاستماع والتعرف مباشرة على الأفكار التي تروج لها المؤسسة الدينية في منطقة حزام البايبل. وكان حديث الواعظ في ذلك اليوم عن ضرورة الولادة الجديدة عن طريق الايمان بالمسيح كرب مخلص. وأن هذه الولادة تنقل صاحبها من حياة الظلام إلى حياة النور. وأن الكثير من البشر يعتقدون أنهم يحيون وسط النور لمجرد أن اعمالهم صالحة في هذه الدنيا، ولكن هذا غير صحيح من وجهة نظره، فالأعمال لا تبرر الفرد وتجعله مستحقاً لنعيم الجنة، ولكن الولادة الجديدة عن طريق الايمان بالمسيح هي التي تؤهل صاحبها لنيل الجنة ونعيمها. وفي طريق عودتنا من الكنيسة قال لي صديقي: (كنت أفكر بغاندي عندما كان القس يتحدث عن ضرورة الايمان بالمسيح وعن الولادة الثانية لنيل الخلاص). وقد كُنا قد شاهدنا فلم (غاندي) قبل أيام قليلة. فسألته: (وما العلاقة بين غاندي والايمان بالمسيح والولادة الثانية). فقال: (إن غاندي إنسان صالح وبذل كل حياته لأجل تحقيق السلام ونبذ العنف والحرب، وعمل على تحرير الهند عن طريق المقاومة السلمية غير العنيفة، ولكنه للأسف لم يكن مسيحياً، ولم يؤمن بخلاص المسيح، ولم يولد ولادة جديدة، ونتيجة لذلك كله فأن غاندي لا مكان له في الجنة). إن فكرة التبرير بالايمان أو الخلاص بالمسيح وليس بالأعمال هي التي جعلت البروتستانت لا يكترثون بكل العظماء والمفكرين والمخلصين في هذا العالم والذين قدموا للبشرية الخير والسلام لمجرد أنهم لم يكونوا مسيحيين، أو بالاحرى بروتستانت، بمعنى لمجرد أنهم لم يؤمنوا بالمسيح كفادي ومخلص لهم من خطيئتهم الأصلية. هذه الفكرة جعلت الكثير من البروتستانت أيضاً مجرمين عقائديين يمارسون العنف والتحقير والأزدراء ضد الآخر المخالف لهم. وهي الفكرة التي جعلتهم يشعرون بالتعالي واصابتهم بالغرور. وهي أيضاً الفكرة التي جعلتهم يحتقرون العلم والعلماء والمصلحين ويقللون من شأنهم ويستهزؤون بهم وبأفكارهم لمجرد أنهم غير بروتستانت. وهذا ما لمسته بنفسي من خلال معايشتي للبروتستانت واستماعي المتكرر لمواعظهم في أيام الاحد وغيرها، ولربما يكون لنا وقفة أطول مع هذه الموضوع في مقالة أخرى. من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن فلم (غاندي) قد أُنتج عام (1982) إلا اني وجدت عام (2010) أن الكثير بل أغلب الامريكان في الولايات المتدينة الثلاثة عشر الواقعة ضمن حزام البايبل لم يشاهدوا هذا الفلم. وربما يعود السبب في ذلك إلى أن هذا الفلم لا ينسجم مع توجات الرأي المتطرف والمتشدد في شخصية المسيحي البروتستنانتي البابتستي. فالفلم يهدف إلى اشاعة ثقافة اللاعنف التي لا يقبلها المتدينون في هذه الولايات. فضلاً عن ذلك، فان غاندي رجل غير مسيحي، وبالتالي فان جميع اعماله الصالحة لا تشفع له يوم الدينونة ليحصل على مكان ولو صغير جداً له في جنة الرب، وذلك ببساطة لأن هذه الجنة ووفقاً لعقيدة المسيحي البروتستانتي مخصصة فقط للمؤمنين بالمسيح كرب ومخلص.
الخلاصة:
حاولنا في هذه المقالة ان نلقي القليل من الضوء على شخصية الأمريكي المحتكر للحقيقة في حزام البايبل (حزام الكتاب المقدس) الذي يحتل اغلب الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة الامريكية. وهذه الشخصية الامريكية تدعي لنفسها احتكار الحقيقة والجنة معاً، أي انها تحتكر لنفسها الحقيقة الدنيوية والحقيقة الاخروية. وقد استعرضنا بعض من هذه الشخصيات ابتداءً بالمواطن الامريكي العادي مرورا بالمؤلف راندي الكورن وصولا إلى رجل الدين المتخصص الذي يوعظ الناس في الكنيسة قائلاً لهم أن الاعمال الصالحة لا قيمة لها مادام صاحبها لا يؤمن بالمسيح كرب ومخلص. إن المسيحي المحتكر للحقيقة لا يستطيع ان يقول كلمة (ربما). ربما ان يكون اليهودي على حق أو ربما يكون المسلم على حق. إن الحقيقة في نظر الأمريكي البروتستانتي (خصوصا البابتستي) هي ملك له وحدة بنسبة مئة بالمئة، وأن الآخرين لا يملكون حتى واحد بالمئة منها. وهذا الاحتكار في شخصية الامريكي البروتستانتي تجعله شخصاً متعصبا ومتطرفا وعنيفاً. وهي شخصية لا تختلف عن شخصية اليهودي أو المسلم المحتكر للحقيقة. فكلهم يدعون أن الجنة من حقهم وحدهم وأن الجحيم مصير المخالفين لهم. ولعل الصواب في أن يقول الجميع أن الجنة ملكٌ للرب يمنحها لمن يشاء من خلقه ولا يحتكرها اليهودي، ولا المسيحي، ولا المسلم، ولا أي إنسان على هذه الأرض.
#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد فكرة المقدس
-
عقائدنا من صنع المحيطين بنا
-
العقيدة الدينية ومنهج الشك
-
في معنى الدين والتدين
-
مجرمون ولكن لا يشعرون
-
أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو
...
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|