الإنسان المقهور
محمد كوحلال
2011 / 4 / 8 - 22:02
الإنسان المقهور
ذ محمد كوحلال
في بلاد العجم الإنسان قيمة لا تقل عن قيمة عن الذهب
في بلاد يعرب آل يخرب الإنسان قيمته تساوي خردة
الإنسان الذي يفكر دوما في تخلفه و فقره , و أوضاعه المقلقة تجعله ينسجم و يعيش عالما تحت ضلع الانزواء و عدم الحركة. مطأطأ الرأس سيكون حتما من الساجدين للقدر و للعالم الآخر خارج أسوار بيئته. مهزوما خانعا يرجو الاستكانة , لان العالم كله ضده و من تم يصبح هذه الإنسان عاجزا عن مسايرة عصره , و هو شاب اشتد عظمه و صار في بداية عهده . فورة شبابية و طموح , لكن مع توالي الأيام سوف يصطف إلى من سبقوه حيت تلال من الإحباط تحيط به و تسجنه تحت سقف محراب التخلف , بل قد يصبح أميا في عصر النت و الفضاء, جاهلا في عصر العلوم, محدود التفكير , فقيرا في عصر الاستهلاك و الرأسمالية المتوحشة , جامدا في عصر الحركة, لا يقدر البتة على الانطلاق, خرافيا متواكلا على القدر , راضيا على نصيبه في الحياة و قسمته الغير العادلة.
يرضى هذا المراهق, كما يرضى أيضا الشاب اليافع في نفس البيئة بالقسمة, هم راضون لأنهم لا يقدرون على معاكسة أو التحرش بالقدر .
نماذج بشرية صارت ضعيفة مع ان لها من القوة ما يعينها على تغيير الأسود بالأبيض, لكن تظل روابط الغيبيات و التقاليد تكبل تفكيرهم و ترغمهم على تقبل القسمة الإلهية , و تقبل الظلم و الخنوع و التواضع في زمن الفخر و التباهي و الاعتزاز بالنفس خلال احلى فترة في الحياة و هي فترة الشباب.
لا مجال للاندماج في المجتمع لهؤلاء الأصناف من البشر , لا مكان لهم بين بني جلدتهم من لهم الجاه و المال و النسب و الحظ .لان الفقر عائق بينهم و بين العالم الآخر .
هم واهمون أي نعم ,لا مال لهم , تفكيرهم مشلول , كل النقط السوداء تعشعش في عقولهم و تؤلم بواطنهم. حلقة بشرية متوفرة في كل الأقطار التي يغلفها الظلم و ...الذلمقراطية... في غياب الديمقراطية الحقيقة .
خارج ذالك المحراب اللعين , يمكن أن يعود الأمل و يذوب اليأس إن شمر هؤلاء على سواعدهم , و هبوا لتغيير الوضع الداكن القاتم, لم يكن الفقر يوما ما عائقا أمام المواهب و لا أمام فرص الحصول على القوت بكرامة .
الفقر من مكونات طبيعة الحياة , لكن لا يجب أن يمس الفقر تفكير الإنسان المقهور و إن كان يعيش في منخفض اجتماعي فذالك لا يمنعه في المطالبة بحقوقه من الدولة , الشغل ,المساواة, جودة التعليم ,التطبيب, المنح الدراسية داخل و خارج مسقط رأسه ...الخ.
هكذا ودواليك سوف يعود صاحبي الحزين إلى العالم الحقيقي المنطقي , ان اخذ المسلك الصحيح و مارس ثورة اجتماعية صحيحة ,دون رواسب سامة من خلال أفراد يسألون مصالح سياسية على حساب الثوري الغضب المقهور , الذي يسأل القوت و الكرامة و العمل. فإن اختلطت الحلقتين, وقع الانفجار , لان السالب و الموجب ,عند علماء الفيزياء هما عدوين لدودين.
ليس من المعقول أن ينتظر الشباب الضائع وردة من السماء قد تأتي و قد لا تأتي, ذالك هو لب التخلف و الجمود الفكري.
البؤس غلالة لا يجب أن تستولي على الإنسان و خصوصا الشباب , في عالم وصل فيه الأفراد في أقطار أخرى,إلى أعلى مستويات العلم و النور .
البؤس مرادفه هو التخلف ,بالإضافة إلى الخوف. الثورة هي السبيل لفك العزلة و رفع الظلم و إبعاد التخلف و الخوف , و عودة العاقل إلى حظيرة العقلاء.
العاقل هو من يتحدى التخلف , و اللبيب هو من يبحث عن وردة لا ينتظرها
آخر نصيحة يا شباب
إن كنتم تؤمون بان الله يوزع الأرزاق فانتم واهمون و عقولكم أصفار على أصفار
وان كنتم تؤمنون ان الشيطان أو شقيقه في الرضاعة إبليس يعاكسكم لنيل حقوقكم فانتم واهمون أيضا . إلى اللقاء
الفرزدق يهجو الشياطين...
ألا قد بات يوضع ناقتي ... أو الجن , إبليس ,بغير خطام
يظل يمنيني على الرحل داركا ... يكون ورائي مرة و أمامي
يبشرني أن لن أموت و أنه ... سيخلدني في جنة وسلام
فقلت له هلا أخيك أخرجت ... يمينك من خضر البحور طوامى
رميت به في اليم لما رأيته ... كفرقة طودى يذيل وشام
فلما تلاقى فوقه الموج طاميا ... نكصت و لم تحتل له بمرام