أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة عباس التميمي - المرأة الثانية














المزيد.....

المرأة الثانية


سميرة عباس التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 17:20
المحور: الادب والفن
    



امرأة عابرة

ايها الساكسفون العابر
اتشعر بالوحدة مثلي؟
القاعةُ غارقة بالكراسي
الصامتة
وكؤوس الويسكي
على الطاولات تنتظر
من يرتشفها
تمرُ عازفاً لوحدك
ويتسللُ خيال رجلٍ
من مكانٍ ما
فتنتابني ذكرى حزينة

****

في الليل القارص
يصمتُ الساكسفون
تحت زخات الثلج
ويتدثر صاحبه
بانفاس المارة
دراهم معدودة متحجرة
تزفرُ حلمها في القبعة
القديمة
وتُداعب مخيلة البؤساء

****

تتذبذبُ موسيقى
الساكسفون
من نهاية نفق مترو محدب
على حُزمة ضوءِ
سنونو
ورغيف خبزٍ وطعام
من بسمة الشتاء
الخاطفة
بجعٌ اسود
يلتقي بجعٌ ابيض
جناحٌ بجناح
يرقصُ على سطح
سراب بحيرة
أتراه ضل طريقه...!؟
ام تراه
يبحثُ عن ضالته...!؟
لا تظلموه
في الوجعِ
هو كالأبيض

****

في القاعةِ المنيرة
بجعٌ ابيض
على بحيراتٍ
من نوتات البيانو
وفرسانٍ
على
شمعٍ ابيض يرقصون
بليلةِ الميلاد
ونجمةٌ تضيء
دفئاً
في روح معتمة
في وهلةٍ
والبردُ فاصلنا
تطربُ جناحيا
اتصفحُ سعادتكم
اتطلعُ لرفقتكم
فهل اجدُ مكاناً لي
بينكم!؟

****

يتلفحني جمود الليل
فتستديرُ عينايّ
الزجاجيتان
بحثاً عن بحيرتي
وتغور يديّ في جيوبي
فلا تجدُ إلا ندف ثلجٍ
اشتري بها بطاقةُ دخولي

****

احسب ان عينيك
مضللتان ومضيئتانِ
تطرفانِ
من ليلٍ ما
دروب يديك متجمدة
اقدارها شائكة
وأنا في ربع طريقي
ولا ارغب في استكمال
طريقي عليها

****

حين اراك في البحرِ
تمرحُ مع الشمسِ
بعيداً عني
اختلقُ كتفاً
من الرمالِ
تتفتتُ اوجاع دموعي
وكأوراق الخريفِ
اتساقطُ
في دهشةِ الجداولِ
ورحيلِ الطيورِ

****

ايها الغريبُ
عني
غريبٌ بطبعك
غريبٌ برائحتك
اتريدني ان اشاطر
آنية الزهورِ
قسوتها
والزهورِ أحزانها
في فؤادي
تجري دموع سرو
لسريرك الوثيرِ
عطر إمرأة
على وسادتها
خصلةُ شعرٍ
من جبهةِ كتابِ
شِعر
فكيف لي ان اتقاسم
احلام وسادتها
شغفها بتفاصيلِ
وجهك
دفأها بألهبةِ عينيك
يقيناً
لا احب ان ارسم
نفسي
داخل حدود ظلك
اترجمُ خطاك
اهيم بخيالك
اتوهم وفاءك

****

اغلالٌ تخنقني
تصطكُ بين اسنان
الايام
برداُ ومنه ترتفعُ
قضباناٌ
على الجبال الثلجية
حيثُ إقامتي الجبرية
في فصل الشتاء

****

الزهور لا تعمر
في يديك طويلاٌ
عدة ايام
بعمرِ مركبٍ يتحدى
ريحاٌ هوجاء
ورميةُ زارٍ
في طاولةِ النردِ
بين الحظِ والعصيان
يا متقن الاحابيل
والمراوغة
لا يمكنني تغييرُ مجرى
نهرٍ حكمت الطبيعةُ
طريقه
لا يمكنني ان اكتب
حياتك
وقد خطه القدر
قبل ان اهمش
قطعاٌ على خاتمته

****

إلى أي وادٍ
اجدب
تريدنا ان نمضي
نتحدى الزنابق
في عينيّ إمرأتك
والمنطق في اعشاش
الطيور
وزئير الاسود
في عرينها
والضمير حين نلصقه
على شراعِ مركبٍ
تضربه الرعود
وتمزقه البروق
لا اريدك وخاتمُ
حبنا الابدي
مندهسٌ في جيب
سترتك
ليبرق الآخر
ويموت الهوى
والمحبوب
أتصحرُ في بركك
المائية
وتبهتُ إبتسامة غادةٍ
في الربيع
لجبروتك
يسجدُ
الشتاءُ
والربيع
الصيفُ
والخريف

****

تسرحُ عيناي
نحو الشمسِ الغاربة
خلف الجبال الثلجية
وفي الشتاء
اشربُ كوبَ حليب بالكاكاو
الساخن
مع التلفاز
استمعُ إليه
ولا يبالي بأحاديثي
وأتدفأ بالجرائد
والمجلات
وفي الصيفِ
ابعدُ
بالجرائدِ اليومية
قيظ الوحدة
عن وجهي
وتأتيني بين كل شباطٍ
ونيسان
بضمادات الجراح
ترحل
وأبقى
بجسدي المبتل
ألماً
ورائحة التبغِ والمجون
****
في عينيكَ تموت
الايام
تنتحر الطيور
وتُحرق السنابل
من أسرك
سأتحرر
على جبروتك
اتمرد
ومن قدسيتك !
اتبرأ
لأن شروقَ حياةٍ
جديدة
عندك قُداس

****

آسفة
لن اكون الثانية
وفي مقدوري
ان اكون الاولى
انا طائرٌ حُر
وعلى شفاهي
ينبتُ ويفوح
القرنفل
أناشيدي
تحت اجنحتي
وفي سماء النقاء
اطيرُ مع رفيقي
بعيداً عن القيود والاغلال



#سميرة_عباس_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الزيزفون
- حبٌ في إسبانيا
- همسُ الغدير
- شكراً لك
- حرام
- صيف في كأس ربيع
- بحر
- عيد ميلاد سعيد ياأمي
- حب ونبيذ وخريف
- قصيدة(السيف اليماني)
- السيف اليماني
- إسبانيا المشرقة
- إسبانيا
- قصة
- قصيدة(الى روح أبي الطاهرة)
- حب على طريقة راسبوتين (أول حب ..آخر موت)
- الى من ايقظ حرفي
- تمثال طروادة
- في مدرستنا مافيا
- سارا


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة عباس التميمي - المرأة الثانية