أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - امراة النرجس للشاعرة التونسية منى بسباس السلامي














المزيد.....

امراة النرجس للشاعرة التونسية منى بسباس السلامي


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


ان دراسة مجموعة شعرية جديدة لاتعني الاطلاع عليها من خلال القراءة المكثفة والمتكررة وحسب , بل معايشتها ومعاناتها .. حيث في كل نص شعري جميل وفريد تنساب سيولة جمالية خبيئة ادخرت لك وحدك , ان كنت قادر على استشفاف عذوبتها نصف الصامتة , ومن ثم اظهارها للناس لكيما يساهمونك رؤياك .

في هذه المجموعة " امرأة النرجس " للشاعرة التونسية منى بسباس السلامي - الصادرة بدمشق باللغتين الفرنسية والعربية , عن دار انانا - تشرق القصائد بين طقوس التجربة الانسانية كأنها طقوس قريبة من أوردة عميقة نتلوها في خرائط الشوق والحب والمعاناة , مبالغة قليلا ومتعاطفة كثيرا في تعدديتها , في إضافات تملك الرغبة في قول مختلف . وهي في قصائد المجموعة تضعنا في المنطقة المحرمة , منطقة الرأس الذي يقول كل شيء منطقة الهواجس والأفكار والتجارب الحقيقية والتطلعات المتخيلة بصدق صادم :
" نفضت ذاكرتي بلطف كما اعتدت أن افعل مع سجادتي الفارسية العتيقة
بأطراف أناملي برفق شديد خوفا من تلاشيها و انمحاء رسومها القديمة الرائعة أو ذبول بريق ألوانها الشرقية عبر الزمن
الزمن انا أنكر هذه الكلمة وأزجها مجددا من حيث أتت
من والى عالم اللاوعي
و من دون حسره أو ندم أفارقها وانفيها إلى النسيان مع من يحبون نشق غبار اللحظات الميتة
أو غبار فجوات الذاكرة الذي يعتلي رفوف وجودي الحزين و يرمق من علو سنواته الماضية سجادتي الفارسية العتيقة
التي نذرت نفسها للصمت و العفة للبقية المتبقية من وجودي و وجودها
لكن ذاكرتي تتصارع وحيده مع أطياف ساحة حرب قد محا الزمن آثارها "

" امرأة النرجس " هو كتاب ، كلماته تأتي من المطارح المصابة بالأوجاع القصوى، حيث لا يكفي الألم وحده للوصف. هنا الألم يعثر على ضالته في العدم، في شعرية العدم أعني، وهو في كتابة الغياب يعرف كيف يصنع لهذه المجموعة الشعرية تألقها

لا نحتاج الكثير من العناء في التقاط المشاهد للاستدلال على مهمة القصيدة في سعيها لإثبات مقولة الحقيقة والحاجة الانسانية للسلام والحب , فلو فتحنا المجموعة كيفما اتفق لطالعتنا بهذه المهمة :
" صوت غير مألوف لمطر يسقط فوق أرضيه شرفتي
له وقع حمام ينعش فتوه
ينقي الأجساد و الأرواح المضطهدة
يمحي داخلها المخاوف و الأحزان
ثم يرمي بأفكاري من جديد في سبات لذيذ
كان ذلك يوم أحد حزين
مطر اذار يغمر وحشتي ويخنق عبراتي
يشعل مجددا ألامي الدفينة تحت ركام صداقاتي الباليه
مطر طهر و نقاء
ماء غير منتظر ,غير مرتقب , هو بلسم لكل جروحي المهملة الغائرة
وربما هو افتداء لي من كل النزوات الماضية .. و القادمة أيضا لما لا..
مطر غريب , غير مرتقب , في خضم هذا الأحد الحزين
يأتي بغتة لتغيير منظر لوحتي المألوف
مطر مفاجئ
ماء لحديقتي الحزينة الموحشة "

نجد أننا, أمام النص المحمّل بالدلالات, , التي تحاول أن تُثبت منظراً تراه الشاعرة, لا باعتباره موضع سقوط عين الشاعرة على بقعة ما, بل باعتباره "باباً" الى العالم, هنا, فإن القصيدة على رغم كثافتها الشديدة تقدم لأعيننا وأرواحنا وأذهاننا, هذا الباب الواسع الى العالم المملوء بالتناقض, والذي تحيا فيه البراءة لصق الجريمة والفرح بجانب الألم والمتعة قرب الهلاك :
" صداقه وليده صدفه
فراق خلق من فضاء
حب لقيط لغضب جامح
عشق كلمات لقلوب حاقدة
متعه قواف منحوتة على جلودنا
خوف من تراتيل مملة تهشم أنغامنا
ضياع سوداوي ميت لزمننا
ميلاد بارقة صغيره من أحلامنا
كانت تائهة عن أشعارنا "

ينطوي نص منى بسباس السلامي على خبرة روحية , خبرة تاتي عادة من نوع من هلاك حسي , حيث يأتي النص من رماد هذا الهلاك ذاته فيصبح الشعر هنا تجديدا للروح ولمعنى الابداع



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاصيل البليغة للفراغ
- ‏‏ السينمائي السوري محمد عبيدو ل وقت الجزائر : التجارب السين ...
- فيلم -بين الجدران- للفرنسي لوران كانتيه بين الوثائقي والتخيي ...
- المخرج الهندي - غوفيند نيهالاتي - : السينما المتميزة تقدم اف ...
- أسر الفتنة العابرة
- خوان غويتيسولو المراكشي الاسباني : عملي يكمل اسبانيا ما كتبه ...
- سؤال الحقيقة
- سينما براديسو : حنين الذاكرة لزمن جميل
- المخرج السينمائي الفنزويلي رومان تشالباود : في اعمالي رسم لل ...
- الراحل المبدع أسامة أنور عكاشة : الفن اعادة تشكيل للواقع من ...
- المخرجة السينمائية الاميركية شاي فازارهيلي : صانع الفيلم ليس ...
- جسد يخطو نحو نار
- فيلم - تجارة - عالم مخيف لتجارة الجنس عبر الانترنيت
- المخرجات السينمائيات الجزائريات -1
- المخرج التونسي ناصر خمير
- السينما الهندية الجديدة
- سيرجي بارادجنوف أفلامه أساطير خالدة
- (( لونٌ هجراتي ))
- كيتانو تاكاشي يعبر بأفكاره بصوت عالٍ عما يقوله الآخرون بصوت ...
- الفيلم الامريكي -الزائر - و قضايا الهوية والهجرة وتقاطع الثق ...


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - امراة النرجس للشاعرة التونسية منى بسباس السلامي