أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - تركيا والازمة البحرينية














المزيد.....

تركيا والازمة البحرينية


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 14:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تعد تركيا اليوم لاعبا اقليميا فاعلا في مجمل الشرق الاوسط خاصة بعد قناعتها بعدم المقدرة على الانضمام الى الاتحاد الاوربي , الامر الذي قادها الى اعادة توجيه دفة السياسة الخارجية فيها وعبر الاستثمار لمعطيات الجغرافية – السياسية التركية , نحو الاهتمام بشكل اكبر بدول الشرق الاوسط والانغماس في عمق التفاعلات والاحداث الجارية فيه حاضرا ومستقبلا , كي لا تخسر اليوم مالا ينفع التندر عليه مستقبلا , على اعتبار ان الفرصة هنا سانحة اكثر من اي وقت مضى في ظل المعطيات الداخلية التركية والاوضاع الاقليمية المجاورة لها في تلك المنطقة , من اجل القيام بمثل هذا الدور .

ازاء الاوضاع الجارية في البحرين , التي بدات حدة توترها بالتصاعد عبر التدخل المباشر لواحدة من القوى المهمة في المنطقة وهي الممكلة العربية السعودية وعبر ارسال قوات درع الجزيرة وفي ظل التنافس الواضح المعالم مع ايران , بدات السياسة الخارجية التركية بالتوجه لاستغلال فرصة لعب دور الوسيط في حل الازمة الناشبة هناك من منظور الرغبة في ايجاد طرف محايد بين الجماهير والقيادات الحاكمة في ذلك البلد من جهة , ولأنهاء التوتر والخروج من عنق الزجاجة الذي هو فيه اليوم بفعل التنافس الاقليمي من جهة اخرى .


الموقف الرسمي الاول لتركيا جاء على لسان وزير خارجيتها الذي صرح قائلاً " ان ارسال قوات من مجلس التعاون الخليجي الى البحرين قد ادى الى تصاعد التوتر الحالي " , وهي رؤية متعقلة لما يجري في البحرين على اعتبار ان تركيا تدرك حجم القوى الخليجية من جهة وتدرك من جهة اخرى خطورة التنافس مع قوة اقليمية مهمة مثل ايران , في ضوء تصعيد اللهجة الطائفية في خطابات القادة السياسيين التي صورت مطالب البحريين ومواقف الدول الداعمة لهم من منظار طائفي , وارادت العديد من وسائل الاعلام تعميق هوة الخلاف البحريني عبر تصوير المعارضين لتلك المطالب من منظار طائفة اخرى , حتى تحول الامر وكانه صراع طائفي مقبل في البحرين وليس حركة احتجاج شعبي تهدف الى الاصلاح .

في ظل ادراك الاتراك لخطورة هذه اللعبة اليوم , بدا التحرك نحو تقليل حدة الفجوة اولا بين البحرينيين وحكومتهم من ناحية , ومن ناحية اخرى دعوة اطراف الازمة الى الحوار المباشر للابتعاد بشبح العنف بعيدا عن حدود هذه اللحظة الملتهبة في تاريخ المنطقة , عبر اعادة ترتيب الاوراق والاولويات لهذه الاطراف لا في البحرين فحسب وانما في مجمل منطقة الخليج . وهو ما سيعطي للسياسة الخارجية التركية مزيدا من القبول في الاوساط الشعبية والرسمية في العالم العربي , اذا ما تمكنت من تحقيق نوع من الانسجام في حركة وتفاعلات السياسة الاقليمية في البحرين .

من زاوية اخرى نجد بان هنالك تحذير عالي اللهجة موجه من القيادة التركية ممثلة بالسيد رجب طيب اردوغان يؤكد فيه من مغبة تحويل البحرين الى كربلاء جديدة , وهي اشارة ذكية لا تخلو من استخدام للغة الدبلوماسية في التحذير من حجم الخطر الذي يتهدد المنطقة فيما اذا ما تم تفعيل البعد الطائفي في تفسير احداث البحرين , وكانه بذلك يريد القول بان تحرك القوات السعودية بهذه الطريقة سيفسر على انه حرب طائفية تشن ضد الشيعة في البحرين , مما سيعمل على استنهاض همم الشيعة في باقي دول العالم ودفعهم للقيام باعمال عنف طائفية . لذا كانت هنالك رغبة امريكية – تركية مشتركة بضرورة عدم تدخل السعودية بشكل مباشر في احداث البحرين , لحساسية الموقف هناك . وهو امر ايضا ذو علاقة بالتوازنات الاقليمية في المنطقة عموما اريد له ان يختل اتزانه بفعل الصراع بين قواه المختلفة .

يبدوا ان صناع القرار السياسي في تركيا يدركون اليوم ان مصلحة بلادهم تكمن في لعب دور اطفاء الحرائق التي تشعلها الدول المتنافسة في هذا الاقليم , وهو ما يعد عنصراً مهاً لتحقيق التوازن في ظل البراغماتية الجديدة التي كان مهندسها الاول وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلوا الذي تحدث عن هذا الدور التركي في كتابه ( العمق الاستراتيجي : موقع تركيا و دورها في الساحة الدولية ) قائلاً " ان من اهم الشروط الضرورية لتحقيق سلام طويل المدى في المنطقة , هو ان يرتكز التعامل مع الدول ( المهمة في الاقليم ) على ارضية منطقية . ولما كانت القوى الخارجية تدرك ان مثل هذه الارضية المنطقية ستعوق الاعيبها ومناوراتها في المنطقة , فقد دأبت على اتباع سياسة تحقيق التوازن من خلال التحالفات الثنائية . وهنا ( كما يرى اوغلو ) يتوجب على تركيا اتباع اسلوب من شأنه تخفيف التوتر بين هذه الاقطاب في اطار استراتيجية اقليمية متزنة بدلا من اتباع سياسة متوافقة مع مثل هذه المناورات . هذا الاسلوب هو الاكثر ملاءمة لمصالح تركيا وهو ايضا الاكثر ضمانا لتحقيق السلام في المنطقة . واذا تمكنت تركيا من ابداء مهارة دبلوماسية في هذا المجال , فسوف تكون قادرة على الضغط بقوة على التوازنات الاقليمية في اية لحظة " .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحرين وقرار الحرب ضد ليبيا : هل من علاقة ؟
- الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن
- امام انظار وزارة التعليم ... مع التحية
- رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من ...
- صدور الكتاب الاول للدكتور دياري صالح مجيد
- طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!
- السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حس ...
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - تركيا والازمة البحرينية