أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - العفو الملكي














المزيد.....

العفو الملكي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


العفو الملكي
بعد انتظار طويل أطلق سراح بعض معتقلي الرأي بعفو ملكي، وبذلك تكون الإشاعات بهذا الخصوص التي سبقت هذا العفو بأسابيع قد أصبحت يقينا. وإذا كان البعض، من سياسيين وتنظيمات، قد ارتاح لهذا العفو الملكي فإنه بالنسبة لي يبقى سبب هذا الارتياح غير واضح بل إني لا أرى لذلك ضرورة على الإطلاق، وذلك لأنه لم يشمل كل المعتقلين السياسيين، كما أن هذا العفو جاء مخادعا ودجالا لامتصاص الغضب الذي يعم الشارع المغربي ويستحوذ على غالبية الجماهير الكادحة. فالعفو الملكي، الذي يتغنّى به البعض من سياسيين وإعلاميين رسميين وشبه رسميين، صدر في حق المعتقلين الذين أتموا المدة المحكوم عليهم بها ولم يفضل منها غير بضعة أشهر عددها أقل من أصابع اليد الواحدة وربما هذا ما جعل الناشط الحقوقي الخياري يرفض مغادرة السجن لولا ضغوطات أهله عليه. والجدير بالذكر أن العفو لم يتطرق لمعتقلي اليسار المغربي أو أعضاء حركة 20 فبراير الذين وصلت مدتهم المحكوم عليهم بها إلى مائة سنة.
ماذا يعني العفو؟ إنّ العفو لا تفسير له لغويا وسياسيا إلا أنّ المعفو عنهم مذنبون والتهم في حقهم ثابتة بالدليل والبرهان، لكن طيبوبة ورحمة القصر كبيرة لحد المغفرة لهم ولزلاتهم وذنوبهم ومنحهم فرصة ليعيدوا ترتيب نظام حياتهم وتغيير توجهات أفكارهم مع الاعتراف بأنّ الطريق الذي سلكوه كان غير سليما وأنهم قد اهتدوا إلى الصراط المستقيم. قد نقبل هذا التوجه لو أنّ السلطة أثبتت تورط من عفت عنهم في القضايا المتهمين بها سيما وأنها قضايا خطيرة تتعلق بالتطرف الفكري والإرهاب، لكن هذا لم يحصل. لذلك أرى أن هذا العفو الملكي يأتي كحل لخروج السلطة من الورطة، التي أغرقها فيها انعدام الرؤية المتبصرة وقصور كفاءة من كلفوا بأمن الولة والشعب، والحفاظ على دم وجهها دون مراعاة دم وجه المواطنين المتهمين بتهم ثقيلة زاد العفو الملكي ترسيخها في حقهم.
لست هنا بصدد الدفاع عن السلفية الجهادية ولا أي تيار كيفما كانت عقيدته، إني أحاول توضيح النفاق المخزني ومحاولاته امتصاص ثورة شباب 20 فبراير الهادئة بتمثيل مسرحية النزول عند مطالبهم. والواقع أن النظام استغلها للخروج، بشكل مشرف له، من ورطة قضية ما سمي بالسلفية الجهادية ومجموعة بليرج حيث لم يستطع إتباث التهم الموجهة للتيارين.
المعتقلون السياسيون لا ينتظرون عفوا من أحد حتى لو كان هذا الأحد هو عاهل المغرب. ما يريده معتقلوا الرأي بالمغرب، على مختلف أطيافهم، هو إعادة النظر في قضاياهم الملفقة وتبرئتهم منها حسب القانون ومعاقبة كل من شارك في تلفيق التهم لهم وتعويضهم عن كل يوم قضوه وراء القضبان ظلما وعدوانا. فعملية إنصاف معتقلي الرأي بالمغرب هي إحدى الدلائل على رغبة النظام الحقيقية في التغيير، أما العفو فهو مسرحية لم تعد تنطلي حتى على المراهقين فبالأحرى أن تتيّه السياسيين.
المغرب مقبل على تغييرات مهمة، وهي على الأبواب، ولن يفلح فالح في التصدي لها أو حتى الركوب عليها بهدف تحريفها. هناك حل واحد أوحد أمام النظام هو الاستماع بأذن صاغية لمطالب الشعب عبر أصوات حركة 20 فبراير والانصياع لها بالرضوخ والإدعان لنظام الملكية البرلمانية على الشاكلة البريطانية أو الإسبانية أو البلجيكية أو..أو.. لأن الملكية من طراز الدولة الوهابية تحتضر ولا مستقبل لها، فقد حانت ساعتها ولن تنفعها أية عملية إنعاش، فلكل أجله في هذه الدنيا وأجلها قد جاء وعليها قبوله ما دامت تؤمن بالقضاء والقدر. فالعالم الحديث ليس فيه مكانا لأنظمة الحكم المطلق والفردي ومن لم يع هذه الحقيقة، وإن كانت مرة بالنسبة له، فمصيره لن يختلف عن نهاية بن علي أو حتى مبارك. بالطبع لست عرافا ولا أعلم الغيب، لكن معطيات التحولات في العالم تشير إلى نهاية نماذج الحكم الفردي والشمولي حيث أنها لم تعد تقضي حاجة أقوياء هذا العالم. وقد سبق وأنذرت النظام في السادس والعشرين من مارس سنة 2010 في نص تحت عنوان "واعتصموا" نشر في الحوار المتمدن ومرايا بريس ومغرس. لكن هيهات أن ينتبه من يعتبرنا حشرات إلى ما نقوله أو نكتبه، فنحن بالنسبة له دون مستوى انتباهه إلى أن يظهر في عاصمتنا ميدان تحرير بنكهة مغربية وما أدراك ما النكهة المغربية.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي
- لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب
- الملك ما فهمناش
- أريده عيدا لها
- يس و.. حركة 20 فبراير
- هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
- كل شيء في أوانه
- أضعف الإيمان
- ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل
- الحكم للقارئ
- مطالب الشعب وردود النظام
- تحية للأمير الوطني
- 20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
- هو الشعب..
- مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - العفو الملكي