نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 17:25
المحور:
الادب والفن
قناة العربية تشتمُ مدينة عراقية .......!
نعيم عبد مهلهل
كجزء من الكبرياء والصلف الإعلامي تحاول بعض القنوات بعد إحساسها أن الجماهير صارت تضعها في مقدمة المرئي والمشاهد من برنامجها أن تستخف بالمشاعر بين الحين والحين وذلك في تقديري جزء من نرجسية الإعلام ووقاحته في جعل مزاجيته واستهتاره تسلية بمشاعر الملايين من مشاهديها وهي بذلك تعلن تبعيتها إلى جناح عولمي لايهمه سوى الاستعلاء مع ذاته ودبابته وما يكروسوفته .
قبل أيام أعلنت العربية خبرا عن قيام الطائرات الأمريكية بقصف مدينة سرت الليبية .وكتبت يافطة عريضة على الخبر المتلفز : طائرات التحالف تقصف مدينة ( تكريت الليبية ) في إشارة منها أن مدينة سرت هي مسقط رأس القذافي وتكريت مسقط رأس صدام .
بعيدا عن صدام والقذافي اللذين حتما ينالان قدرية تاريخية موحدة لاخطاءهما التاريخية ورغبتهما بنيل خلود الحاكم القاسي والصارم بمبررات ثورية لم تعد الشعوب تطيقها الآن .
أقول إن الخبر بيافطته العريضة إساءة لمدينة عراقية ــ عربية لاتتحمل جريرة أن صدام ولد فيها ...فهي لم تنجب صدام فقط .فلقد أنجبت صلاح الدين قبله بكل حروبه الصائبة والتحررية وأخطاءه الطائفية المقيته ..وأنجبت علماء وساسة ومفكرين ...وربما مثلها سرت . فهل تتحمل تكريت وصمة أن تظل ملتصقة بصدام لتصير يافطة لسقوط الطغاة ...!
هذا يعني أن كل المدن التي أنجبت الطغاة عبر تواريخها البعيدة والقريبة ومنها باريس ولندن ومدريد وسانتياغو والقاهرة وصنعاء وموسكو وروما وبكين .ينطبق عليها أن تكون ( متكترته ) تاريخيا ولم يعد لنا أن نفتخر بباريس ولوفرها وبرج أيفلها واراغونها وسارترها لان ملوك آل بورربون الطغاة ولدوا فيها ....
هذا نمط من التفكير السطحي أن يشهر بهكذا مدينة في وصف ظالم وتعسفي ..فقبل أيام نالت تكريت من ظلم الإرهاب وقسوته مثلما تنال مدن العراق بغداد وكربلاء والنجف وكركوك من حقد المفخخين والملثمين والأساطير الكاتمة للصوت والمتعفنة عندما تم غزو مجلس محافظتها وتفجيره ليقتل العشرات من العراقيين ( التكارته ) الأبرياء.........!
أتمنى على قناة ( العربية ) الرصينة أن لاتعيد الكرة فيه وتعيد ألينا التفكير الساذج أن تكون المدن معاطف طغاتها . بل الطغاة هم في قسرية جبروتهم من يجبرون المدن على لبس معاطفهم ..............!
ألمانيا في 3 آذار 2011
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟