المجتمع المصري بداية نظيفة..التحرش الجنسي

هادي ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 15:57
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

المجتمع المصري بداية نظيفة..التحرش الجنسي

علامات الصحة تأتي تباعا في مصر
فالناس في مصر على مشارف العيد
والعيد هذه المرة ليس عيد الفطر ولا عيد الحج
بل هو عيد النظافة
مصر تغتسل
مصر تزيح عنها غبار العقود بل القرون المنصرمة
وثمة قائمة طويلة جدا من العتبات والغرف والسطوح والزوايا والباحات والمرافق التي يتحتم تنظيفها ..وليت الأخرين يرون ويتعلمون..
ويبدو ان التنظيف قد بدأ بالتعرض للوسخ الأخلاقي قبل غيره
ولدى المصريين ارادة تريد ان تحطم الفساد مهما كان واينما كان وكيفما اتخذ
ولكن..
فأن اصدار التشريعات الصارمة رغم انها تعد خطوة مهمة على الطريق الصحيح،لكنها غير كافية ذلك ان التحرش الجنسي في اى مجتمع وكما هو معلوم نتيجة لنوازع وامراض نفسية واجتماعية عميقة ودفينة وهو في نفس الوقت نتيجة لدوافع سياسية واجتماعية واقتصادية لا يمكن معالجتها بالصرامة القانونية وحدها كما لا يمكن معالجتها بالوعظ والأرشاد وحده.
ان الكبت الجنسي مثلا يعد ولأسباب عديدة احد اهم العوامل في تفشي الظاهرة.
كما ان الأنحطاط القيمي كمحصلة لسيطرة ثقافة الفساد والأفساد على مدى عقود وعقود لا يمكن ان يعالج بين عشية وضحاها.
الأمر برمته بحاجة ماسة الى وقفة متأنية جدا وجادة جدا للخروج بتوصيات تتبع المنهج العلمي في تشخيصه و دراسته وفي التوصيات المستحصلة.
وقبل هذا وذاك لا بد من الوقوف امام ظاهرة الأفساد المتعمد للمجتمع المصري الذي مارسته جميع الأنظمة الفاسدة المنصرمةان بدعوى عدم القدرة على منع ومكافحة المخدرات..او بدعوى السياحة ومتطلباتها او بدعوى الفشل في معالجة الفقر تأريخيا او بدعوى عدم كفاية التشريعات او بألقاء التبعة على نتائج الحروب وما خلقته من دماروازمات، وما الى ذلك من التبريرات.
هذا من جانب ومن جانب آخر فأن مراعاة الأسس التربوية المختارة والمطبقة على اساس العلمية منها لا الوعظية المرافقة للعملية التعليمية والتعريف العلمي المنهجي بكل المسائل الجنسية والأجتماعية التي تثير الفضول الطبيعي لدى الضغار والمراهقين.. مع تقديم الأنموذج الصالح في اختيار المعلمين والمدرسين ذكورا كانوا ام اناثا يعد امرا غاية في الأهمية
اضافة لذلك لا بد من تفعيل دور المجتمع في الرقابة على كل الأنتاج الذي تبثه الفضائيات والمسارح ودور العرض وما يجري في النوادي( الأجتماعية والرياضية ..) ان كأفلام او اغاني وما الى ذلك وايضا لابد من تفعيل دور الرقابة الأجتماعية على السلوك الأجتماعي المنفلت خصوصا في اوساط المراهقين وفي كل مكان..
كما ان دراسة مسألة الأختلاط بين الجنسن في جميع المراحل في اطار من الجدية العلمية والأجتماعية الهادفة الى غرس الثقة والأحترام بين الجنسن يعتبر في اساس عملية التغيير نحو مجتمع يثق ويحترم نصفه نصفه الآخر.
وتعد مٍسالة المحاربة المتصلة والمتواصلة والجادة للفكر الرجعي، الذي يحط من قدرومكانة المرأة في المجتمع ويحرض على اعتبارها عورة ويجعلها في مستوى دوني عن الرجل، الأمر الأكثر اهمية في مجمل هذه السياقات.
ويبقى ان نذكر بوجوب ايجاد تشريعات تبطل كل امكانية لتعاقد زواجي في غير المحاكم المختصة التي يجب ان ترفد بتشريعات متطورة ومدروسة تلغي من خلال تطبيقها امكانية ان يكون الفارق في السن مثلا بين المتقدمين للزواج اكثر من عشر سنوات . وان تضع عقوبة صارمةعلى ولي الأمر اذا زوج ابنته دون ان تبلغ الثامنة عشر من عمرها. وينبغي ان تشرع قوانين يلزم البنت ان تستشير مجلس الخبراء او مجلس القضاة (المختلط جنسيا) قبل ان يصرح لها بالموافقة على عقد زواجها.
والأهم هومنع تعدد الزوجات اطلاقا
ويبقى اخيرا وليس آخرا وضع كوتا 50 بالمئة لتعين العاملات والموظفات في المرافق الحكومية ويستثنى منها فقط بعض الجهات نظرا للطبيعة الخاصة شرط ان تستحصل موافقة البرلمان او مجلس الشعب او مهما كان الأسم على ذلك الأستثناء بتشريع.
ان النهوض بالمجتمع المصري في الجوانب الأقتصادية والأجتماعية والثقافية مما يرفع من مستويات المعيشة ويخلق مناخا اكثر صحية ونقاءا سيساعد كثيرا على اختفاء ملحوظ للكثير مما يشكو من المجتمع حاليا

#هادي_ياسر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات