ماري تيريز كرياكي
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 14:44
المحور:
حقوق الانسان
يزحف زوار الفجر على الجثث ... ينشروا الرعب ... ويأتوا من حيث لا تدري ... رغم أنك قد أسقطتهم من حسابك ... لكنهم مصرون على تذكيرك أن حجافل التتار ما زالت تمارس كل أنواع القمع والتنكيل على كل من يأتي في طريقها.
وكما زوار الفجر في القرن الماضي يأتي زوار الفجر في فيينا لإرهاب الناس وترويعهم ... لكي يتساووا بذلك مع الأجهزة الأمنية في عالمنا العربي ... وليأكدوا مقولة "كل من ليس معي فهو ضدي".
يضربون ضربتهم ويختفون كالخفافيش ... وبعملهم هذا لا تقدر حتى على احترامهم ... فالرجولة تقتضي الثبات على الرأي والقناعة والدفاع عنها علناً ... وليس الالتفاف والتخفي ...
بتهديداتهم يهدفون إلى دب الرعب في القلوب ... بضربات تزلزل الأرض من تحت أقدام ضحاياهم ... ولا يتورعون حتى عن سلوك أحط الأساليب وأدناه ... من أخلاقية وحياتية ... يتسللون إلى حياتنا ويعيثون فيها فساداً .
يتكلمون عن ممارسات السلطات القمعية في البلاد الأم ... ولا يتورعون عن مزاولة نفس الممارسات ... ترى الغدر في عيونهم ... وتحس بأنفاسهم المثقلة بالحقد ...
كيف لهم أن لا يفهموا الدرس ولا يستوعبوه ... فما كان يحدث سابقاً لا يمكنه المرور بنفس الهدوء والسلاسة... وكيف لهم أن ينسوا أن الأشجار تسمو شامخة ... وتعلو رؤوسها إلى العلاء ... وتضرب بجذورها أعماق الأرض ...
وكما بدأ الشعب في البلاد بالتدرب على الإحساس بالحرية ... وكان أحد أهم شعاراته "ما في خوف بعد اليوم" وعمد على ترديده ... وكأنه بصوته العالي يعمل على ترسيخ هذا الإحساس لديه ... كذلك نحن هنا في فيينا نحاول اقتلاع الخوف المعشش في أعماق ذاكرتنا وفي وعينا وفي اللا شعور...
ننتفض ... وتدخل رياح الحرية إلى قلوبنا ... هذه الرياح التي يعود الفضل إلى البوعزيزي بقدومها، البوعزيزي الذي تمكن بلتر ونصف من البترول من إنارة شعلة الحرية في العالم العربي ... ولم تتمكن براميل النفط في كل هذا العالم عن إضاءة حياتنا ... والتي نشكر الله أننا قد عشناها قبل أن نموت.
لم يتعلم زوار الفجر من دروس التاريخ ... ولم يفهموا أن دوام الحال من المحال ... وأن لا بد للفجر أن يبزغ ولشمس الحرية أن تأتي على كل من يعيش على وجه هذه البسيطة.
#ماري_تيريز_كرياكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟