أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -














المزيد.....

عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


العروض المسرحية العربية من منظور التحكيم
د. أبو الحسن سلام
باستعراض ما عرض علينا من تسجيلات لعروض مسرحية في إحدى مسابقات نيل جوائز تعمل بعض الأنظمة في بلادنا على تقديمها حضا على النهوض بفنونها
وجدنا عروضاً لا ترقى ، وعروضاً ترقى ولكنها عروض أنتجت من نحو عشر سنوات ، بعضها اتخذ منحى رومنتيكياً مثل (شهقة الطين) مركزاً على جماليات الحركة على اعتبار أنه يتعرض لأسطورة الخلق. وبعضها اتخذ منحى الكباريه السياسي من حيث المغزى مغلفاً بعرض درامي موسيقي مثل (مسرحية رمزية جداً جداً) ، وبعضها اتخذ منحى التعبير الجسدي الصامت أو منحى تعليميا استند إلى أسطورة شعبية للأطفال غير أن هناك ثلاثة عروض جديرة بالالتفات لمنظورها الحداثي من ناحية ، ولطوافها غير المباشر حول قضايانا الوطنية والقومية ، دون أن تفقد حرارة الفن أو دفقة إيقاع العصر أو رعشة موسيقى الأحاسيس التي تنسرب عبر وجدان المتلقي ، فضلاً عن بساطة التعبير الأدائي تمثيلاً وحركة تعبيرية بلغة الجسد وغناء درامياً في تساوق يسرى في منظومة العرض وصولاً إلى اكتماله الفني درامياً وجمالياً وهي دون ترتيب :
• عرض (البيادق) – عراقي
• عرض (المهمش) – أردني
• عرض (القناع) – أردني
فإذا خيرت بين أحدها ليفوز بالجائزة الأولى فإني أرشح عرض المهمش لتوظيفه لعناصر مشتركة ما بين فن المسرح وفن السينما ، ولقدرته على صوغ مفرداته التي تصب في إطار المسرح التسجيلي دون مباشرة أو علو نبر محققاً جمالياته المتفردة.

لمحة تأملية حول العروض الأربعة

ومع أنها ربت على خمس وعشرين عرضا إلاّ أنني توقفت عند أربعة عروض شبابية لأربعة مخرجين واعدين ، مع أن من بين العروض المجتمعة عروضا عالية القيمة فكريا وفنيا لمسرحيين كبار من جيل سابق أخذ حظه وحفر اسمه في سجل المسرحيين العرب ، ولذا فقد آثرت أن أكتب عن أربعة عروض لثلاثة مخرجين من جيل الشباب ، أحدهم عراقي والآخران أردنيان .

* العرض الأول :
(البيادق) – عرض عراقي لعماد محمد-

عرض قائم على التجريد ، تتداخل فيه فنون التعبير الحركي الدرامي بلغة الجسد والصورة السينمائية والتكوينات الأدائية. والعرض مقصور على ممثلين شاملين مدربين على فنون الأداء المسرحي تدريباً عال المستوى.
والعرض يشخص طبيعة الصراع السياسي والعرقي في ظل دعم الاحتلال العسكري الأمريكي البريطاني وسياسة الفوضى الخلاقة. على أن العرض لا مباشرة فيه ، كما يتميز ببلاغة التعبير المسرحي ببساطة فضلاً عن تمتعه بجمالياته الخاصة ، التي تلعب فيها الإضاءة المسرحية بديلاً للديكور ، الذي خلا منه هذا العرض تلعب دوراً بالغ التأثير بما يخلق للعرض هويته التجريبية الخاصة.


العرض الثاني
(المهمش) – عرض أردني لمحمد خير –

تتمحور مقولة هذا العرض الأساسية حول فكرة الاحباط القومي على مر العصور؛ وفي سبيل تحقيق تلك المقولة ينطلق العرض من مشهد ثابت في داخل إطار كبير في خلفية فضاء المنصة المسرحية يتشكل فيه على هيئة تكوين جمالي بعض شخوص مسرحية تتخذ هيئة تماثيل تمثل شخصيات من عصور أو عهود مختلفة ؛ وتضفر هذه المقدمة الدرامية بخلفية سينمائية مصورة لشخص وامرأة يقودان حماراً يخترقان به الصحراء ، يقابل تلك الصورة صورة تشخص الصورة السينمائية السابقة تشخيصاً حياً ، حيث يقفز خارج الإطار الخلفي تمثالي رجل وفتاة وبينهما هيكل حمار. وهو ما يخلق حالة تماثل جمالي ودرامي تكشف عن روعة استهلال يمسك بها العرض طرف الخيط الدرامي لرحلة الإحباطات التي عاشها عالمنا العربي مؤكداً على تلك الفكرة بما يشبه وضع خط أحمر أسفل عبارة مسجلة مصاحبة للصورة الحركية المعروضة على شاشة خلفية:
"ص.الأب: أي بني .. إن والدك ووالد والدك قد أحبطوا جميعاًَ ،
لأنهم أساؤا استخدام معاركهم ،
وإني أوصيك أن تحسن استخدام معاركك " .
ينسج العرض منظومة درامية مسرحانية بانورامية بجماليات فيها من الإدهاش ما يبتعد بالعرض عما يعرف بالفرجة النائمة.

العرض الثالث
(قبعتان في رأس واحدة) - عرض أردني لحسين نافع -

تتعرض لازدواجية أنظمة الحكم في المجتمعات الشمولية فللحاكم وجهان كلاهما يتظاهر بما يناقض الآخر . فشخصية الحاكم منفصمة ؛ حيث تسود فكرة التآمر ، تآمر الحاكم نفسه على نفسه.
الشخص أو الصوت المسلح ناعم الحديث ، يتشدق بشعارات الديمقراطية ويتمتع بعبارات لينة بينما الشخص المتزي بالزي المدني عالي الصوت ، حاد اللهجة متناقض (يحب بيتهوفن ويحب نانسي عجرم في آن واحد) .

العرض الرابع
(القناع) - عرض أردني لمجد القص –
هياكل معدنية ذات خطوط هندسية وأشكال مركبة متعددة بحيث يتشكل كل هيكل منها منه شبه منحرف ومثلثات ومستطيل صغير ومستطيل أطول يتم توظيفها كعناصر مرئية لتعبر عن قفص لحيوان إذا ما ركعت فيه إحدى النساء أو حيز تسجن فيه المرأة واقفة أو مسكن أو إطار لها . كما يتشكل من جمع هيكلين منهما حرف (W) في وسط تكوين معدني طرفه من يمين ومن يسار يتشكل في حرف (M) . وبوجود امرأة ورجل بداخله تصبح الدلالة إلتحام أو تقيد حرف M وهو من Man رجل ، وحرف W وهو من Woman ليحصل المتلقي على دلالة أشمل هي قيد أو سجن الذكر والأنثى ، فعلاقتهما معاً هي نوع من الجبر الوجودي. فالمرأة مقيدة إلى نوعها والرجل مقيد إلى نوعه ، وعلاقة الذكر بالأنثى تشكل قيداً جبرياً أكثر تركيباً أو تعقيداً. وبتكرار تشخيص تلك العلاقة بينهما داخل أطر معدنية متفاوتة الأشكال والأحجام تتنوع علاقة الرجل بالمرأة مع اختلاف العصور والأجواء التي تلعب الإضاءة المسرحية دوراً بارزاً في تجسيدها ، كما تلعب الأقفاص الهندسية المعدنية دوراً في تأكيد برودة العلاقة بين الرجل والمرأة على اختلاف الروابط التي تربط بينهما . والعرض قدم من قبل ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2007.



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الأداء في المسرح الشعري بين التمثيل والغناء
- حسن عبد السلام مخرجا مسرحيا
- الرفيق الخيالي ومسرح الطفل في عصر العولمة
- على هامش ثورة التحرير
- هوامش التحرير - دردشة سياسية -
- سينوجرافيا المسرح (1) بين التمحل والتأصيل المنهجي
- وماذا بعد
- دردشة سياسية على الطريقة المصرية
- ما قبل الإسكندر
- دردشة را/قدت ..مدينة الإسكندر
- نقاب فرويد
- المثقف والموقف
- الممثل وجماليات التعبير بالجسد
- تمثيل دور مسرحي وفق منهجين
- فنون المسرح بين الهواية والاحتراف
- زمن شويكار وبهجت قمر
- بديع الكلام المصري
- برومثيوس الأسود في قيود الحرية
- مسرح باكثير بين التسجيلية ودراما الأوتشرك
- المعارضات المسرحية في عصر العولمة


المزيد.....




- مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق 
- نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني ...
- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد
- كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
- عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
- مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE ...
- عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
- -الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي ...
- -الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202 ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -