أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..














المزيد.....

اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 16:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شباب بعمر الورد يتراكضون باقدامهم الفتية في انحاء الملعب زاعقين غاضبين من ان الكرة أبت ان تدخل في المكان الذي كانوا يتمنوه..فتية قد يكون نزول اغلبهم مدفوعا برغبة تحسس الارضية المجد الغالي والتي لطالما اختزنت آمالهم واحلامهم ومنتهى طموحاتهم وشهدت وقائع خالدة في تاريخ الكرة المصرية..اوقد يكون الملمس الناعم لشباك بيضاء كان اهتزازها مبعث فخر وعلامة مجد ورضا عصي على النسيان او لتلمس متعة التواصل مع تجربة التواجد امام المدرجات وليس فوقها هو الدافع للجل الآخر في تراكضه على نجيل الملعب..وقد يكون فعلا هو الغضب لخسارة لم تكن ضمن حسابات الجمهور..ولكننا لا نستطيع تجاهل ان المشهد العام لا يخلو من ريح سوداء لافحة تريد ان تسود وجه الشباب المصري الثائر..
أتشبعا بنظرية المؤامرة..ام هي الخبرة الطويلة التي تحصلنا عليها من معايشتنا للانظمة القمعية الاستبدادية واساليبها الخبيثة في تصنيع واختلاق الازمات..هي ما يجعلنا نميل الى القناعة بالتقارير الاعلامية التي تحدثت عن انسحاب يبدو انه مبيت لقوى الامن المصرية المكلفة بحماية الملعب الذي جرت عليه المباراة..مما يجعلنا لا نحتاج ان نكون متواجدين في المدرجات لنتوصل الى ان هناك شيئا مريبا كان يعد له في نهاية المباراة التي جمعت بين فريقي الزمالك المصري والافريقي التونسي في اياب دوري الابطال الافريقي..
قد يكون لهوية الفريقين وتمثيلهما لرموز وطنية عريقة عزيزة على قلوب الشعبين الذين كانوا الشعاع والنبراس والامل في الحياة الحرة الكريمة لجميع شعوب المنطقة دورا في استهداف هذا اللقاء بالذات ..وقد تكون جزائرية الحكم هي السبب لما تمثله من اسقاط واستحضار لداحس وغبراء ام درمان ..التي قاد فيها اولاد الرئيس جمعهم المؤمن من الهتيفة والمصفقين وضاربي الدفوف والطنابير في خلاف اقرب الى الحرب مع الجزائر بقضها وقضيضها ظاهره الغيرة على الكرامة الوطنية التي اهدرها مشجعي الفريق الخصم وباطنها فقرة صاخبة في مسلسل الترويج للوريث المنتظر..
ان ما حصل هو استهداف واضح وصريح للشباب المصري..شباب الثورة والالتزام الذي ادهش العالم برمته..شباب الانتفاضة المصرية الابطال ومحاولة رقيعة لتشويه صورتهم من خلال طرح نموذج الشباب الطائش المنفلت المفتقر للشعور بالمسؤولية الوطنية والتي تتحكم به ردود الافعال الغريزية المتشنجة في احط دركاتها..ووضعه كمناظر للحراك الشعبي الذي قاده الجيل الواعي الصاعد المعلم الثوري المناضل في مصر..وقدم من خلاله دروسا ومآثر ستظل تنير الدرب للوطن والامة عبر الاجيال..
رسالة واحدة يمكن ان تتلقفها ايدينا من مثل هذه الممارسات ..هي ان الجماهير لا تستطيع ان تحكم نفسها بنفسها..وان الفوضى والضياع الاقرب الى فقد الوالدين هو النتيجة الحتمية لتسلم الرعاع المتآمرين زمام امرهم وهم الذين عضوا على الايادي البيضاء لاسيادهم وتطاولوا على عروش زعمائهم المتكلسين عتقا وجمودا.. وهذا ما يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا وشفقة من ان نرى هذه التجربة الانسانية العظمى والثرة تجهض من قبل الخبائث التي تساقطت من بين ثنايا مكنسة الاحداث التي مسحت النظام السابق من على وجه الارض..واحالته الى اكثر مناطق التاريخ حلكة وعتمة..
على شباب الثورة ان يعوا ان الاوان لم يحن بعد لارخاء اليد عن سلاح القيم العظمى التي بنيت عليها الانتفاضة الشعبية المباركة..وان اعداء الحرية والشعوب ما زالوا يحتفظون ببعض القدرة على ايذاء التجربة المصرية التاريخية في انجاز حلم الانبياء في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية..وان اللجان الشعبية الثورية التي حمت الثورة وكانت رأس النفيضة ضد الثورة المضادة التي قادها ازلام وبلطجية النظام..والتي اسقطت فكرة الانفلات الامني المصاحب للحراك الشعبي..والتي قاومت اعمال السلب والنهب المنظمة التي اراد بها النظام حرف مسار الثورة عن اهدافها النبيلة..والتي استطاعت بانضباطها ونقاءها الثوري ان تفشل كل محاولات التأثير على شعارها الوطني الوحدوي الجامع الشامل..مطالبة اليوم بحماية روح الثورة وصورتها الناصعة والمسيرة التي خطتها بدماء الشهداء والهادفة الى ترميم ما هدمته الايام وممارسات النظام السابق من سمعة مصر ودورها القيادي..ولتقليل حجم الاسف الذي احس به كل مواطن عربي يشهد أمل الامة وفخرها وبناة غدها المرتجى وهم في هذا الوضع المنفر الشائه..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..
- ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..
- هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..
- خطابان لا ثالث لهما..بقيا لك يا سيدي..
- ليس بالعصي والحجارة يحيا النظام..


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..