|
مَصر بَينَ فكي كماشة الطّنطَاوِي والإخوَان
فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 02:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يَسُوسُونَ الأُمُورَ بِغَيرِ عَقلِ وينفُذ أمرُهُم ويقال سَاسَة فأفِّ مِنَ الزّمَانِ وَأُفّ منّي وَمِن زَمَن رِياستُه خَسَاسَة قلت في احدى مقالاتي في شهر شباط ان تاسيس حكومة مصرية جديدة تحتفظ بالحقائب الوزارية الثلاثة الأساسية: الدفاع، الخارجية، الداخلية برهان ساطع على ان حسني مبارك ونظامه وحزبه لا يزالون يحكمون مصر. قبيل ثلاثة ايام من ذاك التاسيس زارت وزيرة الخارجية الامريكية والبريطانية مصر واجتمعا بأحمد شفيق . بعد الزيارة بيومين أُعلن عن تشكيل وزراة حسني مبارك الجديدة الذي نقل مقر عمله من القاهرة الى شرم الشيخ بحجة المرض والنقاهة. فيبدو ان الوزيرين قد امليا على شفيق منظومة الوزارة الجديدة. وكتبت في إحدى مقالاتي- في 1-3-2011 ( يا ثوار مصر ويا شباب مصر. لقد بدأت ثورتكم للتو. لقد انتفضتم أولا من أجل إسقاط سراق الثروة ، أما هذه المرة فمن أجل قطع أيادي سراق الثورة.) وكتبت في 19-3-2011 في جريدة المشرِق الجديد ما نصه : (المؤامرات لم ولن تنقطع وخاصة في هذه الفترة الحساسة. فترة النقاهة ان صح التعبير. ومن هذه المؤامرات تكتيك لابقاء حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ بحجة المحاكمة او ما الى ذلك من تمثيليات درامية كوميدية.فقد جاء ذلك بناء على طلبه وطلب الولايات المتحدة فمجرد وجوده داخل اراضي مصر يعني انه ما زال يحكم مصر من تحت!!! اي بصورة غير رسمية غير مباشرة عن طريق افراد حزبه وعناصر مدفوعة باغراءات المال والرشاوي ما يمكن تسميتهم ببلطجية محترمة كامنة غير فاعلة فوق، فعالة تحت. أو ذئاب في ملابس الخرفان. ) وكتبت في 2-3-2011 في الحوار المتمدن ما نصه: ( فقد حولت سياسة مبارك التجويعية شعب مصر الى ممثلين فخرج هو كأفضل ممثل من المعمعة. هو والمشير طنطاوي يمثلان محمود المليجي وتوفيق الدقن خير تمثيل في فلم للأشرار الدور الرئيسي فيه. الحكومة هي هي ، والدستور مخدر ومضيعة للوقت ، الوضع شبيه بمباراة غير متكافأة – مع كل الأجلال والأحترام للثورة الفتية - يتقدم فيها فريق المشير طنطاوي بأهداف سجلها على الشعب لصالح مبارك ونظامه.) ومن هنا أهيب بالجماهير والشباب المصري من الآن فصاعدا ان تحتشد امام مقر الحكومة كلما جاء احد من المسؤولين الكبار الغربيين وخاصة البريطاني والامريكي للإجتماع بالحكومة المصرية الحالية او اللاحقة هاتفة: ارحل، ارحل. كل مسؤول غربي هو الآن مشبوه ويقدم رشاوي ( في صورة مساعدات مالية –كما حصل في زمن مبارك- وما الى ذلك تحت مسميات مختلفة وكذلك تمويل وتجهيز الجيش) مقابل تسليم البلاد اليهم. وكتبت ان بريطانيا هي الآن بصدد تدبير مؤامرة واجهاض الثورة المصرية ونسفها برمتها. وأول خطوة الى النسف بدأت ببقاء الوزراء الثلاثة في مناصبها. ان هاتين الدولتين كانتا ولا تزالان تستغلان وتستعمران الشعوب بتسليط الدكتاتوريات عليهم من اجل تأمين مصالحهم وإطلاق اياديهم في نهب خيرات الشعوب المقهورة على مبدأ التقاء المصالح. فهذا النوع من التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان تحت شتى الذرائع لهو أحدث أنواع الأستعمار، واشدها فتكا وتنكيلا بالشعوب من الإستعمارين القديمين: العسكري والأقتصادي. فالدولتين العريقتين في نهب ومص دماء الشعوب وضعتا بالامس ايديهم في يد سفاح ليبيا ولاندري لحد اليوم بالضبط ما هو موقفهما تمامامن الاحداث الجارية في ذاك البلد. ويعد اسبوعين من بدأ ثورة اللوتس بينما كانت الضغوط تتزايد على مبارك للرحيل سمعت خبرا على لسان ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية وباللغة الأنكليزية مفاده : ( ان واشنطن لا تعارض مجئ الإخوان الى الخطوط الأمامية في أية حكومة مصرية قادمة. ) وقد سمعهما العالم كيف ابدوا مخاوفهم مرارا من الأخوان قبل سفرة مبارك الميمونة للأستجمام في المنتجع الصيفي الذي يسيل له لعاب سكان أوربا. هنا يكمن حجم المؤامرة الكبرى التي تحاك الآن وستحاك مستقبلا ضد الشعوب المتحررة حديثا والتي ستتحرر تباعا. فالغرب وخاصة بريطانيا وامريكا لا تزال تتعامل مع شعوبنا على المبدأ المكيافيلي: الحاجة – الغاية- تبرر الوسيلة. وسمعت بأذني وزيرة الخارجية الأمريكية تقول في خضم الثورة القائمة في مصر: ((نتباحث مع حلفائنا امكانية السماح لجمهورية ايران الإسلامية لأن تلعب دور اكبر في المنطقة لو دعت الضرورة إلى ذلك. )) العاقل يدرك ما يكمن وراء هذه المداعبات التي تأتي في وقت تناقص ضخ النفط الليبي الى حد كبير وربما سيؤول أو انه قد آل بالفعل الى التوقف الكلي. وزبدة القول ان الدولتين تفضلان حكومة اسلامية أو شبه إسلامية بعد زوال الدكتاتوريات الوحشية ما دامت هذه الحكومات تسد الطريق امام اقامة حكومة ديمقراطية منبثقة من الشباب والمفكرين والواعين المتسلحين المتحصّنين بالعلم والمعرفة والنضج الفكري والوعي . لأن بروز العناصر الجديدة الواعية النزيهة على الساحة السياسية والملتحمة مع الشعب والمنبثقة من عمق وقلب الشعب سوف يساهم حتما آجلا أو عاجلا في تقدم البلاد واستقلاليتها التدريجي في اتخاذ القرار بمعزل عن الدور والمشاركة الخارجية وتدخلها في رسم سياستها الخارجية والداخلية كما تشاء. فالغرب تفضل حكومة دكتاتورية غير المستندة على قاعدة شعبية والتي تستند مقومات بقائها على الدعم العسكري والتقني والأمني – والمالي- الذي تقدمه الحكومات الغربية اليهم وما توفره من حماية لهم ولثرواتهم المنهوبة إذا أزفت ساعة الرحيل. وبعد زوال الدكتاتورية فحكومة اسلامية او على الأقل حكومة تضم عناصر اسلامية معتدلة خاصة لها الباع الطولى في صنع القرار. لأن هذه كتلك ترتبط مصالحها مع مصالح الغرب . طالما انها لا تمثل الشعب ولا طموحاته ولاتطلعاته وتقيد مسيرة تقدمه وتمعن في إذلاله وتخلفه وبقائه معتمدا أبدا على الدعم الخارجي راكعة متوسلة بما تقدم موائدهم العفنة من فتات الخبز . كما حصل للعراقيين الذين تناولوا ولا يزالون اصنافا من الطعام لا تصلح معضمها للأستهلاك البشري!!! فلولا تدخل رجال الدين في الشؤون العراقية واحتلالهم لمناصب حساسة وبمساعدة ودعم مبطن من قوى الأحتلال الأمريكي وغسلهم لادمغة الشباب واثارة النعرات المذهبية والطائفية لكان العراق الآن بلدا نموذجا للديمقراطية الحقيقية ومثالا يُحتذى. وهاهي الأمور كيف انحرفت عن مسارها: بدأت ثورة التونسية بالحريات ومكافحة الفساد ، لتنتهي بالحجاب والنقاب .ومواد الدستور المصري صيغت أخيرا وفق الضوابط الشرعية الإسلامية وبمباركة ورعاية المشير طنطاوي مستلم الرشاوي من سوزان مبارك أم البلاوي. والحلّ لمن يسأل: الهتاف المليوني في ميدان التحرير بعد جمعة الأنقاذ، اي في الجمعة الثانية من الآن: الشعب يريد إسقاط الطنطاوي.
مُلَ المَقَامُ فَكَم أُعاشِر أُمّة أمَرَت بِغَيرِ صَلاحِها أُمراؤُهِا ظَلَمُوا الرّعِيّة واستَجَازُوا كيدَهَا وعَدَوا مَصالحَهَا وهُم أُجَراؤُهَا 2-4-2011
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة تكتمل بإسقاط المشير طنطاوي
-
هكذا خاطب الأسد الأغنام
-
حلّ البعث هو الحل لسوريا
-
لأن ألوطن في خطر
-
لأن سوريا لفي خطر !!!
-
بشار الأسد : هل هذا الشبل من ذاك الأرنب؟
-
عمرو موسى والأكلة الدسمة الجديدة
-
المرأة الكردية :جمال، مساواة ، وصلابة الجبال
-
المرأة الكردية : مساواة ، جمال وصلابة الجبال
-
ومِن القََول مَا أحيا
-
الدستور هو دستور حسني مبارك
-
بشار الأسد يزود القذّافي بالسلاح والطيّارين
-
ألكِّلابُ أوّلا
-
المشير طنطاوي يمثل دور الشرير في فلم كوميدي اسمه الدستور
-
بريطانيا وامريكا: الإخوان إخوان
-
ألكَلب ووَظِيفَةُ الإسفَنج
-
الحكومات الغربية تكافئ مجرمي الحرب!!
-
دكتاتوران في كوردستان
-
جَيشُ مِصر...ووظيفَةُ الأِسفَنج!!
-
استشراء الفساد في كردستان العراق
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|