حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 08:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العدس مثلنا تماما يخضع لقدره ويمكن وصفه (بالمقرود) أو (المنحوس) نظرا لتواضعه بالمقارنه مع فوائده العظيمة كأغلى وأغنى البقوليات على الاطلاق التي تعادل اللحم في القيمة الغذائية لكن تاريخه لم يمنعه من أن يبقى غذاء الفقراء وترتبط سمعته بقلة الحيلة والدروشه فيما بقي رفيقه الكافيار الذي لا يضاهيه لذة وجاذبية غذائية مرتبطا بالعز والفخامة دوما وأبدا..
لكننا أيضا اضطهدنا هذا (العدس) وقتلناه احتقارا ، بل وظلمناه حتى في أمثلتنا الشعبية التي تقول : ( الي ما يعرف.. يقول كف عدس) في إشارة الى الحكم على الآخرين بظاهر الأمور وقشرتها التافهه في حين خلف الأبواب والنوافذ حكايات غير قابلة للنشر.
رغم هذا حاول هذا المسمى عدسا مغازلة الأغنياء وثقيلي الأوزان عندما دخل موسوعة الطبخ كأشهر وأسرع ريجيم يعرف ( بريجيم العدس ) ، هذا لمن يختار أكله بشكل يومي الى ما شاء الله طامعا بالذوبان جوعا وحرمانا ، أما من اضطر الى أكل العدس يوميا مرغما ليس إلا لضيق الحال فإن نتائجه حتما تتجاوز الشعور بالقرف والاحباط وقد تؤدي الى جرائم قتل وتنكيل كما حدث في المغرب عندما أقدم زوج على قتل زوجته التي رفضت إعداد وجبه أخرى غير العدس جاهلة ما يسببه الملل المتكرر من أكله من كوارث أخلاقيه وحروبا عائليه قد تنتهي بمصائب من النوع الثقيل ، حدث هذا أيضا عندما أقتلع زوج سعودي في لحظة غضب عين زوجته اليسرى لأنها قرأت لائحة طلباته بالخطأ فأعدت له شوربة العدس بدلا عن شوربة الحريره ..
على العموم هذا ما يسببه الأكل اليومي للعدس في أسوأ الأحوال أما في أحسن الأحوال فهو يذكرني بتعليق بعض الأزواج العرب الفخورين بتخمتهم العاطفيه اذا ما رغبوا في تبرير خياناتهم المتكرره قائلين باستهجان وسخريه " كل يوم عدس " !!
و بالترجمه الخليجيه قد تصبح ( كل يوم كبسه) أو " كل يوم برياني " !!
أنا شخصيا أقبل هذا المبدأ مضطرة فقط حتى لا أفقد عيني اليسرى أو حياتي في لحظة ثورة عدسيه بامتياز .. طالما تمنيت كوني شاعره نهاية أكثر رومانسه من الموت بسبب هذا المسمى عدسا !!
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟